مجلة الرسالة/العدد 270/تحية دامية!
→ إلي نورك السجين. . . | مجلة الرسالة - العدد 270 تحية دامية! [[مؤلف:|]] |
سحر لبنان ← |
بتاريخ: 05 - 09 - 1938 |
للأستاذ أمجد الطرابلس
غردَّي يا دمشقُ لحنَ العيدِ ... وَذي النَّدبَ وأصْدَحي بالنَّشِيدِ
وأسْدلي برُقُعَ الأباءِ على الدّم ... عِ، وأخفى الجراحَ تحت البرودِ
واهتفي فرحةً بأشبالِ مصرِ ... وميامينِها الأباةِ الصِيد
لبت أياّمَكِ الطّوالَ جميعاً ... مثلُ هذا اليومِ الضَّحوكِ السَّعيد!
إيِه أحباَبنا وقد تُنْكَرُ الكُلْ ... فَةُ في رفرفِ الهوى المدود
هذه الدارُ داركم، وبنوها ... أهلكم بين شارخ ووليد
قبَّلتكم فيها ثغورُ الأقاحي ... والنسيماتُ في الربى والنجود
فأنزلوها ملَء القلوبِ الوجيعا ... تِ، ولا تنكروا قَتَادَ المهود!
أيها العرب يا فجار الحضارا ... ت، وأشودة العُلى والخلودِ
يا مشعَّ الأنوار وسط الدياجي ... يا سيوفاً أبت إسارَ الغمود
ليس ينجي النَّعاجَ من شفرة الجزَّا ... ر إيمانُها بعدل الوجود
فاحطموا في الإسارِ إيمانكم بالغر ... بِ والعدل قبلَ حَطْمِ القيود
وانزعوا من صدوركم طِيبةَ القل ... بِ، وشُبوَّا فيها لهيبَ الحقود
فالسياسات لا تدينُ بحقٍ ... لضعيف ولا تفَي بعهود
لو أراد القوىُّ إنقاذ شعبٍ ... لم يمدَّنه بالّلظى والحديد
تَعسِ الخلقُ أن غَداً في البرايا ... من قيودِ المستعبدِ المصفودِ
تَعسَتْ هذه المرؤاتُ إمَّا ... أصبحت في الأنامِ دين العبيد
تعس برُّ العهود إذا صا ... رَ دليلاً على الونى والجمود
إنما الخلقُ ما يقولُ قويٌّ ... يتجنىَّ بعدّةٍ وعديد
كذبُ الأقوياء صدق وعدلٌ ... واعتداء القويّ فوقَ الحدود
ورشادُ الضَّعيفِ شرُّ الضلالا ... تِ، وشكواه من عجيب الكنودِ
وبلاد الضَّعيفِ جسم بغيٍّ ... مستباحُ الهوى لكلِّ مريدِ
يتُنَادى عليه بين الضَّواري: ... أيُّها الطامعون هل من مَزيد؟ أيها العربُ، آن أَنْ يعصفَ الهو ... لُ، فيهوي بكلَّ جَوْرٍ مَشيد
آن أَنْ يجمع الأَتيُّ على الأسْ ... رِ ويَطغي على مَنيعِ السّدود
آن أن تُحْشَدَ الحشودُ إلى المجدِ ... وتختالَ تحت حُمْرِ البنود
آن أن تَنبذوا النعيم إباءً ... أَنكَدُ العيشِ في الهوان الرّغيد!
لا يسيغُ الهناَء ندبٌ، أخوه ... من سياطِ الطعام دامي الجلودِ
وعيونُ الكرامِ بَسْلُ عليها ... في جراحِ الكرامِ طَعْمُ الهجوِ
هذه الشام في اللّظى فحرامٌ ... أن تناموا على رنين العودِ
تتلوى على جراحاتِ جَنْبَيْ ... ها، وما للجراح من تضميد
تَصرُخُ الصَّرْخة التي ترعش الأف ... قَ وتبلو النُّجُومَ بالتسهيدِ
وتمدَّ اليدين ترجوا نصيراً ... وهي بين الّتتْرِيك والتَّهويد!
بسمت في وجوهكم وهي تخفى ... من جراح الأيْام أيَّ وقودِ
وكذلك الأباةُ يخفونَ أَوجا ... عَ اللّيالي تحت الإِباءِ العنيد
إيه أحبابَنا! شكوتُ إليكم ... وَعَذيِري ما بيننا من عُهودِ
من لنا أو لكم إذا الغاصِب العا ... تي تَمادى في العَسْفِ والتنكيد!!
هل يُرَجّي الشقيق إلاْ أخاه ... في دُجَي الخطب والبلايا السُّودِ
فإذا عُدْتُمْ غداً في أمانٍ ... ونعمتم بنيلكم والصَّعيد
فاذكروا رفارف الشام أهلاً ... وَجَدوا لقائِكُمْ خَيْرَ عِيدِ!