مجلة الرسالة/العدد 276/المسرح والسينما
→ الكتب | مجلة الرسالة - العدد 276 المسرح والسينما [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 17 - 10 - 1938 |
شيء من لا شيء
باكورة الموسم المصري لأستوديو مصر
عرضت سينما أستوديو مصر في الأسبوع الماضي أول أفلامها المصرية للموسم الحالي وهو (شيء من لا شيء) الذي حدثنا عنه قراء الرسالة في مناسبات كثيرة بما جعلهم يوقنون قبل رؤيتهم إياه من أنه سيكون فلماً من الأفلام الممتازة دون ريب. . .
وفي الأسبوع الماضي عرض الفلم فكان ممتازاً رائعاً حلواً فكرة جديدة. . . إخراج جديد. . . ملابس فخمة. . . غناء عذب. ولعمرك ماذا يريد الإنسان في فلم واحد أكثر من اجتماع ذلك كله بعضه ببعض؟ إنه فلم يستحق الأستوديو من أجله تهنئة من أعمق الأعماق
واحمد بدرخان بهذا الفلم - حتى مع انعدام غيره أو انعدام المؤهلات - يدخل في زمرة كبار مخرجينا بحق ما دام قد تسنى له أن يخرج هذا الفلم، وما دام قد تسنى له أن يخرجه بهذه الطريقة الناجحة
خلاصة قصة الفلم
جيشان يلتحمان في عراك، كلاهما من جند المسلمين، يبدأ الفلم بفلول الجيش المنهزم وأحدهما يندب كتفه الكسير وكرشه المبقور وأمعائه الممدودة أمتار على الرمال. . .
ويفتح المنظر التالي على ملك الجيش الغالب وهو يستقبل قواده الظافرين، ويسألهم - بين ما يسألهم - عن الغنائم والأسلاب والأسرى، ويفهم في النهاية أن هنالك أسيرة واحدة، أما الرجال فكثيرون. وبتحدث الملك إلى قادته: ماذا يفعل بهم؟ فبقى الرأي في النهاية على (ترحيلهم) إلى جزيرة المنفى. وفي هذه اللحظة يرى الجمهور المطربة المحبوبة نجاة علي لأول مرة، ويرى بعدها الأستاذ عبد الغني السيد، وهو مضمد الرأس من الجراحات يغني ويغني معه زملائه الأسرى وهم يدخلون المركب التي أقلتهم إلى حيث أريد لهم. . . ويحار الملك في الأسيرة ماذا يفعل بها، والى من يقدمها؟
وإذ ذاك تحدث منافرات ومقارعات بين الحاضرين كلها فكاهات لطيفة، وأسمار لذيذة، وينتهي الأمر بأن يقرر الملك تزويج الأمير عنتر منها، وعنتر هذا هو القائد الجديد للجند، وشخصية عنتر هذه من أهم الشخصيات الفكاهية في الفلم
وينادي الملك الأسيرة وهي ابنة أخيه ويزف لها خبر تقريره تزويجها من الأمير عنتر، فترفض وتثور وتعود إلى منامها والأمير يهدر ويزمجر، ويهدد ويتوعد. . . ويقول لها بأنه إزاء ذلك لا يسعه إلا أن يزوجها من أحقر شخص في المملكة وهو ذلك الأسير الشاب. . .
وتنساق حوادث الرواية أمام المتفرج بعد ذلك وتتعرف الأسيرة إلى الأسير الشاب ذي الصوت الجميل. . وبعد صد وطول عدم اكتراث، تقع في حبه، أو بالأحرى في حب صوته.
ويغتاظ الأمير عنتر، فيقوم بمحاولة أخرى ويهبط على الأسيرة في منامها ويكاد يعتدي عليها هو ومن معه من الجند، لولا أن الأسير الذي هو زوجها يحضر في الوقت المناسب ويعمل في الأمير ورجاله سيفه، فيقتل أحد رجاله ويجرحه هو جراحاً بالغة. . .
ويقدم الأسير للمحاكمة، وهي محكمة من أغرب المحاكم التي سمع بها الناس من قبل. . .
ويرفض المتهم الدفاع عن نفسه ويسكت كل من يحاول الكلام في صالحه، فلا يسع هذه المحكمة إلا إصدار الحكم عليه بما يقتضيه القانون. . .
والجمعية السرية. . لا ننس الجمعية السرية. . ولغتها (المختلطة) ورئاستها البارعة في الخوف والوجل. . فإنها من ألطف وأندر ما ملئت به القصة. .
وعندما تنتهي حوادث تلك القصة التي لم تراع فيها وحدة زمان أو مكان أو نظام ملابس أو لهجة كلام أو خلافه. . .
لما تنتهي هذه الحوادث يشاهد المتفرج رجلا بلدياً يسقط من فوق الفراش هو وزوجته وهي تناديه ليستيقظ ويكون في حلم قد وصل إلى حد قوله (ليسقط. . .)
الناحية الفنية
وبعد هذا هو ملخص القصة. وقد سبق أن قلنا أن الفلم من وجهه العام ناجح ومشرف لأستوديو مصر ولمخرجه الأستاذ بدرخان، ولكن لنا ملاحظات عليه. . على رغم أنه حلم ليلة صيف. . وبرغم أن المفروض فيه هو أنه (تخريف وهلوسه)
من هذه الملاحظات أن دوري نجاة علي وعبد الغني السيد لم يكونا ظاهرين ولا مفهومين في بادئ الأمر. . وكان كلام مقطوعاتهما الغنائية ضعيفاً كما كان التلحين أضعف وأكثر ارتباكا. . . ولسنا ندري هل كان ذلك من الملحن أم من الممثلين. .
ومن هذه الملاحظات أن القصة كلها كانت مسجوعة. . . والسجع عادة كالشعر - يستولي من المشاهد - على جانب كبير من انتباهه. . ومن هنا يخسر الفيلم هذا الجزء من انتباه القارئ دون مبرر. . هذا إلى أن أغلب السجعات كان بارداً وسخيفاً. .
ويدافع بعضهم عن هذا بأن المقصود من هذه السجعات السخيفة هو الإضحاك. . ولكن هذا لا يعد دفاعاً قدر ما يعد اتهاماً. . فإن الفلم لا يصح أن يكون مصدر سرور الناس منه احتواءه على سخافة وحسب. .
ولا تحضرنا الآن بقية الملاحظات فموعدنا بها عدد تال، ونكرر في نهاية هذه الكلمة ما سبق أن ذكرنا أكثر من مرة من أن هذا الفلم - على رغم الأخطاء التي به - يعتبر فتحاً جديداً في عالم الأفلام المصرية، ويستحق أستوديو مصر عليه كل تهنئة
سالم ينتهي من أجنحة الصحراء
انتهى الأستاذ أحمد سالم في الأسبوع الماضي من تصوير آخر (ديكورين) في فلمه الجديد (أجنحة الصحراء) وقد كان أحدهما كبيراً وفخماً بدرجة لم تعرف من قبل في الأستيديوات المصرية. ورآه مخرجون مصريون كثيرون فهنئوا الأستاذ سالم بتوفيقه في بناء هذا المنظر. والصحفيون يعترفون بأن القراء سوف يشاهدون عجباً في فلم سالم هذا عندما يعرض في منتصف الشهر القادم
جلال يعمل. .
أبلغنا زميل أن الأستاذ احمد جلال قد انتهى من كتابة السيناريو الجديد للفيلم الثاني لشركة لوتس في هذا الموسم والحيرة الآن، أو المفاوضات، دائرة بين آسيا وبين الزميل حول اختيار الاسم الصالح. . وقد رددت زميلات أسماء غريبة، نفتها لنا السيدة آسيا بكل شدة.: والمعروف أن تصوير هذا الفيلم الجديد يبدأ في أوائل الشهر القادم. . .