مجلة الرسالة/العدد 244/التاريخ في سير أبطاله
→ محنة الآنسة (مي) | مجلة الرسالة - العدد 244 التاريخ في سير أبطاله [[مؤلف:|]] |
من والد إلى ولده ← |
بتاريخ: 07 - 03 - 1938 |
ابراهام لنكولن
هدية الأحراج إلى عالم المدنية
للأستاذ محمود الخفيف
يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم
وماذا يصنع وقد خذل في الانتخاب وآل الحانوت إلى ما آل إليه جزاءً بما فعل صاحبه؟ الحق أنه ألقى نفسه في مأزق ولعله كان يندم بينه وبين نفسه أن ترك حياة الغابة. . . ماذا يصنع ابراهام ليكسب قوت يومه؟ ليس أمامه الآن غير التجارة، لذلك اتخذ له شريكاً واشترى ما بقى من الحانوت من ذلك الرجل الذي اشتراه من قبل وعاد يبيع الناس من بضاعته، وقد حمل العبء كله إذ كان صاحبه لا يكاد يفيق من سكره. على أنه كان عبئاً هيناً إذا كان البيع قليلا لقلة البضاعة ولقلة المشترين. وكان في البلد حانوت آخر سطا عليه أولئك الفتية المعتدون لما شجر من خلاف بين صاحبه وبين زعيمهم آرمسترنج، وعرض صاحب ذلك الحانوت بضاعته للبيع فاشتراها ابراهام، ولكن بطريق الدين؛ كتب على نفسه مائتين وخمسين دولاراً وعد بدفعها حين يتيسر له ذلك. . . ولكن صاحبه لا يكاد يفيق من سكره فهو كلُّ عليه أينما يوجهه لا يأت بخير؛ وليس لدى أيب مال ليدفع إليه نصيبه ويخلص منه.
وأراد الله أن ييسر له أمره بعض اليسر، فاختير حاملا للبريد في تلك الجهة؛ اختاره القائمون بالأمر لما علموا من أمانته ونشاطه؛ وفرح إبراهام بما ساقه الله إليه، فقد حاقت الخسارة بالتجارة وخرج منها بدين اثقل كاهله كان يسميه لفداحته بالنسبة إليه الدين الأهلي!. . . فرح إبراهام بعمله الجديد وأقبل عليه في همة إذ أتاح له ذلك العمل أن يتصل بالناس وأن يتعرف أحوالهم ويدرس طبائعهم من قرب، وهو كلف بذلك حريص عليه يريد به أن ينفذ إلى أعماق النفس كما هو شأنه في كل ما يعرض له. وحبب إليه ذلك العمل، فوق ما كان من اتصاله بالناس، ما مهده له من سبل القراءة، فهو يقرأ الصحف قبل أن يعطيها أصحابها، وهو يلتهم الكتب في ساعات فراغه التهاماً. وكان أكثر ما يقرأ يومئذ كتب القانون، ولعله كان ينوي أن يتخذ المحاماة عملاً له، فلقد كان الناس يأتونه ليحكموه فيما يشجر بينهم من خلاف، وهو عندهم القوى الأمين؛ لا يتحيز إلى شخص أو فئة، ولا يتعثر في أمر، ولا يسمح لأحد أن يلبس أمامه الحق بالباطل، كل ذلك في رفق ودراية ولباقة. . . وكان إذا عرض له أمر رده إلى ما عرف من القانون ليتبين وجهه، أو أفاد من دراسته وبحثه علماً جديداً. وقد ألقت الأقدار إليه ذات يوم كتاباً في القانون يقع في أربعة أسفار عثر عليه كما يعثر على كنز. وبيان ذلك أنه اشترى بثمن بخس من رجل انتوى الرحيل بعض متاعه، وكان صندوقاً به أوراق، قلبه فعثر في قاعه على كنزه وهو كتاب (نظرات في تاريخ إنجلترا) لمؤلفه بلاكستون، وكان من أشهر ما كتب في القانون في تلك الأيام!
وهو يعيش اليوم على راتبه الضئيل من عمله في البريد ومما كان يرسله الناس من قوت إلى الأسرة التي كان يقيم بينها نظير ما كان يقدمه إليهم من نصح أو يسوى بينهم من خلاف. وإنك لتلمح شخص المحامي الناشئ في شخص عامل البريد هذا. . . على أنه تقدم فعلاً ليدافع عن بعض الناس أمام المحلفين في بعض الجلسات القضائية في تلك الجهة. وعرف بسداد الرأي وقوة العارضة ومتانة الحجة، وما وقف يدافع يوماً إلا عما يعتقد أنه الحق
ومست قلبه في تلك الأيام لذعة من الألم، فقد ألم به ما يلم بالشباب من علل الشباب، وانعقدت أمام بصره سحب قاتمة من الهم كان مبعثها ما دب في قلبه من أمل جديد نحو آن ابنة صاحب الخان، فلقد علم، وهو صاحب البريد، أن فتاها انصرف عنها ونسي ما كان بينها لما نزل بأبيها من فاقة، وخيل إلى أيب أنه اليوم يستطيع أن يصل إلى قلبها، لولا مزاحم جديد يُدِلُّ عليه بماله وهو لا يدانيه في كفاية ولا خلق. . . على أنه في خجله من النساء لا يعرف ما يأخذ مما يدع، فهو في حيرة من أمره، وهو كما علمت متقد العاطفة موفور القوة مشبوب الخيال، وذلك ما صور له طيوفاً من الشجن أخذت تتزايد حتى ليضيق بها قلبه ويكاد الأمر أن يصل به القنوط. روى عنه أنه قال لأحد خلانه: (ربما ظهر مني حينما أكون في رفقة أنني أستمتع بالحياة في نشوة، ولكني إذا أويت إلى عزلتي أخذتني غالباً حال من الهم حتى لا أجرؤ أن أحمل معي مبراة)
وللشباب هواجس وأحلام يحار المرء في تفسيرها وتعرف مصدرها، فهي من خفايا النفس الإنسانية، وكثيراً ما ينقبض المرء وهو في حال من الرضا أو هو في مثل حال الرضا. . . هل كان مرد همه إلى طموح نفسه وتوثب همته؟ أم كان ذلك إلى نوازع قلبه وهواجس خاطره؟ هل كان أيب يجب آن حقاً كما يكون الحب، أم أن إحساسه بما ينقص قدره في أعين الفتيات كان هو مبعث هواجسه ومدعاة زلفاه؟
إن في انصرافه إلى عمله وهو يحمل الخطابات في قبعته من دسكرة إلى دسكرة ما يلهيه بعض الوقت، وإن له في الكتب لعزاء وسلوة: له في شكسبير وبرنز ما تأنس به روحه ويثلج خاطره، وله في تراجم العظماء - وقد كان مقبلاً عليها - من معاني السمو ومواقف البطولة ما يبهج نفسه ويثبت قلبه
وأضيف إلى عمله في البريد عمل آخر دله عليه أحد خلصائه وهو تخطيط الأرض ورسم المصورات للطرق الجديدة التي كانت الحكومة تنشئها وتوضح معالمها للناس ليهتدوا بها في مسيرهم في تلك الأصقاع. ولقد حذق إبراهام هذا العمل الجديد وصار بعد توزيع البريد - وهو قليل - يحمل منظاره ولوحته وقلمه ويتنقل بين الأحراج يرسم الطرق، وكان يأتي ذلك بما عرف عنه من الدقة في كل ما يعهد به إليه. . . ولكن الدائنين لم يدعوه فيما هو فيه، فأقبل أحدهم وباع جواد إبراهام وسرجه ولجامه في مزاد نظير ماله؛ وقد عزّ على إبراهام أن يشهد هذا البيع فابتعد حتى يتم؛ ولكن صاحباً له يدعى جرين تقدم فدفع المال المطلوب وخلص له الجواد ولقيه فقال له: (رد لي هذا المال حينما تصبح قادراً على ذلك، فإن لم تقدر فلا عليك منه يا صديقي) وأراد بعض الدائنين أن يبيعوا تلك الأدوات التي يقتات من العمل بها فجمع لهم بعض ذوي المروءة من أهل الجهة ما كانوا يطلبون من المال وأعفوا أدوات صاحبهم من ذلك البيع. ولقد مات جرين بعد حين وقام إبراهام يرثيه فاستعصت عليه الكلمات ولم يجد لديه غير الدموع
وجاء موعد الانتخابات وتقدم إبراهام من جديد يقدم نفسه للناس، وكتب له النجاح هذه المرة؛ وذهب ليتخذ مقعده في مجلس الينويس نائباً عن جهة سنجمون وكان المبدأ الذي نجح عليه هو مبدأ الهوجز إذا أردنا السياسة، وهو مبدأ الفضيلة والنبل والسمو إذا أردنا الخلق. . .
ذهب عامل البريد ومخطط الأرض إلى حيث يجلس مع المنتخبين، وإن له في السياسة لشأناً بعد حين. هو الآن في الخامسة والعشرين وقد اختاره الناس لما خبروا من خلاله وما رأوا من سعة اطلاعه ورجاحة عقله؛ ولكنه فقير فكيف يذهب في ملابسه البالية إلى المجلس؟. . . اقترض ذلك الشاب المدخر لرياسة أمريكا في غد - بعض النقود فاشترى حلة جديدة وذهب إلى فانداليا عاصمة الينويس فاتخذ مكانه بين ممثلي الولاية. . . جلس يدرس ويفكر، لا تفوته عبارة ولا تفلت منه قضية، وكانت مشكلة العبيد تشغل بال الناس يومئذ في وضع من أوضاعها، كما كانت تشغل بالهم أمور أخرى تنحصر فيما كانوا يتوخون من وجوه الإصلاح في التجارة والصناعة وسبل الاتصال. اتضح من خلال إبراهام في المجلس ما عطف عليه القلوب، فقد رأى منه زملاؤه الإخلاص والحماس في غير تعصب، فهو يدافع عما يعتقد أنه الصواب أو الحق في قوة وفي إصرار يشبه العناد، حتى إذا تبين له أن الحق في جانب مجادله سلم له في سرعة تسليم الرضاء والغبطة. ورأى منه زملاؤه فوق ذلك قوة في التعبير عما يريد كان مبعثها حسن اختيار اللفظ أو كان مبعثها لقانة تواتيه بالكلمة المطلوبة لا تزيد ولا تنقص. ولقد أعجبوا منه بتلك الخلة التي ستكون في غد جانباً من أهم جوانب زعامته. . . وأنسوا منه خارج المجلس إلى خلة أخرى من خلاله اشتهر بها منذ كان في الغابة، تلك هي تلاوة الحكايات، فهو ما يفتأ يقص عليهم من قصصه ما يطربهم ويعجبهم
وكان إبراهام يزور نيوسالم كلما سمح له وقته بزيارة. وهو اليوم يحب آن كما يكون الحب. أكبرت صفاته وأعجبت برجولته وصارت لا تعدل به غيره؛ ثم أحبته وليس بعد الحب رابطة، وألفى إبراهام نفسه - وهو من عرفت قوة عاطفة وصحة وجدان - في ربيع العمر حقاً، لا يرى حوله إلا جمال الربيع ونشوة الربيع، ولا يحس إلا سر الربيع ووحي الربيع، يروح ويغدو مع صاحبته وكأنهما من فرط مرحهما طائران من طيور الخمائل. . . ولكن وا أسفاه! لن يطول هذا الربيع، بل إنه لينقلب إلى جحيم في سرعة خاطفة!. . . نزلت الحمى كما نزلت من قبل في كنتوكي فكان من ضحاياها طائره الجميل! وغدا إبراهام يرمض الحزن قلبه ويأكل الجوى أحشاءه. . . وتلك هي الصدمة الثانية بعد فجيعته في أمه تحل به، فكأنها الضربة تأتيه في مقتل! لقد وهنت عزيمته وخارت قوته وذوى عوده، وصار الناس يرونه أحياناً هائماً على وجهه وهو يهذي كأن به جنة، حتى نصح له طبيب أن يرحل، فنزل ضيفاً عند أسرة صديقة كانت تقيم في مكان بعيد عن نيوسالم، ولكن همه ذهب معه إلى هناك حتى لقد شاطره الحزن ذات ليلة نفر من جلسائه حين سمعوه يصرخ من أعماق قلبه: (لا أطيق أن أذكر أنها ترقد هناك وحدها حيث ينزل المطر وتصخب العاصفة فوق قبرها) ولكم قطع من الأميال مرات بعد ذلك على قدميه فحج إلى ذلك القبر وبلله بدمعه!
ولكن اليأس يسلمه ثانية إلى الحياة حيث لا حيلة في البلوى ولا معدى عن الحياة. . . ويحين موعد الانتخابات مرة ثالثة فيتقدم فيفوز وقد ازداد الناس محبة له كما ازدادوا له إكباراً بقدر ما اكتسب من خبرة فوق ما سلف من خبرته، وأظهرته الانتخابات هذه المرة للعامة خطيباً كأحسن ما يكون الخطيب، قام يحمل عليه أحد خصومه من الحزب الديمقراطي، وكان قد حصل بتغييره مبدأه على مرتب سنوي غير قليل؛ وقد علم الناس أنه كان يقيم في منزل أنيق في سبرنجفيلد في قمته تلك الحديدة التي يضعونها هناك لتمنع الصواعق. ولقد أسرف ذلك الخصم في الطعن على إبراهام وأعلن أنه يريد أن يحط من قدره في نفوس الناس. فوقف ابن الإحراج ورد عليه بقوله: (رأى هذا السيد أن يشير إلى حداثة سني، ولقد نسى أني أكبر في العمر مني في ألاعيب الساسة وتجارتهم. إني أود أن أعيش كما أود أن أرقي وأن تلحظ مكانتي، ولكني أفضل الموت على أن أحيا فأرى اليوم الذي أفعل فيه ما فعل ذلكم السيد، فأغير مبدئي من أجل ثلاثة آلاف دولار في العام، وأراني بعد ذلك مضطراً أن أقيم على رأس بيتي مانعة للصواعق لأحمي ضميراً آثماً من غضب رب أسأت إليه)
وإنك لتتبين مهارته السياسية فوق ما تلمح من صفاته في هذا الخطاب الذي أرسله إلى أحد رجال الحزب الديمقراطي.
كتب لنكولن (أنبئت أنك أذعت في الناس أثناء غيابي في الأسبوع الماضي أن لديك حقيقة أو حقائق لو اطلع عليها الناس لقضت نهائياً على أملي وأمل ن. ادوارد في حركة الانتخاب القائمة، ولكنك تأبى عليك مجاملتك إيانا أن تعلنها. وأنا أقول لك إنه ما من شخص يطلب الجميل أكثر مما أطلب؛ كذلك قلَّ في الناس من يقبل الجميل كما أقبل؛ ولكن الجميل إلي في هذه الحال معناه الجور في حق الناس؛ ولذلك فإني أستميحك أن تنصرف عنه. إن حيازتي ثقة أهل سنجمون ذات مرة أمر واضح؛ فإذا كنت قد أتيت أمراً من شأنه إذا عرف أن يحرمني تلك الثقة، سواء كان إتيان ذلك الأمر عن إصرار أو عن خطأ فإن الذي يعرف هذا الأمر ثم يخفيه إنما يخون صالح بلاده. وأنا لا يقوم في ذهني شيء عما عساه أن تكون الحقيقة أو الحقائق التي تتحدث عنها واقعية كانت أو مزعومة؛ بيد أن ما أعهده فيك من الصدق لا يسمح لي برهة أن أشك في أنك على الأقل تعتقد ما تقول. إني أراني مديناً لك بهذا الاعتبار الشخصي الذي أظهرته نحوي، ولكني آمل أن ترى إذا تأملت من جديد أن صالح الناس أهم من ذلك. وعلى هذا فلا نتحرج أن تعلن الحق. وأؤكد لك أن ذكرك ما لديك من الحقائق في صدق وأمانة لن يفصم ما بيني وبينك من عرى الصداقة. هذا وإني أرجو أن يأتيني رد منك على هذا ولك الحرية أن تنتشر الكتابين إذا أردت).
اقرأ هذا الخطاب تر كيف ملك إبراهام قلوب الناس بأمانته وإخلاصه ودماثته. ثم انظر إلى قوة حجته وروعة منطقه ودهائه؛ وتأمل في أدبه وتحشمه وهو يرد الإهانة عن نفسه. تلك لعمري خلال أحرار الشمائل وعظماء الرجال. . .
فاز لنكولن في الانتخاب وحق له أن يفوز. ولقد خطب الناس مرة فكان مما قاله: (سأسعى أن يفوز جميع البيض من يدفع منهم ضرائب ومن يحمل السلاح بحق الانتخاب (لا أستثني من ذلك النساء بأي حال) فإذا انتخبت فسأعتبر أهل سنجمون جميعاً. هم مرسلَّي سواء من اختارني منهم ومن لم يفعل، وحينما أعمل في المجلس كنائب عنهم سوف أصدر في عملي عن إرادتهم في كافة الأمور التي أستطيع أن أعرف إرادتهم فيها؛ وفي غير ذلك سأسير وفق ما يمليه علي تقديري مراعياً مصالحهم أبداً)
ذلك هو دستور لنكولن وتلك هي أخلاقه في مجال السياسة ذلك المجال الذي سينضج فيه شخصه وتكتمل رجولته وتبرز مواهبه وتسفر مظاهر عبقريته. كان له في المجلس أصدقاء منهم ثمانية كانوا مثله في طول القامة، ولقد كانوا يجلسون رفقة يتحدثون، فعرفوا باسم التسعة الطوال، ولكن إبراهام كان أطولهم باعاً في المعرفة وأعلاهم مقاما في الخلق، فلقد ظهرت صفات ابن الغابة لهم في وضوح، فهم معجبون بدماثته وأمانته وبعد نظره، وهم مفتونون ببلاغته وأسلوبه في الحوار والمجادلة، وهم يغبطونه على سعة صدره وشجاعته وصراحته، يحمدون له رقة عاطفته وشفقته وسلامة طويته، وهم فوق ذلك يلذهم حديثه وتطربهم أقاصيصه ويأسر قلوبهم تواضعه وأدبه وسذاجته
وإنه اليوم ليقرأ منظمة فقد مر العهد الذي كان يتناول فيه أي كتاب يصادفه. هو اليوم يقلب صفحات التاريخ فليس ألزم منها لرجل السياسة؛ وهو يستزيد من القانون نصوصه وفقهه؛ وهو يدرس أحوال أمريكا من شتى نواحيها؛ يطيل النظر في تاريخ ساستها ويتأمل في مناهجهم في الإصلاح وأساليبهم في توطيد سياستهم؛ يستوعب ذلك كله ليسير على ضوئه فيما هو مقبل عليه. ومما استرعى اهتمامه يومئذ مسألة العبيد وتاريخها وتطورها ومكانها من السياسة العامة
يتخذ اليوم إبراهام لنكولن مكانه للمرة الثانية في مجلس مقاطعة النيوس وهو في السابعة والعشرين، ولا يدري هو ولا من يحيطون به من ممثلي الجهات في ذلك المجلس ماذا يخبئه الغد لذلك الرجل الطويل القامة، عامل البريد، مخطط الأرض، ابن الأحراج، ربيب العسر والفاقة ومحن الأيام!
(يتبع)
الخفيف