مجلة الرسالة/العدد 283/من وحي العيد
→ شجرة الذكرى | مجلة الرسالة - العدد 283 من وحي العيد [[مؤلف:|]] |
مصرع قصيدة. . .! ← |
بتاريخ: 05 - 12 - 1938 |
آخر الأناشيد
للأستاذ أحمد فتحي
طابَ لِي الزُّهْدُ فاْبخَلِي أو فَجُودِي ... لا أُبالِي بالوَصْلِ أو بالصُّدودِ
قد تَبَرَّأْتُ مِن حَمَاقَةِ عُمْرٍ. . . ... ضاعَ بينَ السَّقاَمِ والتَّسْهيدِ
وأَسَتْ جُرْحِيَ الليالِي وأَضحَيْ ... تُ - كما تُبْصِرِينَ - جِدَّ سَعِيِدِ
ضَاحِكاً للحياةِ، أَهْزَأَ بالأحْ ... زانِ، في عَزْمَةٍ، وبَأْسٍ شَدِيدِ
نَاعِمَ البالِ، راضيِِاً بِخَلاَصِي ... مِنْ فُتُونِ الهوَى وأسْرِ القُيُودِ
أتَغَنَّي كالطَّيْرِ، أَمْلأُ دُنْياَ ... يَ. بألحانِ صَادحٍ غِرِّيدِ!
ليسَ بالطَّارِقِي خَيَالُكِ إنْ أَغْ ... فَيْتَ يُقْصِى عن ناظِرَيَّ هُجُودِي
لا، ولا عائِدِي من الشَّوْقِ طيفٌ ... يُلْهِبُ الحُبَّ في فؤادي العَمِيِدِ!
قد مَضَى الحبُّ؛ وانْطَلَقْتُ مِن الأسْ ... رِ لِظِلِّ الطَّلاقَةِ المَمْدُودِ!
دُونَيِ الرَّاحَةُ التي كنتُ أرْجُو ... نِعْمَ مِن رَاحَةٍ؛ وَعَيْشٍ رَغِيدِ
يا فَتاَتيِ: لَقَدْ صَحَا بَعْدَ ما أَسْ ... قَيْتِهِ مِنْ سُلاَفَةِ العنُقْوُدِ
ذَلكَ القَلْبُ؛ لم يَعُدْ لَكِ سُلْطاَ ... نٌ عليهِ، فَلْتَبْخَليِ، أو فَجُودِي!
أَنْصِتِي، لو وَعَيْتِ رَجْعَ نَشِيدِي ... أنا شَادِيكِ في غَدَاةِ العيدِ
لا تُشَيِحِي عَنِّي بِوَجْهِكِ حَتَّى ... تَأْخُذِي من فَمِي حَدِيثَ الخلُودِ
الأَمَانِي. . . أَحَبُّها في بَياَنِي ... والتَّحايا أَرَقُّها تَغْرِيدِي!
وأنا الكافِلُ الخُلودَ لِحُسْنٍ ... عَبْقَرِيّ مِن مُقْلَتَيْنِ وَجِيدِ
رُبَّما رَجَّعَ الزَّمَانُ قَوَافِيَّ م ... وأَصْغَتْ آذَانُهُ لِنَشيِدِي!
أنا شادِيِكِ في غَدَاةِ العِيدِ ... فاْسَمعِي حِكْمَةَ الْجَوَى واسْتَعِيدِي
أَنْتِ أَطْفَأْتِ جذْوَةَ الحُبِّ إذْ أَحْ ... بَبْتِ تذْكِينَ نَارَها بالصُّدُودِ
لا يَرُوعَنَّكِ التَّجَنُّبُ مِنِّى. . . ... والْقِلَى بعد فَرْط شَوْقٍ أَكيدِ
غَاَيةُ الشَّوْقِ سُلْوَةٌ واصطبارٌ ... وكذا النارُ أَمْرُهَا للخُمودِ
وكأيَّامِنا. . . تَحُولُ وَشيكاً. . . ... بِيضُ هاِتِيكِ بَعدَ تلكِ السُّودِ حِكْمَةُ الله لا دَوَامَ لِحالِ. . . ... من نُحوسٍ في الحظِّ، أو مِن سُعُودِ
ولكِ الصَّبْرُ يا فتاتِي، ولي مِنْ ... هُ كفاءُ المُؤَمِّلِ المُسْتَزيِدِ
جَانِبي الوَجْدَ، واْمرَحِي من جَدِيِدِ ... وإلي البِشْرِ والتَّفاَؤُّلِ عُودِي
وابْسِمِي يَبْتَسِمْ لَكِ الزَّمَنُ الجَهْ ... مُ، ويَغْشَى الحُبورُ وَجْهَ الوُجودِ
واغْنَمِي صَفْوَهُ وقد جَاَء يَسعْىَ ... عِيدُ آمالِكِ الحِسانِ، وَعِيدِي
وانْشُدِي في الأَنامِ (قيساً) جديداً ... علَّ أنُ تَبْعَثيِ الهوَى مِن جَديدِ
ما تزالِينَ مِن شبابِك في غَضِّ م ... رَبيعٍ، يَحْكِيهِ عُمْرُ الوروُدِ
لا تُضِيعيِهِ في اْبِتئاَسٍ وَوَجْدٍ ... آفَةُ الحُسْنِ لَوْعَةُ التِّنكيدِ
أو تْبالِي هوايَ حينَ تَقَضَّي ... فهواكِ الخليقُ بالتَّجديدِ!
يا ليالي غَرَامِها: لا تَعُودِي! ... قَدْ حَنَى الدَّهْرُ بالتَّجاريبِ عُودِي
لا رَعَى اللهُ من زَمَانٍ تَقَضَّي ... في كِذابِ المُنَى وخُلْفِ الوُعودِ
قد أَقَرَّ السُّلُوُّ عَيْنَيَّ وارْتاَ ... حَ فُؤَادُ المُعذَّب المعْمُودِ
فِيِمَ أذْوِي الشبابَ بالدَّمْع والسُّهْ ... دِ وَأَرْضَى في الحُبَّ طوالَ الجُحودِ؟
إنّما الحُسْنُ فِتْنَةٌ تَتَبَدَّى ... تَجْلِسُ اللُّبَّ من حَكيمٍ رَشيدِ
وضَلالُ الهوَى اضطرابٌ من الفِطْ ... نَةِ بينَ التِّرْغِيب والتزهِيدِ
وسُمُوُّ الأَرْوَاحِ فَضْلٌ من الِله م ... وَوَحْيٌ من العزيزِ الحميدِ!
حَبَّذا العُمرُ في زَهَادَةِ نَفْسٍ ... عَزَفَتْ بي عن كُلِّ حسناَء رُودِ!
أحمد فتحي