مجلة الرسالة/العدد 235/البريد الأدبي
→ القصص | مجلة الرسالة - العدد 235 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
رسالة النقد ← |
بتاريخ: 03 - 01 - 1938 |
الآداب والشعر عند المصريين القدماء
ألقى العلامة الأستاذ الدكتور شايدل أستاذ الأثريات المصرية بجامعة لايبزج محاضرة شائقة في متحف الجامعة على الآداب والشعر عند الفراعنة، فذكر أن الفراعنة فضلاً عما تركوا لنا من النقوش وأوراق البردي الأثرية الفياضة بالمعلومات التاريخية والقضائية والطبية، قد تركوا لنا تراثاً أدبياً بمعنى الكلمة؛ فمن ذلك باب القصص الخرافي، وقد ترك الفراعنة لنا منه نوعاً معروفاً هو القصص المتعلق بدخول اللصوص إلى خرف الكنوز الملكية ومن إحدى هذه القصص اقتبس الشاعر الألماني بلاتن مسرحيته المشهورة: (كنز رامسنيت)، وهناك نوع آخر من القصص النثري يتعلق بتواريخ الملوك وسير الآلهة، وتمجيد الحوادث التاريخية الهامة. أما الشعر الغنائي فانه يتمثل في الأناشيد الدينية الحماسية والتوسل إلى القوة العليا. ومن أناشيد الحب التي تمثلها أنشودة سالومنيس. وقد وجدت على جدران القبور أغنية عمال، ومنها أنشودة شهيرة تجري على لسان الذين يحملون الهودج ويختتمونها بطلب العطية. على أننا نجد اعظم ثروة أدبية للفراعنة في كتب الموتى التي توضع في التابوت إلى جانب الموتى، ففيها أقوال ومواعظ أخلاقية، وفيها أحاديث الحكمة التي تشرح للناس كل شؤون الحياة، وتصرف الإنسان إزاء الضيف، وإزاء المستجير، وعلاقة الزوجين وواجباتهما. وفي هذه الأحاديث نجد الأدلة على سمو تفكير المصريين القدماء. ومما هو جدير بالذكر أن الشعر عند الفراعنة لم يصدر عن لسان شاعر بعينه، ولكنه صادر عن مجموعة الشعب وباسم الشعب.
العلم والدين
كانت العلاقة بين العلم والدين وما تزال من أهم المسائل التي تشغل الذهن البشري في كل عصر وقطر؛ وقد كان لها في تفكيرنا العربي نصيب وافر، ولابن رشد الفيلسوف في ذلك رسالة شهيرة. على إنها اتخذت في العصر الحديث صورة نضال عنيف بين الدين والعلم على أثر الاكتشافات البيولوجية والطبية الحديثة التي قام بها علماء مثل داروين ولامارك في أصول الأنواع وغيرها. وأنكر بعض العلماء الأقطاب مثل باستور أن يكون بين العلم والدين اتصال أو اتفاق. ورأى مفكرون من الغلاة مثل الفيلسوف مكس نرداو أن العلم يهدم الدين؛ ولكن رأى كثير من العلماء أيضاً أن لا تناقض بين العلم والدين، وان الوفاق بينهما ممكن غير مستحيل.
وقد صدر أخيراً في هذا الموضوع كتاب خطير بقلم العلامة الدكتور جورج ريجار الأستاذ بجامعة لوزان عنوانه (دراسة بيولوجية وعلمية لمسائل الدين العظمى) ريجار طبيب وعالم وبارع، وهذا ما يسبغ على بحثه قيمة خاصة. وقد تناول في كتابه جميع المسائل الهامة التي تتعلق بهذا الموضوع الدقيق، مثل الجبر، والتحكيم الحر، والأخلاق البيولوجية، والمعاناة والألم والله والدين. ويلجأ المؤلف في عرضه لهذا الموضوعات الدقيقة إلى الوقائع المادية، ثم يستخلص منها النتائج الفلسفية والأخلاقية. ومما يلفت النظر أنه على رغم مادته العلمية الخالصة يبدو مؤمناً، وهو يحاول أن يدعم أيمانه بالأدلة العلمية والعقلية، ويقدم أدلته بصورة متزنة معقولة؛ وهو يعارض بشدة أولئك الذين يرون في العلم عدواً لدوداً للدين. على أنه يرى من جهة أخرى أن التعاليم الدينية يجب أن تتطور وأن تساير العقل الوضعي حتى يمكن أن يفتح الطريق لقيام العقائد الروحية في صورة تلائم اتجاهات التفكير الحديث.
وعلى مثل الدكتور ريجار نشر العلامة الأثرى الدكتور فيجال أخيراً رسالة يدلل فيها على أن المباحث الأثرية والتاريخية في تراث مصر القديمة تقدم إلينا كثيراً من الأدلة والحوادث المادية التي تتفق تمام الاتفاق مع منطوق كثير من السير والتعاليم الدينية.
الرافعي وخصومه
أخي الأستاذ الزيات
تحيتي إليك، وإلى الوجوه التي أحبها بنادي الرسالة، وجوه الأدباء الأمجاد الذي يرون في مسامرتك معاني لا يجدونها في الطواف بشارع فؤاد وشارع إبراهيم وشارع. . .
وبعد فهل تعلم أني صبرت طويلاً على الأستاذ محمد سعيد العريان؟ لقد صبرت عليه لغرض نبيل يعرفه، ويعرفه أصدقاء تحملهم أقدامهم إلى الزمالك ومصر الجديدة. ولكن للصبر حدود، فقد شاء أن يسم أدباء مصر بميسم العقوق حين زعم أن خصوم الرافعي لم يرثوه. وهو قد شاء أن يضيفني إلى خصوم الرافعي مع أن الخصومة لم تشبَّ بيننا غير خمس مرات. وإن الجزع ليبلغ مني كل مبلغ حينما أتذكر أني كنت آخر من خاصمه الرافعي في دنياه، ولكن الأديب العريان نسي أو تناسى أني كنت أول من رثى الرافعي في خطاب نشرته جريدة المصري، وأثنى عليه كل الذين قرؤوه وعدوه دليلاً على وفاء الخصوم الشرفاء.
ولم أتفرد برثاء الرافعي يوم مات، فقد رثاه الأستاذ ألمازني بمقال بليغ نشرته جريدة البلاغ، ونشرت الرسالة وغيرها مقالات كثيرة تشهد بأن المصريين لم ينسوا ذلك الفقيد.
فكيف صح للأستاذ العريان أن يزعم التفرد بإحياء ذكرى الرافعي؟
إنني أرجوه أن يتثبت مما يقول، فإن له في هذه المقالات أخطاء كثيرة. وقد آذاني ما كتبه عن (فلانة) التي جلست معي جنباً إلى جنب أربع سنين في الجامعة المصرية، وعرفت من شؤونها ما لا يعرف. وآذاني وآذى الحقيقة بما كتب عن الدكتور طه حسين، لأنه يوهم قراءه بان الرافعي كسب المعركة، مع أن التاريخ الذي نسيه يشهد بأن الدكتور طه حسين كان معقول القلم واللسان بفضل الإشارات التي صدرت إليه بأن يترك العاصفة تمر حتى لا يهزم أنصاره أمام الحكومة وأمام البرلمان.
وجملة القول أن ما كتبه ذلك الأديب عن خصوم الرافعي يحتاج إلى تصيح. فإن لم يرجع إلى الأسانيد فسنعاونه على تحرير هذه المسائل بعد حين. والسلام.
زكي مبارك
ضيف العراق
الاحتفال بتوزيع جوائز نوبل
قرأنا في البريد الأخير تفاصيل الاحتفال الفخم الذي أقيم في ستوكهلم في العاشر من ديسمبر احتفاء بتوزيع جوائز نوبل على مستحقيها من مختلف الأمم. والعاشر من ديسمبر هو تاريخ وفاة الفرد نوبل المخترع السويدي الكبير وواقف هذه الجوائز الشهيرة.
وعقد الاحتفال في بهو الموسيقى الكبير بحضور ملك السويد وأعضاء الآسرة الملكية، ورجال الحكومة، وممثلي الدول الأجنبية؛ وبعد أن ألقى رئيس لجنة الهبة خطابه قدم الفائزين بالجوائز تباعاً، وكان كل يتسلم من يدي ملك السويد التحويل المالي والشهادة الفخرية والشارات الذهبية التي يستحقها. وكان أول المتقدمين الأستاذان: دافيد سون الأمريكي، وتومسون الإنكليزي، وقد نالا معاً جائزة العلوم الطبيعية، وكلاهما قام بأبحاث هامة في مسالة تعرض البلور للتيارات الكهربائية. ثم تقدم الأستاذان هوارث الإنكليزي وكارير السويسري، وقد نالا معاً جائزة الكيمياء، وذلك لمباحثهما عن أنواع الفيتامينات. وتلاهما الأستاذ زنث جيرجي المجري وقد نال جائزة الفسيولوجيا والطب من أجل مباحثه في عمل الأكسوجين والهيدروجين في حرق أغذية الجسم البشرى. ثم تلاه الكاتب الفرنسي روجيه مارتان دوجار الذي فاز بجائزة الأدب من أجل قصته الشهيرة (آل تيول)
وأقيمت في مساء نفس اليوم في (البهو الذهبي) مأدبة فخمة جريا على الرسوم المعتادة وخطب فيها مسيو دوجار، فنوه بالدور العظيم الذي تؤديه الآداب لخدمة السلام، وقال إنه يعتبر أن فوزه بجائزة نوبل لم يكن من أجل كتابه فحسب، ولكن بالأخص من أجل المعنى السلمي الذي يمثله هذا الكتاب، وما ورد فيه عن صيف سنة 1914 من الصور المؤثرة، وأن في عبر الماضي ومآسيه ما يكفي لأن يحمل الأمم على التبصر والاعتبار.
إليك
قرأت في كلام أديب مشهور هذه العبارة: (إليك الدينار في سبيل فلانة) يقصد بإليك هاك، خذ. فتذكرت نقد الأستاذ عبد العزيز الميمني في (سمط اللآلئ) وهو (الذي يستمله العصريون كلهم ولا أستثني منهم أحداً، إليك بدل هاك هو غلط فاحش) والنقد حق، وقوله (لا أستثني منهم أحداً) باطل وخطأ متفاحش. وهذا الإطلاق شيء عجيب، ففي العصر كثيرون لم يغلطوا فيما نقده، منهم حضرته (اعني الأستاذ الميمني) وإن غلط في غيره. . .
وإليك من أسماء الفعل. قال سيبوبه في (الكتاب): (وإليك إذا قلت: تنحَّ. وحدثنا أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقال له: إليك، فيقول: إليّ، كأنه قيل له: تنحّ، فقال: أتنحّى).
وفي (النهاية): (وفي حديث الحج: وليس ثمَّ طرد، ولا إليك، إليك، هو كما يقال: الطريق الطريق، ويُفعل بين يدي الأمراء، ومعناه تنحَّ وابعدْ، وتكريره للتأكيد).
وممن غلط في (إليك) هذه من المتقدمين مهذب الدين أحمد ابن منير الطرابلسي في قصيدته المشهورة التي مطلعها:
عذبتَ قلبي يا تَتَرْ ... وأطرت نومي بالفِكَرْ فقال في أحد أبياتها:
وإليكها بدويةً ... رقت لرقها الحضرْ
(الإسكندرية)
(? ? ?)
فردنند دلسبس ومحمد سعيد باشا
لفردنند دلسبس صفحة من تاريخ مصر الحديث تجمع بين مجده الباهر وشقاء المصريين بهذا المجد. . . وقد قرأنا كتاباً ألفه عن هذا الفرنسي الكاتب المؤرخ الكبير هـ. ج. سكونفليد وأصدره منذ أسابيع، وتناول فيه بطبيعة الحال نشأة دلسبس والصداقة المتينة التي كانت بين والده وبين عزيز مصر الكبير محمد علي. وأول مجيء دلسبس ليعمل قنصلاً لفرنسا (الذي نعرفه أنه عين مساعداً للقنصل الفرنسي في مصر) في الديار المصرية، وكيف قرأ كتاب المسيو لوبير مهندس الحملة الفرنسية عن مشروع شق قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض إذ هو في المحجر الصحي قبل دخوله مصر. . . ثم الصداقة التي توثقت بين الأمير محمد سعيد وبين دلسبس والتي عقدت أواصرها (أطباق المكرونة!) تلك الأطباق التي كان لها الفضل الأكبر في شق قناة السويس. . . وقد أغرقنا في الضحك الممزوج بأشد الآلام عندما قرأنا ما ذكره المؤلف من حديث هذه المكرونة العجيبة وهو تخريج سيكولوجي عجيب يقفنا على الطرائق الحديثة في كتابة التاريخ، ومدى ما يلقف به المؤرخون براهينهم في تعليل الحوادث. . . فلقد ذكر المؤلف أن محمداً علياً لم يعجبه أن يرى ولده سعيداً ذا جسم ضخم كثير اللحم والشحم فحرم عليه ألوانا من الطعام وأمر إلا يقدم إليه شيء منها، ثم عهد به إلى فردنند ابن ماتيو دلسبس صديقه الحميم فعلمه ركوب الخيل وحبب إليه فنوناً من الألعاب والرياضة البدنية. . . ولكن هذه الرياضة كانت تجهد الأمير الصغير وتورثه جوعاً شديداً، ولم تكن مقادير الطعام التي تقدم إليه لترد مسغبته، فكان ينسرق من القصر ويهرول إلى منزل فردنند فتقدم له هناك أطباق المكرونة، فيقبل عليها إقبالاً شديداً. . . ومن هنا، تضاعف هيام سعيد بفردنند، فلما ولي أمر مصر بعد عباس، كان فردنند قد ترك القطر وتقلب في مناصب سياسية هامة أشهرها هذا المنصب الذي مهد له القيام بالدور الخطير الذي لعبه في سبيل تقريب وجهة النظر بين دولته، والجيوش الفرنسية وبين زعيم إيطاليا مازيني. . . وما إن علم فردنند بتربع صديقه سعيد على أريكة مصر حتى أرسل إليه يهنئه فأرسل إليه سعيد يستدعيه. . . وكانت ذكريات أطباق المكرونة أول حديث دار بينهما بعد هذا الفراق الطويل. . . وفي نفس اللحظة تكلم دلسبس عن مشروع قناة السويس فوافقه سعيد باشا ونسى وصايا أبيه بوجوب الأعراض عن هذا المشروع. . . ومن المؤرخين من يعزو نجاح المشروع إلى شغف سعيد باشا بركوب الخيل وإعجابه بدلسبس كراكب ماهر. . . وسيان. . .
تجديد قصر هشام بن عبد الملك
من أخبار دمشق أن مدير الآثار كتب إلى وزارة المعارف السورية يطلب إليها رصد 25 ألف ليرة سورية في ميزانية دار الآثار لتجديد قصر هشام بن عبد الملك المكتشف في قرية الحير وإلحاق هذا القصر ببناء متحف دمشق الجديد.
وقد كتبت الوزارة إلى رياسة مجلس الوزراء للموافقة على هذا المبلغ فعاد الجواب بالموافقة بعد أن اتخذ المجلس قراراً رقم 195 بهذا الشأن.
لذلك أرسلت وزارة المعارف إلى رياسة المجلس النيابي استناداً على كتاب مدير الآثار بلزوم اعتماد المبلغ المذكور في ميزانية الآثار لتتمكن من إعادة قصر هشام الذي يعد من أكبر الآثار في البلاد السورية ونظراً لقيمته من الوجهة التاريخية والأثرية.
مدارس الفوهور العجيبة
لا تني النازية الهتلرية تبتكر الغرائب لخلق ألمانيا الجديدة. ومن آخر أنبائها أنها اعتزمت إنشاء أربع مدارس حديثة ليتعلم الشبان فيها ما يسمونه هناك أو مراقبة التطور العالمي، أو ما يعني بالإنجليزية إن خاننا التعبير العربي. وستضم كل من هذه المدارس ألف تلميذ من خيرة شباب ألمانيا؛ ويختار طلبتها بشروط خاصة من حيث الذهن والجسم. ويمكث تلاميذ كل مدرسة عاماً واحداً في مدرستهم ينقلون بعده إلى مدرسة أخرى - فيبدأ التلاميذ تعلمهم في مدرسة بوميرانيا التي تبعد عن شمال برلين أربع ساعات بالقطار، ثم ينقلون إلى المدرسة الثانية عند الحدود البلجيكية ليلبثوا بها عاماً ينقلون بعده إلى المدرسة الثالثة عند شاطئ بحيرة كونستانس في أقصى الجنوب، ثم ينقلون إلى مدرسة مارينبرج عند الحدود الشرقية. وسيتعلم التلاميذ في هذه السنين الأربع أرقى الأساليب السياسية وفن الحياة على أن تناط بهم بعد تخرجهم كل الوظائف التي يراد بها تنوير الشعب وقيادته وبث روح الوطنية بين أفراده. ومعنى هذا أن يأتي يوم لا يتولى وظيفة من وظائف الدولة رجل جاهل بما تتطلبه الدولة ويقتضيه مستقبل ألمانيا. . . أما كيف يعد الأطفال للالتحاق بهذه المدارس فتتولى الدولة انتخاب الصبية في سن العاشرة على أن تلحقهم بمدارس خاصة حتى يبلغوا الثماني عشرة، ثم ينخرطون بعد ذلك فيما يسمي (معسكر العمل) حيث يقضون ستة أشهر يباشرون خلالها أعمالاً عامة تعودهم شظف العيش والحياة الخشنة، حتى إذا انتهت الأشهر الستة انخرطوا في صفوف الجيش حيث يعملون في فصائله المختلفة لمدة عامين يلتحقون بعدهما في وظائف الدولة لمدة سنة يستطيع كل منهم خلالها أن يتزوج ويكون أسرة؛ فإذا تصرم العام اختير من بين الجميع ألف طالب كدفعة أولى لمدارس الفوهرر، ويطلق عليهم حينئذ لقب أو الشباب (الجنتلمان) - وسيتحرى في اختيار هؤلاء أن يكونوا جميعاً من طول واحد، وأن تكون صدورهم من مقاس متفق عليه، وأن يكونوا ألمانيين خلصاً ومن جنس نوردي آري لم يمتزج بدم جنس آخر إلى ما قبل سنة 1800. . . وسينشئون في هذه المدارس تنشئة إسبرطية بكل معاني الكلمة فيزاولون الرياضة ويشبون على الشجاعة والإقدام والتضحية.
أما المنهاج الدراسي، فسيتعلم التلاميذ في مدرسة بوميرانيا ثقافة العصرين الحجري والحديدي. . . وبالطبع سيقحم مجد ألمانيا في هذين العصرين إقحاما قومياً. . . وفي مدرسة الحدود البلجيكية سيلقنون دروساً في الديانة المسيحية باعتبارها إحدى السياسات التاريخية فينقد المذهب البروتستانتي كما ينقد المذهب الكاثوليكي بحرية مطلقة. . . أما في مدرسة الجنوب البافارية فسيتعلمون النازية الحديثة وعلم الأجناس الجديد من وجهة النظر الهتلرية. . . فإذا ذهبوا إلى مدرسة الحدود البولندية تعلموا ثمة فنون الدعاية الجديدة والمشروعات المتعلقة بسياسة ألمانيا الشرقية كما تناولها هتلر في أل
وليتساءل القارئ بعد هذا: إلى أين تسير ألمانيا؟!
جوائز جونكور وفمينا منحت أكاديمية جونكور أخيراً جائزتها السنوية للكاتب البلجيكي شارل بلسنييه من أجل كتابة (الزواج) الذي صدر منذ عام؛ وهذه أول مرة تمنح فيها هذه الجائزة الفرنسية كاتباً غير فرنسي، وليس في قانون أكاديمية جونكور ما يحرم نيل جائزتها على غير الفرنسيين؛ ولكنها تجري في ذلك منذ نشأتها على تقاليد الأكاديمية الفرنسية التي تقضي بالا يتشرف بعضويتها غير الفرنسيين. ولكن حدث في صيف هذا العام أن زار وفد كبير من أعضاء الأكاديمية البلجيكية زملاءهم أعضاء الأكاديمية الفرنسية، وكانت الكاتبة الشهيرة كوليت قد منحت عضوية الأكاديمية البلجيكية، لأن النساء لا يقبلن في الأكاديمية الفرنسية، فرأت أكاديمية جونكور من جانبها أن تخرج على تقليدها القديم، وأن تمنح جائزتها للكاتب المتفوق في الكتابة بالفرنسية، واختارت لذلك شارل بلسنييه.
ونالت مدام رايمون فنسان جائزة (فمينا) عن روايتها (الريف) وهي كما يدل عنوانها قصة نصف الحياة الريفية. وقد نشأت مدام فنسان نشأة ريفية ولم تتلق دراستها المدرسية إلا في سن متأخرة، ولكنها تتمتع بمواهب أدبية بديعة.
ونال الكاتب الناقد رومان روسل جائزة الحلفاء الأدبية عن روايته (واد بلا ربيع)