مجلة الرسالة/العدد 190/من زوايا النسيان
→ إليها! | مجلة الرسالة - العدد 190 من زوايا النسيان [[مؤلف:|]] |
وحي الشاطئ ← |
بتاريخ: 22 - 02 - 1937 |
زهرات ذابلات
لشاعر معروف
أحاذر في نجواك بث شكاتي ... فأكتم ما في القلب من حسرات
ويُضرعني وجدي فألقاك شاكيا ... ولابد للمصدور من نفثاتِ
لقد علمت أخت الملائكِ أنني ... من الهّم والآلام في غمراتِ
وأن هواها مستبدّ بمسمعي ... وفي كل حسن مالئٌ نظراتي
وملء فؤادي والأمانيِّ كلِّها ... يبرّح بي في يقظتي وسُباتي
أروم اصطبارا عن لقاك فأنثني ... إليك بملء القلب من لذعات
والتمس السلوى لديك فانثني ... بزاد من الأشواق مستعراتِ
إذا ما دجا بالغمّ قلبي أضاءه ... كواكب من ذكراكِ والخطرات
وإن جنحت للشر نفسي هديتها ... بذكرك فارتدّت إلى الحسنات
وإن أخلدت يوما إلى الأرض ردها ... هواك إلى الأفلاك في لمحات
وذكرك قد يجلو عن القلب رَينه ... فيسطع فيه النور حين صلاتي
على إنني يعتادني من تذكري ... لواعج همّ مشعَل الزفرات
هي النور وهي النار والسلم والوغى ... بقلبي، ومنها غبطَتي وشكاتي
وأمني وخوفي، وهي أنسي ووحشتي ... وظلمة أيامي وضوء حياتي
فيا قمر إن غاب عنّيَ نوره ... فقلبي ليل موحِش الظلمات
ويا شمس حسن إن تغِب فجوانحي ... بها شفق في وقده الجمرات
ويا فلكا للحسن والحب دائرا ... يبارك ربّي هذه الدوَرات
فلو كان ما بيني وبينك فرقة ... لقطع بحار أو لطيّ فلاة
ولكنه الدهر المُشتُّ يُقيمنا ... على قربنا في فرقة وشتات
تمنّيت أنا طائران بدوحة ... تظلّل نبعا ثَرَّ في الفلوات
أصوغ لك الأزمان شعر وبهجة ... وأسمع منك الخلد في نغمات
ويُمسِك هذا الدهر عن حركاته ... فلا هو بالماضي ولا هو آت أناظمة الأشعار أنت قصيدة ... جلَتها يد الخلاّق في قَسَمات
يطالعها قلب من الشعر مُجدب ... فينبت فيه الشعر أيّ نبات
وينشدها من قدّ في الصخر قلبه ... فيُنبِض منه الحبُّ قلبَ صَفاة
أرى وجهِكَ الوضّاء شعرا مصوَّرا ... تحاوله الأبيات في كلمات
كأن يراعا في يمينك إبرة ... تردّد ما في الوجه من نغمات
يقولون (شعر شاعر): هل عنَوا به ... بديعةَ حسن تنظم الشطرات
يُحيّي بهذا الشعر قلبيَ فاقبلي ... وإن كنت روضا، هذه الزهرات
سقتها دموعي واصطلت حرّ زفرتي ... فلا تهزئي إن لم تكن نضرات
(شاعر)