مجلة الرسالة/العدد 30/إلى شباب العيد
→ السكك الحديدية تحت الأرض | مجلة الرسالة - العدد 30 إلى شباب العيد [[مؤلف:|]] |
الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية ← |
بتاريخ: 29 - 01 - 1934 |
للأستاذ محمود الخفيف
جددوا العزم فالزمان أهابا ... وخذوا الحذر واستحثوا الوكابا
ألبسوا العيد روقة وجلالا ... قد ظمأنا إليهما أحقابا
واملأوا مهرجانكم كبرياء ... وطموحاً وعزة وغِلابا
وانشدوا المجد بكرة وأصيلا ... وذكروا مصر جيئة وذهابا
وابعثوا في البلاد صوتاً قويا ... فستلقون صوتكم مستجابا
وأفيضوا من الحماس علينا ... فسينصب في القلوب انصبابا
وانظموا العزم والوفاء كتابا ... وانشروا في الجموع ذاك الكتابا
واتركوا الكيد والخصام لقوم ... لا يرون الجهاد الا سبابا
أيها المنكر الحياة غلينا ... أقصر اللوم هل رأيت الشبابا؟
انظر اليوم كيف قاموا بأمر ... يملأ الشرق كله إعجابا!
رأوا النيل راسفاً في قيود ... صاغها الجور تستذل الرقابا
جنة الأرض أصبحت نهب قوم ... أخذوا الشرق عنوة وانتهابا
يشرب الرَّنق أهلها في هوان ... ويبيتون في حماها سغابا
يمرح الطامعون فيها اختيالا ... ويقاسي الأحرار فيها اغترابا
فأبت نخوة الشباب عليهم ... أن يناموا ومصر تلقى العذابا
فسعوا للكفاح سعياً حثيثا ... أرأيت الشبول هبت غضابا؟
نَضَّرَ الله وجه مصر بقوم ... مسحوا عن جبين مصر الترابا
أجمعوا أمرهم وساروا جموعا ... يتخطون بالثبات الصعابا
لهم المجد تالدا وطريفا ... والمعالي وراثة واكتسابا
كل يوم لهم بمصر نداء ... ولهم عزمة تذيب الصلابا
اسألوا مصر عنهمو يوم قاموا ... لا يخافون بطشة أو عقابا
يرفعون اللواء صفاً ويمشو ... ن سهاماً إلى الردى أسرابا
زمر تبدل النفوس وتحدو ... ضاحكات لدى المنون طرابا! كتبوا صفحة العزاء لمصر ... بدم كان كالعباب انسيابا
يا شبول العرين في مصر هيا ... أبعدوا عن ربوع مصر الذئابا
لست أدعوكمو لكيد ولكن ... أبتغي الرشد عندكم والصوابا
نافسوا الطامعين بالجد وامضوا ... قد كفانا تصايحاً واعتصابا
لا تقولوا ضيوفنا بعد هذا ... أسمعتم عواءهم والسبابا؟
نحن أولى إذا أردتم ملاما ... فاصرفوا اللوم عنهمو والعتابا
وأهيبوا بقومكم أن أفيقوا ... إن للمحسنين منكم ثوابا
قد سئمنا تردداً ونكولا ... وخنوعاً وغفلة وارتيابا
سبل العيش مهدوها وسيروا ... في حمى النيل جحفلاً غلابا
أنتم اليوم للبلاد عتاد ... وغدا سوف تدركون الطلابا