مجلة الرسالة/العدد 208/البريد الأدبي
→ رسالة الفن | مجلة الرسالة - العدد 208 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 28 - 06 - 1937 |
وفاة جيمس باري عميد الكوميديا الإنكليزية
نعت أنباء لندن الأخيرة كاتباً من أعظم كتاب إنكلترا المعاصرين هو السير جيمس باري القصصي والكاتب المسرحي الكبير؛ توفي عقب أصابته بالتهاب رئوي صاعق. وكان مولده سنة 1860 في قرية من أعمال أسكتلندة وتلقى تربيته في جامعة أدنبورج، وشغف بالأدب منذ حداثته وفي سنة 1883 بدأ حياته في الصحافة، واشتغل بالتحرير في جريدة (نونتنهام جورنال)، ولفت الأنظار إليه بعدة مقالات أدبية رائعة؛ وفي سنة 1885 انتقل إلى لندن، وظهر كتابه الأول بعد ذلك بعامين بعنوان: (الموت أفضل) وهو مزيج من الخيال الساحر والتهكم اللاذع ثم ظهر كتابه وهو مجموعة صور ريفية فزاد في شهرته؛ وبعد قليل ظهرت روايته الصحفية الشهيرة (حينما يكون الرجل أعزب) ثم مجموعة صور جديدة عن الحياة في أدنبورج، وظهرت في سنة 1889 أقوى وأعظم رواياته وهي (أرملة في ثياب خشنة) ثم رواية ظريفة عن التدخين عنوانها ثم (الوزير الصغير)
وفي ذلك الحين بدأ باري يكتب للمسرح، وافتتح مجهوده بمسرحية عنوانها فنالت نجاحاً عظيماً وتلاها بكوميديا عنوانها (قصة غرام الأستاذ) ' - في سنة 1895؛ وأصدر في هذا الوقت أيضاً مذكراته في حياته الأولى مع والدته بعنوان ثم استأنفها في روايتين أخريين هما وتمتاز هذه السلسلة بأسلوبها الفكاهي اللاذع الذي برع فيه باري براعة عظيمة
وفي سنة 1902، أخرج باري مسرحيته الغريبة: (العصفور الصغير الأبيض)، وهي أول حلقة من سلسلة القطع الشهيرة التي اتخذ لها بطلاً مدهشاً هو (بيتر بان).
واشتهر أيضاً بقطعة أخرى عنوانها: (لعبة الاختفاء مع الملائكة) وفيها يشرح طريقته في العمل وفي الحياة كأنها مداعبة مع الملائكة
ويرى النقدة أن سير باري بلغ أروع مواهبه في الكوميديا، وأنه يعرضها بفن لا يجارى ويتفوق فيها على المأساة (الدرامة)، وفي أثناء الحرب أخرج باري عدة من المسرحيات المؤسية والكوميدية، بيد أنها لم تكن من النوع الممتاز وأشهر هذه القطع: (قبلة لسندريلا) ويبدو باري في هذه القطع متأثراً بطابع هانس اندرسون وحصل باري سنة 1913 على وسام البارونية، ثم وسام الاستحقاق سنة 1922. وانتخب منذ سنة 1830 مستشاراً لجامعة ادنبورج.
أعياد جامعة لوزان
قرأنا في البريد السويسري الأخير شيئاً عن جامعة لوزان التي احتفلت أخيراً بعيدها بمناسبة مرور أربعمائة عام على تأسيسها ويذكر القراء الجامعة المصرية قد اشتركت في هذا الاحتفال على يد مديرها الأستاذ الكبير لطفي السيد باشا وقد نشأت جامعة لوزان سنة 1537 أكاديمية متواضعة أنشأها أهل برن في مقاطعة فات (فود) بعد أن افتتحوها لتكون معهدا للتبشير للدين البروتستانتي الذي غلب في سويسرا يومئذ، وقطعت الأكاديمية الجديدة عهداً من الاضطراب خلال الجدل والخصومات الدينية، ولكنها لقيت عضداً كبيراً في معاونة البروتستانتيين الفرنسيين؛ وفي سنة 1700 زادت الأكاديمية على قسم اللاهوت قسمين جديدين للتاريخ والقانون، ولما استقلت مقاطعة فات بشئونها الإدارية عنيت بتنظيم الأكاديمية، وصدر سنة 1837 قانون بإنشاء ثلاث كليات بها. وفي سنة 1869 وضع العلامة لوي ريشونيه مشروعا لتنظيمها، وأخيرا في سنة 1890 حولت إلى جامعة كبيرة، وأنشئت لها مبان فخمة.
وقد كان الاحتفال بعيد جامعة لوزان مظاهرة علمية دولية عظيمة؛ فقد اشترك فيه ممثلو الجامعات والهيئات العلمية في سائر أنحاء الأرض؛ وافتتح الاحتفال في الكاتدرائية الكبيرة، ثم أقيم مهرجان علمي بالجامعة لمنح العالميات الفخرية لطائفة من العظماء؛ ثم نظمت بعد ذلك نزهة لقصر شيلون الشهير الذي تغنى به الشاعر بيرون
كتاب جديد لأميل لودفيج
يعنى الكاتب المؤرخ الألماني الكبير أميل لودفيج بعد أن أخرج كتابه الضخم عن نهر النيل بقسميه حسبما ذكرنا ذلك في الرسالة، بوضع كتاب جديد عن كليوباترا ملكة مصر، وينتظر أن يظهر هذا المؤلف الجديد بعد بضعة أشهر فقط؛ وفي ترجمة كليوباترا يستطيع أميل لودفيج أن يعرض كل مواهبه وبراعته كمترجم لأبطال العالم، وقد ظهرت هذه البراعة من قبل في جميع التراجم التي أخرجها المؤرخ عن (المسيح) وعن (نابليون) وعن (بسمارك) وعن (ولهلم القاني) وغيرها، بيد أنه يجد في حياة كليوباترا ميداناً أكثر سحراً وخصوبة، فحياة هذه الملكة المصرية العظيمة لم تكن سوى مأساة مؤثرة؛ وأميل لودفيج في الواقع كاتب مسرحي قبل كل شيء يجيد عرض المآسي؛ وأخص ما في تراجمه هو هذا العرض الذي يصوغها في صور الأشخاص الحية، تراها أمامك تحت قلمه بجميع مناظرها وجميع حسناتها وعيوبها، وعنصر المأساة هو الذي يجذب أميل لودفيج ويذكي خياله وقلمه، ولا يتوفر هذا العنصر قدر توفره في حياة كليوباترا فهي ملكة عظيمة وامرأة ساحرة، تستعمل سحرها كامرأة في الذود عن مركزها كملكة، فإذا خانها الحظ، ولم يعد سحرها يحدث أثره، وحينما تشعر أن كل شيء قد أفلت من يدها ولم يبق غير العبودية، فإنها تؤثر أن تغادر هذه الحياة بمحض أرادتها؛ وفي حياة كليوباترا نلتقي بشخصيات عظيمة كشخصية أنتوني، ويوليوس قيصر، ثم أوغسطوس، وفي هذا المزيج من العبقريات المدهشة يستطيع أميل لودفيج أن يطلق العنان لقلمه، وسوف تعني شركة (الان وانوين) بإخراج هذا الكتاب
جامعة إنكليزية في قبرص
منذ بضعة أشهر قام اللورد جورج لويد المندوب السامي لإنكلترا بمصر سابقا برحلة في بلاد الشرق الأدنى، وقيل أنه مكلف بمهمة سياسية وثقافية خاصة، والآن يتضح لنا طرف من هذه المهمة؛ فقد راع السياسة البريطانية انتشار الثقافات الأجنبية الأخرى؛ ولا سيما الثقافة الإيطالية في مصر وفلسطين وقبرص ومالطة، فرأت أن تتقي هذه المنافسة الخطرة بمثلها؛ وعرض لورد لويد أخيراً نتائج بحثه على لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني؛ وأخص ما يقترحه اللورد علاجاً لهذه المشكل أن تنشأ جامعة إنكليزية في قبرص تكون مهداً لإذاعة الثقافة البريطانية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويقول لورد لويد بأن الثقافة البريطانية ليست اقل في نوعها ونفوذها من الثقافة الإيطالية، وأن شعوب هذه الأنحاء تفكر ولا ريب أن تتغذى بالثقافة البريطانية، ثم أن الدعاية الإيطالية التي تشتد وطأتها الآن في شرق البحر الأبيض المتوسط لا يمكن مقاومتها إلا عن هذا الطريق الثقافي القوي
وإذا كانت إيطاليا وهي ليست ذات مصالح حيوية في هذا القسم من البحر الأبيض تعنى هذه العناية بنشر ثقافتها فأولى ببريطانيا العظمى ذات المصالح العظيمة في هذه البلاد أن تدعم هذه المصالح بنشر ثقافتها
مسارح الهواء الطلق
أعدت ألمانيا هذا العام ثمانية وأربعين مسرحاً مكشوفاً يمثل فيها في الهواء الطلق، وتوجد هذه المسارح اليوم في معظم المدن الكبرى ومراكز الاصطياف والاستشفاء؛ ويجري فيها التمثيل في شهور الصيف من يوليه حتى سبتمبر وقد اختير لها برنامج معظمه من القطع الكلاسيكية الخالدة مثل (حلم ليلة صيف) و (روميو وجوليت) لشكسبير ومسرحيات جيته وشيللر شاعري ألمانيا العظيمين، وكذلك أنتخب عدة قطع محدثة من مسرحيات أبسن وهابتمان، وبيرجنت، وفلوريان جينر وغيرهم، وبعض قطع كوميدية شهيرة. وسوف تمثل أيضاً في هذه المسارح المكشوفة أوبرات موسيقية لأعظم أقطاب الموسيقى مثل جلوك، وهاندل وريخارد شترادس، وأوجين البرت وغيرهم
وفكرة المسارح المكشوفة مستمدة من اليونان القديمة حيث كانت أثينة وأسبارطة وكورونته تغص بهذه المسارح الرياضية الفنية، وكانت المدارس الشعبية العملية تتخذ أداة لتثقيف الشعب وتهذيب مشاعره
الاحتفال بذكرى وفاة أبن سينا
من أنباء الآستانة أن جمعية التاريخ التركية احتفلت في 21 من هذا الشهر بمرور 900عام على وفاة الطبيب الفيلسوف التركي الكبير أبن سينا احتفالا يليق به. وقد بدأ الاحتفال في الساعة الثانية في معهد البيولوجيا بالجامعة. وألقى كثير من العلماء الأتراك والأجانب محاضرات شرحوا فيها الخدمات التي أداها أبن سينا للعلم. ونخص بالذكر من بين هؤلاء العلماء المسيو لوفان رئيس شرف الجمعية الدولية لتاريخ الطب والدكتور تريكور رداير أستاذ تاريخ الطب بالجامعة والرئيس العامل لنفس الجمعية والدكتور جوبولو. وقد نشرت بهذه المناسبة كتاباً عن حياة الفيلسوف الشهير وأعماله وعرضت في الوقت نفسه كتب أبن سينا المخطوطة والمطبوعة في المعهد البيولوجي وقد أعدت جمعية التاريخ التركية في المطبعة الأميرية بالألوان الكتاب الأصلي للفيلسوف الشهير وهو الموجود في متحف المؤلفات التركية والإسلامية
كذلك احتفل في جميع أوزبكستان بالذكرى التسعمائة لوفاة (أبن سينا) وقد جمعت بهذا المناسبة النماذج النادرة لمؤلفات العالم الكبير باللغات العبرية والعربية واللاتينية في مكتبة طشقند وقد نشر المستشرقون في أوزبكستان نشرة تضمنت مقالات عدة عن أبن سينا
منح جوائز التفوق العلمي
أتصل بنا أن معالي وزير المعارف يدرس الآن مشروعاً لإقامة حفلات عامة في القاهرة تمنح فيها جوائز للتفوق العلمي وهذه رغبة من رغبات الرسالة نادت بها في مستهل هذا العهد الجديد ونقول بهذه المناسبة إن مجلس إدارة الجامعة قرر إقامة حفلة سنوية تمنح فيها الدرجات الجامعية باحتفال كبير