مجلة الرسالة/العدد 227/نقل الأديب
→ دراسات في الأدب الإنكليزي | مجلة الرسالة - العدد 227 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
في أعقاب الخريف ← |
بتاريخ: 08 - 11 - 1937 |
للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي
293 - لا أدخل مكاناً فرقت فيه بين متحابين
في (تزيين الأسواق) من لطف الفقيه أبي بكر محمد بن داود (الظاهري) ورقته أنه كان يدخل الجامع من باب الوراقين فهجره أياماً. فسئل في ذلك فقال: دخلت يوماً فرأيت متحابين يتحادثان، فتفرقا منذ رأياني، فآليت ألا أدخل مكاناً فرقت فيه بين متحابين
294 - نموذج من نثر أبي تمام
في (رهبة الأيام): كتب أبو تمام مع أخيه سهم بن أوس إلى علي بن اسحق (والي دمشق وأعمالها) كتاباً يذكر فيه حرمته به، ومنازلته إياه في الفندق في (سرّ من رأى) وضرب له في كتابه مثلاً فقال: (ومثلي مع الأمير - أعزه الله - مثل عجوز كانت بالكوفة من جَرم قضاعة، وكان الوالي على الكوفة رجل من عُكل. فأجرم ابن العجوز جرماً، فحبس، فتعرضت العجوز للوالي على ظهر الطريق، وقالت: أصلح الله الأمير، لي حاجة، ولي بالأمير وسيلة. فقال ما حاجتك؟ وما وسيلتك؟ قالت: حاجتي أن تطلق ابني من محبسه، ووسيلتي إليك أن الشاعر جمعني وإياك في بيت السوء حيث يقول:
جاءت به عُجُزٌ مقابَلةٌ ... ما هُنّ من جَرم ولا عُكل
وأنا امرأة من جرم، وأنت رجل من عكل. فأمر بإطلاق ابنها. وأنا أقول: وسيلتي إليك (أيها الأمير) منازلتي إياك في الفندق بسر من رأى مع فتور الماء، وكثرة الذباب) وكتب إليه في أسفل الكتاب قصيدة نونية
295 - أن كان وضاح إلا مفتيا لنفسه
في (أغاني) أبي الفرج قال يوسف بن الماجشون: أنشدت محمد بن المنكدر قول وضاح اليمن:
إذا قلت يوماً: نوّليني، تبسمت ... وقالت: معاذ الله من فعل ما حرم!
فما نوّلت حتى تضرّعت عندها ... وأعلمتها ما رخص الله في اللمم
فضحك وقال: إنْ كان وضاح إلا مفتياً لنفسه! 296 - أفتراك مني تفلتين
كان العباس بن علي (عم المنصور) يأخذ الكأس بيده ثم يقول لها: أما المال فتبلعين، وأما المروءة فتخلعين، وأما الدين فتفسدين! ويسكت ساعة ثم يقول: أما النفس فتسمّحين، وأما الهم فتطردين، أفتراك مني تفلتين؟ ثم يشربها. . .
297 - أربعة أحاديث
قال أبو بكر بن داسة: سمعت أبا داود (سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني) يقول: كتبت عن رسول الله (ﷺ) خمس مائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب (يعني كتاب السنن) جمعت فيه (4800) حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه. ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث أحدها قوله - عليه السلام -: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)؛ والثاني قوله: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)؛ والثالث قوله: (لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه)؛ والرابع قوله: (الحلال بيّن والحرام بيّن، وبين ذلك أمور مُشَبّهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه. ألا وإن لكل ملِك حمى، ألا وإن حمى الله في الأرض محارمه. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب)
298 - فالطباع جوامح
أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمد بن باري:
دع الناس طرّا واصرفِ الود عنهمُ ... إذا كنت في أخلاقهم لا تسامح
ولا تبغ من دهر تظاهر رَنقه ... صفاء بنيه؛ فالطباع جوامح
299 - إنه الله!!!
في (تاريخ بغداد): قال أبو القاسم عبيد الله بن سليمان: كنت أكتب لموسى بغا، وكنا بالري، وقاضيها إذ ذاك احمد بن بديل، فاحتاج موسى أن يجمع ضيعة هناك كان فيها سهام ويعمرها، وكان فيها سهم ليتيم، فصرت إلى احمد بن بديل وخاطبته في أن يبيع علينا حصة اليتيم ويأخذ الثمن، فامتنع وقال: ما باليتيم حاجة إلى البيع، ولا آمن أن أبيع ماله وهو مستغن عنه فيحدث على المال حادثة فأكون قد ضيعته عليه. فقلت فإنا نعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها، فقال: ما هذا لي بعذر في البيع. والصورة في المال إذا كثر مثلها إذا قل. فأدرته بكل لون وهو يمتنع؛ فأضجرني فقلت له: أيها القاضي، إلا تفعل فإنه موسى بن بغا!
فقال لي: أعزك الله، إنه الله تبارك وتعالى!!
فاستحييت من الله أن أعاوده بعد ذلك وفارقته، فدخلت على موسى فقال: ما عملت في الضيعة؟ فقصصت عليه الحديث، فلما سمع: (إنه الله) بكى وما زال يكررها ثم قال: لا تعرض لهذه الضيعة وانظر في أمر هذا الشيخ الصالح، فإن كانت له حاجة فاقضها، فأحضرته وقلت له: إن الأمير قد أعفاك من أمر الضيعة وهو يعرض عليك قضاء حوائجك فدعا له وقال: هذا الفعل أحفظ لنعمته، وما لي حاجة إلا إدرار رزقي، فقد تأخر منذ شهور أضرني ذلك. فأطلقت له جاريه
300 - كان ينسج الشمال باليمين
قال عليّ (رضي الله تعالى عنه) للأشعث بن قيس الكندي: إني لأجد بنَّة الغزل منك. فسئل (رضي الله تعالى عنه) فقال: كان أبوه ينسج الشمال باليمين. . .