مجلة الرسالة/العدد 265/البريد الأدبي
→ فرحة | مجلة الرسالة - العدد 265 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 01 - 08 - 1938 |
باريس، أحمد حافظ عوض، أبو تمام
الأستاذ الكبير أحمد حافظ عوض بك اليوم في باريس. وهو يبعث منها برسائل أحمدية: ذات بساط أحمدي. . . وقد أخبر في الأولى التي عنوانها (ما بال باريس اليوم ليست باريس؟) أنه يمم حاضرة الفرنسيس من قبل وهو في الثلاثين ويجئ إليها اليوم أخا ستين - أخو ستين يا أبا الحفَّاظ، الله أدرى بالحقيقة - وأنه ما رآها وهو شيخ كما آنسها في الشباب في شبابه:
// لا يبعدنْ عصرُ الشبا ... ب الناعم الغض الرطيب!
كان الشباب حبيبنا ... كيف السبيل إلى الحبيب!؟
ومما سطره: (فماذا جرى يا ترى، أترى باريس تغيرتْ كما تغيرت، أم كبرتْ كما كبرت؟) ثم أفاض الأستاذ في المقال ثم قال في آخره: (فباريس ليست باريس لأنك أنت لست أنت) ولو تذكر صاحب (الكوكب) بعد هذا الكلام (حبيباً) لأعطاه هذه الأبيات العبقريات فجاءت في الختام من آيات التمثيل الباهرات. وهأنذا أرسل بها إليه في (الرسالة) لينشدها الأستاذ في كل صبح ومساء، ما أقام في باريس:
لا أنتَ أنتَ، ولا الديار ديارُ ... خفّ الهوى، وتولت الأوطار!
كانت مجاورة (الربوع) وأهلها ... زمناً عِذاب الوِرد، فهي بحار!
أيامَ تدمى عينَه تلك الدُّمى ... فيها، وتقمر لُبه الأقمار!
إذ لا (صدوف) ولا (كنودُ) أسماهما ... كالمعنيين، ولا (نَوارُ) نوارُ!
بيض فهن إذا رُمقن سوافراً ... صور، وهن إذا رَمقن صُوار!
في حيث يُمتهن الحديثُ لذي الصِّبا ... وتحصّن الأسرار والأسرار!
وصدر هذا البيت، فحواه أن هناك (اللقاء والحديث) فقط والشطر الثاني ظاهر، وأنا ما ذهبت إلى باريس فلست أعرف حالها، فهل يصدق (العجز) فيها؟ العلم عند الأحمدِين العارفين: أحمد شوقي، أحمد حافظ عوض، أحمد حسن الزيات، العلم عند العارفين. . .
(القارئ)
تكريم الدكتور زكي مبارك أقام الفنان الأديب الأستاذ مدحت عاصم وكيل محطة الإذاعة المصرية شاياً موسيقياً للترحيب بمقدم الدكتور زكي مبارك من العراق دعا إليه نخبة من رجال الأدب والعلم والتعليم والصحافة وعلى رأسهم الأستاذ الجليل محمد بك العشماوي وكيل وزارة المعارف
وقد انتثر المدعوون في جوانب حديقة الدار يستمعون إلى نغمات الموسيقى، ثم انتقلوا إلى موائد الشاي فتناولوا الحلوى والمرطبات، ثم وقف الأستاذ مدحت عاصم وألقى كلمة حيا بها الدكتور مبارك وشكر فيها المدعوين على تلبيتهم الدعوة، وقال أنه ليس بعجيب أن يكرم الفنان أديباً، فالفن والأدب توأمان لا ينفصلان، والدكتور زكي مبارك أديب يقوم أسلوبه على قواعد موسيقية. . .
وبعد ذلك وقف صاحب العزة الأستاذ محمد العشماوي بك فارتجل كلمة رقيقة داعب فيها المحتفل به. وقال أنه لا يتكلم الآن باسم الوزير، ولا باسم الوزارة. ولكنه يتكلم معبراً عن رأيه الشخصي. واستطرد فقال:
أعرف الدكتور مبارك رجلاً مشاغباً! وكنت قرأت له حملات على الأدباء والشعراء، فأرى فيه معولا يحتاج إليه البلد في هدم القديم على أن ينشئ مكانه جديداً نافعاً
ولما عرضت فكرة إيفاد معلمين إلى العراق قلت أنها فرصة طيبة للتخلص من شغب الدكتور زكي!
لم يكن الدكتور زكي مبارك قبل سفره، قد عمل شيئاً في وزارة المعارف، فلما سافر إلى العراق عمل هناك أشياء كثيرة. وخلال زيارتي للعراق تحدثت إلى وزير معارفه عن عيوب الدكتور زكي مبارك فقال الوزير - وهو من رجال الأدب المعدودين - إننا راضون بالدكتور على عيبه!. . .
ثم وقف الدكتور مبارك فألقى كلمة بليغة سننشرها في العدد القادم
وفاة الأستاذ نللينو
نعت أخبار روما أستاذنا الجليل الدكتور نللينو الأستاذ بالجامعة المصرية والعضو في مجمع اللغة العربية، وإمام المستشرقين في تاريخ الآداب العربية وأصول اللغة الحميرية وأسرار الحضارة الإسلامية. اتصلت أسبابه بمصر زهاء ثلاثين سنة منذ اختاره المغفور له الملك فؤاد لتدريس الأدب العربي في الجامعة المصرية القديمة يوم كان رئيسها وهو أمير فألقى الأستاذ بها أربعين محاضرة في الأصول المقررة في الأدب والنقد عند العرب فكانت الأساس الوطيد والمنهج السديد لدراسة الأدب العربي في مصر. ثم انقطع ما بينه وبين مصر حينا من الدهر حتى انتدب مرة ثانية للتدريس في الجامعة المصرية الجديدة وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية الملكي فغذى الجامعة والمجمع بأبحاثه القيمة وآرائه السديدة وخبرته الطويلة. وقد بلغ من حبه للغة العرب أن حبب إلى ابنته دراسة الآداب العربية، فهي اليوم من الفتيات الإيطاليات اللاتي يعرفن الشرق العربي معرفة صحيحة ويكتبن عن أدبه كتابة المطلع الفاهم؛ وقد أعانها على ذلك أنها زارت مصر معه مرارا، فلا جرم أن فقد الدكتور نللينو خسارة للأدب العربي وللاستشراق لا يسهل العوض منها، فإن الرغبة في دراسة الشرق القديم قد ضعفت في نفوس الأوربيين بعد أن استبانت معالم الشرق واتضحت السبل إلى استعماره
كتاب رسالة المنبر
تفضل صديقنا الأستاذ فليكس فارس فأهدى إلى مشتركي الرسالة مائة نسخة من كتابه رسالة المنبر. ومتى تسلمتها إدارة الرسالة فسترسلها إلى من يطلبها على شرط أن يكون من مشتركي الرسالة وأن يرسل أربعة قروش نفقة الإرسال
تنظيم دار العلوم
أصدر صاحب المعالي وزير المعارف قراراً باعتماد اللائحة الجديدة لتنظيم (دار العلوم) على منوال يكفل لها استقلالا شبيهاً بالاستقلال المكفول لكليات الجامعة، ويجعل الدراسة فيها تجري طبقاً للمبادئ الجامعية من حيث المحاضرات والبحوث
وتقضي هذه اللائحة بإنشاء قسم إعدادي مدة الدراسة فيه سنتان. ويلتحق به الطلبة الذين أتموا دراسة السنة الثالثة للمعاهد الدينية الثانوية على أن يكون ذلك بامتحان مسابقة بين المتقدمين مع اختبارهم شخصياً
وسيلحق هؤلاء الطلبة بالقسم الداخلي لتهيئة جو صالح لتكوينهم
وسيدرسون إلى جانب العلوم العربية والشرعية طائفة من مواد الثقافة المدنية وهي الرياضة، وعلم الأحياء والعلوم، وإحدى اللغات الأجنبية، والتاريخ، والجغرافيا. فإذا انتهت مدة السنتين انتقلوا إلى (دار العلوم) فيقضون فيها خمس سنوات بدلا من أربع على أن تخصص السنة الخامسة لدراسة علوم التربية وما يتصل بها
وقد نظمت هيئة التدريس على مثال هيئة التدريس بالجامعة تماماً
وقضت اللائحة بإنشاء مجلس أساتذة له ما لمجالس الجامعة المصرية من اختصاصات
وكذلك أنشأ مجلس أعلى برياسة وكيل وزارة المعارف، وعضوية وكيل الوزارة المساعد، وأقدم مراقبي التعليم العام، وأحد أساتذة الأدب العربي بالجامعة، وعضو من أعضاء المجمع الملكي للغة العربية، وأستاذين من دار العلوم، وأثنين من خارج الوزارة والجامعة من المشتغلين بالأدب العربي، وقد منح هذا المجلس اختصاصات مماثلة لاختصاصات مجلس الجامعة، وتعرض قراراته على وزير المعارف مباشرة، وقد أطلق على ناظر الدار اسم (عميد دار العلوم) وأطلق على دبلومها اسم (إجازة دار العلوم) وستتخذ الوزارة الإجراءات لإذاعة نص اللائحة الجديدة وسيعمل بها ابتداء من العام الدراسي الجديد
كتاب حياة الرافعي
جاء في جريدة الأخبار البغدادية هذه الكلمة: جاءنا بتوقيع (أديب) ما يلي:
نظراً إلى أن الكثيرين من العراقيين يرغبون في اقتناء كتاب الرافعي تأليف الأستاذ محمد سعيد العريان، ولما كان ثمنه قبل الطبع مائة فلس في مصر فالرجاء إلى الأستاذ صاحب مجلة (الرسالة) الغراء أن يوعز إلى وكيل المجلة ببغداد بقبول الاشتراك في هذا الكتاب بزيادة عشرين فلساً أجرة البريد، وحبذا لو أجابت الرسالة الغراء هذا الطلب
(الرسالة): والرسالة تجيب عن رجاء الأديب بأن الاشتراك المخفض في هذا الكتاب يقبل من جميع أقطار العربية ولا يزيد على الاشتراك بمصر إلا أجرة البريد.