مجلة الرسالة/العدد 255/راقصة
→ لم يطب للنبوغ فيك مقام. . . | مجلة الرسالة - العدد 255 راقصة [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 23 - 05 - 1938 |
للأستاذ محمود غنيم
هنا الغرامُ والولَهْ ... يا منظراً ما أجملَهْ
أتلك أنثى خَطَرَتْ ... أم فتنة منتقلهْ
مقبلةٌ مدبرةٌ ... مائلةٌ معتدلهْ
كأن تحتَ اخمصَي ... ها جمرةً مشتعلهْ
باسمةٌ يحسبها ... كل فتى تبسم لهْ
تدورُ حول نفسها ... كما تدورُ العجلهْ
وتنثني كأنها ... عن نفسها منذهلهْ
أبدلها خالقها ... بكلِّ عظم عضلهْ
يا حسنها إذا عَرَكَتْ ... أُنمُلَةً بأنملهْ
أنامل من فضةٍ ... ليِّنةٍ منفتلهْ
جميعُ ما في جسمها ... يُغريك أن تقبِّلهْ
كم مقلةٍ شاخصةٍ ... هَّمتْ به لتأكلهْ
والسحْر طلُّ السحر في الأ ... نوثِة المكتملهْ
من تَرْمِهِ بلحظها ... أدنت إليه اجلَهْ
كم ارتقت مسرحها ... فصيَّرَته مقْصَلهْ
دقَّتْ على مسرحها ... بساقها منفصلهْ
كأن في المسرح حَرْ ... باً هي فيها البطلهْ
زلزلةٌ قد أحدثت ... في كل قلبٍ زلزلهْ
تستر نصف جسمها ... غلالةٌ مشكّلهْ
يَشفُّ عن أعضائها ... من تحتها مفصَّلهْ
جسم كموج عيْلمٍ ... تسبح فيه الأخليهْ
تحسَبُ فيه كلَّ عض ... ووحدةً منفصلهْ
فليس بين خَصْرِها ... وبين صدرها صِلهْ في مرقص لا يعرف ال ... همَّ فؤادٌ نَزَلَهْ
كأنه في بقعةٍ ... عن الدنى منعزلهْ
بين الدنى وبينه ... ستائرٌ منسدلهْ
الهمّ فيه واقفٌ ... خجلانَ يُخفي خجلَهْ
دعني أضلَّ ساعةٌ؛ ... عبءُ التقى ما أثقلَهْ
ما كنتُ من أهل المُسُو ... ح والذُّقون المسبَلَهْ
كم وَرَعٍ مصطَنَعٍ ... وعفةٍ مُفْتَعَلَهْ
(كوم حماده)
محمود غنيم