الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 268/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 268/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 268
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 22 - 08 - 1938


بيننا وبين لجنة إنهاض اللغة العربية

أرسل ألينا صديقنا الأستاذ أحمد أمين هذا الكتاب جواباً عما سأل (سائل) في (البلاغ) وفي (الرسالة) ننشره ثم نعقب عليه:

أخي الأستاذ الزيات

سلام عليكم ورحمة الله

قرأت في مجلة الرسالة سؤالاً موجهاً إلى لجنة إنهاض اللغة العربية يسأل صاحبه لِمَ لم تقرر اللجنة كتب الأستاذ الزيات

ورداً عليه أقول: إن اللجنة لم تفتها كتب الأستاذ كتبت فيما كتبت للوزارة:

إن للأستاذ الزيات كتابين في مستوى الطلبة هما آلام فرتر ورفائيل، وهما من خير الكتب من حيث دقة الترجمة وجزالة الأسلوب ونصاعة التعبير وقوة البيان - ولكن آلام فرتر موضوعه حب هائم ينتهي بانتحار فضيع. ورفائيل رسائل غرام بن شاب وامرأة متزوجة

ولم نرى من الخير أن توضع أمثال هذه الكتب في أيدي الطلبة لناحيتها الأخلاقية لا لناحيتها البلاغية، ولو فعلنا لخالفنا ضمائرنا وهاج علينا أولياء أمور الطلاب بحق

أما كتاب (في أصول الأدب) فقد منعنا من اقتراحه عدم الوحدة في موضوعه واشتماله على مقالات فوق مستوى الطلبة

فهل يرى السائل بعد هذا البيان أن اللجنة تجنت على الأستاذ الزيات أو غمطته حقه في الأدب أو مست شيئا من مكانته في علو البيان؟

لا شيء من ذلك ولكنه الحق قدمته على كل اعتبار. وهل يطالب المرء بأكثر من أن يعمل وفق ما يعتقده من حق؟

أما ما وراء ذلك من لمز بأننا تملقنا الرؤساء وقصرنا اختيارنا على مؤلفات من نرجوهم أو نخشاهم فإننا نعرض عن الرد عليه والخوض فيه، فقد التزمنا في الحياة أن تصم آذاننا عن السباب وما يتصل به. والسلام عليكم ورحمة الله

17 - 8 - 938

أحمد أمين ذلك هو جواب الأستاذ أحمد أمين عن أسئلة (سائل). والذي يعرف الأستاذ أحمد أمين ويعلم أن أخص ما يميزه حياة الضمير وسلامة المنطق، يدرك ما كابده الأستاذ من الجهد في إقناع نفسه بهذا الجواب. فإن (آلام فرتر) كتاب عالمي قرأه ولا يزال يقرأه ملايين من الفتيان والفتيات في جميع أمم الأرض، ولم نعلم أن أمة من هذه الأمم حضرته على الطلاب لأن (موضوعه حب هائم ينتهي بانتحار فظيع). وقد ترجم إلى العربية منذ ثمانية عشر عاماً، وأعيد طبعه سبع مرات، وقرأه كل مثقف في بلاد العروبة، ولم نسمع أن حاثة من حوادث الانتحار اليومية قد وقعت بسببه. وماذا يكون مصير التعليم والتمثيل إذا طبقنا عليه مثل هذا المبدأ على مآسي النوابغ في كل أدب؟. على أن فرتر مثال العفة والإخلاص والإيثار والتضحية، فلا يمكن أن يعاب من جهته الأخلاقية؛ والأستاذ أحمد أمين نفسه حين ألف كتابه (الأخلاق) قد اقتبس صفحة منه وعزاها إليه

أما (رفائيل) فحبه حب عذري صوفي لا نجد له مثيلا في الكتب ولا في الطبيعة. فهل يرى الأستاذ أن الحب جريمة وإن لم يجُرُّ إلى معصية؟ إن كان ذلك رأيه فلم لم يحضر القرآن على طلاب المسلمين لأن فيه (سورة يوسف)، والتوراة على الطلاب النصارى واليهود لأن فيها (نشيد الأناشيد)؟

لا أدري كيف قال الأستاذ: (ولم نر من الخير أن توضع أمثال هذه الكتب في أيدي الطلبة لناحيتها الأخلاقية لا لناحيتها البلاغية، ولو فعلنا لخالفنا ضمائرنا وهاج علينا أولياء أمور الطلبة بحق) فهل نسي صديقنا الأستاذ أحمد أمين أنه رئيس (لجنة التأليف والترجمة والنشر) وأنه هو نفسه الذي قرر طبع هذين الكتابين على نفقتها، وأنه هو نفسه الذي طلب إلى وزارة المعارف أن تشتري منهما لمكتبات مدارسها فاشترت؟

بقي الكتاب المسكين الثالث (في أصول الأدب)، وهذا الكتاب هو مجموعة مبتكرة من المحاضرات والمقالات تدور كلها حول الأدب وأصوله وقواعده. فليت شعري ماذا يريد الأستاذ بوحدة الموضوع الذي لم يجدها فيه؟ نحن لم ندع أنه قصة، ولم نقل أنه كتاب في موضوع معين. إنما هو بحوث نشرناها مفردة ثم جمعناها تحت وصفها العام كما فعل العقاد في (المطالعات)، والمنفلوطي في (النظرات)، والبشري في (المختار). ثم ما هذا المستوى الذي وضعه الأستاذ للطلاب وجعل فوقه (في أصول الأدب) وتحته (ضحى الإسلام)؟ وهل يصعب على الطالب الذي يفهم ضحى الإسلام لأحمد أمين، وابن الرومي للعقاد، أن يفهم (في أصول الأدب) وأكثره مقرر على طلاب السنة التوجيهية حتى لم يجد المعلمون والطلاب في العام المنصرم مرجعاً غيره في هذا المنهج؟

الحق أن أسئلة (سائل) لا تزال تطلب الجواب، وأن اضطهادنا في وزارة المعارف يرجع إلى أسباب غير هذه الأسباب. .

الزيات

الثقافة النسوية واللغة العربية

أصدر صاحب المعالي وزير المعارف القرار التالي:

بعد الإطلاع على القرار الوزاري الصادر في 14 سبتمبر سنة 1931 بإنشاء معهد تربية للبنات به قسم للتخصص في اللغة العربية. وبناء على ما تجمع لدينا من معلومات بشأن هذا القسم وأنه في حاجة إلى رفع مستواه وإلى أن تكون فيه دراسة الدين والثقافة الإسلامية اللذين يتصلان اتصالاً وثيقاً باللغة العربية عنصراً مهماً بين مواد الدراسة، ورغبة في إعداد مدرسات لا تقتصر قدرتهن على التدريس في المدارس الابتدائية، وبناء على ما عرضه علينا وكيل الوزارة - قررنا ما يأتي:

المادة الأولى - ينشأ قسم بإحدى المدارس الثانوية للبنات بالقاهرة يسمى (قسم اللغة العربية الثانوي) تكون مدة الدراسة فيه ست سنوات تدرس التلميذات به في السنوات الأربع الأولى مواد الثقافة العامة على حسب منهج التعليم الثانوي للبنات مع مزيد عناية باللغة العربية والثقافة الإسلامية، وفي السنتين الأخيرتين توجه الطالبات توجيهاً كاملا في اللغة العربية وموادها وفي الثقافة الإسلامية

المادة الثانية - تؤلف لجنة لوضع المناهج التي يستلزمها إنشاء هذا القسم

المادة الثالثة - تعد مناهج انتقالية لشعبة اللغة العربية بمعهد التربية الحالي بالسنتين الأولى والثانية تسير عليها الدراسة في بدأ العام المقبل بحيث تكون هذه الدراسة متجهة إلى الغاية التي تنشدها الوزارة من التخصص في اللغة العربية والثقافة العربية

تاريخ الأدب المقارن في دار العلوم رأى معالي وزير المعارف عند بحث مناهج القسم العالي لدار العلوم على أساس تنظيمها الجديد أن ضروريات الثقافة العربية لا تقتصر على دراسة الأدب العربي في كل عصوره، بل تشتمل دراسة الآداب الأجنبية الحديثة والإلمام بكيفية تدرجها في الممالك المختلفة ووجوه الاختلاف بينها وبين الأدب العربي من حيث الخيال وطرائق التصوير وروح الأسلوب وإرجاع ذلك إلى أسبابه من آثار البيئة واختلاف المواطن وقوة العقلية. وتحقيقاً لاستكمال هذه الغاية أشار معاليه على المختصين بإضافة دراسات أدبية من هذا النوع إلى مناهج الأدب بهذا المعهد، على أن تشمل فضلا عن الجانب التاريخي والدراسة المقارنة دراسة أخرى لتاريخ بعض البارزين من أدباء إنجلترا وفرنسا وألمانيا وروسيا في العصر الحديث وبعض البارزين في الممالك الأخرى التي اشتهرت بازدهار الأدب فيها

هذا وقد روعي في العمل بهذا الرأي ما لوحظ من أن القراءة الغربية لها أثر كبير في إنهاض اللغة العربية إذا ما كان القارئ ذا ثقافة عربية أصيلة وذا سيادة شخصية وطابع خاص في تقبله لمختلف الآراء والمذاهب

على أن فائدة هذا التوجيه الأدبي الجديد تكون في صورة أجلى وأوضح إذا ما راعينا أن أستاذ اللغة العربية الذي تعده وزارة المعارف للمستقبل يجب أن يكون من كافة النواحي كامل الثقافة حتى يحتفظ بهيبة الشخصية أمام تلميذه الذي يلم ولو بنزر يسير من الآداب الغربية

قرار جماعة كبار في قضية فلسطين

اجتمعت جماعة كبار العلماء بالجامع الأزهر يوم الخميس 22 جمادى الثانية سنة 1357 الموافق 18 أغسطس سنة 1938، واستعرضت حالة فلسطين وما يجري فيها من التصادم، وأسفت أشد الأسف لهذه الحالة التي هي بلا شك نتيجة للسياسة التي انتهجتها حكومة الإمبراطورية البريطانية نحو هذه البلاد وبخاصة سياسة التقسيم التي يراد فرضها على بلاد عربية إسلامية ذات ذكريات عند المسلمين لم تغب بعد عن أذهانهم، والتي من شانها تصبغ بلاداً عربية إسلامية صبغة أخرى بطريق لا مبرر له، ومن شأنها أن تؤثر في علاقات الأمم الإسلامية بحكومة الإمبراطورية البريطانية تأثيراً سيئاً لذلك قررت جماعة كبار العلماء ما يأتي:

1 - تحتج على استمرار هذه السياسة وعلى مشروع التقسيم على أية صفة يجري عليها التقسيم والمطالبة بأن تبقى للبلاد صفتها العربية الإسلامية وأن يحافظ على كيانها القومي

2 - تدعو جماعة كبار العلماء زعماء بلاد الإسلام إلى التكاتف واتخاذ ما يرونه مفيداُ من الطرق للمحافظة على بلاد فلسطين، وعلى إيجاد حل ينهي هذه الحالة السيئة ليسود السلام بين الأمم

3 - تدعو جماعة كبار العلماء المسلمين إلى تذكر قضية فلسطين ليلة المعراج وأن يتوجهوا إلى الله سبحانه في تلك الليلة بأن يحفظ هذه البلاد مما يراد بها، وأن يحفظ الآثار المقدسة من الأخطار القريبة والبعيدة

وقررت إبلاغ هذا إلى الجهات المختصة بواسطة حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء بالنيابة

احتجاج مسلمي الهند على كتاب للمستر ولز

روت جريدة الديلي اكسبرس أن المسلمين الهنود أعضاء جمعية الشبان المسلمين في لندن اجتمعوا أمس واحتجوا على فقرة واردة في كاتب ألفه المستر هـ. ج ولز الكاتب الإنجليزي وعنوانه (مختصر تاريخ العالم). وقد تكلم خطيب بعد آخر قائلين أن ولز أهان الإسلام وطلبوا من السلطات الهندية أن تمنع دخول الكتاب إلى الهند. واحرقوا نسخة من ذلك الكتاب

ثم اتفق المجتمعون على السير بموكب منظم إلى مكتب مندوب الهند السامي إلى وزارة الهند، واقترحوا أن يمروا بموكبهم على منزل المؤلف في لندن لمطالبته بالاعتذار

وقد جاء من كلكوتا أن ألوفاً من الهنود حضروا الاجتماع الذي عقد فيها أخيراً للاحتجاج على المؤلف

وقد نشر هذا الكتاب لأول مرة في سنة 1922. ولكنه ترجم في المدة الأخيرة بطريقة ملخصة إلى اللغة الهندوستانية. وقد نشرت جريدة تصدر هناك باللغة الوطنية مقالا عنه نددت فيه به وطعنت في المستر ولز فهاجت خواطر الناس وعقدوا اجتماعاً للاحتجاج في كلكوتا. وقام الآن بعض المخلصين لإيمانهم في لندن يصنعون كما صنع إخوانهم في وطنهم وقد قابل ممثل إحدى الصحف الهندية الكبرى المستر ولز فقال أن انتقاداته لم تكن قليلة الاحترام للعقائد وهو عارف بما أدى الإسلام لثقافة العالم من الخدمات، وليس من العدل أن يحكم هؤلاء المسلمون على آرائه بفقرة شاردة وردت عرضاً في تلخيص كتابه

وقالت جريدة إيفنن ستاندر إن عشرة من المسلمين المتشددين يعملون الآن ليل نهار في صنع ثلاثة تماثيل من الورق الصفيق للمستر ولز يريدون إحراقها في أرض مسجد لندن. فيعقدون هناك اجتماعاً وبعد أن يصلوا يدفعون بالمستر ولز الرمزي إلى النار

تعليم الأميين في إيران

جاء من طهران أن المساعي المبذولة لتعليم الأميين في إيران قد وصلت إلى نتائج باهرة. فقد أنشأت الحكومة مدارس ليلية للكبار، وبعد سنتين منحت وزارة المعارف شهادات لخمسة وعشرين ألفا و245 شابا كانوا قبل ذلك أميين تماما.

وقد أنشئت هذه المدارس منذ ثلاثة أعوام في كل أنحاء المملكة وفي هذا العام تقدم للامتحان 24 ألفا و233 شابا أكثرهم تجار من أصحاب الحوانيت الصغيرة وباعة متجولون فمنحت الوزارة شهاداتها لخمسة عشر ألفا و722 منهم. ويرى الناس الآن إعلانا منشورا في كل مكان تعريبه: (العلم هو القوة)