مجلة الرسالة/العدد 329/البريد الأدبي
→ من هنا ومن هناك | مجلة الرسالة - العدد 329 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 23 - 10 - 1939 |
الجاو، الورق النقدي سنة 693
قال ابن الفوطي في كتابه (الحوادث الجامعة):
(في سنة (693) وضع صدر الدين صاحب ديوان الممالك بتبريز (الجاو) وهو كاغد عليه تمغة السلطان عوض السكة على الدنانير والدراهم. وأمر الناس أن يتعاملوا به. وكان من عشرة دنانير إلى دون ذلك حتى ينتهي إلى درهم ونصف وربع. فتعامل به أهل تبريز اضطراراً لا اختياراً بالقسر والقهر، فاضطربت أحوالهم اضطراباً أضر بهم وبغيرهم حتى تعذرت الأقوات وسائر الأشياء، وانقطعت المواد من كل نوع، فكان الرجل يضع الدرهم في يده تحت (الجاو) ويعطي الخباز والقصاب وغيرهما ويأخذ حاجته خوفاً من أعوان السلطان. ثم حمل منه عدة أحمال إلى بغداد صحبة الأمير (لكزي بن أرغون آقا) فلما بلغ ذلك أهلها استعدوا بالأقوات وغيرها حيث عرفوا ما جرى في تبريز. فلما أنهي ذلك إلى السلطان (كيخاو) أمر بإبطاله، فأبطل قبل وصول كيخاو إلى بغداد، وكفى الله العالم شره)
فالناس - إذن - في القديم والحديث لا تمشي عندهم في شأن السكة شيطنة دهاةٍ شياطين ولا حيل حكومات وسلاطين. فهم لا يعرفون إلا هذا الأصفر، الأحمر الوازن
أكرمْ به أصفر، راقت صفرتهْ!
وحُببت إلى الأنام غرته!
كأنما من القلوب نقرته!
وهم لا يؤمنون إلا إذا رأوه جهرة، أو استيقنت أنفسهم أيما استيقان بأنه يسبح لله في الحزائن من بنات الفولاذ في معقل قويّ منيع كالذي شاده العلامة الأستاذ (محمد طلعت حرب باشا)
من همة المحكوم وهو مكبّل ... بالقيد لا من همة الحكام
الله سخر للكنانة خازناً ... أخذ الأمان لها من الأعوام
وأن ليست تلك (الورقة) ذات الخطوط والسمة إلا آية، علامة لكبيرٍ، لإمامٍ لم يغب، لا، ولم يجهل مكانه. . .
(ن) وفاة المستشرق فنسنك
يخزن الرسالة أن تنقل إلى قرائها خبر وفاة المستشرق أ. ي. فنسنك توفاه الله منذ أسابيع بعد رحلة ساقته إلى مصر، فأقام بها نحو شهر اجتمع فيه بكبار علمائنا وكتابنا، حتى إذا قفل إلى (ليدن) في هولندا تخوَّنته حمى خبيثة ثم واظبت فقلبت عليه حتى كان قضاء الله
المستشرق فنسنك علم من أعلام الاستشراق. وكان أستاذ اللغات السامية في جامعة ليدن، وتوفر على دراسة أصول الدين الإسلامي فألف كتاباً نفيساً عنوانه (العقيدة الإسلامية) وأردفه بمقال نشره سنة 1936 في مجلة تخرج في أمستردام، عنوانه: (الأدلة على وجود الله في أصول الدين الإسلامي) وتجد وصف هذا المقال في (مجلة الدراسات الإسلامية) باريس 1935 ج4 ص236. وكان فنسنك إلى جانب التعليم والتأليف، يدير دائرة المعارف الإسلامية الخارجة في ليدن: يوزع العمل ويراجع المقالات ويخرج الدائرة. وكان يعينه على هذا سعة اطلاعه على مسائل الإسلام وشؤون العرب ثم تضلعه من لغته الهولندية فالفرنسية والإنجليزية والألمانية فضلاً عن اللغات القديمة من ساميَّة وغير ساميَّة
بقي أن فضل فنسنك كان من وراء جمعه لأحاديث الرسول. كان فنسنك رحمه الله الجماع المجتهد للحديث الصحيح، وضع أول ما وضع (مفتاح كنوز السنة) الذي نقله الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي إلى العربية سنة 1933، ولم يكن ذاك الكتاب سوى مدخل إلى سِفر أغزر مادة وأعم نفعاً. وقد أخذ السفر يخرج للناس منذ سنة 1934، وهو معجم تفصيلي لمفردات الأحاديث المدونة في الكتب الستة ومسند الدارمي وموطأ مالك ومسند أحمد بن حنبل، واسمه في العربية (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي). وظلَّ السفر الجليل يخرج للعلماء وهم به فرحون، حتى جاء يوم قلَّ فيه المال، فسعى فنسنك في تدارك الفشل. والذي نعلمه أن مسعاه في مصر خاب! والسَّفر لم يتم خروجه وإن كانت الجزازات كلها مهيأة للطبع (خرج 11 جزءاً)
إن فنسنك خدم الإسلام والعربية بكتابيه الخدمة التي لا يقدر قدرها، وحسبه شهادة السيد محمد رشيد رضا في الكتاب الأول قال: فلو كان بيدي هو (يعني الكتاب) أو مثله من أول عهدي بالاشتغال بكتب السنة لوفر عليَّ ثلاثة أرباع عمري الذي صرفته فيها. . .) هذا ومما لا معدل عن ذكره أن ثائرة ثارت على المستشرق فنسنك يوم عُيّن عضواً من أعضاء مجمع اللغة العربية الملكي. والقصة مشهورة، والثائرون أحياء
في ذمّة الله من وقف حياته على العلم الحق وإمداد الباحثين وتقريب مصادر الإسلام إلى أهله. سيأتي يوم تهدأ فيه الأنفس فتراجع أعمال النافعين
(ب)
في منزل الدكتور طه حسين
تلقينا من صديقنا الأستاذ الكبير محمد عبد الواحد خلاف هذه الكلمة:
اطلعت على مقال للأستاذ زكي مبارك منشور في العدد الأخير من الرسالة عن اجتماع مزعوم بمنزل حضرة الدكتور طه حسين بك حضره طائفة من الأدباء والعلماء ووردت فيه عبارات زعم كاتب المقال أنها صدرت عني وعن بعض إخواني كالأستاذ أحمد أمين والأستاذ العبادي والأستاذ عزام والأستاذ إبراهيم مصطفى، وهذا الاجتماع من نسيج خيال الكاتب ولا حقيقة له. . .
محمد عبد الواحد خلاف
حول ابن بطوطة وابن تيمية
أورد الأستاذ المحقق الدكتور عبد الوهاب عزام في الرسالة الغراء (العدد 322) في مقالته (عودة إلى الشيخ الخالدي) قولاً لهذا الشيخ الجليل رأيته لا يتفق والحقيقة التاريخية وهو: (أن ابن بطوطه لم يدرك ابن تيمية)
قال الشيخ الخالدي ذلك في معرض دحض رواية ابن بطوطة عن ابن تيمية، وخلاصتها أن الرحالة المغربي حضر الإمام الحرَّاني يعظ الناس في المسجد بدمشق ويقول متكلماً في نزول الله تعالى إلى السماء: (نزل كنز ولي هذا) ونزل ابن تيمية درجة من المنبر
إنني لا أريد أن أبحث في مطابقة هذا القول المعزو إلى الشيخ الإمام لمذهبه واجتهاده وفلسفته الدينية كما يمكن استخلاصها من تآليفه، ففي العلماء والفقهاء من هو أجدر مني بهذا البحث. وفي دمشق عالم فقيه هو أحد البقية الباقية من السلف الصالح الأستاذ الشيخ بهجة البيطار، له باع طويل واختصاص في كل ما له صلة بمذهب الإمام ابن تيمية نتمنى لو كتب في هذه المسألة
ولكني أود أن ألفت النظر إلى أمرين رئيسيين في هذا الموضوع: الأول أن ابن بطوطة أدرك ابن تيمية، والثاني: الشك في صحة رواية ابن بطوطة
أما إدراك ابن بطوطة لابن تيمية فأمر يكاد لا يحتاج إلى دليل، وحسبنا أن نعلم أن بطوطة ولد سنة (703هـ) وتوفي سنة (779هـ)، وأنه جاء إلى دمشق كما ذكر في رحلته (طبع المطبعة الأزهرية ج1 ص50 سنة 726هـ) وهي السنة التي سجن فيها ابن تيمية سجنه الأخير في القلعة إلى أن مات، وكانت وفاته رحمه الله عام (728) ثمان وعشرين وسبعمائة كما هو ثابت في جميع تراجم ابن تيمية نذكر منها (العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن عبد الهادي) (مطبعة حجازي بالقاهرة سنة 1938 ص369) وكما هو بارز حتى الآن منقوشاً على قبره خلف بناء الجامعة السورية في مقبرة الصوفية المندرسة التي لم يبق منها غير ضريحه
أما الشك في صحة رواية ابن بطوطة فمصدره ما يأتي:
ذكر ابن بطوطه في رحلته (المطبعة الأزهرية ج1 ص50) أنه وصل إلى دمشق (يوم الخميس التاسع من شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة، ثم سرد بعد ذلك (ص58) روايته التي نحن بصددها، وأضاف: إن ملك الأمراء سيف الدين تنكيز كتب إلى السلطان الملك الناصر في أمر ابن تيمية (بأمور منكرة) فورد أمر السلطان من القاهرة (بسجنه بالقلعة فسجن حتى مات) في حين أن سائر المظان والمصادر ومنها (العقود الدرية) (ص 329) و (دائرة المعارف) التي تعتمد بحقيقتها على تراجم وكتب متعددة تعين يوم الاثنين السادس من شعبان عام ستة وعشرين وسبعمائة، تاريخاً لسجن الإمام تقي الدين للمرة الأخيرة التي مات فيها
ينتج مما تقدم أن ابن بطوطة، إذ حطَّ رحاله بالشرابشية (المدرسة المالكية) في دمشق، كان شيخ الإسلام رهن سجن القلعة يقضي أيامه ولياليه في التأليف والعبادة
فلابد لنا بعد هذا من الحكم بعدم صحة رواية الرحالة المغربي ما لم يثبت لدينا خطأ ابن عبد الهادي، وسائر المؤرخين والمؤلفين (كابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات والصدقي في طبقاته، وابن الوردي في تاريخه) الذين استندت إلى أقوالهم دائرة المعارف الإسلامية، وهذا بعيد عن المعقول
وخلاصة القول: أن ابن بطوطة قد أدرك ابن تيمية، وإن لم يره ويسمعه.
(دمشق)
محمد محسن البرازي
إلى الدكتور زكي مبارك
1 - وجهتم أنظار المولعين بالمباحث الأدبية والتاريخية إلى درس ما بقي في أذهان العرب من أساطير الأولين لعلهم يعرفون شيئاً من رسوم الوثنية العربية التي حاربها القرآن: طلبتم هذا في معرض تدليلكم على أن وثنية العرب لم تكن (أرضية وضعية). فأقول: روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن اللات والعزى ومناة وسواها أسماء لرجال صالحين كانوا في زمن إبراهيم أو نوح عليهما السلام؛ وأن العرب قد أقاموا لهم هذه التماثيل بعد مماتهم تدليلاً على ما يكنونه نحوهم من صادق الولاء وخالص الوفاء (أنظر تفسير النسفي - سورة النجم). وفي رواية ثانية عن ابن عباس (أن اللات كان رجلاً يلت السويق للحاج. قيل فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه. تفسير الخازن - سورة النجم) وتستطيعون إذا أردتم المزيد في هذا البحث أن ترجعوا إلى كتاب (التوسل والوسيلة) تأليف ابن تيمية طبعة المنار
2 - أوردتم في تعليقكم على مادة (ابن الأحنف) من (دائرة المعارف الإسلامية) قصة ذكرتموها كذلك في كتابكم (مدامع العشاق) مفادها أن العباس بن الأحنف مات هو وإبراهيم الموصلي والكسائي في يوم واحد وأن الرشيد أوفد المأمون للصلاة عليهم، فصفوا بين يديه ثم سأل عنهم المأمون واحداً واحداً وأمر بتقديم العباس فصلى عليه، فلما فرغ وانصرف دنا منه هاشم بن عبد الله بن مالك الخزاعي فقال: يا سيدي كيف آثرت العباس بالتقدمة على من حضر؟ فأنشده المأمون هذين البيتين:
سماك لي ناس وقالوا إنها ... لهي التي تشقى بها ونكابد
فجحدتهم ليكون غيرك ظنهم ... إني ليعجبني المحب الجاحد
ثم قال المأمون: أتحفظهما؟ فقال: نعم. قال: أليس من قال هذا الشعر أولى بالتقدمة؟ فقال: بلى يا سيدي) أهـ والقصة ظاهرة الوضع فإن العباس بن الأحنف قد مات سنة 192 للهجرة والكسائي توفي سنة 189 وإبراهيم الموصلي قضى سنة 188 فكيف يمكن أن يقال إنهم ماتوا في يوم واحد؟ قد يحتج الدكتور مبارك بأن هناك رواية تدعي أن الكسائي قد مات سنة 192 وهو العام الذي مات فيه العباس، ولكن ما قوله في إبراهيم الموصلي وقد أجمع الرواة على أن وفاته كانت سنة 188؟ وقد يحتج أيضاً بأنه قال عند إيراده القصة (ذكروا أن العباس والكسائي وإبراهيم الخ) وأنه عقب عليها بقوله: (فإذا صحت هذه الرواية الخ) وأن هذا وذاك يفيدان تشككه في صحة هذه الرواية، ولكنه - إن قيل ذلك - شكٌ في إسناد الرواية إلى المأمون، بيد أن الأسانيد التاريخية تدعونا لنبذ هذه القصة بكليتها على أنهم يروون أن محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة مات والكسائي في يوم واحد وأن الرشيد صلى عليهما وبكى قائلاً (اليوم دفنت الفقه والنحو)
ما أجدرنا بأن نمحص هذه الروايات التي تزخر بها كتب الأدب تمحيصاً جدياً لنقدم للأدب العربي بعض ما يجب له علينا من خدمات ما كنا لنعترض على هذه القصة لولا أن ناقلها هو الدكتور زكي مبارك.
(طرابلس)
محمد علي عكاري
لطيفة
بيَّنت في العدد 325 من الرسالة كيف عاد أدهم إلى الإغارة على ما يكتبه الكتاب في مصر. وقد وقفت القارئ على فرط إقدام المغير، إذ دوَّنت نص النقد الذي عملته لكتاب (فرعون الصغير) لصديقي محمود تيمور ونشرته في مقتطف أول يوليه ثم نص النقد الذي عمله أدهم للكتاب نفسه ونشره في 14 أغسطس في الرسالة. وهكذا مكنت القارئ من معارضة النصَّين. وقد شرحت فوق هذا كيف استبدل المغير كلمة ألمانية جاءت في نقده بكلمة فرنسية كانت قد وردت في نقدي، وذلك رغبةً في التضليل؛ فجاء الاستبدال خطأ من حيث مفاد الكلمتين، فدلّ ذلك مرة أخرى على أن أدهم لا يعرف كيف يغير بل لا يفقه ما يكتب؛ أو قل إن معرفته بالألمانية لا تزيد على معرفته بالفرنسية، وقد بينت من قبل (الرسالة 314) رقة هذه. ولما طعن أدهم تلك الطعنة لم يرتجل في رده (الرسالة 326) ما يجعل ذلك الخطأ صواباً، وأدهم على كل ارتجال قدير
طُعِنَ أدهم ففرَّ يستغيث بشهادة صديقه الإسكندري صديق شيبوب - وهو الناقد الأدبي لصحيفة (البصير) - فقال إنه قرأ نقده عليه قبل أن يبعث به إلى الرسالة في 27 يونيه فتلقى الأستاذ شيبوب استغاثة صديقه باشمئزاز. ألا ترى كيف يفتتح شهادته (الرسالة 327): (أقحم اسمي في الجدل القائم بين فلان وفلان)، والفيروزابادي رحمه الله يخبرنا بأن (قحم في الأمر: رمى بنفسه فيه فجأة بلا رويّة وقحمه وأقّحمه. . .)، ولكن مثل أدهم يجهل التدَّبر والاستئذان. وقد زاد الأستاذ شيبوب أنه (لا يذكر شيئاً) من نقد أدهم في كتاب فرعون الصغير، وعلى هذا فشهادته لا تجدي على أدهم شيئاً، إذ هي ساقطة كما يقال في لغة القضاء. ثم إن شيبوباً خرج من عهدة الشهادة بأن سأل صاحب الرسالة أن يخبرنا كيف أخر النشر لنقد أدهم شهراً ونصف شهر، فاعتصم صاحب الرسالة بسر المهنة؛ وهذا حقه. وقد قال أدهم في رده تأخير نشر نقده حتى 14 أغسطس على أنه مرسل به في 27 يونية (راجع إلى تقديم بعض كلمات له أرسلها للرسالة (يريد أرسل بها إلى) وكانت لمناسباتها تتطلب نشرها في وقتها) والواقع أن الرسالة لم تنشر شيئاً لأدهم في عدد 10 يوليه (رقم 314) ولا في عدد 24 يوليه (رقم 316) وأما عدد 3 يوليه (رقم 313) فليس فيه لأدهم سوى كلمة في البريد الأدبي، والرسالة نشرت لأدهم في آن كلمة في البريد الأدبي ومقالاً في باب النقد (راجع عدد 326). أضف إلى كل هذا أن مكانة الأستاذ تيمور عند صاحب الرسالة لا تسوغ مثل ذلك التأخير
وكيفما كانت الحال فإن الحكم بالسوابق كما يقال في لغة القضاء. ولأدهم غارات غير هذه: أغار على مراد فرج وزكي مبارك وعليَّ (أطلب الرسالة 314 ص1380) وعلى من يعلم الله.
وإن قال قائل: لِمَ تعنى بالغارات الأدهمية ولا ترحم. قلت: إنه ينبغي لنا أن ننصب الحرب للمغيرين ولاسيما المكابرين منهم؛ وذلك أننا نريد أن نقيم للإنشاء بالعربية دولة. والإنشاء إذ رضي بالاستلهام فإنما يكره السطو والالتقاط ثم التهويل بهما وفي هذه (اللطيفة) الكفاية.
ب. ف لعله هو. . .
في العدد (325) من الرسالة الغراء وجَّه الأستاذ (علي معمر الطرابلسي) كلمة تتحدث عن جماعة (الشراة) إلى (أستاذ جليل) وكاتب مبرز مبدع، سباق غايات وصاحب آيات بينات، ومدبج بحاثات رائعات، ينم قلمه العتيق الكريم عن رسوخ كعبه في الأدب، وعلو مقامه بين الكتاب، وكمال اتصاله بروح العربية، وفذ اطلاعه وإحاطته بفنونها وآدابها، ومع ذلك فهو لا يتباهى بعلمه، ولا يفاخر بأدبه، ويرغب عن شهرة اسمه، فتراه يخفي شخصيته وينتحل إمضاءه وما تخفى الشمس ولا يحجب ضوء النهار!
وقد قال الأستاذ الطرابلسي في نهاية كلمته يخاطب الأستاذ الجليل: (فهل تسمحون أن أطلب إليكم إظهار اسمكم، فلطالما رغبت في معرفتكم، وكيف لا أرغب وقد كشفتم لنا ببحوثكم القيمة أنواعاً من حقائق أخفاها الدهر، مما يدل على عظيم اطلاعكم وحسن تمحيصكم؟)
وقد كنت ظننت بادئ الأمر أن (أستاذنا الجليل) سيسارع (فيضع عمامته) ويعلن اسمه، كي يعرف أهل العربية قاطبة من هو (ابن جلا وطلاّع الثنايا)! ولكن الأيام مضت تترى والأستاذ الجليل لا يجيب وعهدنا به أنه المجيب لكل سائل؛ وكأنه في عالم سماوي حبيب إلى نفسه، لا يود أن يغادره إلى عالم المتبجحين المتوقحين المدعين العظمة والسبق بالباطل والزور والافتراء والادعاء! وإنها الشمس تستحي أن تقول للنجوم وما حولها من كواكب: أنا الشمس. . .!
وأنا أرجو - إذ أتقدم بمحاولة الإعلان عن هذه الشخصية الفذة - ألا أكون فضولياً على أحد الأستاذين السائل أو المسئول فإن بي رغبة جامحة إلى الإشادة بفضل تلك الذات العالية والشخصية النابغة: شخصية (الأستاذ الجليل)، وأقرر أنني أصدر قولي هنا اعتماداً على الترجيح لا على اليقين وعلى ما استطعت أن أجده من المشابهة والتماثل بين ما كتب (الأستاذ الجليل) مذيلاً باسمه الحقيقي، وما كتب مذيلاً بما انتحل من إمضاء
وسأكسب - مع الأستاذ الطرابلسي ومع القراء - معرفة الحقيقة سواء كنت موفقاً أم مخطئاً؛ لأنني إذا وفقت فبها، وإلا فسيسارع (الأستاذ الجليل) أو بعض صحابته بتصحيح الخطأ - فذلك فريضة إسلامية، و (الأستاذ الجليل) من أصدق المجاهدين للإسلام، وعلى ذلك فحتماً سنعرف!
إنني أرجح اعتماداً على ما قدمت أن ما ينشر في الرسالة المحبوبة بإمضاء (* * *) أو (ن) أو (القارئ) هو لحضرة صاحب العزة (أديب العربية الأستاذ الجليل والعلامة المحقق محمد إسعاف النشاشيبي بك) صاحب (نقل الأديب) و (الإسلام الصحيح) وغيرهما من الكتب الخالدة والمقالات العبقرية الفريدة وكل خاف سيعلم!
وأذكر الأستاذ الطرابلسي بقول القائل: (ويأتيك بالأخبار من لم تزود!).
(البجلات)
أحمد جمعه الشرباصي
المصطلحات العسكرية ترجمتها إلى اللغة العربية
قررت وزارة الدفاع إجراء مسابقة في ترجمة المصطلحات العسكرية الخاصة بالأقسام الميكانيكية والسيارات وغيرها إلى اللغة العربية. ويبلغ عدد الكلمات التي يراد ترجمتها حوالي خمسة عشر ألف كلمة.
وسيمنح الفائز في ترجمة هذه المصطلحات مكافأة مالية
تثقيف الشعب عن طريق الإذاعة
أعدت وزارة الشؤون الاجتماعية مشروعاً يرمي إلى تثقيف الشعب عن طريق الإذاعة اللاسلكية وذلك بتنظيم محاضرات دينية واجتماعية وقصصية تتناول شؤون الأسرة وتعالج أمراض المجتمع وتقوم أخلاق الشعب على أن تذاع إلى جانبها أناشيد وأغاني وموسيقى تعاون على تقريب المعاني الإصلاحية التي ترمي إليها الوزارة - من أذهان الشعب وتساعد على رفع مستوى تفكيره
وقد استقر الرأي على افتتاح موسم هذه الإذاعة في شهر رمضان
ويقال أن الوزارة تقوم الآن باختيار المحاضرين والمحاضرات من بين المشتغلين بمسائل الإصلاح الاجتماعي
حول قصيدة سيدي الأستاذ الكبير صاحب الرسالة:
بعد التحية قرأت بالعدد (327) من الرسالة الغراء الصادر في 9 أكتوبر سنة 1939 قصيدة رائعة للشاعر المعروف محمود الخفيف عنوانها (وداع) وقد أعجبت بتصويره أيما إعجاب ولكنني عندما قرأت
إذا هم لا يستجيب اللسان ... وما عيَّ في موقف قبله
وماذا عسى أن يقول ... وهل تتأسى فتصغي له
عندما قرأت هذين البيتين لاحظت أن الثاني مكسورة فقدرت أن كلمة قد سقطت في الطبع ولعل الأستاذ الشاعر كان يريد أن يقول:
وماذا عسى أن يقول وهل ... تتأسى لقول فتصغي له
أرجو أن يتفضل سيدي الأستاذ فيدلي إليَّ برأيه وأكون له شاكراً
(بني مزار)
يوسف حنين
(الرسالة) صحة البيت هكذا:
وماذا عسى أن يقول لها ... وهل تتأسى فتصغي له
وقد سقطت كلمة (لها) في الطبع
رجاء إلى الكتاب
لاحظت في أكثر المقالات المنشورة في الرسالة أن الكاتب عندما يريد أن يشير إلى كلمة أو جملة تحتاج إلى إيضاح أكثر يشير إليها بالرقم 1، 2، 3 إلى آخره كما هو متبع عادةً ويكتب لذلك مفسراً يقول: (اقرأ صفحة كذا من كتاب مختصرات طبقات الحنابلة) أو (راجع أخبارهم من كتابي سيناء القديم وتاريخ بئر السبع وفيائلها إلى غير ذلك. . .) وهذا مثل لما جاء بالعدد الأخير فقط. ومثل ذلك في الأعداد الماضية
وإني أرى أن يكلف الكاتب نفسه ولو بكتابة كلمة أو اثنتين أو سطر أو سطرين وإن اضطره الحال فليكتب جملة أو جملتين كما نرى في كثير من المقالات لأن من قراء الرسالة كثيرين من الطلبة والموظفين لا يجمعون من تلك الكتب التي يشير إليها كاتب المقال كتاباً واحداً. . . والكاتب بطبيعته يطلع على ذلك الكتاب الذي يشير إليه وهذا ظاهر من تحديده صفحة الكتاب ورقم السطر فما كان يضيره لو كتب ما يريده من القارئ أن يطلع عليه ولو موجزاً؟. . .
أحمد حلمي العباسي
جريدة الشورى
سألنا بعض القراء عن جريدة الشورى التي كان يصدرها صديقنا الأستاذ محمد علي الطاهر باسم الشباب ثم باسم العلم ولماذا لا تصدر الآن؟ ونحن نجيب على ذلك بأن الزميلة توقفت عن الصدور بسبب الأحوال الحاضرة وسيعيد الأستاذ الطاهر إصدار جريدته بعد الحرب إن شاء الله