الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 203/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 203/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 203
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 24 - 05 - 1937


معهد للدراسات الإسلامية بالجامعة المصرية

قرر مجلس إدارة الجامعة المصرية أن ينشئ معهداً جديداً للدراسات الإسلامية يلحق بكلية الآداب: وقد نص في مشروع تنظيم هذا المعهد الجديد أن الغرض من إنشائه (تمكين الأساتذة والطلاب من العناية المنظمة بالعلوم الإسلامية من طريق الدرس والبحث ونشر النصوص القديمة. ومن طريق التأليف والترجمة أيضاً. وتبيين مدى ما كان من صلة بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية): وأما العلوم التي ستدرس في هذا المعهد فهي القرآن الكريم وما يتصل به من العلوم، والحديث وما يتصل به، والفقه وأصوله، والتاريخ الإسلامي وعلومه، واللغة العربية وعلومها وصلتها بالدين الإسلامي، واللغات الشرقية الإسلامية وآدابها من حيث صلتها بالدين الإسلامي وسيعتبر المعهد من المعاهد العالية ولا يلتحق به إلا من يحمل ليسانس الآداب، أو ما يعادلها. ومدة الدراسة فيه سنتان. وسيجري على قاعدة التخصص، فيتخصص الطالب في إحدى المواد المذكورة ويتقدم إلى نيل الدبلوم برسالة في مادته.

وهذه خطوة موفقة في الواقع. فقد كانت الدراسات الإسلامية في الجامعة إلى اليوم مشتتة مبعثرة، ولم تكن برامج كلية الآداب المقتضبة لتسمح بالتوسع في هذه الدراسات إلى الغاية المقصودة؛ وكان مما يبعث على الأسف أن نجد في كثير من الجامعات الأوربية الكبرى معاهد خاصة بالدراسات الإسلامية ولا نجد لها في جامعتنا المصرية نظيراً. نعم إن العلوم التي ستدرس في المعهد الجديد يدرس معظمها في الجامع الأزهر، ولكن الدراسة الأزهرية لهذه العلوم لا تجري على القواعد العلمية الحديثة ولم تحقق حتى اليوم آمال أنصار الثقافة الإسلامية في ميدان التخصص المستنير والتحقيق العلمي الصحيح.

الأستاذ ليفي بروفنسال

وفد على القاهرة منذ أيام العلامة المستشرق الأستاذ ليفي بروفنسال عميد معهد الدراسات الإسلامية برباط المغرب ليقوم ببعض بحوث في مخطوطات بدار الكتب المصرية. والأستاذ بروفنسال من أكبر الأخصائيين في عصرنا في تاريخ الأندلس والمغرب أو كما يسميه تاريخ الغرب الإسلامي. وهو منذ ثلاثين عاماً يحقق وينقب في هذا الميدان؛ وله فيه عدة مؤلفات نفيسة منها بالفرنسية (تاريخ أسبانيا المسلمة في القرن العاشر) و (النقوش العربية في أسبانيا). وقد أصدر طبعة جديدة بالفرنسية لتاريخ العلامة دوزي (تاريخ دولة المسلمين في أسبانيا لغاية الفتح الرابطي) مقروناً بهوامش ومذكرات نفيسة. وأصدر فهرساً جديداً بالفرنسية للمخطوطات العربية في الإسكوريال. ونشر عدة مؤلفات عربية قيمة في تاريخ الأندلس والمغرب منها الجزءان الثالث والرابع من كتاب البيان المغرب لابن العذري المراكشي، وقطعة من تاريخ ابن حيان، وكتاب لأبن البيدق عن أبن تومرت. هذا عدا بحوث عديدة في هذا الباب في المجلة الأسيوية، وفي دائرة المعارف الإسلامية. وقد وفق الأستاذ بروفنسال أيضاً إلى العثور في مكتبات المغرب على عدة مخطوطات نفيسة عن تاريخ المغرب والأندلس منها كتاب (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) لابن بسام، ولديه الآن منه نسخة كاملة؛ ومنها الجزء الرابع الذي يحتفظ منه بنسخة وحيدة. ويعني الأستاذ الآن بالعمل لإخراج هذا الأثر النفيس، وقد أعد بالفعل أصول الجزء الأول منه، وربما قرر طبعه بمدينة القاهرة ويعاونه في هذه المهمة الجليلة عدة من الزملاء الأعلام.

لجنة تأبين الرافعي

لبى دعوة الأستاذ محمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ بصفته رئيساً للرابطة العربية، لفيف كبير من أئمة الأدب والبيان وأعلام الفكر والقلم للنظر في تأليف اللجنة التي تؤدي واجب الرثاء والذكرى لفقيد العروبة والأدب السيد مصطفى صادق الرافعي. ولما أكتمل عقد الاجتماع طلب سعادة الرئيس وقف الجلسة دقيقتين حداداً على الفقيد الكريم وبعد ذلك شرع في تكوين اللجنة فتم تأليفها على النحو الآتي:

سعادة الأستاذ الكبير محمود بسيوني رئيساً، والأستاذ كامل زيتون سكرتيراً، وحضرات أصحاب العزة والسيادة الدكتور محمد حسين هيكل بك والدكتور منصور فهمي بك وخليل ثابت بك وأنطون الجميل بك وميرزا مهدي رفيع مشكى بك والأستاذ احمد الإسكندري وعبد الحميد سعيد بك والأستاذ محمد توفيق دياب ومصطفى عبد الرازق بك وعلي الجارم بك ومحمد احمد جاد المولى بك وخليل مطران بك والأستاذ محمد مسعود والدكتور محجوب ثابت والأستاذ احمد فريد رفاعي بك والأستاذ احمد أمين والأستاذ أحمد حسن الزيات والسيد محمد الخضر حسين والدكتور زكي مبارك والدكتور احمد نشأت وصالح جودت بك والأستاذ محمد عبد اللطيف دراز والأستاذ سامي السراج والأستاذ خير الدين الزركلي والأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني والأستاذ عبد الله عفيفي والسيد عبد المقصود خضر والأستاذ محمد الهراوي والأستاذ محمد الأسمر والأستاذ احمد الزين والأستاذ حسين شفيق المصري والأستاذ حافظ محمود والأستاذ رمزي نظيم أعضاء.

ثم قررت اللجنة ما يلي:

1 - أن يكون موعد الحفلة في أكتوبر المقبل مراعاة لفصل الإجازات الصيفية حتى يتمكن عارفو فضل الفقيد ومحبو آثاره من الاشتراك في هذا الواجب المقدس.

2 - مخاطبة حضرة صاحب المعالي وزير المعارف العمومية في شأن التصريح بإقامة الحفلة بدار الأوبرا الملكية.

3 - توجيه الدعوة إلى حضرات الأدباء والشعراء بمصر والأقطار العربية الكريمة للاشتراك في تأبين الفقيد وإرسال ما تجود به قرائحهم باسم سكرتير اللجنة الأستاذ كامل زيتون بعنوان الرابطة العربية بحدائق القبة شارع الملك رقم 112.

4 - تكوين لجان من بين حضرات الأعضاء للشعر والنثر والتنظيم والنشر وتفويض كل لجنة في أن تضم إليها من ترى في اشتراكهم تحقيقاً لأغراضهم.

5 - تمثيل الأقطار العربية في لجنة التأبين بقدر المستطاع حتى يقوم الناطقين بالضاد بما يجب عليهم نحو الفقيد الكريم.

6 - تحديد الموضوعات النثرية التي سيتناولها الأدباء لبحثها والكتابة فيها وهي:

(1) تاريخ حياة الفقيد ومؤلفاته.

(2) مكانة الفقيد في الشعر.

(3) المعركة بين القديم والحديث.

(4) أدب الرافعي الديني.

(5) الجوانب الوجدانية في أدب الرافعي.

(6) القصص التاريخي في أدب الرافعي.

(7) أسلوب الرافعي في الكتابة والنقد.

ثم أنفض الاجتماع على أن تكون الجلسة المقبلة في الأسبوع الأول من شهر يونيو المقبل.

سكرتير اللجنة: كامل زيتون

تأبين الرافعي في حمص:

لقد عزم فريق من أدباء الشباب الحمصي على أن يقيم حفلة تأبينية كبرى لفقيد البيان العربي المرحوم مصطفى صادق الرافعي، وستكون الدعوة للاشتراك في هذه الحفلة عاماً تضم نخبة ممتازة من أدباء سوريا وشعرائها نخص بالذكر منهم الأساتذة: معروف الأرناءوط، عمر أبو ريشة، سامي الكيالي، رفيق فاخوري، أنور العطار، محمد روحي فيصل، عبد القادر جنيدي، محي الدين الدرويش، رضا صافي، برهان الأتاسي، نذير الحسامي، فؤاد الخوري، بدر الدين الحامد، أحمد نورس، عبد الرحمن أبو قوس.

سكرتير اللجنة: عبد القادر جنيدي

الطب المصري القديم

في سنة 1873 نشر العلامة الأثري الألماني جورج أبرس وثيقة مصرية من البردي وفق إلى العثور عليها، فكان لها وقع عميق في جميع الدوائر العلمية إذ ظهر أنها تحتوي على خلاصة كبيرة من طب المصريين القدماء؛ وهذه الوثيقة التي هي أكبر وثيقة من نوعها ترجع إلى سنة 1550 ق. م. ومن ذلك الحين عثر المنقبون على عدد آخر من الوثائق الفرعونية الطبية، منها وثيقة كاهون التي ترجع إلى سنة 1800 ق. م ووثيقة أدوين سميث التي ترجع إلى سنة 1600 وهي خاصة بالجراحة الفرعونية، ومجموعة برلين الطبية وغيرها. وقد ظهر أخيراً كتاب عن وثائق الطب الفرعونية ولا سيما وثيقة أبرس عنوانه (بردى أبرس بقلم ثلاثة علماء دنماركيين هم: أيبل ولفين ومونكسجارد.

وفي هذا الكتاب شرح واف لوثيقة أبرس وبسط لمحتوياتها الطبية وهي فيما يبدو أثمن مجموعة من نوعها. والظاهر أنها بمثابة شرح عام لقواعد الطب الفرعونية؛ ومعالجة الأمراض المختلفة، وبها عدة أقسام، فمنها مثلاً قسم يتعلق بعلاج الأمراض الباطنية، وآخر بفن الجراحة، وقسم للعقاقير الشافية؛ والظاهر أيضاً أن ما فيها من المعلومات يرجع إلى عصر متأخر عن الذي كتبت فيه. ويقول الدكتور أيبل إن كثيراً من المعلومات تدلل على مبلغ ما وصل إليه الفراعنة في فن الطب والعلاج من البراعة والمقدرة؛ ثم إن كثيراً من العقاقير والعلاجات التي وصفت الأمراض خاصة تدلل على تقدم فن الكيمياء والصيدلة لديهم وعلى وقوفهم على أسرار كثير من الجواهر والعناصر العلاجية المفيدة.

تنظيم أوراق البردي المصرية.

قرأنا في البريد الألماني الأخير نبأ لم يرد في الصحف المصرية، وهو أن الحكومة قد استدعت العلامة الأثري الألماني الدكتور هوجو أبشر مدير قسم المحفوظات الكتابية بمتحف برلين إلى مصر ليقوم بتنظيم أوراق البردي المصرية بالمتحف المصري وقراءة رموزها واتخاذ التحوطات الكيماوية لحفظها. والدكتور أبشر أعظم حجة في قراءة أوراق البردي الفرعونية، وله فوق ذلك مقدرة فنية خاصة في فصلها واستخراجها من رزمها الملصقة، ومن بين لفائف الموميات. ذلك أن أوراق البردي توجد أحياناً ملتصقاً بعضها ببعض بحيث يتعذر فصلها، ولما كانت تكتب غالباً من الجانبين، فإنه يجب بذل جهود فنية دقيقة لفصلها دون أن تمزق. وهذا هو فن الدكتور أبشر فهو يتولى فصلها وجمع قطعها ثم قراءتها.

وقد أشتهر الدكتور أبشر بالأخص بتنظيم مجموعة البردي الخاصة بالفيلسوف ماني، والتي وجدت بالفيوم منذ أعوام وتسربت إلى خارج مصر. واستطاع تصنيفها واستخراج صحائفها سليمة، ومنها كتب بأسرها من كتب ماني. والمنظور أن يقضي الدكتور أبشر بمصر ثلاثة أشهر ليقوم بمهمته العلمية والأثرية الدقيقة؛ لأن مصر تحتفظ بثروة طائلة من هذه الأوراق الأثرية النفيسة.

ذكرى الموسيقي فاجنر.

تحتفل مدينة لايبزج في العام القادم بذكرى الموسيقي الشهير ريخارد فاجنر لمناسبة مرور مائة وخمسة وعشرين عاماً على مولده ومرور خمسة وخمسين عاماً على وفاته؛ وبهذه المناسبة ستمثل في مسرح لايبزج جميع أوبراته الشهيرة، وستقوم بتنفيذها فرقة تحرص على تقاليد الموسيقي الكبير وسيحتفل في نفس الوقت بإزاحة الستار عن أثر عظيم لفاجنر.