مجلة الرسالة/العدد 20/بلياس ومليزاند
→ الشاعر روبنيول | مجلة الرسالة - العدد 20 بلياس ومليزاند [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 01 - 11 - 1933 |
للفيلسوف البلجيكي موريس ماترلنك
ترجمة الدكتور حسن صادق
راينيولد - نعم. نعم. إنها تجالد كل الوقت الذي تغيب فيه عن البيت.
جولو - آه!. . . أحد الناس يجتاز الحديقة وبيده مصباح ولكن قيل لي أنهما لا يتحابان. . . ويغلب على ظني أنهما يقضيان أغلب الأوقات في جدل عنيف. . . كلا؟ نعم؟ حقا؟
إينيولد - نعم. هذه حقيقة.
جولو - نعم؟. . آه! آه!. . . ولكن فيم يتجادلان؟
إينيولد - في شأن الباب.
جولو - كيف؟ في شأن الباب؟ ما هذا الهراء الذي تقصه علي؟ ألق بالك إلي وأفصح. لماذا يتجادلان في شأن الباب؟
إينيولد - لأنهما لا يريدان أن يظل مفتوحا.
جولو - أيهما لا يريد أن يظل الباب مفتوحا؟. . أوه! تكلم. لماذا يتجادلان؟
إينيولد - لا أدري يا أبي. . . النور سبب الجدل.
جولو - موضوع حديثنا الباب لا النور. . . ما هذا؟! لا تضع يدك هكذا في فمك. . .
إينيولد - أبي! أبي! لن أفعل أبداً ما نهيتني عنه. . (يبكي)
جولو - تكلم. علام البكاء؟ ماذا حدث؟
إينيولد - أوه! أوه! لقد آلمتني يا أبي.
جولو - آلمتك؟ في أي موضع؟ لم أشعر بما فعلت ولم أقصد إليه.
إينيولد - هنا. في ذراعي الصغيرة.
جولو - لم أرد إيلامك يا بني. . . كف عن البكاء. . . سأعطيك شيئا غداً. .
إينيولد - ماذا يا أبي؟
جولو - سأهدي إليك قوساً وسهاما. . . ولكن قص علي ما تعرفه من أمر الباب.
إينيولد - أتهدي إلي سهاما كبيرة؟
جولو - نعم غاية في الكبر. . . لماذا لا يريدان أن يظل الباب مفتوحا؟. . . ما هذ الصمت الأليم؟! تكلم. أجب. . . لا. لا. . . لا تفتح فمك لتبكي. . . ليس بي استياء ولا كدر. فيم يتحدثان وقت اجتماعهما؟
إينيولد - بلياس وأمي الصغيرة؟
جولو - نعم. في أي شأن يتحدثان؟
إينيولد - يتحدثان عني. دائما في شأني.
جولو - وماذا يقولان عنك؟
إينيولد - يقولان أني سأصير كبيراً طويل القامة.
جولو - آه! يا بؤس عيشي! إني هنا كضرير يبحث عن كنزه في أعماق اليم!. . . إني هنا كطفل صغير ضل في غابة كثيفة. . وأنت. . آه! لا تكترث لما قلت، فقد كنت لاهيا يا إينيولد. سنتكلم جادا يا بني. ألا يتحدثان، بلياس وأمك الصغيرة، عني في غيبتي؟
إينيولد - يذكران أسمك في الحديث.
جولو - آه! وماذا يقولان عني؟
إينيولد - يقولان إني سأصير كبيراً طويل القامة مثلك.
جولو - وهل أنت دائماً معهما؟
إينيولد - نعم. نعم أقضي معهما كل الوقت يا أبي.
جولو - ألم يطلبا إليك قط أن تغادر الغرفة وتلعب في مكان آخر؟
إينيولد - كلا يا أبي. الخوف يستحوذ عليهما إذا بعدت عنهما.
جولو - الخوف يستحوذ عليهما؟. . وكيف عرفت ذلك؟
إينيولد - لأنهما يبكيان دائما في الظلمة.
جولو - آه! آه!