الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 273/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 273/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 273
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 26 - 09 - 1938


إلى وزارة المعارف

في هذا العدد والذي قبله والذي بعده بحث جليل قيم في قواعد اللغة العربية وتيسيرها لعلم من أعلام التربية والتعليم هو الأستاذ ساطع الحصري مدير دار المعلمين في تركيا، ووزير المعارف في الشام، ومؤسس النهضة التعليمية في العراق، ومنشئ أول مجلة تربوية في الشرق، عالج فيه مسائل في تعريف القواعد وتبويبها وترتيبها وتهذيبها لم يفطن إليها من قبله أحد. وهو يقدمها عن طريق الرسالة إلى معالي الوزير وسعادة الوكيل وأعضاء لجنة التيسير عسى أن يجدوا فيها ما يعينهم على ما نهضوا إليه من إصلاح القواعد العربية وتقريبها إلى عقول الطلاب. وفي رأينا أن ملاحظات الأستاذ ساطع جديرة بالاهتمام والنظر لصدورها عن لقانة نادرة وروية صادقة وخبرة طويلة

وزير المعارف يحكم بيننا وبين لجنة إنهاض اللغة العربية

تفضل صاحب المعالي هيكل باشا وزير المعارف فنظر فيما كتبناه ونشرناه عن افتيات لجنة إنهاض اللغة العربية علينا وعلى فريق من الأدباء الفضلاء لا تخشاهم ولا ترجوهم، ثم أمر بتقرير كتابنا (في أصول الأدب) لطائفة من مدارس الوزارة. وصنيع الأستاذ هيكل باشا هو الفرق بين وزير يقرأ ويقضي، وبين وزير آخر يسمع ويُمضي. . .

حول إنهاض اللغة العربية

حضرة الأستاذ الجليل صاحب مجلة الرسالة

لا أحسبكم قد فرغتم من الحديث عن إنهاض اللغة العربية في مدارس الحكومة حين فرغتم من الحديث عن الكتب وطريقة اختيارها، فإن شأن اللغة العربية في وزارة المعارف خليق بأن ينال من عنايتكم أكثر من ذلك. ولقد حمدنا لكم ما نشرتم من الملاحظات على لجنة اختيار الكتب، وإننا ليسرنا بجانب ذلك أن تظل الرسالة حاملة راية الأدب الحر، دائبة على إنارة السبيل أمام القائمين على شؤون اللغة العربية في وزارة المعارف. فلقد مضى الوقت الذي كانت فيه وزارة المعارف تعمل منفردة في الميدان، لا تجد من يشد أزرها أو يناقشها الحساب أو يهديها السبيل. وليس من أحد غير الرسالة يستطيع أن يفرض على نفسه هذا الواجب أو يرى نفسه أهلاً لهذا الحق.

كان مما قررته لجنة إنهاض اللغة العربية أن تزيد درسين في كلتا السنتين الأولى والثانية أحدهما اختياري، ودرساً واحداً في باقي الفرق. فهل يعلم سيدي أن هذه الزيادة قد انتهت نهايتها إلى أن تكون من أسباب ضعف اللغة العربية في مدارس الحكومة بدل أن تكون من وسائل إنهاضها وقوَّتها؟

ذلك أن وزارة المعارف حين زادت هذه الدروس لم تحسب حسابها فتزيد عدد المدرسين ليقوموا بهذه الزيادة؛ والمدرسون القائمون بالعمل الآن في المدارس الثانوية لا يسعهم - على ما هم فيه من رهق ومشقة وزحمة في العمل - أن ينهضوا بهذا العبء الجديد. وقد جاء موسم العمل وليس في المدارس حاجتها من مدرسي اللغة العربية، فلم يجد نظار المدارس أمامهم وسيلة - والحالة هذه - إلا أن يزيدوا العمل على المدرسين الذين يعملون معهم - مدرسي اللغة العربية خاصة -: ثلاثة دروس في الأسبوع على كل مدرس؛ فعليه منذ اليوم واحد وعشرون درساً في الأسبوع، بعد ثمانية عشر درساً كان يشكو كثرتها التي تستنفد الوقت والعافية والطاقة العصبية، فليس له معها فسحة ليستجم لعافيته أو ليجدد مادته أو ليبتكر في وسائله

أفتكون هذه وسيلة من وسائل النهوض باللغة العربية أم سبب من أسباب الضعف والخذلان؟

وثمة عبء جديد أضيف هذا العام على كاهل مدرس اللغة العربية، ذلك أن النظام في العام الماضي والأعوام السابقة كان يحدد عدد التلاميذ في دروس اللغات ببضعة وعشرين تلميذاً في كل شعبة فألغي هذا النظام في العام القادم وصار على مدرس اللغة العربية أن يلقي درسه على أكثر من بضعة وثلاثين تلميذاُ إلى أربعين؛ فهل تراه مع ذلك يستطيع أن يعمل وأن ينشط وأن ينهض باللغة؟

ثم إن كثيراً من نظار المدارس الثانوية قد تعجلوا الحكم والاختيار فاستغنوا عن درس من الدرسين المزيدين في اللغة العربية لتلاميذ السنتين الأولى والثانية قبل أن يتحققوا الحاجة إلى هذا الدرس، بل قبل أن تبدأ السنة الدراسية وينتظم التلاميذ.

والخلاصة ما يأتي: أ - أوصت اللجنة بزيادة دروس اللغة العربية فزيدت ولكن على حساب المدرس المرهق بحيث يصير عمله لا خير فيه

ب - أوصت اللجنة بزيادة العناية بدروس اللغات فزيد عدد تلاميذ الفرق بحيث يجتمع على المدرس كثرة لا يستطيع معها أن يعرف تلاميذه

ج - زادت الوزارة بعض دروس اللغة العربية زيادة اختيارية، فألغى نظار المدارس الثانوية بعض هذه الزيادة قبل أن يتحققوا الحاجة إليها رغبة في التخفف من العمل!

. . . وأخيراً ما زالوا يتحدثون عن الوسائل التي قدروها للنهوض باللغة العربية، وما زالوا يكررون الحديث عن تنظيم المكتبات المدرسية، وتوجيه التلاميذ إلى المطالعات الخارجية، وإنشاء المحاضرات، وإقامة المناظرات، وترتيب المباريات بين الطلاب في الكتابة والخطابة والمناظرة والإلقاء. . . ولا عليهم فيما يتحدثون وما يقدرون، وما ننكر أن هذا الذي يتحدثون عنه من أنجح الوسائل في تقويم اللسان وتقوية اللغة، ولكن. . . أين هو المدرس الذي يجد عنده الوقت الذي ينفقه في ذلك؟

نحن موقنون تمام اليقين بصدق نية معالي الدكتور هيكل باشا على النهوض باللغة العربية، موقنون أنه قد أدى واجبه في ذلك على الوجه المستطاع؛ ولكن ما يزال أمام معاليه واجب آخر هو أثقل عبئاً وأكثر نفقة: أمامه أن يباشر تنفيذ الوسائل التي وضعها مستشاروه لينهضوا باللغة العربية؛ فليست تغني النية عن العمل، وليس يكفي وضع البرامج وتمهيد الخطط دون العناية بوسائل التنفيذ. ولربّ عمل صالح أسلمه صاحبه إلى من لا يحسنه أو من لا يخلص له، فأداه غير مؤداه وانتهى به إلى غير غايته

(مدرس)

مجمع المعارف بحيدر آباد (دكن) واجتماعه السنوي الأول

في حيدر آباد (دكن) مجمع علمي أسسه منذ أكثر من نصف قرن المرحوم النواب عماد الدين ورفقاؤه، وغايته الأساسية إحياء الكتب العربية القديمة تعميماً لنشرها وتداولها بين طبقات العلماء. وهذا المجمع يمتاز عن غيره بروحه العلمية وبمطبوعاته الثمينة المتداولة بين أوساط العلم المعتمد عليها من رجال البحث والتحقيق الآن - ومن هذه المطبوعات ما يتعلق بالحديث والرجال، وما يتعلق بالفلسفة والتاريخ، وما يتعلق بالطبيعيات والطب وغيرها من العلوم والفنون - ويقول العلامة السيد سليمان الندوي: نحن، أهل الهند نفتخر، مع إفلاسنا العلمي في هذه الأيام، بهذه الدرر الثمينة النادرة التي أخرجها مجمع المعارف في (حيدر آباد) إلى طبقات العلماء ونرجو أن يعود إلينا مجدنا العلمي تحت ظل الدولة الآصفية.

ولقد فكر القائمون بأمره في عقد اجتماع سنوي عام يدعى إليه العلماء الممتازون في العلوم العربية بأنحاء الهند تنشيطاً للحركة العلمية وتمهيداً لتوسيع أعمال المجمع بالاستفادة من مواهب العلماء الأجلاء غير أعضاء المجمع في البحث والتحقيق، فانعقد الاجتماع الأول الذي دام أربعة أيام من 9 إلى 12 يوليه سنة 938م في خمس جلسات أولها في إيوان البلدية الفخم حضرها أركان الدولة الآصفية وأساتذة العربية في جامعات الهند المختلفة وأرباب العلم وجماعة من الطلبة النابهين، وعلى كرسي الصدارة السر أكبر حيدري الوزير الأعظم. ثم التمس من القارئ إبراهيم رشيد أن يتلو ما تيسر من القرآن بصوته الرخيم، ثم ألقى خطبته الافتتاحية وذكر فيها خدمات المجمع في السنين الماضية بعد أن تلا على الحاضرين رسالة ملكية آصفية مفعمة بالعبارات الرقيقة والعواطف السامية.

فقام النواب مهدي يارجنك وزير التعاليم والسياسات ورئيس المجمع فألقى خطبة بلسانه المبين ذكر فيها غرض المجمع وغايته وما تم من الخدمات وما درج في البرنامج من الأعمال التي يرجو أن يتمها المجمع بتوفيق الله ومساعدة العلماء - وبعده ألقى مولانا عبد الله قصيدة عربية تخليداً لهذا الاجتماع العظيم واليوم المبارك

ثم انعقدت الجلسة الثانية في اليوم التالي وكان الشيخ إبراهيم حمدي، شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، النزيل بحيدر آباد الآن، حاضراً، فتفضل بتلاوة آيات من القرآن على النغمات الحجازية. ثم اقترع على من يكون أول المتكلمين في الجلسة فاستخرج بطريق القرعة اسم العلامة السيد سليمان الندوي فقام وألقى بحثاً مستفيضاً عن (كتاب المعتبر) وهو كتاب غير مطبوع للفيلسوف أبي البركات البغدادي الذي عاش في القرن السادس الهجري، وألف كتابه هذا في نقد فلسفة أرسطو ومنطقه وهو كتاب وحيد في بابه فريد في فنه، ثم تكلم الأستاذ عبد العزيز الميمني الراجكوتي الذي حضر إلى مصر في السنة الماضية لطبع سمط اللآلى، ثم سافر إلى دمشق واستنبول باحثاً في دور كتبها ومنقباً في خزاناتها فرجع بكثير من المعلومات عن النسخ والكتب، وكان موضوعه (ما رأيت في دور الكتب بالممالك الإسلامية) وذكر أهمية دار الكتب باستنبول والكتب النادرة فيها. وبعده قام السيد مناظر أحسن الجيلاني رئيس الشعبة الدينية بالجامعة العثمانية، فتكلم عن فلسفة محيي الدين بن عربي وابتدأ بكلام عن تخلص المجتهدين الفقهاء من تصرف الملوك في تدوين الفقه وانتقالهم إلى الأندلس وسبب انتشار المذهب المالكي فيها، ثم شرح فلسفة ابن رشد وأسس بحثه، ثم بيّن كيف خالفه محيي الدين بن عربي في المسائل الفلسفية وحملاته عليه حتى انتهى إلى وحدة الوجود، فإذا هي فلسفته الخاصة

ثم كانت الجلسة الثالثة في قاعة المحاضرات بالجامعة العثمانية وكان أول من تكلم الدكتور داود بوتاء أستاذ العربية بالكلية الإسماعيلية (بومباي) وموضوعه فلسفة ابن خلدون الاجتماعية وكانت المقالة طريفة مصحوبة بالمقارنات والانتقادات، والدكتور المذكور يقوم الآن بترجمة مقدمة ابن خلدون إلى اللغة الانكليزية، وبعده تكلم الشيخ عبد الرحمن عضو مجمع المعارف في علم أسماء الرجال وأهميته، ثم ألقى الدكتور حميد الله أستاذ أصول الفقه والقانون بالجامعة العثمانية، بحثاً مستفيضاً عن (دستور الدولة في العهد النبوي) (هاجر رسول الله إلى المدينة وعقدت معاهدة بين المسلمين واليهود) فجمع الدكتور المذكور أجزاء هذه المعاهدة وشرحها شرحاً وافياً واستنبط منها العناصر الأساسية لدستور الدولة.

ثم تكلم السيد أحمد الله الندوي عضو مجمع المعارف في (علم صناعة الجراحة وشرح آلات الجراحة عند العرب). وفي ختام هذه الجلسة قام الدكتور عبد الحق وألقى كلمة في موضوع (حاجة الهند إلى المجمع العربي)

وفي هذه الجلسة ألقى الدكتور حسين الهمداني أستاذ العربية بكلية استيفن بومباي بحثاً عن (كتاب الرياض لأحمد الكرساتو) وكان أحمد هذا إسماعيليا متكلماً فيلسوفاً عاش في القرن الثالث الهجري وكان معاصراً للفارابي، وأما الدكتور الهمداني فكان أصله من اليمن، ويعتبره علماء الهند أعلم العلماء بالإسماعيليات، وهو أول من عرّف العالَم العلمي بالكتب الإسماعيلية وقد أشار في بداية كلامه إلى تاريخ الأدبيات الأسماعيلية؛ ومقالته مفعمة بالمعلومات الجديدة التي كانت مجهولة من العلماء. ثم ألقى مولانا عبد الله العمادي بحثاً في (علم المرايا والمناظر لأبن الهيثم) وبعده تكلم العلامة مأمون الأرزنجاني من علماء دمشق، في مناهج التعليم العربي، مشيراً أثناء كلامه إلى كتب القواعد والمطالعة التي وضعت على قاعدة جديدة للمدارس بالشام.

وبعده قام الفاضل المولوي عبد القدوس الهاشمي المساعد في ترتيب معجم المصنفين وألقى بحثاً في (كتاب المخترع في فنون من الصنع) ومؤلف الكتاب لا يزال مجهولاً، غير إن النسخة التي توجد في دار الكتب الآصفية كتبت في سنة 876هـ في الهند بقلم ضياء ترك القاضي خان الناخوري. وللكتاب أهمية فيما يتعلق بفنون الصناعات الإسلامية العربية ومناهج الصانعين فيها. ثم تكلم الأستاذ امتياز علي، مدير دار الكتب برامبور في (تفسير الإمام سفيان الثوري) ومن هذا الكتاب نسخة بدار الكتب المذكورة وأشار في بحثه إلى أن المسلمين أول ما خدموا من العلوم علم القرآن وأول ما كتبوا من الكتب في فن التفسير.

وفي الجلسة الأخيرة تكلم الشيخ شبير أحمد ناظر دار العلوم الديويندية ورئيس المدرسين بجامعة دابهيل في موضوع (الوحي معصوم عن الخطأ) واقترح على مجمع المعارف الالتفات إلى علوم القرآن ونشر الكتب في فنونها. ثم ألقى مولانا عبد الرحمن أستاذ العربية بجامعة دهلي بحثاً في (المستشرقين) من حيث التاريخ والخدمات العلمية ومعايبهم. وأخيراً قام الدكتور زبير الصديقي رئيس الشعبة الإسلامية بجامعة كلكته متكلماً في (علم الحديث وخصوصياته) من حيث الإسناد وطرق المحدثين في البحث وعدم خضوعهم لسلاطين الزمان واستقلالهم العلمي واشتراك النساء في الرواية، وهذه هي الخصوصيات التي قد حافظت ولا تزال محافظة على جوهرية الأحاديث من عبث المستشرقين بها كما فعلوا في أكثر الوقائع التاريخية الإسلامية كلما وجدوا إلى ذلك سبيلاً.

واختتم هذا الاجتماع الذي دام أربعة أيام في حيدر آباد وتناول البحث فيه أهم موضوعات العلوم العربية وفنونها، بالسلام لصاحب الجلالة آصف السابع ملك دكن والدعاء لذاته الكريمة

بدر الدين الصيني

تكريم الأستاذ قسطاكي بك الحمصي أقام أدباء الشهباء حفلة تكريمية للأستاذ قسطاكي بك الحمصي مساء يوم الأحد 4 سبتمبر سنة 1938 بمناسبة بلوغه الثمانين من عمره وتنويهاً بمآثره وخدماته في عالم الأدب. وكانت الحفلة تحت رعاية معالي الأمير مصطفى الشهابي وزير المعارف سابقاً ومحافظ حلب اليوم. وقد تكلم في الحفلة الأساتذة عيسى اسكندر المعلوف، وأمين هلال، والشاعران عادل الغضبان، وحليم دموس وألقى الأستاذ أسعد الكوزاني كلمة عن أسلوب المحتفى به في الكتابة النثرية سننشرها في العدد القادم. وقد ألقى في ختام الحفلة الأمير مصطفى الشهابي كلمة قال فيها إن هذه الحفلة قد ذكرته بأسواق العرب الأدبية، وتكلم عن فضل النصارى على اللغة العربية، ونوه بالخدمات الجليلة التي قاموا بها في هذا السبيل، وأشاد بفضل المحتفى به ومآثره في عالم الأدب

والأستاذ قسطاكي بك الحمصي من أوائل الأدباء الذين قاموا بخدمة اللغة والأدب منذ ستين عاماً، ولا يزال حتى اليوم على شيخوخته يقوم بخدمتها بالمقالات والأبحاث التي ينشرها في مختلف المجلات والصحف. وقد أقام بمصر في أوائل هذا القرن مدة طويلة اتصل خلالها بأدبائها ولا سيما الشيخ إبراهيم اليازجي الذي كان له أثر بارز في أدبه وأسلوب كتابته. وله من المؤلفات المطبوعة كتاب (منهل الوارد في علم الانتقاد) وهو يقع في ثلاثة أجزاء طبع الجزء الأول منه في مصر سنة 905، وطبع الجزءان الأخيران في حلب بعد الحرب العظمى. وله كتاب (أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر) ترجم فيه للأدباء الحلبيين الذين عاشوا في هذا القرن ولهم أثر من شعر ونثر