مجلة الرسالة/العدد 324/ملاحظات
→ المسرح والسينما | مجلة الرسالة - العدد 324 ملاحظات [[مؤلف:|]] |
أخبار سينمائية ← |
بتاريخ: 18 - 09 - 1939 |
البعثات الفنية
من المفارقات العجيبة التي لا تحدث في غير مصر أن اللوم يقع شديداً على الحكومة لأنها تعني أكثر العناية بمبعوثيها ما داموا في بعثاتها فإذا عادوا أهملتهم كل الإهمال ولم تستفد منهم وكأنما أرسلتهم لغير غرض وبلا أدنى تفكير في مصيرهم
بيد أن الفرقة القومية، وصلتها بالحكومة غير بعيدة، قد خالفت هذه القاعدة الذهبية وعنيت بمبعوثيها في الخارج وزادت عنايتها بهم عند عودتهم. على أن أغلبهم لم يذكر يدها عنده وأنكر فضلها وآثر التمرد والعصيان. فمنذ بضعة شهور عاد أحد المبعوثين رافعاً راية العصيان قبل أن يصعد ظهر الباخرة وظل رافعاً الراية الحمراء حتى وصل وحتى استقال أو أقيل ساخطاً متبرماً في غير داع للسخط أو التبرم إلا أنه شعر بضعفه وعدم قدرته على الاضطلاع بالمهمة التي بعث من أجلها. . .
ومنذ أسابيع عاد آخر بعد أن تسلم الراية الحمراء من زميله وأعلن في غير حياء أن مرتبه ضئيل طالباً رفعه ومساواته بكبار المخرجين!
أما الذي عاد آخرهم فقد تذرع بالصمت وراح يعمل أو ينتظر أن يعمل في هدوء راضياً قانعاً بنصيبه المتواضع. وإنها لمعجزة!
ترى هل يعرف المتمردون أنهم يجرمون في حق الفن وفي حق أنفسهم وأن عقابهم يجب أن يكون شديداً؟
إن الفرقة القومية لم تبذل في سبيلهم هذه الآلاف من أجل أن يعودوا فينتقضوا عليها! إنها سرقة علنية، فإما أن يكلف هؤلاء برد الآلاف التي صرفت عليهم، وأما أن يجلدوا أو يسجنوا وفاء لديونهم
اختيار الروايات في الفرقة القومية
تحدثنا في عدد مضى عن السياسة العجيبة التي تسير عليها الفرقة القومية في اختيار الروايات، وذكرنا قصة (جنون الشرف) التي رفضت و (الخطاب) التي قبلت
وقد ضاق المقام عن إيراد بعض الأمثلة التي وعدنا بها القراء الكرام، واليوم نعود إلى مواصلة الك ويجرنا الحديث عن اختيار الروايات، إلى الحديث عن لجنة القراءة التي تختار هذه الروايات، أو التي يقولون إنها تختارها.
منذ عامين تقدم الأستاذ حسين عفيف بروايته: (وحيد) إلى الفرقة القومية، وعرضت الرواية على لجنة القراءة فقبلتها وهنأت صاحبها، وقدرت إدارة الفرقة ثمنها وصرفته له.
ثم تبين بعد ذلك أن الرواية لم تعرض على قلم المراقبة بوزارة الداخلية، فأرسلت إليه فرفض إجازة تمثيلها، لأن فيها أموراً تخدش الشرف والعرف العام
ومن العجيب أن يكون هذا رأي موظف في الدرجة الثامنة أو السابعة، على حين أن في لجنة القراءة شيوخاً معممين وعلماء جهابذة، وزعماء في الأدب والفن والأخلاق، ومن العجيب أيضاً أن ينتصر رأي هذا الموظف ولا تمثل الرواية.
ولنا أن نتساءل إذن عن وقع هذه اللطمة على لجنة القراء؟ على أن هذه اللجنة تستأهل ما جرى لها. فقد ترجم بعضهم رواية (البيت المهدم) لأميل فابر، وعرضت على اللجنة فرفضتها. وترجم آخر الرواية بعينها، بيد أنه كان ماكراً خبيثاً فأبدل اسم جورج بمحمد، وغير اسم ماري بزينب؛ أما أسم الرواية فقد جعله (الأفاعي) وزعم إنها من تأليفه
وعرضت الرواية في نفس الوقت على اللجنة الموقرة، فقبلتها ودفعت لصاحبها الثمن، ولم تفطن إلى أن هذه من تلك!
فلما قُرأت الرواية على الممثلين عرفوها وقرعوا أجراس الفضيحة غير نادمين؟
وبعد فقد أدى إهمال اللجنة إلى الخسارة أكثر من مائة جنيه أو يزيد، وفي نفس الوقت كان دليلاً رائعاً على أنها لا تصلح للمهمة التي وكلت إليها! وهل بعد ذلك من دليل؟
(فرعون الصغير)