مجلة الرسالة/العدد 296/البريد الأدبي
→ زكريا أحمد | مجلة الرسالة - العدد 296 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 06 - 03 - 1939 |
تقويم النوع الإنساني
نشرت مجلة (حياتك) الأمريكية التقويم التالي للنوع الإنساني، وهو من وضع العلامة الأستاذ (آرثر هـ. كومبتن) حائز جائزة نوبل في (الفيزياء)، والباحث الشهير في الأشعة الكونية، وقد صغَّر فيه الزمن مليون مرة:
قبل مدة تتراوح بين السنة والسنتين: تعلّم الإنسان الأول استعمال العصىّ والأحجار كأدواتٍ وأسلحة.
في الأسبوع الفائت: أنشأ إنسان ما فن تكييف الأحجار بحيث تسدُّ حاجاته.
أمس الأول: استعمل الإنسان الصور المبسَّطة كتابة رمزية
أمس: ابتكِرت الألفباء.
أمس عصراً: أنشأ اليونان فنهم وعلمهم.
منتصف البارحة: سقطت روما
الساعة 8 والدقيقة 15 من هذا الصباح: لاحظ (غليليو) أجسامه الساقطة.
الساعة 10 صباحاً: صُنع المحرك البخاري الأول.
الساعة 11 صباحاً: كشفت قوانين المغنطيسية الكهربائية
الساعة 11 والدقيقة 30 صباحاً: تلا ذلك التلغراف والقدرة الكهربائية. . . الخ.
الساعة 11 والدقيقة 40 صباحاً: كشفت أشعة إكس
قبل خمسة عشرة دقيقة: عم استعمال السيارة
قبل خمس دقائق: بدأت خدمة البريد الجوي.
في الدقيقة الفائتة: شاع استعمال الراديو.
الآن، ظهراً: نجد النوع الإنساني - بمعنى جديد كل الجدّة - موحداً بفضل العلم
عبد الكريم الناصري
الفنون الإسلامية
أبدى صاحب المعالي الدكتور محمد حسين هيكل باشا وزير المعارف رغبته في نهاية العام الدراسي الماضي في أن تزيد عناية مدرسة الفنون الجميلة العليا بالفن الإسلامي جاعلة منه أساس الدراسة في هذه المدرسة، بما يتناسب وأغراض النهضة القومية الحديثة ومراميها في تربية شباب الفنانين المصريين، وكان ذلك عقب زيارة معاليه للمعرض الذي أقيم في المدرسة لإظهار نشاطها
والمعروف أن القواعد التي تقوم عليها برامج هذه المدرسة تميل حتى الآن بحكم نشأتها القديمة إلى تدريس الفن في مختلف صوره على الأصول الغربية، مع تقدم الزمن بمصر للأخذ بفنونها الخاصة، ولطبع الثقافة الفنية فيها بطابعها الأصيل وهو الفن الإسلامي
على أن بعض أساتذة المدرسة المصريين قاموا في الأيام الأخيرة بجهود فردية - وبخاصة في قسم العمارة - لتوجيه البرامج إلى هذه الوجهة، وتربية الذوق الإسلامي في نفوس الفنانين الناشئين
ولما كان الأمر أجل من أن يترك في هذا المعهد الفني العالي لمجرد المجهود الشخصي فقد رفع الدكتور محمد فكري أستاذ تاريخ الفن بالمدرسة مذكرة إلى معالي وزير المعارف اقترح فيها بناء على رغبة معاليه السابقة إنشاء قسم خاص للفنون الإسلامية بالمدرسة وتقوم في نفس الوقت بتفاصيل إنشاء هذا القسم والمقترحات الخاصة ببرامجه
وقد جاء في هذه المذكرة أن الفن الإسلامي هو الفن القومي لمصر، وأن الخصائص الفنية العظيمة التي ينفرد بها هذا الفن يجعل منه مادة خصيبة لتغذية جميع نواحي النهضة الحديثة في مصر، فضلاً عن قابليته الدائمة للتطور وتمشية مع روح البيئة الطبيعية في هذه البلاد
وقد عنى معالي وزير المعارف بهذا الاقتراح وأحاله على مراقبة الفنون الجميلة لدراسته
وفاة العالم الأثري هوارد كارتر
نعي من لندن الأستاذ هوارد كارتر العالم الأثري الإنجليزي المشهور عن 66 عاماً. وليس بين المصريين من يجهل اسم هذا الرجل الذي كشف مع اللورد كرنارفون مقبرة توت عنخ أمون التي لفتت العالم بأسره إلى مصر. وكان عمله العظيم أكبر دعاية عالمية شوقت ألوف السياح إلى غشيان مصر من كل فج وصوب.
جاء المستر كارتر إلى مصر سنة 1890 وعاون الأستاذ فلندرس بتري في حفائر تل العمارنة لحساب اللورد أمهرست سنة 1892، وعين مفتشاً عاماً لمصلحة الآثار في الحكومة المصرية وأعاد تنظيم إدارة الآثار في مصر العليا تحت إدارة السير وليم جارستن والمسيو جستون مسبيرو، وأدخل نور الكهرباء إلى وادي الملوك وإلى أبو سمبل، واكتشف لحساب الحكومة المصرية مدافن الملوك منتوحتب وحتشبسوت وتحتمس وأمنحتب الأول وغيرهم إلى أن اهتدى في سنة 1923 إلى قبر توت عنخ أمون
وقد نشرت صحف إنجلترا ترجمة حياته بتفاصيل مسهبة، وأسفت على فضله وعلمه الواسع وعادت تذكر الخرافة المشهورة باسم (لعنة الفراعنة) التي قيل إنها لاحقت جميع من اشتركوا في كشف مدفن توت عنخ أمون لكن جريدة (الديلي تلغراف) أوضحت أن كارتر نفسه لم يكن يعبأ بهذه السخافة فضلاً عن أن موته بعد هذه السنين العديدة من كشف المدفن لا يمكن أن ينسب إلى كشفه
تركيا تهزل والعالم يجّد!
من أنباء استامبول أن الصحافة التركية قامت أخيراً بحملات شديدة على فكرة إنشاء مؤسسات لها صبغة دينية في البلاد وتقوم على أكتاف الشباب. وقد طلبت جريدة (بني صباح) إغلاق هذه المؤسسات في تركيا واستامبول بوجه خاص بحجة أن هذه المؤسسات تقوم بدعايات غير قومية ولا تتفق مع الروح التركية الجديدة.
ويظهر أن هذه الملة التي تثيرها الصحف كانت صدى لخطاب رئيس الوزراء رفيق سيدام الذي أعلن بالراديو مقاومة الجمهورية التركية لكل حركة دينية تقوم في البلاد
حول عريضة الأزهر
جاءنا من أحد العلماء الذين أمضوا تلك العريضة التي تحدث عنها الأستاذ ابن عبد الملك في عدد الرسالة السابق كلمة يصحح فيها بعض الوقائع، وقد طلب إلينا أن ننشرها على مسئوليته، ولكنه في الوقت نفسه وقعها بتوقيع مستعار، وبين تحمل المسئولية وإخفاء الاسم تناقض ظاهر.
حول ترجمة الإلياذة والأوديسة
أخي الكريم الأستاذ أحمد أحمد العجمي: كنت أوثر أن أعرف عنوانك لأكتب إليك عما سألت لأن بعضه يخصني ويتعلق بظروفي. . . فاعلم يا أخي أن المرحوم البستاني قد نقل الإلياذة إلى العربية نظما. . . ولم يكن رحمه الله طويل النفس في الشعر ولا ذا ديباجة تحببه إلى القراء. . . من أجل هذا ركدت ترجمته ولم يقرأها عشرات. . . وأستغفر الله أن أسوء أحداً بما أقول. . .
وقد بدا لي بعد أن فرغت من كتابة (أساطير الإغريق) ونشرها تباعاً بالرسالة أن أترجم الإلياذة نثراً لا شعراً لما للنثر من مزايا خصوصاً في اللسان العربي. . . ومع ذاك فقد خشيت إذا أنا ارتبطت بترجمة الأصل أن يصدف القراء وينفروا لكثرة ما يرد من أسماء الآلهة والأشخاص، وأكثرها أسماء حوشية نابية. . . فآثرت التلخيص السريع وأضفت مقدمة لحروب طروادة ليست من الإلياذة، بل هي مما ترك الشعراء القدامى غير هوميروس، حتى إذا انتهيت من الإلياذة أردفت لها ذيلاً من فرجيل. . . وقد كان لا بد مما صنعت ليكمل سياق الملحمة الخالدة، فالزيادة الأولى هي الفصل الأول، والزيادة الثانية هي الفصل الأخير
أما الأوديسة فلم ينقلها إلى العربية فيما أعرف سواي، وقد نقلتها نثراً لا شعراً للأسباب نفسها التي خشيت منها على الإلياذة. . . وللأمانة التاريخية أقرر أنني نقلت الفصول الخمسة عشر الأولى نقلاً شبه كامل، ولما خفت أن ينتهي المجلد الأول من مجلة الرواية دون أن تنتهي الأوديسة عمدت إلى تلخيص كل فصلين مما تبقى ونشرهما في عدد واحد بعد أن صارحت أستاذنا الزيات بذلك. . .
أما أن جمهور القراء في مصر وفي الشرق يرغب في طبع ما ترجمت وما لخصت من ذاك كله فهذا ما يظنه أخي وما يخيفني أنا لأن الطبع يكلفني مئات كما كلف كثيرين غيري فلم يحصلوا ربع ما أنفقوا. . . هل سمعت؟ لقد قلتها لك بصراحة يا أخي
وتقبل شكري على ما أطريت.
دريني خشبة
جريدة الوادي
اعتزم زميلنا الأستاذ محمد نجيب صاحب جريدة (الوادي) أن يصدر الجريدة قريباً بشكل جديد يعتبر فتحاً في الصحافة العربية اليومية. وسيتولى الإشراف عليها أساطين السياسة المصرية وكبار المفكرين وجمهرة وافرة من الأدباء والكتاب الممتازين.
ولا تزال الاستعدادات جارية لإخراج الجريدة في هذا الثوب الجديد قبل نهاية الشهر الحالي