الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 279/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 279/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 279
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 07 - 11 - 1938


العيد الألفي لمدينة القاهرة

قررت الحكومة الاحتفال بانقضاء ألف عام على تأسيس القاهرة كما ذكرنا من قبل، وننشر اليوم أن البيان الرسمي الذي بني عليه هذا القرار يتضمن أنه في العام القادم سينقضي ألف عام هجري على تأسيس مدينة القاهرة. وقد عزمت بعض الهيئات والمعاهد في أنحاء مختلفة على أن تحتفل بهذا الحادث التاريخي الذي يهم العالم الإسلامي أجمع. وقرر معهد المباحث الإسلامية بمدينة بومباي وهو من أهم المعاهد الإسلامية في الهند أن يشترك في الاحتفال بهذا الحادث، وسيضع كتاباً يحتوي على وثائق خاصة بتاريخ القاهرة لم تنشر من قبل، وهي مستقاة من مخطوطات عربية في حوزة المعهد المذكور، على أن تقدم نسخة من الكتاب مجلدة تجليداً فخماً إلى حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك فاروق الأول

ولا حاجة إلى تبيان ما ينتظر أن يكون لمثل الاحتفال الذي نحن بصدده من الشأن في الشرق الإسلامي بوجه خاص. لذلك رأى مجلس الوزراء أن يقرر احتفال الحكومة الملكية بانقضاء ألف عام هجري على تأسيس القاهرة، وأن يعهد إلى لجنة خاصة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع برنامج لذلك الاحتفال وجعله خليقاً بمصر في عهد الجديد

بعثة الإمام الشيخ محمد عبده

أصدر صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر قراراً بتعيين الدكتور محمود البهي قرقر والدكتور محمد ماضي خريجي بعثة الشيخ محمد عبده، مدرسين في كلية أصول الدين: أولهما لتدريس الفلسفة، وثانيهما لتدريس التاريخ الإسلامي، وهما حاصلان على درجة الدكتوراه في هذين العلمين من جامعة هامبرج في ألمانيا، وقراء الرسالة يعرفون الأستاذين بأبحاثهما الجليلة في الأدب والاجتماع

مسألة شكسبير وبيكون

من أنباء لندن أن البحث في كنسية وستمنستر مدفن العظماء عن قبر أدموند سبنسر الشاعر الإنكليزي الذي كان معاصراً لشكسبير لم يجد شيئاً، وقد قام بهذا التفتيش جمعية فرنسيس بيكون وغرضها منه أن تبرهن على أن الاسمين هما لمسمى واحد، وأن الذي أشتهر باسم شكسبير هو في الواقع فرنسيس بيكون لا غيره وكان هذا الحفر بناء على وثيقة مؤرخة سنة 1600 قيل فيها أن أدموند سبنسر دفن في الكنيسة وأن عدداً من معاصريه أبنوه بقصائد دفنت معه. وان خط رثاء شكسبير لسبنسر يثبت أنه خط بيكون. وقد أخرجت بضعة توابيت يظن أن تابوت سبنسر أحدها ولكن أهل الشأن لم يسمحوا بفتحه إذا لم يثبت أنه لسبنسر، وهو مصنوع من الرصاص

شريعة عربية

روي الأديب المهذب (ح، ح) في بحثه (مصدر الهتلربة) في (الرسالة) الغراء قول (تريتشكي): (فلولا الحرب ما كانت الدولة، وينبغي أن يجعل المرء شعاره على الدوام أن الحروب دواء الأمم المريضة) ومقالة (نظرية) الجرماني هذه هي شريعة العربية وقد شرحها الكلحبة العرني في بيته:

إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوبني بالفتى أن تقطعها

وفي معاني (الجهاد) ما يزيد هذا البيت إيضاحاً. وقد قال غربي: كان سلطان العرب ما قاتلوا، فلما تركوا الحرب واتدعو ذهبت ريحهم

(* * *)

أمة عربية تزول

أذاعت شركة الأنباء الإيطالية (ستيفاني) في جميع أنحاء العالم هذه البرقية:

روما - تلقى الدوتشي من كبار الشخصيات العربية في ليبيا - كالأمير سليمان القرفيلي، ومفتي ليبيا وقضاة طرابلس ودرنة وطبرق، ورئيس المحكمة الشرعية - برقيات تعرب عن خالص شكرهم وشكر أهالي ليبيا العرب على ما منحت تلك البلاد من شرف اعتبارها جزءاً من إيطاليا، وقد أضافت البرقيات أن عرب ليبيا لن ينسوا الخدمات التي أدها ومازال يؤديها الدوتشي لبلادهم وأنهم على استعداد للعمل معه مخلصين إلى النهاية في جميع الظروف

ومعنى هذه البرقية التي نشرت على العالم العربي فلم يحفل بها أحد ولم تعلق عليها صحيفة - أن السلطات الإيطالية اللوبية أرغمت أولئك العرب المساكين على أن يسدوا الشكر (خالصاً) إلى حكومة روما على تلك المنحة العظيمة التي قدمتها إليهم، وهي خمسة ملايين من الإيطاليين سيغمرون ليبيا ويحولونها إلى منطقة إيطالية خالصة، ثم لا يكون للعرب بعد أن توزع أملاكهم على المهاجرين المستعمرين، إلا قفار الصحراء الجديبة يعيشون فيها على الضر والفقر دون أن يكون لهم في أمور البلاد السياسية والاقتصادية لسان ولا يد!

هذه فلسطين أخرى ولكن فلسطين تستطيع أن تقول وأن تعمل؛ أما طرابلس فلا تقول ولا تعمل إلا ما يريده الحاكم بأمره

بس. . .

قال الكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني في مبحثه في (العامية والفصحى) في (الرسالة الغراء): (وأما بس فلا مثيل لها، ولا غناء عنها بغيرها في اللغة العربية) وهو قول حق كله، واللفظة عربية كل العربية، وإن كان الأصل من فارس. وقد ذكر بهاء الدين العاملي في (كشكوله)، ونقل قوله الزبيدي في (تاجه): (بس كلمة فارسية، وليس للفرس في معناها سواها، وللعرب حسب، وبجل، وقط - مخففة - وأمسك واكفف، وناهيك، ومه، ومهلا، واقطع، واكتفًّ)

أجل، إن في لغة (الجزيرة) كل ذلك لكن لم تظرف واحدة من أُليا الآنسات العشر - كما يرى الأستاذ المازني - ظرف تلك الفارسية

ونطق باللفظة (اللسان) غير ذام ولا ناقد: (وبس بمعنى حسب فارسية) والفارسيات المتعربات أمم يا أستاذاً في العربية

وأخبرنا السيوطي في (المزهر) والخفاجي في (شفاء الغليل) أن (الخليل) أودعها (العين) غير منسوبة إلى فرس ولا عرب: (بس بمعنى حسب) ونابغتنا (الخليل بن أحمد) تلاميذ تلاميذه، كلامهم على الرأس والعين

وروي (المزهر) عن كتابه (المشاكهة) لمحمد بن المعلى الأزدي: (تقول لحديث يستطال: بس، وعن أبي مالك: البس القطع، ولو قالوا لمحدث: بسا كان جيدا بالغا بمعنى المصدر أي بس كلامك بسا، أي أقطعه قطعا، وأنشد:

يحدثنا عبيد ما لقينا ... فبسك يا عبيد من الكلام

القارئ جورج هويتفيلد

مضى قرنان من الزمان على موت جورج هويتفيلد أعظم خطباء الإنجليز ووعاظهم في القرن الثامن عشر. وقد هبت إنجلترا وأمريكا تحتفل بذكرى الرجل العظيم الذي خطب عشرت ملايين منهم فعلمهم جميعاً الرحمة ومحبة الله والتفاني في خدمة البشر والتجرد من زخرف الحياة وباطلها لتكون زخرفاً وجنة للجميع. وكثيرون منا لا يعرفون هذا الرجل الذي شاد بخطبه وعظاته نصف ما في إنجلترا وأمريكا من ملاجئ ومستشفيات ودور للخير. حقا إن شهرة هويتفيلد لم تبلغ في العالم من الذيوع ما بلغته شهرة لوثر أو كلفن أو ويسلي، وهذا لأنه لم ينشئ مذهباً جديداً أو فلسفة جديدة، لكنه في الحقيقة كان أخطب منم وأنفع للخير العام، لأن خطبه الممتلئة بالحرارة والإخلاص لم تقد الناس إلى الحرب وإهراق الدماء والمذابح بل قادتهم إلى البر والمؤاخاة والعطف بينهم، وإن من أظرف ما يروى من أخباره أن الرئيس فرنكلين كان يسمع عنه وكان لا يحبه، فدعاه أحد أصدقائه مرة إلى اجتماع سيخطب فيه هويتفيلد فذهب على كره منه. فلما سمع الشطر الأول من خطبته - وكان موضوع الخطبة الحث على جمع التبرعات لعمل خيري - تحرك شيء من العطف في قلب فرنكلين وعزم على التبرع بقليل من السنتات (السنت: مليمان) فلما بلغ الخطيب نصف خطبته ثار العطف في قلب الرئيس أكثر فعزم على التبرع بدولارات، فلما فرغ هويتفيلد هب فرنكلين فأفرغ في صندوق التبرعات كل ما كان في كيسه من السنتات والدولارات والجنيهات!

فهل من وعاظنا الأفاضل من يبلغ مبلغ جورج هويتفيلد؟

جورنج رجل ألمانيا الحديدي

ظهر هذا الكتاب بالإنجليزية لمؤلفه هـ. و. ريان، وقد تناول فيه المؤلف حياة المارشال جورنج فأرخها تأريخا جميلا من يوم نشأته في المدرسة القروية الحربية البروسية إلى عمله في فرق الطيران الألماني زمن الحرب، إلى هجرته إلى السويد بعد هزيمة ألمانيا، فزواجه هناك من زوجته كارين التي قاسمته شظف العيش وشدة الحياة، التي وضعت في حياته اللبنات الأولى للمجد والمستقبل الحافل. . . ومن أبرع فصول الكتاب تلك التي تتناول عهد الصداقة بين هتلر وجورنج. فقد عهد هتلر إلى صديقه تشكيل الحزب الوطني الاشتراكي فقام بمهمته على أحسن الوجوه وشكل فرق القمصان البنية، وكان مبدؤه إعادة الثقة إلى الشعب الألماني ثم بناء ألمانيا الجديدة. وقد حدث شغب في ميونخ كاد يؤدي إلى إعدام جورنج لولا أن صدر عفو شامل فأنقذت حياته وفي الحقيقة أنقذت حياة ألمانيا. ثم سلك سبيله إلى الريخستاج فصار أحد أعضائه البارزين. ولما صار هتلر مستشاراً عهد إلى صديقه بتنظيم الطيران في ألمانيا وتدعيم اقتصادها في وقت واحد فقام بالمهمتين أحسن قيام. وكون لألمانيا أسطولا جويا وأهبة واستعدادا، ولولا هذا الأسطول ما جرأت ألمانيا على احتلال الرين غير عابئة بقوات أعدائها الكثيرين. وجورنج مع ذاك رجل مثل عملية وهو صاحب الصيحة الآرية المدوية كما أنه هو الذي طهر ألمانيا من اليهود

سياسة الغد

كتاب جليل الموضوع مستقل الرأي مستقيم التفكير، أخرجه الأستاذ (مريت بيك بطرس غالي) كما تخرج الطبيعة ثمرتها في إبانها: عالج فيه الأستاذ الخطط السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يجب أن تسير عليها مصر في عهدها الجديد علاجاً بارعاً نزيهاً صريحاً لم يتقيد فيه بمذهب خاص ولا حزب معين. والكتاب لجلالة موضوعه ومكانة مؤلفه يستحق أن نعود إلى الحديث عنه بالتفصيل في العدد القادم

ناد أدبي للطلبة المغاربة بمصر

اجتمع الطلبة المغاربة بمصر بحثوا في تأليف ناد ثقافي تعاوني وكونوا لجنة تحضيرية لوضع مشروع قانوني أساسي له

وفي الساعة التاسعة من يوم الأربعاء 26 أكتوبر تناقشوا في مشروع القانون الذي قدمته اللجنة التحضيرية ثم وافقوا عليه، وانتخبوا لجنة تنفيذية لتدير أعمال النادي وتحقق أغراضه الثقافية والتعاونية من الطلبة

محمد العربي العلمي سكرتير والمهدي بنونه مساعد له وعبد الكريم غلاب أمين الصندوق وأحمد وبن المليح والعربي بناني ومحمد المسقوي وعبد العزيز الوارثي أعضاء