الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 223/نقل الأديب

مجلة الرسالة/العدد 223/نقل الأديب

بتاريخ: 11 - 10 - 1937


للأستاذ محمد اسعاف النشاشيبي

245 - مكشوف الرأس

في (شذرات الذهب) لابن العماد الحنبلي: في سنة (456) توفي عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي صاحب التصانيف، قال الخطيب: كان مطلعاً بعلوم كثيرة منها النحو واللغة والنسب وأيام العرب، وله أنس شديد بعلم الحديث. وقال ابن ماكولا: سمع من ابن بطة، وهب بموته علم العربية من بغداد؛ وكان أحد من يعرف النساب ولم أر مثله؛ وكان فقيهاً حنفياً، أخذ الكلام عن أبي الحسين البصري وتقدم فيه. وقال ابن الأثير: له اختيار في الفقه، وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس

246 - عن ابن الرومي عن النرجس. .

ابن الرومي:

أرى حسن هذا النرجس الغضّ مخبراً ... عن الله أن ليس النبيذ محرما

247 - وكنتم قبله سراً يموت في ضلوع كاتم

مهيار:

ما برحت مظلمة دنياكم ... حتى أضاء كوكب في هاشم

نبلتم بهِ وكنتم قبلة ... سراً يموت في ضلوع كاتم

248 - نوارة لا تحتمل أن تحك بين الأكف

سئل أبو العباس بن البناء، وكان رجلا صالحا، في قوله تعالى: (قالوا إن هذان لساحران) لِمَ لَمْ تعمل إن في هذان؟ فقال: لما لم يؤثر القول في المقول، لم يؤثر العامل في المعمول

فقال له: يا سيدي، هذا لا ينهض جواباً فإنه لا يلزم من بطلان قولهم بطلان عمل إن

فقال له: إن هذا الجواب نوارة لا تحتمل أن تحك بين الأكف

249 - رفه

في (اليتيمة): كان سيف الدولة قلما ينشط لمجلس الأنس لاشتغاله عنه بتدبير الجيوش، وملابسة الخطوب، وممارسة الحروب. فوافت حضرته إحدى المحسنات من قيان بغداد، فتاقت نفس أبي فراس إلى سماعها، ولم ير أن يبدأ باستدعائها قبل سيف الدولة، فكتب إليه يحثه على استحضارها:

محلُّك الجوزاء أو أرفعُ ... وصدرك الدهناء أو أوسع

وقلبك الرحب الذي لم يزل ... للجِدّ والهزل به موضع

رفِّهْ بقرع العود سمعاً غداً ... قرع العوالي جُلّ ما يسمع

فبلغت البيات المهلبي الوزير فأمر القيان بحفظها وتلحينها، وصار لا يشرب إلا عليها

250 - كيف يصبح؟ كيف يمسي؟

عبيد الله بن العباس الربيعي:

يا شادناً رام إذ مرّ ... في السعانين قتلى

تقول لي: كيف أصبحت؟ ... وكيف يصبح مثلي؟!

البديع الهمذاني:

يا سائلي، كيف تمسي؟ ... أخو الهوى كيف يمسي؟!

251 - الصلاة رحمة

في (كتاب أخبار النساء) لابن قيم الجوزية: قال بعضهم: سمعت يحيى بن سفيان يقول: رأيت بمصر جارية بيعت بألف دينار فما رأيت وجهاً أحسن من وجهها صلى الله عليها!

فقلت له: يا أبا زكريا، مثلك يقول هذا مع ورعك وفقهك؟.

فقال: وما تنكر علي من ذلك؟! صلى الله عليها وعلى كل مليح! يا ابن أخي، الصلاة رحمة

252 - يحترس بها من الغيلان

في (الموشح) للمَرْزُباني: قال احمد بن عبيد الله مما أنُكر على أبي العتاهية قوله لما ترفق في نسيبه بعُتبة:

إني أعوذ من التي شعفت ... مني الفؤاد - بآية الكرسي

وآية الكرسي يهرب منها الشياطين، ويُحترس بها من الغيلان - كما روي عن ابن مسعود في ذلك - وأبو العتاهية مع رقة طبعه، وقرب متناوله، وسهولة نظم المنثور عليه، وسرعته إلى ما يعجز المتأني بلوغه - لا يخلو من الخطأ الفاحش والقول السخيف

253 - لأن العناية من ثم

قال أبو بكر بن العربي في رحلته: كان بمدينة السلام إمام من الصوفية يعرف بابن عطاء، فتكلم يوماً على يوسف وأخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه. فقام رجل من آخر مجلسه - وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة - فقال: يا شيخ، يا سيدنا، فإذن يوسف همّ وما تمّ

فقال: نعم لأن العناية من ثمّ

فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم، وفطنة العامي في سؤاله، والعالم في اختصاره واستيفائه

254 - ما زعزعتك

روى أن رجلا مر ببشار وهو مستلق على قفاه في دهليزه كأنه فيل! فقال يا أبا معاذ إنك تقول:

إنّ في بردىّ جسماً ناحلاً ... لو توكأت عليه لانهدمْ

وإنك لو أرسل الله الريح التي أهلكت عاداً ما زعزعتك

255 - فإنها قد مثلت في الضمير

ضرير:

وغادة قالت لأترابها: ... يا قوم، ما أعجب هذا الضرير!

أيعشق الإنسان ما لا يرى؟ ... فقلت - والدمع بعيني غزير -:

إن لم تكن عيني رأت شخصها ... فإنها قد مثلت في الضمير

256 - لو رآه ابن ليون لاختصره

كان ابن ليون التجيبي - وهو من شيوخ لسان الدين بن الخطيب - مولعاً باختصار الكتب، وتآليفه تزيد على المائة

ومما حكى عن بعض كبراء المغرب أنه رأى رجلاً طوَّالا فقال لمن حضر: (لو رآه ابن ليون لاختصره) إشارة إلى كثرة اختصاره للكتب

257 - فلا يزال عليه أوبه طرب مما يستحسن في وصف العود قول ابن القاضي:

جاءت بعود تُناغيه ويسعدها ... فانظر بدائع ما خصت به الشجر

غنت على عودها الأطيار مفصحة ... غضاً فلما ذوى غنى به البشر

فلا يزال عليه أو به طربٌ ... يَهيجه الأعجمان: الطير والوتر

258 - وتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم

في رسالة (أخلاق الكتاب) للجاحظ: حدثني عمر بن سيف أنه حضر مجلس أبي عباد ثابت بن يحيى يوماً في منزله وعنده جماعة من الكتاب فذكر ما هم عليه من ملائم الأخلاق، ووصف تقاطعهم عند الاحتياج، وعدم تعاطفهم عند الاختلال فقال:

معاشر الكتاب، لا أعلم أهل صناعة أملأ لقلوب العامة منكم، ولا النعم على قوم أظهر منها عليكم. ثم إنكم في غاية التقاطع عند الاحتياج، وفي ذروة الزهد في التعاطف عند الاختلال. وانه ليبلغني أن رجلاً من القصابين يكون في سوقه، فيتلف ما في يديه، فيخلي له القصابون سوقهم يومه ويجعلون له أرباحهم فيكون بربحها منفرداً، والبيع منفرداً، فيسدون بذلك خلته، ويجبرون منه كسره