مجلة الرسالة/العدد 349/تحقيق تاريخي
→ العقلية الألمانية | مجلة الرسالة - العدد 349 تحقيق تاريخي [[مؤلف:|]] |
محمد تيمور ← |
بتاريخ: 11 - 03 - 1940 |
عام الفيل وميلاد الرسول
(تقدمة تحية إلى الدكتور محمد حسين هيكل باشا)
للدكتور إسماعيل أحمد أدهم
عام الفيل
كان الرأي الشائع في الدوائر التاريخية العلمية أن المصادر اليونانية لم تتحدث عن تعرض الأحباش للحجاز، ولا عن سفر الفيل غير أن المباحث الدقيقة التي نشرها المستشرق العلامة تيودور نولدكه عن تاريخ صلات الفرس بالروم. بينت أن المؤرخ بروكوب اليوناني تحدث عن تعرض الأحباش للحجاز بتحريض الروم، ومن ذلك الحين اتخذت الدراسات التاريخية وجهة أخرى تبدأ فيها بدراسة الوقائع من وجهة نظر المصادر اليونانية، وتمحص على أساسها ما ورد في كتب المؤرخين العرب، وهذه الوجهة التي مال معها المستشرقون صحيحة الأسس، لأن مؤرخي العرب تأخر بهم العهد نحو ثلاثة قرون من الزمان، تدرجت فيها وقائع الجاهلية العربية على الأفواه وتنقلت على الألسنة في فترة من الزمان، حمل في تضاعيفه من الأسباب القوية ما يجعله يتناول الواقعات والحوادث التاريخية بتأثيره، فينسج من حول مادتها الأقاصيص المتقومة بروح العصر وهكذا كان أن سلمت وقائع الجاهلية العربية لعصر التدوين في القرن الثاني للهجرة، بعد أن غابت حقائق هذه الوقائع في تيه من الأساطير التي حيكت من حولها والتي غطت على أمرها، ومن هنا تجد للمصادر اليونانية قيمتها التاريخية، باعتبارها مصادر معاصرة للوقائع التي جرت، ومن هنا يمكن اتخاذها محكا لدراسة الروايات العربية، واستخراج العناصر التاريخية منها
يذكر لنا بروكوب إنه في السنة الخامسة من حكم الإمبراطور جوستنيان، أعني حوالي سنة 530 ميلادية، حمل الأحباش على اليمن واستولوا عليها. وهو يصوّر أسباب هذه الحملة اعتماداً على ما يقدره يوحنا المؤرخ اليوناني فيقول: إن يوسف ذا نواس (دومينوس الحميري: عند يوحنا) قبض على بعض التجار من نصارى الروم وقتلهم، واستعبد نصارى نجران، وأخذ يقطع السبيل على تجارة اليونان، فكان نتيجة ذلك أن كسدت التجارة وساء الحالة الاقتصادية. وقد تضرر من هذه السياسة أقيال اليمن، فخرجوا تحت لواء أحدهم، وهو (أيدوج) الوثني، وجرت بينهم وبين ذي نواس معارك وحروب لم يثبت فيها، وانتهى أمره بأن قتل، وانتهز الأحباش فرصة تحارب اليمنيين فشنوا الغارة على بلاد اليمن تحت قيادة (أبرهة) - الذي كان في الأصل عبداً لأحد تجار الروم النازلين ثغر أدوليس - وفتكوا بأيدوج، وأخضعوا اليمن لسلطة نجاشي الحبشة
غير أن المصادر العربية تجعل من أيدوج هذا قائداً حبشياً، وتسميه أرياط وأنه باسم النجاشي حارب ذا نواس، وبعد أن تغلب عليه حكم اليمن؛ إلا أن (أبرهة الأشرم) أحد قواد الحملة الحبشية ثار عليه ونجح في إزاحته عن السلطة، وتمكن من قتله وبسط نفوذه على اليمن كلها وحكمها باسم النجاشي. ونقطة الاختلاف هذه من الممكن تحقيقها، لكنها لا تقع من غرضنا في هذا البحث، وإنما الذي يهمنا تقديره أن المصادر العربية تماشي المصادر اليونانية في أن اليمن سقطت تحت حكم الأحباش بعد عهد ذي نواس (دومينوس). وبعد أن استولى الأحباش على اليمن واستقروا فيها مدة، حدث أن أرسل الإمبراطور جوستنيان سفيراً يدعى جوليان، عرض من قبله على النجاشي فكرة عقد محالفة مع الروم ضد الفرس، ويكون دور الأحباش فيها التعرض للفرس من جهة بلاد العرب المتاخمة لجنوب غربي الحدود الفارسية، وذلك لتخفيف الضغط على الروم في صراعهم مع الفرس على تخوم الحدود بين الإمبراطوريتين. وهذه السفارة حدثت في حدود سنة 540 ميلادية، كما يعين ذلك التاريخ المصادر اليونانية، في وقت كانت الصلات قوية ووثيقة بين النجاشي وإمبراطور الروم. ومما لاشك فيه أن جوستنيان اعتمد على هذه الصلات أولاً ووحدة العقيدة الدينية التي تجمعه بنجاشي الحبشة ثانياً، ليطلب مؤازرة النجاشي له في الحرب التي اشتدت بينه وبين كسرى أنو شروان سنة 540 ميلادية
ولم تكن فكرة إمكان مساعدة الأحباش للروم في صراعهم ضد الفرس، إلا فكرة خيالية لا يمكن أن تتحقق في عالم الواقع. إذ لم يكن الأحباش أصحاب أسطول بحري ضخم يمكنهم من غزو فارس من جهة الخليج الفارسي، ولا كان في إمكانهم إرسال حملة من اليمن قاعدتها في بلاد العرب عبر صحرائها للتعرض للتخوم العربية الفارسية، لأن طبيعة تضاريس بلاد العرب، لا تجعل وجهاً لإمكان نجاح مثل هذه الحملة. وقد أمكن النجاشي أن يدرك هذه الحقيقة، لإلمامه بالموقف الذي غاب عن الروم وقيصرهم ومن هنا كانت المماطلة دائماً من جانب النجاشي والاعتذار عن إمكان تقديم مساعدة فعالة للروم في صراعهم ضد الفرس. فلما اشتد الصراع وبلغ أقصاه سنة540 ميلادية، وأرسل جوستنيان رسولاً خاصاً (سفيراً) هو جوليان، اضطر النجاشي مجاملة أن يأمر عامله على اليمن، أبرهة، أن يرسل قسماً من قواته شمالاً على زعم التحرك للتعرض للتخوم الفارسية. والطريق الطبيعي الممتد من اليمن إلى حدود فارس يمر بمكة وينتهي عند وادي الرمة أحد روافد الفرات فيما مضى. ومما لا ريب فيه أن الأحباش اتخذوا هذا الطريق مسلكهم نحو الشمال. غير أن القوات التي أرسلوها حين انتهت إلى الحجاز، كان التعب قد نال منها والمرض قد أفنى معظم رجالها، والجدري فتك بجنودها فاضطر الأحباش أن يسحبوا قواتهم ويعتذروا بخسائرهم إلى الروم، ويقفوا عند هذا الحد. غير أن العرب من سكان الحجاز كان قد هالهم تقدم الأحباش في جيش عرمرم (بالنسبة لهم) ورأوا أنهم يبيتون لهم شراً، فلما أصيبوا بالوباء، ورجعوا، أيقن العرب أن ذلك أثر من تدخل العناية الإلهية التي حفظتهم مما كان الأحباش يبيتونه لهم. وهذا هو المصدر التاريخي الذي حيك من حوله كل روايات العرب عن سفر الفيل
تروي المصادر العربية أن السبب في تعرض الأحباش لمكة يرجع إلى أن أبرهة الأشرم شيد هيكلاً في صنعاء حاضرة اليمن، وذلك بغية صرف الناس عن الكعبة. غير أننا نعلم من المصادر المسيحية أنها لم تشر البتة إلى مسألة بناء هيكل جديد في صنعاء حاضرة اليمن (العربية السعيدة على عهد أبرهة. هذا فضلاً عن أن المؤرخ أوزيب في بحثه عن (تاريخ الكنيسة)، يتناول بالذكر النصارى من العرب وقساوستهم وأصحاب المآثر منهم على الكنيسة، وهو لا يذكر شيئاً عن أبرهة، وعن تشييد هيكل في صنعاء
غير أننا نعلم أن المسيحية كانت منتشرة في نجران، وفي بعض المناطق من اليمن، وأنه كان باليمن قسس من النصارى على عهد حكم الأحباش لها. ولاشك أن هؤلاء القسس الذين يرعون شؤون طائفتهم الروحية، كانوا يتخذون لأنفسهم في حاضرة اليمن هيكلاً، يظهر أنه كان النواة التي حيكت من حولها روايات العرب. هذا، وربما كان الأحباش وهم نصارى اعتنوا بهذا الهيكل وزينوه بما يليق بمكانتهم كنصارى حاكمين للبلاد؛ وربما حمل هذا العمل عند بدو الصحراء وعرب الحجاز على محاولة الأحباش أن يجعلوا من هيكلهم نظيراً للكعبة. ولاشك أن هذا الوهم لم يكن ليمكن تصوره، خصوصاً وأن الأحباش إذا فرض أنهم قاموا بمثل هذه المحاولة التي ينسبها مؤرخو العرب لهم، فستكون هذه المحاولة وقفاً على النصارى من العرب وهؤلاء بحكم دينهم منصرفون عن الكعبة. فإذا جاز أن نحمل هذه المحاولة على الرغبة في التبشير بالمسيحية بين العرب، فلاشك أن مثل هذا الحادث الخطير لم يكن ليمر بدون إشارة في كتب تاريخ الكنيسة الشرقية. ومن هنا لا نرى محلاً لقبول ما يقول رواة العرب عن سبب تعرض الأحباش للحجاز.
إذا صحت استقراءاتنا ونظرتنا للموضوع، فإن الصلة تكون مفصومة بين تعرض الأحباش للحجاز ومكة، وبين وجود هيكل للنصارى بصنعاء. على إنه بعد ذلك مما يستوقف النظر، ما نراه من الاتفاق عند مؤرخي العرب في تسمية الحملة الحبشية بسفر الفيل، وذلك على اعتقاد وجود بعض الفيلة في قوات الأحباش. على أن اعتقاد وجود بعض الفيلة في جيش الأحباش باليمن يسوقنا إلى مواقف على جانب كبير من الخطورة، يميل معها بعض المؤرخين الأعلام من الغربيين إلى إنكار وجود الفيلة في قوات الأحباش. ذلك لزعمهم إنه لا يمكن تصور إمكان الاحتفاظ بالفيلة في اليمن وتسييرها في صحارى نجران. فضلاً عن أن الفيلة الأفريقية (التي قد يكون الأحباش جلبوها إلى اليمن إذا صح هذا الاعتقاد) من الصعوبة ترويضها حتى أن بعض الثقات الأثبات من علماء الحيوان يرون استحالة ذلك وهذه الاستحالة جعلت المؤرخين يرجحون أن تكون الفيلة التي ورد ذكرها في حروب القرطاجنيين قديماً فيلة مجلوبة من الهند غير أن افتراض جلب الأحباش فيلتهم من الهند يقف في سبيل قبوله أن الأحباش لم يكونوا على دراية بترويض الفيلة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لأنهم لم يكونوا أصحاب أسطول يمخر عباب البحر الهندي، حتى يمكنهم جلب الفيلة الهندية على أن هذه الاعتراضات من الممكن ردها إذا لاحظنا أمرين غابا عن هؤلاء الباحثين: الأول أن الأحباش استعانوا بأسطول الروم لنقل جيوشهم عبر باب المندب والبحر الأحمر حين شنوا الغارة على اليمن. وثانياً أنه كان للروم سفائن حربية وأخرى تجارية في البحر الأحمر. وهذا يجعل من الممكن جلب بعض الفيلة من الهند بواسطة سفائن الروم وأن يستعين الأحباش ببعض الهنود في تسيير هذه الفيلة في حملتهم على فارس. ولاشك أن تعاون الروم مع الأحباش أولاً، والغرض من الحملة وهو مساعدة الروم ثانياً يجعل لتفسير تسمية حملة الأحباش بسفر الفيل وجهاً مقبولاً.
تقدم الأحباش بقواتهم شمالاً، لكنهم لم يكادوا يقربون مكة حتى ألمت بهم كارثة أودت بهم. وبعض المراجع العربية ترجح أن تكون هذه الكارثة هي تفشي الجدري في جيش الأحباش. والقرآن الكريم يؤيد كلام المؤرخين العرب
على أن إشارة القرآن إلى أصحاب الفيل، تحمل في تضاعيفها دلائل قوية على معرفة العرب لقصة سفر الفيل من جهة، وعلى أنها حديثة العهد بهم؛ على أن ما قدمه القرآن لنا في صورة موجزة توسع فيه رواة العرب وخلطوه بالأقاصيص وشحنوا به كتب التاريخ والسيرة والأدب. وهنالك بعض الشعر المزعوم قوله في حادثة الفيل، تجد بعضه منسوباً لابن الزبعري والبعض الآخر لأمية بن أبي الصلت. فمن المنسوب للأول هذه الأبيات:
وتنكلوا عن بطن مكة إنها ... كانت قديماً لا يرام حريمها
لم تُخلق الشعرى ليالي حرّمت ... إذ لا عزيزَ من الأنام يرومها
سائل أمير الجيش عنها ما رأى ... ولسوف ينبي الجاهلين عليمها
ستون ألفاً لم يؤوبوا أرضهم ... بل لم يعش بعد الإياب سقيمها
كانت بها عاد وجُرْهم قبلهم ... والله من فوق العباد يقيمها
أما الأبيات المنسوبة لأمية فهي:
ومن صنعه يوم فيل الحبو ... ش إذ كل ما بعثوه رَزَم
محاجنهم تحت أقرابِه ... وقد شرَّموا أنفه فانخرم
وقد جعلوا سوطه منوَلا ... إذا يمموه قفاه كُلِم
فولى وأدبر أدراجَه ... وقد باء بالظلم من كان ثَم
فأرسل من فوقهم حاصباً ... فلفَّهم مثل لف القُزُم
تحض على الصبر أحبارُهم ... وقد ثَأجوا كثُؤاج الغنم
ويفهم منها أن الكارثة التي ألمت بأصحاب الفيل كانت مزدوجة: ريح سموم هبت عليهم، ووباء تفشى فيهم، وحمل الوباء عند العرب على الريح السموم. على إنه مما يستوقف النظر في هذه الأبيات ورود لفظة (الأحبار) في البيت الأخير مع أن الأحباش لم يكونوا هوداً، حتى يصح افتراض اصطحابهم لأحبارهم! والذي عندي أن هذه الأبيات مفتعلة في العصر الإسلامي.
إذا وضعنا أمام النظر كل هذه التحقيقات بان لنا أولاً: أن قصة مسير الأحباش إلى مكة بقصد هدم الكعبة دون غيره ليست جاهلية، وإنما تعود بأصل إلى الإسلام
ومن هنا نجد أن تعليل تعرض الأحباش للحجاز في طريقهم إلى فارس بأن القصد منه محاولة هدم الكعبة وصرف الناس عنها ليست إلا أسطورة نشأت بعد أن قام الإسلام وذاع وانتشر بين العرب واستقر في الشرق وارتفع شأن مكة وأصبحت الكعبة قبلة المسلمين. فعمل الرواة على أن يربطوا بين وجود هيكل النصارى في اليمن وبين حملة الأحباش على الحجاز في سبيلهم إلى فارس فكان لهم من ذلك قصة محبوكة. ومما لا ريب فيه أننا قد وضعنا اليد على مواضع الصنع في هذه القصة التي ترويها الكتب العربية، وكشفنا عن الخطوط التاريخية التي استمد منها النسيج الأول الذي حيكت بعده بقية خيوط القصة كما تجيء في المصادر العربية. وهكذا تميز معنا الجانب التاريخي من الجانب الأسطوري فيها، واتضحت ناحية خفية من نواحي تاريخ العرب في الجاهلية
ميلاد الرسول
ربط الكثير من مؤرخي العرب ميلاد الرسول (ص) بعام الفيل ليتخذوا من ذلك دليلاً آخر على نبوّة الرسول بأن عناية الله ردَّت كيد الأحباش عن مكة تكريماً له إذ كانت أمه آمنة في ذلك الحين حاملة به. والواقع أن نبوة الرسول تحمل في ذاتها آيات صدقها، فهي لا تحتاج لدليل خارجي يدعمها. وحياة الرسول تثبت إنه كان مخلصاً طيلة حياته، وهذا وحده يردّ كل محاولة يراد بها التشكيك في نبوته
ولما كانت حملة الأحباش التي عرفت بسفر الفيل جرت سنة 540 ميلادية كما ثبت من التحقيقات التي كشفنا لك عنها من قبل، فإن الصلة تبدو مفصومة بين عام الفيل وهي السنة التي كان فيها سفر الفيل وبين ميلاد الرسول (ص)، فنحن نعرف أن محمداً عليه الصلاة والسلام ولد في حدود سنة 570 ميلادية كما حقق ذلك الباحثون. فإذن هنالك نحو ثلاثين سنة تفصل بين عام الفيل وميلاد الرسول. وبعض المؤرخين العرب يثبت هذا، فمثلاً يقول البغوي: إن سفر الفيل حدث قبل ميلاد الرسول بنحو أربعين سنة ومحمد بن السائب الكلبي ينزل بهذه السنين إلى ثلاث وعشرين سنة. ونلاحظ أن خلفاء أبرهة حكموا اليمن 31 سنة وأنه في سنة 570 ميلادية؟ قوات القدس لتخليص اليمن من الأحباش وهذا يجعل حكم أبرهة الذي أغار على الحجاز حوالي عام 540م وهذا ما يؤيده عن طريق غير مباشر بعض المصادر العربية التي تقرر أن الرسول ولد بعد خمسين سنة من استيلاء الأحباش على اليمن وأنهم طردوا بعد عامين من ميلاد الرسول. وهذا كله إن أثبت شيئاً فإنما يثبت أن الصلة مفصومة بين ميلاد الرسول وعام الفيل وان محمداً ولد بعد عام الفيل بثلاثين سنة تقريباً
ومن المهم أن نقول هنا إن هذه الحقيقة التاريخية برغم وضوحها ورغم ثبوت أن حملة الأحباش على الحجاز كانت في حدود سنة 540 ميلادية وأن ميلاد الرسول كان سنة 570 ميلادية، فإننا نجد معظم المشتغلين بالتاريخ الإسلامي يخطئون، فيجعلون ميلاد الرسول مقروناً بعام الفيل. وربما كان لبعضهم العذر في هذا الخطأ لجهلهم هذه التحقيقات المعروفة في دوائر التاريخ في العالم المتمدن، ولكن ما عذر بعض الأساتذة الجامعيين الذين تجد في مصنفاتهم جميع أصول هذه التحقيقات، وبعد ذلك يخطئون ويقولون أن الرسول ولد في عام الفيل ومهما يكن من شيء فالتاريخ يرفض كل محاولة يراد بها ربط ميلاد الرسول بعام الفيل كما أن التحقيقات التاريخية تبين أن الصلة مفصومة بين التاريخين بنحو ثلاثين سنة. ونرجو أن يكون في هذا البحث تصحيح لما تجري به أقلام الباحثين في العالم العربي من أن رسول الله محمد بن عبد الله ولد عام الفيل.
(الإسكندرية)
إسماعيل أحمد ادهم
دكتور في العلوم والفلسفة من موسكو
ودكتوراه فخرية في الآداب من لينغراد وموسكو