الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 298/المسرح والسينما

مجلة الرسالة/العدد 298/المسرح والسينما

مجلة الرسالة - العدد 298
المسرح والسينما
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 20 - 03 - 1939


حديث الأسبوع

و. . . غلطة فنية أخرى

في نص القرار الذي صدر بتكوين (الفرقة القومية المصرية) ما معناه أنها أنشئت لتحمل رسالة ثقافية عن المسرح النموذجي ولتبذر في نفوس الشعب حب هذا المسرح ومولاة تشجيعه. . .

على هذا الأساس تكونت الفرقة وضمت إليها أقوى العناصر الفنية في الشرق وأقواها وأثبتها قدماً، وعلى أكتاف هؤلاء استقام البناء وطرق الشعب بابه، ثم عادوا بين مادح وقادح ومتفائل ومتشائم، حتى سلخت الفرقة من عمرها عاماً تركها بعده المخرج المعروف ومبعوث الحكومة في مسرح الأوديون (زكي طليمات) ليخدم المسرح عن طريق آخر ما دامت قد وقفت في وجهة أشباح المطامع والأغراض.

وظلت الفرقة في سيرها تتخبط، فاستدعت إدارتها خبيراً فرنسياً، ثم انتدبت بعد ذلك مخرجاً فرنسياً أيضاً ليعلم الممثلين المصريين التمثيل بلغتهم وليتولى إخراج مسرحيات لفظتها بلادها ورآها هو عندما كان يعمل مساعداً لأحد مديري المسارح المتنقلة في الريف الفرنسي (ريجسير) فنقلها كما هي فعدنا إلى الوراء سنين عديدة لنقلد ببغاء لولا أنه أجنبي ما وصل إلى مركزه.

حياة الظلام

اشترى ستديو مصر من الأستاذ محمود كامل المحامي حق إخراج قصته الطويلة (حياة الظلام) وعهد بإخراجها إلى المخرج الشاب أحمد بدرخان الذي بدأ العمل منذ أسبوع بعد أن أختار مجموعة فنية كبيرة لمعاونته.

و (حياة الظلام) قصة عاطفية تعبر عن نوع غريب من الحب العاصف الذي ربط بين قلب ساذج بكر وقلب أثملته تجارب الحياة الغرامية فامتلأ بالحب على أنواعه ومناحيه واستطاع أن يتفنن في الخديعة ويحسن الزيف ولكنه خضع أخيراً واستسلم. .

وهي أيضاً من نوع لم تألفه السينما المصرية إذ لم يستطع مخرج مصري أن يقدم على طرق مثل هذا الموضوع والتفكير في إخراجه خشية الرقيب والتقاليد في الوقت الذي نرى فيه الشركات الأجنبية تفضل هذا الصنف من القصة العاطفية التي تتحدث عن (حياة الليل) وما نجاح (نانا) لأميل زولا ببعيد. . .

وعهدت إدارة ستديو مصر إلى الهر شارفنبرج بعمل (الديكوراسه) كما سيسجل الصوت فيه مصطفى والي وعزيز فاضل ويقوم بعمل (المونتاج) جمال الدين مدكور. أما من اختيروا للتمثيل فهم مجموعة فنية على رأسها الممثل الكبير زكي رستم ومنسي فهمي. أولهما في دور عبد الستار الشرقاوي، والثاني في دور الأب، ثم عبد الفتاح القصري، وأنور وجدي الذي سيمثل دور محمود الشيمي. ويأتي بعد ذلك دور احمد علوي بطل القصة وقد وقع الاختيار على وجه جديد ليقوم به. . . أما الأدوار النسائية فقد أسندت إلى السيدة أمينة شكيب وفردوس محمد وروحية خالد. ولعله ما يهم بعض متتبعي قصص الأستاذ كامل أن يعرفوا أن (للمواويل) نصيباً في فلمه، وسيغنيها عبده السروجي ومحمد الكحلاوي ومطربة ناشئة أسمها آمال.

رحلة الفرقة القومية

منذ زمن يرجع عهده إلى ما قبل انتهاء الدورة الأولى لهذا الموسم وإدارة الفرقة القومية تشيع إنها قد نظمت رحلة إلى الوجهين البحري والقبلي والمحافظات (لإعطاء الشعب الفكرة المثلى عن المسرحية العالية النموذجية وللارتقاء بإفهام الجمهور). ولكن الرحلة لم تتم وموعدها لم يحدد. وتسأل الناس هل عدلت الفرقة عن الرحلة أم أجلتها أم تراها في هذه الأيام تستعد للدورة الثانية التي تبدأها في الوقت الذي تقفر فيه القاهرة من مسارحها؟

والواقع أن الإدارة غير المستقرة هي السبب في كل هذا الارتباك وهي المسئولة عن تأجيل الرحلة وتعطيل العمل، وهي المسئولة أيضاً عن قرارها الذي صدر بتعيين موعد الرحلة وهو يوم 20 الجاري إلى الوجهين حيث تمثل بعض المسرحيات الناجحة. . .

وبتأجيل هذا الموعد لسبب من الأسباب التي تراها بعينيها الناقدتين. وعلى أية حال سواء قامت الفرقة بالرحلة أم لم تقم فقد أعدت للدورة القادمة مسرحياتها وهي (عطيل) و (تلميذ الشيطان) و (المال والبنون) و (رسالة المرأة)؛ وجميعها من إخراج فلاندر إلا (المال والبنون) فهي من إخراج جميعي.

إلى باريس

يعمل القسم الفني في شركة فنار فيلم تحت إشراف السيدة بهيجة حافظ للانتهاء من (مونتاج) النسخة الناطقة بالفرنسية من فيلم ليلى بنت الصحراء، وقد يتم ذلك في حوالي منتصف الشهر القادم إذ تكون النسخة قد أعدت (سالبة) وموجبة فتحملها بهيجة معها إلى باريس ليتم طبعها هناك.

ولرب سائل يسأل عن السر في اختيار باريس لطبع النسخة النهائية (ستاندرد) وبدورنا نقول له: إن هناك معامل تخصصت في إجراء بعض عمليات تكميلية فنية لا توجد في مصر؛ ثم إن شركة فنار فيلم ترى أن تقدم فلمها بعد إصلاحه على صورة جديدة تغاير الأولى بعض الشيء، فمن ذلك أنها اعتزمت أن تقدمه ملوناً بالألوان الطبيعية وفضلت لذلك لونين هما وأضافت إليهما في ذات الوقت اللون الأزرق الهادئ.

وستعرض النسخة الفرنسية أولاً في باريس والبندقية ثم تسافر إلى أمريكا، وفي هذا الوقت يكون الموسم السينمى الجديد القادم قد حل فتعرض في مصر والأقطار الشقيقة والبرازيل وغيرها.

مجنون ليلى

الحقيقة التي يجب أن أعترف بها أن الشقيقين بدر وإبراهيم لاما من أنشط الشباب الذي يعمل في السينما وأسرعهم إنتاجاً، ولكن. . . نتيجة ذلك الحتمية هي ضعف الإنتاج وعدم الإقبال عليه لأسباب عديدة يرجع أهمها إلى عدم وجود الدراية الكافية والاعتماد على شخصيات هزيلة ترضى بالتافه من النقود و. . . قلة توفر المال اللازم لمثل هذه المشروعات.

والحديث عن السقوط الشنيع الذي لقيه فلم إخوان لاما الأخير (ليالي القاهرة) يطول ويتفرع. . . أجل يتفرع من مآس كتلك التي تمخض عنها خيال الأخوين وأحد المخرفين من أتباعهما إذ زين لهما ضرورة إخراج قصة (مجنون ليلى) على الستار وهي لعمري جريمة فنية مزدوجة فيها جناية على اللغة العربية التي لا يعرفها أحد الأخوين، وجناية على الفكرة السامية التي أخذها الناس عن القصة، جناية على الشعر الذي وكل أمر نظمه إلى أحد الذين يؤلفون لصالات الدرجة الثالثة في شارع عماد الدين.

وقدم الشقيقان لاما (سيناريو) مجنون ليلى إلى قلم المراقبة بوزارة الداخلية فأحسنت صنعاً بعدم الموافقة عليه (لضعفه و (سخافته)! ومنعاً لإساءة تنسب إلى خالد الذكر المرحوم شوقي بك) وكان طبيعياً أن يثور إبراهيم لاما محاولاً في لهجته الغربية أن يقنع القائمين بالأمر بأنه جدير بالقيام بأعباء هذا العمل وأنه على استعداد لتغيير أسم القصة وجعله (قيس ليلى).

والعقبات التي ذكرت يمكن تذليلها، ولكن الشيء الوحيد الذي يجب أن يذكره الجميع هو أن يطالبوا بإيقاف هذين الأخوين عند حدهما ونصحهما بأن ما لديهما من ملابس بدوية سابغة لا يكفي لنجاح قصة شعرية لها مكانتها في العالم العربي، وأنهما إذا يحاولان إخراجها يسيئان إلى نفسيهما وإلى اللغة وإلى أفكار الناشئة.

حوريس