مجلة الرسالة/العدد 175/من ديوان البغضاء
→ الفصل في نبوة المتنبي من شعره | مجلة الرسالة - العدد 175 من ديوان البغضاء [[مؤلف:|]] |
الشاعر وسريره ← |
بتاريخ: 09 - 11 - 1936 |
عقوق. . .
للأستاذ محمود محمد شاكر
ملْ بنا، يا فؤادُ! ننسى المودَّا ... ت، ونُلقى إلى العدواة حَبَّا
وتعالَىْ! يا ربة الأرقش الخدّا ... ع، وارعى ما بين جنبيَّ خصبا
وجناحيك، فانشري وظلِّي ... بقعةً من مقابر الحب جربا
وامنعي نفثةَ الوفَا واحجبيها ... رُبّ ذكرى أحيتْ مواتاً أجبَّا
وانظري نظرةَ العُقاب إذا ... أبصر صيداً، فرامه فاشرأبَّا
وانفضي الناس نفضةَ الأسد المج ... روح أشلاَء صيده والأرْبا
وتعالَىْ! أنا الصديق، ويا أع ... جب من يجعل العداوة صحبا!
ولئن كان ما رعيت من الأض ... لاع جدباً، فلن أسومكِ جدبا
واعلمي أنني تركتُ وفاَء ال ... حُب زُهداً، ورمتُ فيك الحبا
هذه كفُّ خائضٍ غمراتِ ال ... حب أبلى فيها بلاءً صعبا
مستميتاً قد غالب الموت والح ... ب ونال الحياة كسباً وغصبا
تيك أُنثى! ودونها الآبُد الطّ ... اوى إذا ساور الفريسةَ وثْبا
يا لعينيك. . . شبتاَ في دمي النا ... رَ شُواظا، يعبُّ في الدم عبَّا
وبنانٍ أقسى من القِدِّ في النف ... سِ، وإن خلتُه بناناً رطبا
آهٍ من غفلة. . . إذا خطرت لي ... ملأتنْي غيظاً وحِقداً وحربا
قد رمتني في جاحمٍ يتلظّى ... فإذا مات أرَّثتْه فشبَّا
أَوَفَاءً. . . لغادِرٍ يتسلى ... بعذابي! تبًّا - لذا الحب - تبَّا
الْمَحَبَّات تقُتلُ القلب قتلاً ... والعداوات تُردف القلب قلبا
فتعالي! يكن كمكْركِ مكري ... وأكن في الحروب روعاً ورُعبا
لا توليْ، وتتركيني وحيداً؛ ... لست أبغي بغير قُربك قربا
وانفثي فيَّ السِّحر حتى ... أقهر الناسَ والأسودَ الغُلْبَا
فألَدُّ الأعداءِ من علّمتْهُ ... مِحَنُ الحب أن يعُق الحُبَّا. . .
محمود محمد شاكر