مجلة الرسالة/العدد 344/البريد الأدبي
→ من هنا ومن هناك | مجلة الرسالة - العدد 344 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 05 - 02 - 1940 |
(أذني زلزلت طربا)
في العدد الماضي من (الرسالة) بدا للصديق الصالح الخاشع محمود محمد شاكر أن ينظر في قصيدة (الناي) التي كنت نشرتها في العدد ألـ 341. وجاء نظر الصديق على شطرين: الأول في علم العروض، والثاني في فن اللغة عامة والمجاز خاصة
فأما قول الصديق إن بحر (المنطلق) الذي وضعتُه إنما هو مجزوء (المتدارك) أو من نحو ذلك فوهم قد سبقه إليه كاتب آخر. وفي هذا المكان من العدد الماضي وقف القارئ على ما يبدِّد ذاك الوهم. ومن الغريب أن كاتباً بمكانة الأستاذ محمود محمد شاكر يخلط (وضع) الشيء بـ (اختراعه). إني لم أخترع البحر يا محمود، بل وضعته. وما أنا بباخل عليك بهذا التبصير ,
وأما الشطر الثاني فمحصور في قول الأستاذ: (ولكن ما بال هذا الصديق (يعنيني) يريد أن يزلزل أُذنه، ونحن لم نفرغ بعد من حديث الزلازل التي هدمت ما هدمت في الأناضول. لماذا أيها الصديق؟ ولماذا تريد أن نشعر أن أذنك وحدها - دون سائرك - هي التي تطرب، ولا يكون طربها إلا زلزلة) أهـ.
ألا إن من مساوئ الإكباب على قراءة الصحف اليومية أن يغلب على الألفاظ المتواترة معنىً يقف الخلق عنده فينسوا مُفاده الأول ويُغفلوا ألوان استعماله في الأدب الموروث بجلاله وثروته. فإن الصديق محموداً قنع بزلزال الأرض، والأناضول من الأرض. كيف فاته أن زلزال الأرض معنى طارئ على زل زل؟ ففي (لسان العرب) ج5 ص327: (وفي الحديث: أهزم الأحزاب وزلزلهم - الزلزلة في الأصل: الحركة العظيمة والإزعاج الشديد، ومنه زلزلة الأرض، وهو هاهنا كناية عن التخويف والتحذير، أي: أجعل أمرهم مضطرباً متقلقلاً غير ثابت). هذا، وفي القرآن نفسه - وهو الحجة العليا في مثل هذه المشكلات - تصيب إلى جانب (زلزال الأرض) و (زلزلة الساعة) (سورة الزلزال، والحج) آيتين إليك حروفهما: (1) (وزلزلوا حتى يقول الرسول) البقرة، (أي (أزعجوا إزعاجاً شديداً مما أصابهم من الشدائد): عن البيضاوي) - (2) (هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً) الأحزاب (أي (من شدة الفزع). وعلى هذا، فإنك ترى أن الزلزلة تفيد الاضطراب والتقلقل والتحرك، حقيقة ومجازاً، ثم إنها خرجت من ذلك - من باب إطلاق العام على الخاص - إلى المعنى الذي تمهل عنده الصديق، والذي غلب عند عامة الناس لهذا الزمان. ومن ذلك المعنى الأول، وهو الأصل، ما جاء في حديث عطاء: (لا دق ولا زلزلة في الكيل، أي لا يحرّك فيه)، وفي حديث أبي ذرّ: (حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل)، (عن (لسان العرب)). وعلى ذلك أيضاً قولهم: (جاء بالإبل يزلزلها: يسوقها بعنف) (عن (أساس البلاغة) مادة ز ل ل). كيف غاب كل هذا عن صديقي والقرآن في صدره والتفسير والحديث واللغة شواغله. هل زلزل (الناي) ذاكرته؟
وقد خطر للصديق محمود - ومحمود كثير الخواطر - أن يقول لي: (لماذا تريد ألا يكون طرب أذنك إلا زلزلة؟). فإني ألوذ بالصبر فأقول: لأن الزلزلة والطرب على مجاورة. مصداق ذلك أن استعمال لفظ الزلزلة للدلالة على الطرب الشديد قديم في أدبنا. ففي (الأغاني) (ط بولاق ج6 ص80): (فتغنيت (والمتكلم إسماعيل بن جامع المغني) بصوت لي. . . فتزلزلت والله الدار عليهم) وفي (الأغاني) أيضاً (ج5 ص24) عند الكلام على غناء إبراهيم الموصلي وضرب منصور زَلزَل بالعود في حضرة الرشيد: (فزلزلا الدنيا)، ومن ذلك قول العرب: (والزُلزُل: الطبّال الماهر) (عن لسان العرب)، ولعل اسم (زَلزَل) المتقدم ذكره من هاهنا كذلك
وأما أن تُزلزَل الأذن من شدة الطرب دون سائر البدن فكلام أُنزله منزلة الدعابة، وإلا فَلْيسْتفسرْ الصديقُ العربَ قولَهم: (تزلزلت نفسه: رجعت عند الموت في صدره) (لسان العرب: ز ل ل)، وقولهم في وصف النزال: (وزلزلت الأقدام من ولولة الأنجاد) ((الألفاظ الكتابية) للهمذاني بيروت 1913 ص117 ثم 235). . . إن لكل مقام مقالاً: على هذا تلقَّينا البلاغة!
فالطرب الشديد يزلزل الأذن أية زلزلة حتى إن السامع المطراب يتمنى لو يجنب الناي أو العود خشية الإعياء، كالعاشق أضناه عشقه وعناه فيود لو يفر من معشوقه اتقاء التلف
وإن استكثر محمود زلزلت الأذن أي اضطرابها وتقلقلها ساعة الطرب الشديد، فليسأل صاحب (الأغاني) عن صحة قوله (ج18 ص127): (اندفع عمرو بن الكنات يغني على جسر بغداد أيام الرشيد، فحبس الناس واضطرب المحامل ومدت الإبل أعناقها وكادت الفتنة تقع). . . ألا إن الطرب لأهله - عفا الله عنهم - وصديقي محمود ربيب بيت صلاح وورع وتحرّج وتقوى وأما أنا فكما قال هو: صاحبُ (مرح وانطلاق إلى سائر هذه الألفاظ الراقصة بألفاظها قبل معانيها) بل إن أهلي أنفذوني إلى باريس يأساً، وفي باريس وغيرها لهوت وعبثت وتلمست الطرب على ألوانه حتى أمست أذني - لا قوّمها الله ولا أصلحها - تنعم بالزلزال
ثم هل الأذن التي تزلزل فوق أقوالٍ للعرب مثل هذه: (طار القلب فرحاً، وخلع الحزن قلبه، ومزق أحشاءه، وفتّ كبده) إلى آخر ما هنالك من التعبيرات التي تذوي اللغة من دونها فينفض لونها
وهكذا ترى أن الأستاذ محموداً خذله الحظ هذه المرة. وذلك لأنه عدّ قصيدة الناي من (الشعر الجديد)، فخف يتلمس في مطاويها النبوَّ. فسقط على مطوي عربي صميم. ولعل الحظ ينصره عند قصيدة خارجة في عدد آت، إذ هي أبعد ذهاباً عن المألوف. وليطمئن الصديق إلى أني لن أجاذبه فيما يدق عن المقاييس القريبة فإنما أكتب اليوم على جهة التسلّي والتلهي
بشر فارس
جواب
عند الأستاذ صاحب الرسالة أخبار وأخبار عن المفتونين والمفتونات بمقالاتي ومؤلفاتي، وهو يتجاهل تلك الأخبار كما أتجاهل، ولكن من العقوق أن أتجاهل الخطاب الوارد من (ليلى من الليالي) على وزن (كاتب من الكتاب) كما تقول تلك الغيداء. ويظهر أن الدنيا بدأت تبتسم للروح الحزين الذي قضى دهره في نضال وصيال
وعطفُ قرائي عليّ هو تلك الابتسامة التي أستعين بها على دفع ظلمات الخطوب، وما خلا دهري من خطوب منذ اليوم الذي تقدمت فيه لرفع راية النقد الأدبي، وعند الله والحق جزائي.
وفي خطاب (ليلى من الليالي) أمرٌ كريم بأن يظل خطابها سرّاً مصوناً، وسيظل كذلك إلى أن ترفع الحجاب وتعترف بأن الأدب كالحب يجوز فيه الافتضاح نفسي فداء الأنامل اللطاف التي كتبت ثلاث صحائف لتعلن فتنتها بأسلوبي!
وسألني ذلك الروح عن قدوم ليلى المريضة في العراق مع وفد المؤتمر الطبي العربي، وأقول إني انتظرت ليلى في محطة باب الحديد إلى منتصف الساعة الثانية بعد نصف الليل مع الأستاذ عبده حسن الزيات ولم تحضر كما وعدني الدكتور عبد المجيد القصاب، ومن أجل ذلك قضيت أيام العيد وأنا حزين
أما بعد فقد وجب عليّ أن أعلن ثنائي، وأن أقول بعبارة صريحة إن عطفهم عليّ هو أثمن ما ظفرت به في حياتي، ولولا الخوف من حسد الزملاء لقدمت الأسماء الكريمة التي أعلنت رغبتها السامية في أن تنصفني من زماني، وهل يقبل الزيات ذلك وهو يخاف عليّ فتنة الغرور بثقة القراء؟
حَسْبُ الزيات أن يلهو بقراءة ما يصل إليه من أقوال المفتونين بأسلوبي، وأن يحفظها لأطلع عليها حين أشاء، وأن ينشر منها ما يريد، ولكن متى يريد؟
إن لم يصنع فسأنوب عنه وأقول إني كاتب محبوب، والله يختص بكرمه من يشاء
زكي مبارك
حول الكهربائية تعتاد
صديقي الأديب الكبير الأستاذ الزيات
بعد التحية والاحترام طالعت في العدد الأخير من (الرسالة) الغراء ما أشار إليه الدكتور إسماعيل أدهم من تردُّد فريق من الأدباء في تصديق ما ورد في كتابي (آفاق العلم الحديث) عن تجارب تبين أن بعض الأجهزة الكهربائية المعدة خاصة لهذه التجارب تقوم بأعمال من قبيل التذكير والنسيان والتعدد (آفاق العلم الحديث: فصل (دراسة الحياة العقلية بتجارب آلية) صفحة 216 - 223) وقد أنحى الدكتور باللائمة على أولئك الأدباء لترددهم هذا لأن هذه الأقوال (نتائج العلم التطبيقي في أوربا. . . ومع أن هذه المباحث ليست نظرية وإنما هي وليدة التجربة والاختبار، ولاشك أنه ليس للأفكار ولا للمنطق أن ينازع في حقيقتها مادامت التجربة تثبتها) (الرسالة العدد 343 الصفحة 196)
ومن لطف الاتفاق أنني تلقيت أمس بالبريد الأميركي جزء يناير من (المجلة العلمية الشهرية) بعد مطالعة كلمة الدكتور أدهم في (الرسالة) الغراء، فقلبت صفحاتها وإذا صورة الدكتور هَلْ (وهو الذي عزيت إليه هذه التجارب) في رأس الصفحة التاسعة والثمانين منها. وقد نشرت هناك لأنه كان رئيساً لقسم علم النفس (السيكلوجيا) في مجمع تقدم العلوم الأميركي في مؤتمره الأخير. وعلى هذا أيجوز أن نهمل ما يقدمه أستاذ علم النفس في جامعة (بيل) ورئيس قسم علم النفس في (مجمع تقدم العلم الأميركي)؟
إنني أعلم أن الشك أول مدارج اليقين. ولكن هذا الشك يجب أن يستقيم على تقصي الموضوع فيفضي إلى توضيحه بالبحث الدقيق. أما أن نغفل ما يقدمه أساطين العلم الحديث أو أن نتردد في قبوله لأن قولهم لا يوافق هوى في النفس، أو لأنه لا يساير فكرة سنحت في الذهن، فذلك دليل على الضعف والتصلب وأي تفكير صحيح يقوم على هذين الأسَّين؟
ولست أعلم من هم الأدباء الذين أشار إليهم الدكتور أدهم في كلمته ورد عليهم. وإنما استرعى نظري قوله في ما بين العلم والثقافة الصحيحة من صلة موثقة. فاسمحوا لي أن أشير في هذا الصدد إلى فصل نفيس في (ضآلة ثقافتنا العلمية) حواه كتاب جديد للدكتور قسطنطين زربق، أستاذ التاريخ الشرقي في جامعة بيروت الأميركية عنوانه (الوعي القومي)
وتفضلوا بقبول مودتي واحترامي
فؤاد صروف
هل في الإمكان زيادة بحر جديد في العروض؟
إن البحور المعروفة في علم العروض العربي، هي البحور الممكن تأليفها فعلاً من التفاعيل التي تجيء في لغة العرب. وأساس هذا الكلام لا يتعدى معرفة التفاعيل وصيغها التي تجيء في العربية، ثم تركيب الأبحر الممكن مجيئها منها على أساس حسابات الأمثال. والنتيجة أنه لا يمكن زيادة بحر جديد مستقل على البحور المعروفة في علم العروض، وإن أمكن استحداث تركيبات في أجزاء هذه البحور. ولأحد المستشرقين الروس بحث مستفيض في هذا الشأن، نال عليه إجازة الدكتوراه من لينغراد
(الإسكندرية) إسماعيل أدهم
(يوم سعيد)
إن صناعة السينما في مصر قد نشطت وجدَّت وأخذت تتلمس طرق الفن الصحيح. وهي تخفق مرة وتفلح مرة، ثم إنها أدركت أنه لابد لها من استيفاء العدة على توزع نواحيها: من تصوير وتمثيل وغناء ورقص إلى جانب القصة نفسها.
بدا لنا هذا بمناسبة عرض فلم الأستاذ محمد عبد الوهاب الجديد وهو (يوم سعيد)، ولاشك أن هذا الفلم يدل على تقدم ملموس في صناعة السينما المصرية. فقد وجدنا القصة متساوقة الأغراض لا تبث الملالة والمضايقة في أنفس النظّارة كمعظم القصص التي تعرض هنا. وأما التمثيل، فكان على الغالب غاية في البساطة، فلا تكلف في التعبير، ولا إفراط في الأداء. وكان الإخراج لطيفاً، فيه تبصر وترفق.
وقد جلب المخرج الأستاذ محمد كريم أوجهاً جديدة وعرفها إلى الجمهور. وأنصع هذه الأوجه وجه الفتاة (فاتن حمامة). فكثيراً ما حبست الأنفاس، وحركت القلوب، ومدت الأعناق وهزت الشفاه بالابتسام الرقيق. وكان الأستاذ فؤاد شفيق بارعاً في تمثيل المصري المرح صاحب النكتة المستملحة والقلب الطيب الساذج. وفي الفلم مشاهد كثيرة طريفة. وفيه مشهدان محكمان: الأول إذ تؤدَّى قطعة من مسرحية (مجنون ليلى) لأمير الشعراء أحمد شوقي، وقد جاءت على سبيل التخيل الطريف. والثاني حين يبيع الأستاذ عبد الوهاب الوان الزهر في ظرف أخاذ
بقي الغناء، وقد جاء على لونين: لون الأغاني الشعبية وفيها الشجي المقيم والنغم المحبب إلى نفوس العامة. ولون التلاحين الرفيعة الخاصة بالشعر الرائع الجميل. وفي هذا اللون الأخير بلغ الأستاذ محمد عبد الوهاب مبلغاً فنياً رفيعاً. وحسبه تلحينه الحوار الذي يجري بين قيس وليلى في الصحراء. وقد فطن هنا إلى أن يكف عن المزج المباشر بين النغم العربي والنغم الإفرنجي. وأنا لنرقب من الأستاذ محمد عبد الوهاب مثل هذا التلحين الحسن فنهنئ ممثل الفلم ومخرجه بهذا التوفيق ونرجو أن نعود إلى الحديث عنه مرة أخرى معنى بيت في الحماسة
في صفحة (81 و82) من الجزء الثاني من كتاب ديوان الحماسة (الطبعة الثالثة) الأبيات الآتية وهي من شعر لعبد الله ابن الدمينة الخثعمي:
ولما لحقنا بالحمول ودونها ... خميص الحشا توهي القميص عواتقه
قليلُ قَذى العينين يُعلم أنه ... هو الموت إن لم تُصْرَ عنَّا بوائقُه
عرَضْنا فسلّمنا فسلّم كارهاً ... علينا وتبريحٌ من الغيظ خانقهُ
وقد جاء في شرحها: (ومعنى الأبيات الثلاثة ولما لحقنا بالهوادج التي فيها الحبيبة وخلفها قيم خفيف اللحم لا يقع القميص من عاتقه على لين وطئ لأن عظامه غير مكسوة باللحم وذلك القيم حاد النظر ليس بعينيه قذىً شديد الغيرة على أهله فنحن من شدة صولته نعلم أنه الموت إن لم تهلكنا دواهيه دنونا منه الخ)
وإني أرى أن الشارح (العلامة التبريزي أو غيره) يشرح جملة (يعلم أنه هو الموت إن لم تُصرّعنَّا بوائقه) بأنه الموت إن لم تهلكنا دواهيه فهو يقابل (تُصرعنَّا) بكلمة (تُهلكْنا) وهذا غير صحيح لأن (تُصرعنَّا) بضم التاء لا يمكن أن يكون معناها تهلكنا وإذا فرضنا أنها (تَصرَعنَّا) بفتح التاء فمعنى الشعر لا يستقيم إذ كيف يكون هو الموت إن لم تهلكهم دواهيه! ولم تكن جملة (إن لم تهلكنا دواهيه) مسبوقة بواو الحال فتفهم أنها جملة حالية!
فالحقيقة أن (تُصرَعنَّا) كلمتان (تُصْرَ) و (عَنَّا) وتُصْرَ فعل مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة من صرى أي حبس أو منع. وهنا يستقيم المعنى ونفهم أن الشاعر إنما قصد تشبيه ذلك القيم بالموت إن لم تتلطف بهم المقادير وتحبس أو تمنع عنهم دواهيه.
(الخرطوم بحري)
ا. م. س
(الرسالة): أصاب الكاتب وأخطأ الشارح الذي نقل عنه، وهو غير التبريزي من غير شك؛ فإن التبريزي يقول في شرحه: (يصفه بحدة النظر، وأنه ليس بعينه غمص فهو أحدُّ لنظره؛ وإنما يريد مراعاته أهله لشدة الغيرة، فنحن نخاف من صولته إن لم تُصْرَ عنا، ويروي إن لم تلْق عنا) ورواها صاحب الأمالي ج1 ص156 وفيها (إن لم تُلْقَ) وذكر البكري في شرح الأمالي رواية أبي تمام في الحماسة ثم قال وروي: (وإن لم تُسْرَ عنا بالسين والصاد)
وقوله (تصر عنا)، من قولهم (صَرَى الشيء صرْياً قطعه ودفعه، وصرى الله عنك شر فلان أي دفعه يقول ذو الرمة
فودّعنَ مُشْتاقاً أصبنَ فؤاده ... هَواهن إن لم يَصرِهِ الله قاتله
وروايتهم (تسر عنا) من قولهم سروت الشيء إذا نزعته وكشفت عنه ومنه قولهم سُرِّيَ عنه تجلى همه وانكشف