مجلة الرسالة/العدد 310/أعلام الأدب
→ جناية أحمد أمين على الأدب العربي | مجلة الرسالة - العدد 310 أعلام الأدب [[مؤلف:|]] |
من برجنا العاجي ← |
بتاريخ: 12 - 06 - 1939 |
بين أرستوفان ويوريبيدز
للأستاذ دريني خشبة
ظل أرستوفان يدعو قومه إلى السلم وينفرهم من الحرب، وظل يسخر من القادة المغرورين ويستهزئ بشكل الحكومة وديمقراطية الغوغاء، فلم يزدد قومه إلا عناداً، ولم تزدد جيوشهم إلا هزيمة، ولم تزدد أثينا إلا فساداً وانحلالاً. فلما بح صوته من دعوة السلام والتنديد بنظام الحكم انصرف عنهما آيساً، وفرغ لأستاذه وعدوه يوريبيدز، يقصر عليه نشاطه الأدبي، ويصب عليه جام نقمته، وما أورثه فشله في دعوة السلام من مرارة وغيظ
وقبل أن نخوض مع أرستوفان في هذه المعركة على فخر المسرح اليوناني لا نرى بداً من التمهل قليلاً لنلخص ملهاتين عظيمتين ألفهما الشاعر الساخر قبل الانقضاض على يوريبيدز. . . أما إحداهما فمن أمتع ما نظم أرستوفان، وأما الأخرى فهي أمتع وأعظم ما ألف طول حياته، إلا إذا كان فيما ضاع من كوميدياته ما هو أعظم منها
ففي سنة 411ق. م أخرج أرستوفان ملهاته ليستراتا، وقد نظمها تنفيراً لقومه من الحرب، وصيحة مضحكة في سبيل السلام. . . ولا بد أن الأثينيين كانوا أمة من المجانين حين حاول أرستوفان أن يصرفهم عن آلامهم وما تترك الحرب في كل بيت من بيوتهم من مناحة تمزق القلوب وتفتت الكبود وتفجر المدامع، ليضحكوا ملء أشداقهم من كوميديات مواطنهم المهرج العظيم!! لله كم كنا نتمنى لو لم يفقد ذلك الجزء الثمين من كتاب الشعر لآرسطو الذي تناول فيه فلسفة الكوميديا لنعرف رأيه في علة ازدهار الأدب الكوميدي في فترة حروب البليبونيز خاصة حتى بلغ أوجه بين أنين الجرحى وعبرات الثكالى وأحزان الموجوعين
يصور أرستوفان في ملهاته لسسترا بطلة حازمة تدعو إلى نبذ الحرب ونشر لواء السلم، فما تزال بصويحباتها (نساء أثينا) تحضهن على ذلك وتكون منهن حزباً قوياً تنتهي إليه الغلبة في أثينا الديمقراطية، فإذا احتج الرجال وأخذوا يناوئون حركة النساء اقترحت الزعيمة على توابعها حرمان الرجال من ممارسة (المسألة الزوجية!!) حتى يفيئوا إلى الحق ويرجعوا عن هذه المجزرة التي تودي بأبنائهم وبأنفسهم في غير طائل. . وقد تعمدن هنا أن نعكس ما أثبته أرستوفان في ملهاته، فقد قصد أن تكون النساء نساء أسبرطة وهو في الحقيقة لم يعن غير نساء أثينا. . . ثم تنتهي الكوميديا بخضوع رجال أسبرطة ومجيئهم طائعين مختارين يطلبون الصلح من الأثينيين فتضع الحرب أوزارها ويكون السلام على الأرض (!!) وقد كان أرستوفان ماهراً في تلطيف عقدة ملهاته الفاجرة التي لا نحسب أنها كانت تخطر لأديب ببال في سبيل وقف حرب المورة، تلك الحرب التي استمرت تهلك الحرث والنسل ثلاثين عاماً طوالاً فكادت تكون بسوساً يونانية بل هي كانت شراً من بسوس العرب. . . فأي سلاح هو أمضى لوقف الحرب من إضراب النساء عن منح الرجال حق المباشرة الجنسية! أليست الفكرة فكرة جريئة وإن تكن فاجرة داعرة؟ لقد كان المسرح اليوناني الكوميدي يجيز ما هو أشنع من اللستراتا أضعافاً مضاعفة، وقد كان أرستوفان عفاً في ملهاته هذه إذا قيس بزميليه أمفيس وألكزيس اللذين كانا يحشدان في ملاهيهما ما لا يسمح قانوننا ولا عرفنا ولا أخلاقنا بعرض صورة منه ولا الخوض اليسير فيه. . . ومع ذاك فقد كان أرستوفان لبقاً في التضحيك على نسائه وإن كان دائماً في جانبهن ضد الرجال، وقد زاد في إشاعة الروح الكوميدي فيهن بجعلهن عربيدات لا يعقدن مؤتمراتهن إلا حين تعبث الخمر بهن وتروي مشاشهن جميعاً أما أبرع كوميدياته وأمتعها على الإطلاق فهي بلا شك (الطير)، وقد ألفها سنة 414 أي قبل لسستراتا بثلاث سنوات فكانت آية آياته كلها حيث ارتفع بها إلى ذروة الفن الكوميدي وأشاع فيها المرح وجافى بينها وبين الواقع، وبناها على الكذبة الكبرى التي هي أساس الكوميدي اليوناني. وقد قلد فيها سوفوكليس من حيث سرعة العرض ونشاط الأداء والتنقل من مشهد إلى مشهد في خفة وتشوف، كما قلد فيها الشاعر الغنائي الخالد أرفيوس من حيث روعة الأغاني وجمالها وانسجامها وعلوها عن مستوى الغناء الكوميدي الذي كان يقصد به إلى الشعبذة والتهريج لا إلى الفن الخالص الرفيع
استطاع اثنان من أهالي أثينا هما بيثتيروس وإيولبيدز، أن يكتشفا حقيقة عجيبة لم تكن لتدور في روع أحد ولا تخطر يوماً في قلب بشر. . . استطاعا أن يعرفا ما عرفه الشاعر سوفوكليس من قبل، وهو أن ملك الطير إيبوبس هو نفسه الملك تيريوس ملك تراقيا الذي كان يحكمها في سالف العصر والأوان قبل أن يُسحر إلى هدهد وقبل أن يتربع على عرش الطير مزهواً بتاجه الجميل ومنقاره الطويل وألوانه المتلألئة الحسناء. . . ولما كان بيثتيروس مواطناً منبوذاً من قومه الأثينيين فقد اعتزم الرحلة إلى مملكة الطير ليجرب فيها حظه غير مستعين بأحد إلا بنفسه وزميله المغفل المطواع إيولبيدز. . . هذا وقد كان بيثتيروس رجلاً مقداماً مقاحماً قوي الجدل حاضر البرهان نافذ الحجة لا يعيبه أن يقنع محدثه بالشيء وضده في وقت معاً. وكان يرى الرأي فيصيب به الحقيقة دائماً ولذلك كان قلما يرضيه تصرف الآخرين خصوصاً في شئون الحكم
أما إيبوبس الهدهد ملك الطير، أو تيريوس ملك تراقيا في سالف العصر والأوان، فملك عادل محبوب من رعيته المخلصة له، وهي رعية بُدائية ما تزال تحبو في أول مدارج المدنية، ولذلك فهو دائب على النهوض بها وإصلاح حالها، ولذلك أيضاً يرحب دائماً بكل من يرد عليه من رعايا الدول المتمدينة الأخرى. . . وقد أكرم مثوى بيثتيروس لهذا السبب، واستطاع بيثتيروس أن يقنعه بوجهة نظره في تكوين دولة تحت سيطرته بحيث ينضوي تحت لوائها البشر، وما كادت رعية الطير تسمع بهذا حتى ثارت ثائرتها وهددت الملك بالتمرد وإضرام نار الفتنة، للضغينة القديمة بينها وبين بني آدم ولعدم ثقتها فيهم من قديم الزمان. وقد همت الطير بالفتنة فعلاً، ولكن بيتيروس ألقى فيهن خطبة طنانة رنانة ساد بها الموقف وأنقذ بها مشروعه من الفشل
وأنشئت الدولة برياسة ملك الطير، وأقامت الرعية المتاريس على الطريق إلى مملكة السماء، فانقطعت السبل بين الآلهة وبين الأرض، ولم تقو أرباب الأولمب على إخضاع الطير فاضطرت أن ترسل سعارة من نبتيون إله البحار وهرقل الحديدي إله الرياضة وتريبول الإله البربري الجاهل التمتام التفتاف (!) وقد اضطرت الآلهة إلى إرسال هذه السفارة بعد قبض الطير على إيريس (قوس قزح) مبعوثه حيرا وجاسوستها حين اجتازت بغير حق المتراس الفاصل بين مملكة الطير وطريق الآلهة إلى السماء. . . وقبل أن يصل أعضاء السفارة تنزل الإله برومثيوس - حامي البشرية ونصير الإنسان - مختالاً تحت مظلة كبيرة بين سمع زيوس كبير الآلهة وبصره، ليؤيد بيثتيروس بحجته وليمنحه البركة والتوفيق في مجادلته سفراء السماء. . . وقد استطاع بيثتيروس أن يخدع هرقل بأكلة شهية أعدها له فضمه إلى جانبه، وكان هرقل يسيطر على صاحبه تريبول الجاهل البربري التفتاف، وبذلك أصبحت الأغلبية في جانب بيثتيروس، وغلب نبتيون على أمره، وعقدت معاهدة بين الفريقين فاز فيها بيثتيروس بأقصى ما كان يصبو إليه من تفوق وسيطرة، فقد رضى سيد الأولمب - زيوس الكبير المتعال! - أن ينزل طائعاً مختاراً عن صولجان ملك الدنيا (الأرض) إلى الأبد لأيبوبس الهدهد ملك الطير كما قبل أن يزوج ابنته الخالدة الفتانة (باسيليا) لبيثتيروس
وفي الكوميديا شخصيات مضحكة أخرى لا يتسع هذا الملخص السريع لعرضها وأهم ما يلفت النظر تعقيباً على ملهاة الطير هو روح الإلحاد والسخرية بالآلهة الشائعين فيها، وهو روح عجيب يدلنا على ما بلغته أثينا من الحرية الفكرية والتحلل من ربقة دينها الأسطوري بحيث لم يتحرج أرستوفان من الشعبذة على أرباب الأولمب إلى هذا الحد المضحك
ثم فرغ أرستوفان لفخر شعراء الدرام، بل لفخر أثينا القديمة، يوريبيدز العظيم، فنال منه ما لم ينل منه شيء آخر، وشعبذ عليه شعبذات أضحكت خصومه حيث ألف فيه ملهاته الفاجرة الشنيعة ال أو محاكمة يوريبيدز كما يسميها المتأخرون والاسم مشتق من (ثسموفوريا) وهو عيد من أعياد اليونان القديمة كانت السيدات يقمنه في أكتوبر من كل سنة تقديساً لربة الزراعة والمدنية سيرس (أودمتير)، ولم يكن يسمح للرجال ولا للذكور بوجه عام في حضوره. . . وقد ألفها سنة 411 أي في نفس السنة التي ألف فيها الليسيستراتا، ولذلك جاء فيها أثر من سابقتها. . .
نمى إلى يوريبيدز أن الأثينيات المحتفلات بعيد سيرس في ال (تسموفوريا) سيثرن قضيته معهن لطول ما شن عليهن الغارة في دراماته ولجرأته على الجنس اللطيف بإبرازه على المسرح، وتناول ما لم يكن ينبغي تناوله من أسراره أمام الناس. وخوضه في شئون الحب والعشق والغرام المحرم من غير ما تورع ولا استحياء ولا مراعاة للعرف، ولا إبقاء على سنن السلف الصالح. وبلغه أيضاً أنهن سيصدرن عليه حكماً صارماً عسى أن يكون له فيه مرتدع. . . خاف يوريبيدز واشتدت خشيته ووقع في حيص بيص (!!)، ولم يدر ماذا يصنع؛ ثم بدا له أن يستعين بشاعر مخنث (!!) جميل الطلعة مشرق المحيا يمكن أن يتنكر في زي النساء ويذهب إلى الـ (ثسموفوريا) ويختلط بالنساء حتى إذا شرعن في فحص قضية يوريبيدز تولى هو الدفاع عنه بكل ما أوتي من ذلاقة ورشاقة وبيان. . . لكن الشاعر أجاثون يرفض ما يعرضه عليه يوريبيدز من وجوه الإغراء والإغواء فيضرب يوريبيدز أخماساً لأسداس، ثم يبدو له فجأة أن يذهب إلى والد زوجته (حَمئه) - منسيلوخوس - فيرجوه أن يتنكر هو في زي امرأة ثم ينطلق إلى مكان الاحتفال فيتولى الدفاع عن زوج ابنته وإلا وقعت الواقعة وحاقت به البلايا. . . ويقبل حموه، ثم يذهب إلى ال (ثسموفوريا) وما يكاد يتكلم حتى يشك النساء في أمره، حتى إذا تضاعف ريبهن هجمن عليه واكتشفن أنه رجل وأنه حمو يوريبيدز. . . ويسقط في يد الرجل، ويهرب منهن لائذاً بالمذبح، حتى إذا ضيقن عليه الخناق وأوشكن يبطشن به انقض على أحد أطفالهن فاحتمله بكلتا يديه وراح يهددهن بقتل الغلام إذا مسسنه بسوء. . . ويختلط حابل النساء بنابلهن، ثم يكتشفن أن الذي يحمله الرجل ليس غلاماً، بل هو دن خمر مغطى بثوب، فيثرن من جديد ويوشكن أن يوقعن به. . . وهنا يظهر يوريبيدز نفسه ولكن متنكراً في أشكال شتى، فتارة يبدو كأنه منالوس حينما يكتشف أمر زوجته هيلين في مصر؛ ثم يبدو في صورة الفتاة إيخو (الصدى) وهي تساعد الفتاة أندروميدا المصفدة في حيد الجبل. . . ويبدو مرة ثالثة في شكل برسيوس وهو يفك أصفاد أندروميدا. . . ثم يفلح يوريبيدز آخر الأمر في إطلاق سراح حمئه بعد أن نجح النساء في تصفيده في قفص المجرمين، وذلك باتخاذه صورة قوٌادة (هكذا!!) وذهابه مباشرة إلى الضابط الذي عهد إليه بالرجل ليحرسه. . . وتأخذ القوادة في الرقص وهز الردف والأثداء والابتسامات الخليعة الفاجرة حتى تزلزل فؤاد الضابط وتغويه فيطلق سراح منسيلوخوس
هذه هي الكوميديا الشائنة التي طعن بها أرستوفان خصمه العظيم يوريبيدز، وقد حاول فيها استعمال طرائق شاعر الدرام الكبير ووسائله في التعبير والأداء. وقد استطاع بها أن يثير حنق يوريبيدز وأن يحيل بقاءه في أثينا إلى مرارة وتلدد وبرم بالناس وبالحياة. . . وقد ألف أرستوفان في خصمه غير هذه الملهاة شيئاً كثيراً ضاع أكثره لحسن حظ الأدب - أو لسوئه، لا ندري! - فلما مات يوريبيدز سنة 406 ق. م، ألف أرستوفان ملهاته الخالدة (الضفدع) سنة 405 التي تسمو إلى أفق (الطير) والتي عرض فيها ألواناً جديدة من الخيال وجمال التصور، وأطلق (لتفنٌنه!) عنانه، فاستحق التخليد برغم رجعيته وجهله أحياناً. . . وقد سبق أرستوفان في هذه الملهاة إلى ابتكار النقد الأدبي المبني على القواعد والقوانين، بل هو قد وضع الكثير من قواعد النقد في موازنته بين إسخيلوس ويوريبيدز في حوارهما الشائق اللذيذ الذي اشترك فيه الإله باخوس
حزن الإله باخوس حزناً شديداً حين افتقد شعراء الدرام بعد سوفوكليس ويوريبيدز اللذين ماتا في عام واحد فلم يجد من يسد فراغهما، ولذلك اعتزم الرحلة إلى الدار الآخرة (هيدز) كما صنع هرقل من قبل عسى أن يرد منها يوريبيدز كما رد هرقل ألستيس؛ ويبدو باخوس في جلد أسد وقد تزيى بزي هرقل وحمل عصا غليظة مثل عصاه، وإن يكن مع ذاك يبدو في صورة مخنثة كدأبه دائماً - ثم يكون إلى جانبه عبده - أو خادمه - إكسانتياس - وقد علا صهوة جحش وحمل على كتفه عكازة طويلة (شمروخا!) علق فيها (مخلاته) وحقائبه وكل ما يلزم في مثل هذه الرحلة الطويلة الشاقة من زاد وماء ونحوهما. . . وقد علق هذه الأشياء في طرف العكازة حتى (تحفظ الموازنة) معه. . . ففي المشهد الأول الذي يشك المؤرخون في أن يكون كذلك (أي في أن يكون هو المشهد الأول لأن الملهاة غير مرتبة وقد ضاعت بعض جذاذات منها) نسمع أصواتاً من التنادر (التنبيط!) يتقاذف بها شعراء - أو شويعرون - يجتهد كل منهم أن ينال رضا النظارة بإتقان التهريج وإجادة (التنكيت!) وقد وقف بينهم باخوس - بوصفه حامي مسرح الدرام! - كالصنم لا يحير. . . ثم ينتهي المشهد بنقاش سوفسطائي بين باخوس وخادمه. . . ويهبطان إلى هيدز، ويفتتنُ أرستوفان في إنهاض الموتى لتكلم الزائرين، ثم يأتي أروع مشاهد الملهاة وهو هذا الحوار الأدبي الرائع بين إسخيلوس ويوريبيدز من حيث منهاج كل منهما في الشعر ووجهة نظره في الأدب - وهنا لا يستطيع أرستوفان إخفاء غله على يوريبيدز، بل يختم المشهد بنصرة إسخيلوس (الذي كان يمثل الفضيلة الأثينية والرجولة اليونانية، والشجاعة والإقدام. . . لا هذا الأحمق يوريبيدز الذي هو سبب فساد روح العصر، وأصل خراب الأخلاق!). . . ثم تنتهي الملهاة بطرد يوريبيدز ليستقر في مثواه السحيق من هيدز وقد رهقت وجهه فترة!
والمدهش في هذه الملهاة العجيبة هو قيامها على النقد الأدبي البحت، وهو وإن يكن نقداً بدائياً إلا أن المعارضات التي أتحفنا بها أرستوفان تجعلنا نعجب كيف كان الجمهور الأثيني في هذا العصر يسيغ مثل هذا الحوار الذي هو فوق إفهامه، بل يضحك له ويغرق في الضحك! ثم كيف يحدث هذا، وقد كانت أثينا على شفا الهاوية؟ ألم تدخلها جيوش اسبرطة بعد هذه الملهاة بسنة واحدة؟!
إن ضحك الأثينيين هكذا على فخر شعرائهم يوريبيدز هو آية انحلالهم وانقضاء دولتهم. . . وقد حصل!
دريني خشبه