مجلة الرسالة/العدد 206/في الأدب المقارن
→ دموع الحب | مجلة الرسالة - العدد 206 في الأدب المقارن [[مؤلف:|]] |
الإسلام والديمقراطية ← |
بتاريخ: 14 - 06 - 1937 |
أثر المرأة في الأدبين العربي والإنجليزي
للأستاذ فخري أبو السعود
للمرأة أثرها الخطير في المجتمع، ولمنزلتها من الارتفاع أو الانحطاط أوثق الصلات بتقدم المجتمع أو تأخره، واطراد رقيه أو ابتداء تدهوره، ولنظرة الرجل إليها ومعاملته إياها أبلغ الدلالة على سمو الأخلاق أو تدليها، فالمرأة هي الأليف الذي يسكن إليه رجل اليوم، والمربي الأول الذي ينشئ رجل الغد؛ فإذا كان ذلك يأوي منها إلى صحبة ممتعة للنفس مغذية الشعور، وكان هذا ينشأ في حجر راعية نيرة حازمة، فقد توفرت للمجتمع أكبر أسباب السعادة والنجاح، أما حيث تحتقر المرأة وتذاد عن نور العلم ازدراء لها واستهانة بوظيفتها، ويساء فهم علاقتها بالرجل حتى لا تحسب تلك العلاقة سوى شهوة تافهة، فذاك مجتمع دوام انحطاطه محتوم، واطراد تدهوره بدهي، إذ لا نجاح لمجتمع تغمط فيه مكانة المرأة، وتغفل وظيفة الأم، وتجهل نعمة التعاون الزوجي.
ولما كان للمرأة هذا الأثر العميق في المجتمع ورقيه وآدابه العامة، كان لها في أدب اللغة أثر بعيد ومكان ظاهر؛ فإلى منزلتها من الرفعة أو الضعة ترجع الصبغة التي ترين على الأدب من وقار وعفاف أو استهتار وفجور، وعلى التغني بجمالها والترنم بحبها يتوفر باب من أهم أبواب الأدب وهو النسيب، وارتفاع شأنها في المجتمع مقرون دائماً بازدهار الأدب، لأن المجتمع الذي يجل المرأة ويتغنى بمحاسنها مجتمع صادق الشعور، عالي النفوس، وبعكس ذلك المجتمع الذي يزدري المرأة ويسخر منها وترين فيه الشهوة لا ينتج علماً ولا أدباً، وارتفاع شأن المرأة في المجتمع مقرون كذلك بمساهمتها في الأدب منشئة وناظمة وناقدة، والأدب لكل هذه الأسباب مرآة صادقة واضحة لمنزلة المرأة في المجتمع، ومنزلة المجتمع من الرقي، وحظه من الأخلاق.
كان للمرأة العربية على العموم في الجاهلية وصدر الإسلام لاسيما نساء السادة والأشراف، منزلة عالية: كانت تشارك الرجل أعمال السلم وتعاونه في إبان الحرب، واشتهرت نساء كثيرات في تاريخ تلك العهود، واحترفن الأعمال كالطب والتدريس، وشاركن في السياسة فتركن أثرهن في سير الحوادث، وزاد الإسلام منزلة المرأة ارتفاعاً وحررها من كث أسباب الشقاء التي كانت تقاسيها نساء الطبقات السفلى، ومما له دلالته على مكانة المرأة إذ ذاك أن كبار الرجال كانوا يغمزون بالانتساب إلى أمهاتهم وعصبياتهن، وكانوا يلقبون في مواقف التبجيل والمدح بابن هند وابن عائشة وابن ذات النطاقين.
هذه المكانة المحترمة التي تمتعت بها المرأة في المجتمع في ذلك العصر، تركت آثارها واضحة في أدبه: فقد كان أدب ذلك العصر مزدهراً قوياً صادق العاطفة نبيل الغرض في جملته، وكان للمرأة فيه ذكر مردد، تستهل بذكرها القصائد، وتنظم في الترنم بحبها الأشعار. ويسجل الشاعر حواره مع زوجه في شتى الشئون في القصيدة يبدأها بقوله: (وقائلة. . . فقلت لها. . .)؛ وبلغ النسيب في هذا العصر أعلى درجاته من الرقي وعمق الشعور وعفة المقال. وما أجمل نسيب عنترة بعبلة، ومناجاة جميل لبثينة، وهتاف قطري بن الفجاءة بزوجه أم الحكيم؛ وساهمت المرأة في الأدب، فأثر عن كثير من الأعرابيات غرر من سحر البيان، وعرفت نساء من خيرة المسلمات بالرواية والنقد، وظهر في هذا العصر أكبر شاعرتين في تاريخ الأدب العربي: الخنساء وليلى الأخيلية اللتان ضارعتا الفحول رصانة قصيد وجودة معان؛ وكان بجانبهما العدد العديد من الشاعرات المجيدات اللائى كان بعضهن يساجلن محبيهن شعراً؛ وتفاخر الشعراء بالعفة وحسن المعاشرة والجوار ورعاية مكانة المرأة، قال مسكين الدارمي:
ما ضر جاري إذ أجاوره ... ألا يكون لبيته ستر
أعمى إذا ما جارتي خرجت ... حتى يواري جارتي الخدر
هنالك بلغ المجتمع الإسلامي أوج رقيه، ثم داخلته عوامل الفساد بتضخم الملك الفجائي وانتشار الثروة والجواري والغلمان وذيوع الترف والانصراف إلى الشهوات، ومخالطة الشعوب المختلفة واقتباس الضار من تقاليدها. ووهنت أخلاق العرب القويمة التي رفعوا بها لواء سيادتهم، فضعفت روابط الأسرة بذيوع التسري، وانحطت نظرة الرجل إلى المرأة بانتشار صناعات القيان والمغنيات والراقصات، وفشت الريبة وشدد الحجاب على المرأة وعزلت عن المجتمع فحرمت العلم والنور والحياة، وحرم المجتمع تأثيرها المرقق للشعور المتسامي بالآداب، وازداد المجتمع انحطاطاً وشاع فيه هجر القول، وخلا تاريخ ذلك العهد من اسم امرأة واحدة ذات أثر في حياة الأمة.
فهذا الطور الثاني من تاريخ المرأة العربية مضاد للطور الأول سارت فيه مكانتها إلى انحطاط مستمر، وبدا أثر ذلك الانحطاط في أدب ذلك العصر: اتسم بالإفحاش والإقذاع، وضعف وحل التقليد فيه محل الابتكار، والزخرف اللفظي محل الشعور العميق وأصبح النسيب فيه إما بذيئاً شهوانياً كأشعار بشار. وإما تقليدياً وهمياً أجوف كاستهلالات البحتري، وشبب بعض المجان بالذكور، وتفنن بعض الكتاب كابن دريد في أحاديثه وصاحب كتاب محاسن الأضداد، والأصبهاني في أغانيه في إيراد القصص الشهوانية والنوادر التي تبدو فيها المرأة متاعاً ينهب، أو مخلوقاً نزقاً خائناً متقلباً؛ ولم تنبغ في الأدب امرأة يعتد بآثارها، وإذا كانت القيان قد ألهمن الشعر كثيراً من الشعراء، وكانت منتدياتهن مجمعاً للأدباء، فما أنتج ذاك كله إلا أدباً شهوانياً فاتراً هزيلاً، وبعد أن كان الشاعر في الطور السابق يتمدح بتبجيل المرأة، ويتقرب إليها بالمكارم (لنحمد يوماً عز شمائله) كما قال كثير أصبح النيل منها والإغراء بها والتهكم بطباعها من هم بعض الشعراء، قال بشار:
عسر النساء إلى مياسرة ... والصعب يسهل بعد ما جمحا
وقال غيره:
وإن حلفت لا يخلف النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين
وهكذا حرم الأدب العربي إلهام المرأة السامي الجميل، وما أقل ما بقي من منادح القول لأدب حرم ذلك الإلهام! وجاء شعر فحول العربية في أوج ازدهار الأدب خلواً من تاريخهم الغرامي الصحيح؛ فهل كان لأبي تمام والبحتري والمتنبي غرام صادق عميق، صهرت في تنوره نفوسهم، وتكشفت لهم الحياة من خلاله عن عوالم جديدة من الإحساس والتفكير. إن أثر ذلك معدوم في شعرهم، وليس في شعرهم إلا النسيب التقليدي الاستهلالي المملوء بذكر هند ودعد، والكثبان والأغصان، والأطياف والمدامع؛ لا يثير في نفوسهم هذه العواطف العجيبة إلا الطمع في عطايا الممدوحين، أما النسيب المستقل بكل القصيدة المقصود لذاته فليس هناك. وبلغ من موت العلاقة السامية بين الرجل والمرأة أن المتنبي نفسه كان لا يكاد ينظم في النسيب الاستهلالي أبياتاً تحمله عليها تقاليد الصنعة حتى يبرم وتململ، فيزيح النسيب جانباً صائحاً بصاحبته المتخيلة: صلينا نصلك في هذه الدنيا، فإن مقامنا فيها قليل، فإن لم تصلي فاذهبي ودعيني أستطرد إلى ما هو أهم من أمرك من امتداح هذا الكريم ذي العطايا الجزيلة، أو ربما انقلب على محبوبته وجنسها هاجياً، فقال إن القوافي جميعاً في بواطنه ظلام.
لم يقتصر التهجم على المرأة على ذوي المجون وعبيد الشهوات بل اتخذ سبيله إلى كتابات المفكرين، وتقنع بمظهر العلم في آثار المعري الذي صب في لزومياته جام غضبه على المرأة، ورماها بالغدر وشبهها بالأفعى، وعاد إلى تشديد الحجاب عليها ونهى عن تعليمها حتى تقويم السطور، ولا ريب أن مزاج المعري السوداوي وحياته المقفرة من حنان المرأة، ونقمته على الحياة جميعاً، كل ذلك كان ذا أثر في نظرته القاسية إلى المرأة، واعتباره إياها رمزاً للحياة في جهلها وتقلبها وغدرها، بيد أن ظروفه الشخصية التعسة هذه إنما هيأته ليكون معبراً عن أفكار عصره الذي كان يعج بالفساد والاضطراب والانحطاط الخلقي، فلا ريب أنه كان يجد آذاناً صاغية، وأنه مسؤول عن بعض ما حاق بالمرأة بعد ذلك من قهر وإهمال.
فتاريخ المرأة العربية طوران: الأول طور رقي مصاحب لسمو الأخلاق ورقي المجتمع ونهوض الدولة وازدهار العمران، والثاني طور انحطاط معاصر لقعود الهمم وتدهور المجتمع وإدبار السلطان وركود الأدب؛ أما تاريخ المرأة الإنجليزية فهو طور رقي مستمر مطرد من عهد شكسبير إلى الوقت الحاضر، ازدادت فيه المرأة حظاً من التعليم والاحترام والمساهمة في الأعمال، ولم تعترض ذلك الرقي المطرد إلا فترة رجعة في عهد الملكية العائدة من فرنسا في القرن السابع عشر، وما لبثت تلك الفترة الماجنة أن تلاشت إذ صمد لها الخلق الإنجليزي المتين، وشمر لإماطة آثار كبار الهمم من الأدباء المثقفين، وتابعت المرأة سبيل رقيها المقرون برقي الأخلاق وسيادة الآداب العامة وتقدم المجتمع.
كانت منزلة المرأة في عهد اليزابث على درجة من الرقي محسوسة وكان بنات السراة ينلن من التهذيب مثل حظ البنين، واشتهرت منهن بسعة العلم كثيرات مثل ليدي جين وليدي بيكون والدة الفيلسوف فرنسيس بيكون، وليس أدل على ارتفاع مكانة النساء في ذلك العهد من قبول الشعب اليزابث، وهي بعد في حداثتها ملكة عليه دون تردد، وإيلائه إياها من الولاء ما لم يوله غيرها من الملوك، وإظهارها هي حنكة سياسية بذت بها ملوك أوربا وساستها، ووضعت بها أساس مجد إنجلترا، وازن ذلك بما كان من ارتياع الناس في عهد انحطاط المرأة العربية سالف الذكر، حين وليت شجرة الدر عرش مصر، حتى بعث الخليفة العباسي يوبخ أمراء مصر ويتوعدهم بالويل والثبور، إن لم ينضحوا ذلك العار الذي يبقى في الأجيال، على حين لم يحرك أسلافه ساكناً يوم ولى نفسه العرش عبد خصي، كان يبرى بظفره القلم.
وأثر المرأة الإنجليزية في الأدب تبعاً لرقي منزلتها الاجتماعية جليل، يزداد وضوحاً وشمولاً على تقدم العصور: فهي تبدو في قصص تشوسر تشارك الرجال أعمالهم، وفي درامات شكسبير مثالاً للقدرة الفائقة أحياناً، وموضعاً للحب والتقديس تارة، ورمزاً للطهارة والوفاء طوراً، وفي أشعار شكسبير ومعاصريه ومن جاءوا بعده من كبار شعراء الإنجليزية نسيب حار العاطفة سامي النظرة، وفي القصص والشعر دراسات لشتى الشخصيات النسوية، وفيهما تمجيد للجمال وتبجيل للمرأة، ويتوسل إليهما بسرد خرافات الإغريق وبطلاتهم وإلاهاتهم، وأساطير القرون الوسطى، سرداً شعرياً خيالياً؛ وضربي المرأة في إنشاء الأدب بسهم وافر فكان من النساء شواعر وقصصيات بارين فحول الرجال.
ويبدو أثر المرأة الإنجليزية في المجتمع والأدب الإنجليزيين على أوضحه في القصة: فقد كان للمرأة الفضل الأول في ظهور هذا الضرب من الأدب، فعلى أيدي اديسون وستيل اللذين اهتما بتثقيف المرأة وتنقية المجتمع ظهرت بذور القصة، ولما أخذت القصة شكلها الاجتماعي الحديث في القرن الثامن عشر، كان للمرأة دور رئيسي في حوادثها، ولولا اختلاط المرأة الإنجليزية في المجتمع ومساهمتها في الحياة لما نمت القصة، ولا وقفت على قدميها، وقد جاء نموها وذيوعها مصاحباً لنهضة المرأة وازدياد حظها من التثقف. ولما بلغ ذلك الرقي الاجتماعي غاية بعيدة في القرن التاسع عشر، بانتشار الديمقراطية وذيوع التعليم العام، نبغت جمهرة من كبريات القصصيات بارين كبار قصصيي العصر الحديث، وفي مقدمتهن جين أوستن وشارلوت برونتي ومزجاسكل
والقصة ضرب من الأدب يلائم طبع المرأة أكثر مما يلائمه نظم الشعر الذي هو أشبه بالرجل، لأنه يحتاج إلى قوة وفخامة وشمول نظرة لا تتسق كثيراً للمرأة، التي إنما صفاتها الدماثة والدعة، أما القصة التي تدرس الحياة الاجتماعية وتصف الحركات والسكنات، وتحصي التفاصيل وتتبع الحوادث وتسرد ما قيل وما فعل، فتجد فيها المرأة خير مجال للتعبير عن خلجاتها ومشاهداتها، وملاحظاتها الدقيقة للأشخاص والأشياء؛ زد على ذلك أن المرأة تستطيع في القصة أن تعبر على لسان غيرها عن نزعات الحب وأطواره، تعبيراً لا يستساغ منها إذا هي أطنبت فيه شعراً
فالقصة أدب المرأة: ظهورها رهن برقي منزلة المرأة في المجتمع، فإذا ظهرت فحول المرأة يدور حديثها، وبين النساء تلقى الرواج والإقبال، وفيها تجد المرأة خير مجال لمواهبها الأدبية، ومن ثم أنتجت المرأة الإنجليزية في فن القصة خير إنتاجها الأدبي، أما المرأة العربية فأخرجت أحسن آثارها في الشعر في طورها الأول، فلما تطور المجتمع العربي وجاء أوان ظهور القصة الاجتماعية، كانت عوامل الفساد سالفة الذكر قد اجتاحت مكانة المرأة وضربت بحجاب كثيف بينها وبين المجتمع والأدب، فأقمئت القصة في بدء نموها، واستحال تطورها ورقيها، وجاءت مقامات البديع التي هي الخطوة الأولى في الأدب العربي في سبيل القصة الاجتماعية، خلواً من شخصية نسائية واحدة جديرة بالذكر، ولم يعرض الحريري إلا عجوزاً يسحبها أبو زيد في استجدائه، أو لكاعاً ينابزها وتنافسه في بذائه
ولنجاة المجتمع الإنجليزي من مثل تيار الترف الجارف الذي غمر المجتمع العربي، عقب الفتوح، ظل ذلك المجتمع رفيع الآداب قويم الأخلاق، وظل الأدب عفيف المقال، وظل النسيب شريف اللفظ والغرض، وخلا النسيب الإنجليزي مما تدرن به النسيب العربي في عصره المتأخر، من تحدث بالشهوات ووصف لأجزاء الجسم وهجاء للجنس اللطيف وتغزل بالذكور؛ فإذا حمل على المرأة خصم عنيد كملتون الذي وصمها بالنزق والختل وجعلها دون الرجل منزلة، وجعل شخصية (دليلة) في قصته الشعرية (سمسون الجبار) نموذجاً لها، أو سلك مسلك الاستهتار والتبذل كبيرون الذي كان يقرن الانقياد للشهوات باحتقار المرأة، لم يجد من حوله إلا صدى ضعيفاً لا يلبث أن يتلاشى مع صوته، ويتابع المجتمع سبيل تقاليده التي درج عليها، تقاليد الاعتدال والتعفف واحترام المرأة
فأثر المرأة في الأدبين العربي والإنجليزي جلي خطير، بيد أنه أجلى وأجل خطراً في الأدب الإنجليزي، وهو في الأدب العربي دليل ارتقاء تبعه انحطاط، وفي الإنجليزية برهان ارتقاء مطرد، في المجتمع والأخلاق والأدب، ومكانة المرأة الإنجليزية العالية في مجتمعها مرد ما يمتاز به الأدب الإنجليزي عامة والنسيب خاصة، من عفة ووقار؛ وهبوط مكانة المرأة العربية في عصور التدهور مرجع الفحش الذي ذاع في النسيب والهجاء وغيرهما من أبواب الأدب العربي في عصوره المتأخرة، وبرغم تساوي المرأة العربية والمرأة الإنجليزية في تقصيرهما دون الرجل في حلبات الأدب، وضآلة أثرهما فيه إذا قيس بآثار الرجل في شتى الأغراض، فإن المرأة الإنجليزية تفوق العربية في كثرة إنتاجها الأدبي، كما فاقتها في كثرة ما أنشأ الرجل حولها من أدب، وما استلهمها من وحي، للسبب عينه: وهو أن المرأة الإنجليزية كانت أكثر مساهمة في المجتمع وارفع منزلة فيه
فخري أبو السعود