الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 29/مقدمة الأعاصير

مجلة الرسالة/العدد 29/مقدمة الأعاصير

بتاريخ: 22 - 01 - 1934


للشاعر القروي رشيد الخوري

تعليق

كانت نفسي تجمجم منذ شهرين بكلمة تريد أن تعلن بها إلى جمهور القارئين صدور هذا الديوان منذ دفع إلي لأكتب عن كلمة في (مجلة الشباب المسلمين) - وقد أهداه صاحبه إليها -، لان بمقدمتها آراء أدين بها، واحب أن يدين شعرائنا وكتابنا بين يدي زمانا هذا؛ ولكن التواني في آخراج الفكرة حين ولادتها وحرارتها، طالما جر إلى موتها ونسيانها وخمود دواعيها، وهذا ما حدث لي بشأن الكلام عن هذا الديوان.

بيد إن كلمة الأستاذ الكبير عبد الوهاب عزام، عن هذا الديوان في عدد مضى من الرسالة قد جددت في نفسي حرارة الأفكار التي في مقدمته، مما تقاضاني أن أسرع إلى الكتابة عنها.

ولئن كانت كلمة الدكتور عزام كافية في إعطاء القارئ صورة عن وطنية صاحب (الأعاصير) وعروبيته وتساميه. . الخ. فأني أرى جمهور قراء الرسالة بحاجة إلى أن يعلن إليهم عن الأفكار التي في مقدمته النثرية، فان فيها دعوات ثائرة، من العار ألا يتردد صداها في نوادي الأدب في الشرق العربي وسط عصر الجهاد والفداء والزلزلة! وليس من الإنصاف للذي هتف بها على بعد الدار ونأى الشقة، أن نمر بها كما نمر بأية فكرة أدبية، فأننا نعتد ذلك عقوقا لهذه النفس البرة التي لم تتطرف عينها خوالب الدنيا الجديدة ولم تشغلها عن النظرة الراثية الآسية للوطن الأول. . .

وعجيب أن يكون القلب الخافق بهذه الوجيعة، والبوق الهاتف بأصواتها التي سيسمعها القارئ خلال ما ننقله من السطور، نزيل ديار فاتنة بافانين حياتها وحريتها، مما يجر إلى نسيان الوطن الأول. بينما نجد الكثرة الراقدة بين فكي الحوادث وتحت مناسمها من أدبائنا الذين يأخذ أمتهم الضغط والاضطهاد مصبحة وبالليل، نجدهم كما يقول صاحب الأعاصير: (بين متهافت على وظيفة يخسر نفسه ليربحها. . وعابد بغيا يسفح شبابه على أقدامها. . و (علاك) أوزان تمر به القوافل الحياة قطارا تلو قطار، رازحة بعبر الدهر وعظات الأجيال، وهو واقف إزاءها وقفة الغر الأبله يتلهى بتشطير أو تخميس! أو يباري في وصف س معلقة على جدار كأن ليس فيمل يجري خلفه وبين يديه من ساعات الهول وأهوال الساعة ما يحرك له خاطرا أو يهيج له شاعريه. .! أو ليس من الغبن الفاضح ومن دواعي اليأس القاتل أن يموت في الأمة شاعر فتصبح الأمة بأسرها شعراء ترثيه وتبكيه، وتموت بأسرها فلا تجد لها شاعرا يرثيها؟!) أجل أيها الأخ النازح! انه لغبن فاضح وجهل بحقوق الأمم في أعناق الرجال، وغفلة عن رسالة الشعر والأدب، وعن وصايا الأدباء على أممهم، أن يهمل المتأدبون ناحية الجهاد في هذه الحقبة من تاريخ العرب، وان يعكفوا على أدب الخليين الذين يذهبون إلى إشباع الحاسة الفنية فيهم لا غير. . . وإني لأفهم قلم الشاعر والكاتب، ولسان الخطيب، في عصرنا هذا، يجب أن تشيع في منتوجه ألوان من آلام أمته، وأن يخلد من وقائع جهادها صورا تتيح للأجيال المقبلة أن ترى فيها حياة الألم الذي يأكل إحساس الجماعة المثقفة في هذا العصر لأنهم بشاعريتهم المصقولة، واحتكاكهم بالزمن، وتيقظهم لمروره يعكسون صور من يدركون من الحوادث بوضوح واستيعاب، فإذا حولوا هذه الحساسية المصقولة إلى حياة المتاع واللهو والخلو، فقد تضيع معالم هذه الحقبة من تاريخنا أو تنبههم، فضلا عما يصيب إحساسنا القومي من تبلد ونزوع إلى حياة المتعة حيث الكتابات الداعية إليها تأخذ على عين القارئ مسالك الصحف. وفي هذا خسران الروح المعنوية في عصر الجهاد، وفي ذاك خسران أيضاً لأننا في جيل انتقال أحوج ما نكون إلى تسجيل الأحداث مع المشاعر التي تصاحبها ولن يسجل المشاعر إلا شاعر.

ولن يستطيع الداعون إلى بناء الوطن العربي أن يخلقوا في نفوس الشباب حرمة له ما لم يأتوا إليهم من طريق الجد والمرارة! فانهم يستطيعون حينذاك يشيدوا البناء بنجوم السماء!

والآن أضع بين يدي الرسالة نص مقدمة (الأعاصير) لتنتقي من أفكارها ما تتسع له صفحاتها ومنهاجها، ولو إن الأمر إلي لوضعتها كاملة تحت عين القارئ ليرى ذلك القلب الخافق رحمة لأمته، والصوت الصارخ لآلامها، والقلم الوفي لقضيتها.

أما بعد فأني كتبت ما تقدم قبل أن اقرأ المقال الذي كتبه صديقي الأستاذ الأديب علي الطنطاوي الدمشقي في عدد مضى من الرسالة والذي ينعى فيه على أدبائنا الذين لم يعرفوا حتى القومية في عصر الجهاد والذين اعتنقوا الأدب للفن لا للحياة. . وقد عجبت لهذا التوافق في ظهور هذه الأفكار بينه وبين صاحب الأعاصير.

ويلوح لي إن الأمر جد، وان زمان ظهوره قد شأنه المقادير، وان هذه الدعوة يجب أن يلقى التبشير بها ما له الاعتبار عند أدباء العربية، وانه يجب أن ترسم الخطة التي ينبغي أن يتجه إليها أدب أمة تتنزى ألما في السياسة والاجتماع.

وإني لاستقبل المغرب وأرسل للشاعر القروي تحيتي حارة خالصة لا يطفئ من حرارتها عبور ما بيننا وبينه من ديار وقفار وبحار. ثم استقبل المشرق فاحيي صديقي الأستاذ الطنطاوي تحية طيبة. ومنى نفسي أن يكون لهذين الصوتين المنبعثين من مشرق الشمس ومغربها، صدى بالغ إلى القلوب قراء الرسالة.

المقدمة

هذه الأعاصير! وهي مختارات من شعري الوطني، نحيتها عن سائر أشعاري لتعصوصف في جو وحدها. إنها خواطر جامحة، وأفكار ثائرة، بلورت من صراعها في صدري مع أخواتها الوادعات، ما أشفقت معه أن اجمع بينهن في كتاب، يسمنه من تنابذهن وحراشهن ما سمني من عذاب. ولم أخصها بالنشر، على ما فيها من شدة وعُرام، قبل مختلف المواضيع التي يشتمل عليها ديواني، إلا لاعتقادي أننا إلى ما يبعث فينا الأثرة ويقوي العصبية، أحوج منا إلى ما يزيدنا حباً للإنسانية، وإصلاحا للبشرية.

هذه آيات أنبيائنا وأسفار حكمائنا، تشهد بان لنا من فيض العاطفة الاجتماعية، وحرارة الروح الإنسانية وسطوعها، ليس لسائر الأمم بعضه، ولكن هذا الذي أردنا به السلام للعالم يعمل به أحد سوانا فلم يهد الناس شيئاً وعاد علينا نحن وبالاً شديداً فلقد وزعنا الحب على أهل الدنيا، حتى لم يبق لنا منه فضلة لذواتنا، ولقد بلغنا من إنكار النفس والتطوع بخدمة الغرباء مبلغا جاوز بنا رياض فضيلة الكرم، وشرف التضحية إلى سباخ التمرغ والذل والدناءة. إننا اسلس المطايا قياداً، والينها شكيمة، واحنها ظهرا، وأتعسها مركبا، بل نحن صيد شهي سائغ، ليس اقرب منه منالاً ولا اسهل منه مأخذا، فبدلا من أن يتكلف القانصون مشقة نصب الفخاخ لنا أو مطاردتنا ووهقنا، باتوا وجهادهم محصور في كيف يتقون تهافتنا عليهم، ووقوعنا على اقدامهم، كما يدفع الرجل كلبه عنه حذرا منه على لباسه، لفرط ما يرى من تحببه إليه وتوثبه عليه.

أما والله لو كنت شاعرا فرنسيا أو إنكليزيا لحبست النفس على التبشير بالسلام، ووقفت القلم على الدعوى إلى الرافة والحنان. لأن الرافة والحنان زينة الأقوياء. أما وأنا سوري، ومن لبنان، فإني لا غرض لي في الحياة اشرف من دعوة شعبي إلى بغض الشعوب، ولا مثل عندي أعلى من استنهاض أمتي لمحاربة الأمم. وانه لبغض أسمى من الحب! وإنها لحرب اقدس من السلم! فما دمنا عبيدا ضعفاء فدعوتنا العالم إلى الإسلام ليست من الفضيلة في شئ اكثر من فضيلة العفو بغير اقتدار، حجة الذليل اللئيم! فلنصافح السيوف! فإذا تحررنا فلنصافح الأعداء! نحن نحب أوربا، ولذلك يجب أن نبغضها أولاً! نبغضها لنحاربها، ونحاربها لنتحرر منها، ونتحرر منها لنستطيع خدمتها بأحسن مما تخدم نفسها. نحن اصح الخلق أبداناً وأرجحهم عقولاً، وأحسهم أرواحاً، فلو فكت عنا أغلال القوة الغاشمة لسبقنا العالمين في مضامير العمران، ولأسبغنا على العلم من دماثة أخلاقنا ما يروض أوابده ويصرف أعنته على اكمل وجوه الخير والصلاح. ولكننا، دون هذه الأمم الحرة أمة شلتها قيود التقاليد الرثة والتعصبات المقيتة، كلما فتحنا عيوننا على عيوبنا وحاولنا تحطيم أصفادنا لتسري فينا الدماء، ونعود فنعد في الأحياء، احكم الظلم وثاقنا، وضاعف إرهاقنا وألقى بنا في مطارح الخسف والهوان، طرحك الخرق البالية في القمامات!

فيا أبناء وطني - لكم تجدون بينكم من دعاة الاستعمار، نفرا يدعون الحكمة ويتكلفون الوقار - يجلس واحدهم جلسة الوثن متر صنا جامدا، كأنما ركز المصور أو المزين رأسه على شكل لا ينحرف عنه. ثم يبسط كفيه على ركبتيه، ويزوي بين عينيه، ويقول خافضا صوته: - مالكم ولهؤلاء الشعراء، إن هم إلا صبية أغرار، يحرضونكم على المطالبة بالحرية، ولا سلاح لديهم غير ألسنتهم وأقلامهم، فيجلبون عليهم النقمة ويسوقونهم إلى الهلاك. . . إلا اعرضوا عنهم! كلوا أمركم إلى ولية الأمر فيكم، إنها أمكم الحنون، وحاشا لامكم الحنون أن تريد بكم شرا. . . إنها تهي لكم خيرا جزيلا. تدربكم على الحرية، فإذا صرتم لها أهلا وهبتها لكم لوجه الله لا تبغي أجراً ولا شكورا، فأسعفوها في إصلاح نفوسكم تستقلوا، فالاستقلال رهن بأهليتكم، ووقف على استحقاقكم. إلى ما شاكل من عظات تخثر النفوس وتوهن العزائم، وتطفئ جذوة الحماسة في الصدور - أما أنا فأقول لكم: يا أبناء وطني لا يؤهلكم للاستقلال إلا الاستقلال نفسه. نفوسكم ضائعة. نفوسكم مغصوبة.

جدوها أولاً واستردوها ثم أصلحوها! فانتم مسؤولون عما لا تملكون؟

إن هؤلاء المضللين يلهونكم عن السعي إلى تحقيق مطلبكم الأسمى، ببهرج من وعد، وزيف من رجاء، لتلبثوا حيث انتم أو تمشوا القهقري. انهم يحاولون إقناعكم بأن العبودية وسيلة إلى الرقي، والرقي وسيلة إلى الاستقلال. انهم يعدون الجائع بقميص، ويمنون العاري بكأس ثليج، أرأيتم منطقا أسد من منطق المستعمرين؟ يا أبناء وطني! الاستقلال رهب من حمام، وطب من سقام، كما إن النقه درجه بين الداء والصحة، هكذا الحرية مرحلة بين العبودية والمجد. الاستقلال غاية بالنسبة إلى الرقي الذي انتم فيه، ووسيلة بالنظر إلى الرقي الذي تنشدون، فمزقوا هذه العصائب وحطموا هذه القيود ثم رودوا نجع الإصلاح، وحاضروا في أشواط الفلاح، فلا هدى للعميان، ولا عدو لمقعدين.

ولقد يقول الناقدون، ما شأن السياسة في الشعر؟ إن الشعر لأرفع من هذه الأباطيل. انه تنكب عن أغراض الدنيا وأعراض عن سفساف الحياة، وتلمس للمثل الأعلى. ثم يقولون من ناحية أخرى؛ - الشعر الحقيقي هو ما مثل الحياة اكمل تمثيل، والشاعر العظيم هو صورة محيطة الناطقة. هو دليل أمته الذي يتقدمها كعمود النور في ليالي محنتها. رافعا لواء الحق. هو بشيرها في الشدة ينعشها في الرجاء. ونذيرها في الرخاء يقيها مزالق البطر. فنقول لحضرات الناقدين: - أنا إذا وإياكم لجد متفقين، ولا خلاف بيننا إلا أن ما نسميه نحن وطنية أخطأتم انتم فدعوتموه سياسة. إننا في هذا الشعر لم نخض معارك انتخاب، ولا تدخلنا في أحزاب، ولكننا جهرنا بالحرية ونادينا بالاستقلال، وطالبنا بالحق ونشدنا العدل والحرية والحق والعدل ليست من أباطيل الحياة كما تزعمون، ولكنها من اشرف مبادئها وانبل غاياتها ولقد عبرنا في شكاوينا المحرقة عن اعمق جراحات امتنا المطعونة في صميم عزتها وإبائها، وأعربنا في صيحاتنا عن أسمى ما تغامر بلادنا في سبيل استرداده من شرف مروم، كما فوق النجوم، فبات سحيقا تحت أقدام الغزاة وسنابك خيل الغاصبين.

أما ذلك الشعر الذي تضحك فيه الحياة، وترن قوافيه بالحان الحب والغزل، وتعبق أنفاسه بنفحات الشباب، فله ساعات تخلص فيها النفس من أعبائها وتتناسى إلى حين ما هي فيه من شقاء، وقد اتفق لنا منه قدر معلوم سننشره في كتاب وحده، ولكنه على كل حال ليس بالشعر الذي يتسم به أدب أمة مقهورة كأمتنا الراهنة، انه لدولة مرفوعة لواء المجد ممدودة رواق العز كدولة أجدادكم في الشام وبغداد والأندلس لا كدولة الانيار التي تحتها ترزحون، والأصفاد التي حديدها ترسفون.

إن صراخ سوريا وعويلها يكاد يقض مضاجع النائمين في المريخ ودخان غيظها يوشك أن يبطن القبة الزرقاء بقبة سوداء، أفتريدون منا أن نخرج المعجزات فنسمعكم همس الأزهار وسط هذا الضجيج، ونصور لكم ألوان الشفق وراء هذا القتام إن لم نكن غرباء الشعور عن هذه الأمة وإن لم تكن بعيون غيرها نبصر، وبآذان غيرها نسمع، ومثل غيرها ننشد؟ ألا على رسلكم أيها الناقدون! فأما أن تأتونا بغير هذا الإفلاس الوطني آية وإلا فحسبكم تضليلا.

وهبوكم لا تؤمنون بغير الأرض وطنا، وغير الإنسانية عشيرة، أفتعتقدون إن الأرض قد صارت جنة والناس فيها ملائكة ينعمون؟ وإذا كنتم ولا شك تشعرون بفقرها إلى الإصلاح فلماذا لا تباشرونه من اقرب أقطارها إليكم؟ إن الذي يغضب لحق هضم في الصين أولى به أن يناضل لدفع حيف نزل ببلاده، والذي ينفر إلى نصرة مظلوم في آخر الدنيا لحري أن يذود عن ضعيف يصرعه البغي بين شماله ويمينه! إن الحرية هي الحياة بمعناها الشريف وهي أول حقوق الإنسان، فهل من شروط حبكم للإنسانية أن تنكروا الحياة على اقرب أبناء الإنسانية إليكم؟ ألا فاشتروا لوجوهكم براقع أيها المراؤون أو فاستروها بأكفكم خجلا! إن الذي لا يستطيع أن يحب نفسه وأهله فلن يحب من الناس أحداً.

يا أبناء وطني! ويقول لكم صنائع المستعمرين نحن مثلكم نحب الحرية ولكن اين عدتكم للحرب والصدام؟ أين مدافعكم وأساطيلكم وطياراتكم وغازاتكم الخانقة؟ فأقول للرعاديد لا تحتجوا بحاجتكم إلى السلاح فانتم إلى الآباء وعزة النفس أحوج! اشعروا أولا بهوانكم واغضبوا لكرامتكم فإذا فعلتم فأنا الكفيل بأنكم تجدون غير هذه الجبانة جواباً لمن يسألكم أين عدتكم للحرب والصدام! فوالله إنكم بطول نومكم على هذا الضيم واستكانتكم لهذا الذل قد برهنتم على إن اصبر الناس على الكريهة! فلماذا تتقون الحرب؟ أو تخافون موتا شرا من الموت الذي انتم فيه؟!

أفأنتم أكلف بالسلام من مسيح السلام؟ أأنتم أودع من حمل الجلجلة؟ أما غضب فانهال بالصوت على الصيارفة وباعة الحمام يطردهم من الهيكل غيرة على بيت أبيه؟ فبربكم أيها الشياطين الأتقياء كونوا آلهة أشرارا ولو مرة واحدة وذودوا عن بيوت آبائكم وأجدادكم! وإذا كان يشق على أيديكم الحريرية الناعمة أن تجلد بالسياط أو تضرب بالسيوف فحاربوا بسعف النخل وأغصان الزيتون! حاربوا بالسهام! حابوا بالغندية! إن الشريف لا يعدم سلاحا ينافح به عن الحق، أما الجبان فيموت الحق شهيدا بين سمعه وبصره وهو في غاب من بنادق وحراب. ألا ليت الجبان كان لعينا يزجر الطير ويفزع الثعالب فان هذا اللعين يخاف كل شي ولا يخيف أحداً!!. . . . . . الشاعر القروي.