مجلة الرسالة/العدد 286/البريد الأدبي
→ يوم مطير | مجلة الرسالة - العدد 286 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 26 - 12 - 1938 |
موعد العيد الألفي للقاهرة
سئلت كلية الآداب بالجامعة عن اليوم الذي يحسن أن يجرى فيه الاحتفال بالعيد الألفي لمدينة القاهرة. وقد أحالت الكلية هذا السؤال على أساتذة التاريخ بها. فدرسوه وأصدروا قراراً قدموه إلى مجلس جامعة فؤاد الأول في اجتماع يوم الأحد الماضي فأقره ورفعه إلى مجلس الوزراء مقدماً إليه بهذا البيان:
(دخل جوهر مدينة الفسطاط في 17 من شعبان سنة 358هـ (17يولية سنة 969م) ووضع في تلك الليلة نفسها أساس المدينة التي عزم على إنشائها لتكون حاضرة الدولة الفاطمية. وفي ليلة الأربعاء 18 من شعبان سنة 358 هـ وضع جوهر أساس القصر الذي بناه لمولاه المعز
ولما فرغ جوهر من بناء قصر الخليفة وأقام حوله السور سمى المدينة كلها بالمنصورية نسبة إلى الخليفة المنصور أبي المعز. وظلت هذه التسمية حتى قدم الخليفة المعز، فسماها القاهرة
وكانت القاهرة في عهد ولاية جوهر صغيرة ليس بها سوى قصر الخليفة والجامع الأزهر وثكنات الجنود ورجال الحاشية ودور المغاربة الذين استعان بهم الخليفة المعز في فتح مصر - ثم ظلت تتدرج في العمران حتى بلغت في نهاية عصر الفاطميين درجة كبيرة من التقدم
(وفي يوم الجمعة 24 من شعبان سنة 362هـ و30 مايو سنة 973م دخل المعز الإسكندرية وسافر منها في أواخر الشهر المذكور فوصل إلى الجيزة في 2 من رمضان - وأقام فيها أياماً - ثم عبر النيل ووصل إلى القاهرة في يوم الثلاثاء 7 من رمضان سنة 362هـ. (الأربعاء 11 يونية سنة 973م) ودخل القصر الذي بناه له جوهر. وفي اليوم التالي لوصول المعز خرج أشراف مصر وقضاتها ووجهائها ورجال العلم فيها لتهنئته والاحتفاء به. وفي يوم 15 من شهر رمضان سنة 362هـ جلس المعز في الديوان الكبير من قصره على السرير الذي أعده له جوهر، واستأثر الخليفة الفاطمي بكل ما كان يتمتع به جوهر في مصر من نفوذ. وأصبحت مصر منذ ذلك الحين دار خلافة بعد أن كانت إمارة تابعة للخلفاء الفاطميين ببلاد المغرب. وغدت القاهرة - بدل المنصورية مركز الدولة الفاطمية الشاسعة الأرجاء
والأزهر أول مسجد بني في القاهرة، شرع جوهر في بنائه يوم 4 من شهر رمضان سنة 359هـ (11 يولية سنة 970م) وتم بناؤه في سنتين تقريباً. وأقيمت الصلاة فيه لأول مرة في 7 من رمضان سنة 361هـ (22 يونيو سنة 972م)
ونرى أن يقع الاحتفال الألفي بمدينة القاهرة في يوم 7 من رمضان سنة 1362هـ (7 سبتمبر سنة 1943م) أي بعد مرور ألف عام على دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة واتخاذها حاضرة للخلافة الفاطمية)
وقد علمنا أن الكلية ستساهم في هذا الاحتفال التاريخي بطائفة من الأعمال، منها إنشاء متحف تاريخي يمثل القاهرة في مختلف عصورها، وإصدار كتاب جامع عن القاهرة، وإخراج بعض النصوص التي تتصل بهذا التاريخ
افتتاح الدورة السادسة للمجمع اللغوي
افتتحت في الأسبوع الماضي الدورة السادسة لمجمع فؤاد الأول للغة العربية، فوفد على داره أعضاؤه ماعدا الأستاذ هيتمن الذي سيحضر إلى مصر في أوائل شهر يناير القادم، والأستاذ حسن حسني عبد الوهاب باشا العضو التونسي الذي اعتذر من عدم حضور هذه الدورة لأعمال اضطرته للتخلف في تونس
وقد حضر جلسة الافتتاح كثير من الكبراء يتقدمهم أصحاب المعالي والسعادة وزير الأوقاف وعبد الرحمن رضا باشا ومحمد قاسم بك عميد دار العلوم وجاد المولى بك مفتش اللغة العربية وحسن فايق بك مراقب التعليم الثانوي وغيرهم
وحضر معالي الدكتور هيكل باشا وافتتح الجلسة بخطاب قيم
ثم وقف على أثره الدكتور محمد توفيق رفعت باشا رئيس المجمع فألقى كلمة الافتتاح. ثم وقف الأستاذ الشيخ محمد الخضر حسين الأستاذ بكلية أصول الدين وعضو المجمع فألقى قصيدة. ووقف الدكتور فيشر فألقى كلمة في الموازنة بين المجامع الغربية وهذا المجمع، وقد ألمع فيها إلى ما سبق في عصور التاريخ العربي من مجامع عربية كان لها الأثر المشكور في إحياء اللغة العربية ونموها ثم ألقى الأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي عضو المجمع خطبة ضمنها الرد على ملاحظات الجمهور على أعمال المجمع وذكر الخطة التي يجب أن تتبع لإبلاغ الجمهور حاجته التي يرجوها من المجمع
وبذلك أعلن انتهاء الاحتفال ونزل معالي وزير المعارف وكبار الزوار إلى حجرة رئيس المجمع ودعي حضرات الأعضاء إلى الاجتماع في حجرة أخرى حيث عينت مواعيد الجلسات اليومية وهي الساعة الخامسة من مساء أيام السبت والأحد والاثنين والساعة العاشرة من صباح الثلاثاء والأربعاء والخميس
وذهب بعد ذلك حضرات الأعضاء وفي مقدمتهم معالي وزير المعارف إلى القصر الملكي لتسجيل أسمائهم في سجل التشريفات
المجمع اللغوي يتجه إلى الاتصال بالشعب
ظهرت أخيراً في أفق المجمع اللغوي ظاهرة طيبة وهي محاولة الاتصال بالمصالح الشعبية لتبادل الرأي معها. وقد تألفت لهذا الغرض لجنة من حضرات الأعضاء الأساتذة عبد القادر المغربي وعلي بك الجارم وماسينيون المستشرق الفرنسي. ومهمة هذه اللجنة بحث خير الطرق للاتصال بالمصالح الشعبية، تمهيداً للتعاون معها ومعرفة دوران الأساليب والمفردات الشعبية، للاهتداء بها فيما يقر المجمع من مصطلحات أو يضع من مفردات
ولكننا علمنا أن هذه اللجنة اصطدمت بقرار سابق للمجمع حظر فيه التعريب على غير العرب الأولين. وهو قرار يعرقل العمل الجدي للمجمع، ويقوم سداً بينه وبين التجديد المفيد فيحسن به أن يعيد النظر فيه
الثقافة العربية وترجمة آدابها إلى اللغة الفرنسية
تقوم الآن الجمعية الفرنسية المعروفة باسم (جيوم بادوا) بنشر الآثار العلمية والأدبية والفلسفية لليونان والرومان، ونشر ما يتصل بحضارة البحر الأبيض المتوسط من الأدب القديم والمتوسط والحديث
ولما كانت مصر تعتبر في مقدمة الدول التي أثرت منذ فجر التاريخ في حضارة العالم وهي تقع في مركز ممتاز بين دول الأبيض المتوسط رأت الجمعية أن تعنى عناية خاصة، إلى جانب عملها عل نشر آداب اليونان والرومان، بنشر المشهور من الأدب العربي وترجمته إلى اللغة الفرنسية، ورغبت لتحقيق هذه الغاية في أن يكون لها في مصر فرع يشترك في أعمالها
وقد عرضت هذه الفكرة على صاحب المعالي وزير المعارف فأبدى ارتياحه لها. وستؤلف لهذا الغرض لجنة يكون معاليه رئيس الشرف لها وصاحب العزة وكيل الوزراء رئيسها العامل
أما أعضاء اللجنة فسيختارون من بين أساتذة الجامعة المصرية وبعض المستشرقين، على أن يشترك معهم من الموظفين الأجانب في مصر مسيو فييت مدير الآثار العربية، والمسيو دربوتون مدير المتحف المصري
مجلس الأبحاث الأهلي
كان البرلمان قد أبدى لمناسبة التفكير في تخليد ذكرى الملك فؤاد الأول رغبته في أن ينشأ لهذا الغرض معهد للأبحاث العلمية؛ وكان صاحب المعالي وزير التجارة والصناعة قد قدم إلى مجلس الوزراء مذكرة بسط فيها قيمة البحث العلمي وأثره في ترقية الصناعة. واقترح أن يؤلف المجلس المصري على غرار مجلس الأبحاث الأهلية في إيطاليا.
وقد تم إعداد المشروع الخاص بهذا المجلس. وينص في أول مواده على اعتبار هيئة مستقلة تتألف من كبار العلماء والعاملين في الصناعة والمشتغلين بالبحث العلمي من الجامعيين.
ونص المشروع على ضرورة رجوع الحكومة إلى المجلس قبل إقرار التشريعات الخاصة بالإنتاج الصناعي والزراعي وغيرها من التشريعات التي يمكن أن تفيد في البحث العلمي.
ويتجه المشروع إلى تركيز البحث العلمي في الهيئة التي يتألف منها المجلس بحيث يكون كالرأس المدبرة التي تشرف على شتى مناحي التفكير والتجارب العلمية، فهو ليس معهداً نظرياً ولكنه، إلى جانب فكرة التركيز المشار إليها، يتجه في عمله إلى الإفادة من العلم وتطبيقه لما فيه مصلحة البلاد
والمجلس المقترح لا يمس الوظائف الجامعية، ولا يغض من نشاطها فالجامعة تختص بالبحث النظري الخالص. أما هذا المجلس فسيعني بالبحث العلمي الصناعي، والتطبيقات العلمية للاستنباطات النظرية والاستفادة منها اقتصادياً.
وسيعرض المشروع على اللجنة الوزارية المؤلفة برياسة وزير المعارف وعضوية وزير الأشغال ووزير التجارة ومدير الجامعة وعميد كلية الطب ومدير مصلحة المعامل، وعمداء كليات العلوم والزراعة والهندسة.
ومتى أتمت هذه اللجنة بحث المشروع اتخذ المشروع مراحله التشريعية المعتادة.
تخليد ذكرى شاعر الهند محمد إقبال
من أنباء بمباي أن الجمعيات الأدبية والعلمية في الهند قررت تخليد ذكرى الشاعر الهندي الكبير المرحوم السير محمد إقبال فأنشأت في جايبور بولاية راجبوتانا مؤسسة باسم (مؤسسة إقبال) وانتخبت السيد جويال مديراً لها. وأصدرت المؤسسة مجلتين باسم (إقبال) الأولى باللغة الإنكليزية والثانية باللغة الأوردية.
وصدر من المجلة عددان في شهر أكتوبر الماضي. وكان العدد الأول يحتوي على مباحث باللغتين الإنكليزية والأوردية في تمجيد أعمال الشاعر الراحل وشرح مؤلفاته. وقد أعطيت جوائز للكتاب والرسامين الذين ساهموا في إصدار هذا العدد الممتاز
وقد عقد السيد رشيد أحمد مقالاً مسهباً عن الشاعر إقبال في إحدى صحف لاهور قال فيه: إن الفقيد العظيم قد أعطى الشعر الهندي أجنحة للتحليق في أسمى ارتفاع بلغه الشعر إلى الآن. وتمتاز فلسفة محمد إقبال في نظرياته الخاصة بالله عز وجل وما ينال الإنسان من نعم الخالق القدير. وقد مات محمد إقبال تاركاً للهند وللمسلمين على الخصوص أثراً قيماً بمؤلفاته التي تعد مفخرة من مفاخر الهند. وفيها عالج إقبال جميع الموضوعات من أصغرها إلى أكبرها بمقدرة لم يبلغها سواه من قبل. فهو جدير باللقب الذي أقر له به الأجانب قبل أبناء الهند وهو لقب شكسبير الهند
افتتاح المعرض السادس لفن التصوير الشمسي
افتتح الأسبوع الماضي حضرة صاحب المعالي وزير المعارف المعرض السادس لفن التصوير الشمسي
وقد أشرفت على إقامة المعرض جمعية محبي الفنون الجميلة التي يرأسها حضرة صاحب السعادة محمد محمود خليل بك رئيس مجلس الشيوخ
وعلى الرغم من أن غالبية العارضين كانت من الأجانب فإن معروضات الفنانين المصريين كانت موضع إعجاب الزائرين من أجانب ومصريين، وعلى الأخص معروضات الدكتور أحمد موسى محرر الرسالة الفني؛ ومن بين لوحاته لوحة سماها (في رحاب الفضاء) بلغ من روعتها أن الكثيرين حسبوها خدعة لا صورة من الطبيعة، لأنها صورة فلكية أخذها الدكتور في الاتجاه الجنوبي الغربي للقبة السماوية فبدت الكواكب فيها نقطاً لامعة في السماء أخذت اتجاهين مختلفين أبدعت عدسة الفوتوغرافية في التقاطها
ولوحات الدكتور موسى الأخرى مثل عال في التصوير الفوتوغرافي وخاصة لوحاته في الطبيعة، ومنها: (الأنساق) و (أحزان الغسق)
وتبلغ لوحات المعرض حوالي 350 لوحة يلمس المشاهد فيها كثيراً من روائع الفن الفوتوغرافي في مختلف البيئات المصرية والأجنبية وفي مختلف الدراسات والاتجاهات الفنية
الخطأ في طبعات المعجمات
في البقية من نقدي (كتاب المبشرين المزور) في الجزء السابق من (الرسالة) الغراء في كلام ابن الأنباري المروي عن اللسان والتاج -: (لأن الرجل لا يذهب زاده بموت امرأته إذا لم تكن قيمة عليه) (ولا يلزمه شيء من ذلك) والصواب (إذ) (ولا يلزمها) وإذ للتعليل. وليست زيادة الألف تطبيعا بل هي خطأ في طبعتي اللسان والتاج. والتطبيع في هذين المصنفين - يا طالب العلم - كثير، وهما المرجعان العظيمان في اللغة. وما أقول ما أقول لكي أنجي سرعة قد أخطأت - مما لا نجاة منه. إنها لملومة وربها ملوم
الإسكندرية
- * *
مخطوط ثمين نادر
أضافت الجمعية الملكية الآسيوية في البنغال إلى مجموعتها الثمينة مخطوطاً فريداً. وكان هذا المخطوط الى الآن ملكا لسلطان ميسور ومحفوظاً في مكتبته. وقد اشتراه الدكتور هداية حسين من أعضاء الجمعية الملكية الآسيوية. وعنوان المخطوط (جلزار اي ابراي) أي ورود الأبرار؛ وهو مكتوب بالفارسية ويحوي سيرة حياة الأولياء الصوفيين في الهند من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر؛ وفيه 575 سيرة كاملة. ولا يوجد في العالم غير نسخة واحدة كاملة من هذا المخطوط الثمين. وفي المتحف البريطاني في لندن جزء يسير منه. فالنسخة التي حصلت عليها الجمعية الآسيوية فريدة في العالم