مجلة الرسالة/العدد 172/البريد الأدبي
→ القصص | مجلة الرسالة - العدد 172 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 19 - 10 - 1936 |
كتاب عن الحبشة للجنرال فرجين
صدر أخيراً في السويد كتاب جديد عن المسألة الحبشية بقلم شخصية كانت تشغل في الحبشة حتى الغزوة الإيطالية المكانة الأولى، تلك هي شخصية الجنرال فرجين السويدي مستشار إمبراطور الحبشة السياسي والعسكري من مايو سنة 934 إلى ديسمبر سنة 935، وقد ذاع اسم الجنرال فرجين أثناء الحرب الحبشية، وكاد وجوده إلى جانب الإمبراطور في بدء الهجوم الإيطالي يؤدي إلى اضطراب العلائق السياسية بين إيطاليا والسويد؛ ذلك أن الجنرال فرجين عين مستشاراً للإمبراطور بواسطة حكومته، وكان تعببنه حلقة اتصال قوي بين الحبشة والسويد، وكان يوجد في الحبشة في بدء الهجوم الإيطالي عدة ضباط من السويد يعملون لتنظيم جيش النجاشي، وكانت المعامل السويدية تصدر الأسلحة والذخائر إلى الحبشة، ولكن السويد رأت في النهاية أن تبتعد عن التدخل في هذه المغامرة فأمرت الجنرال فرجين وزملاءه بالانسحاب من الحبشة.
والكتاب الذي ألفه الجنرال فرجين بالسويدية، وترجم أخيراً إلى الإنكليزية عنوانه الحبشة كما عرفتها وفيه يعرض الجنرال إلى الظروف والحوادث التي انتهت بهجوم إيطاليا على الحبشة، ويفصل حوادث الغزو حتى ديسمبر الماضي أي إلى انسحابه من ميدان الحوادث، وربما كان هذا القسم الأخير هو أهم أقسام الكتاب، ففيه يسرد الجنرال كل المقدمات والوسائل التي تذرعت بها إيطاليا لتنفيذ اعتدائها، ويقول إنه لم يكن جافياً أن إيطاليا تدبر هذا الاعتداء منذ زمن طويل، وأنها أرسلت قبل وقوع الاعتداء بعامين عدة من الرسل والمندوبين بصفة قناصل في طول الحبشة وعرضها؛ واشتغل هؤلاء ببث الدعاية لإيطاليا وكسب ولاء القبائل والزعماء بالرشوة والوعود، واشتغلوا أيضاً بتدبير المشاكل والمشاغبات مع السلطات المحلية لإثارة الخواطر وتحدي الإمبراطور.
ومن جهة أخرى، فقد عملت إيطاليا من جانبها على إذاعة دعوى قوية في أنحاء أوربا والعالم كله ضد الحبشة وصورتها بصورة أمة همجية تهدد باستعداداتها الحربية مركز البيض في أفريقية، وتدبر الاعتداء على مستعمراتها، وأنه يجب على أوربا أن تشد أزر إيطاليا في موقفها وفي محاولتها أن تحمي مركز البيض في أفريقية، وأن تحمل رسالة الحضارة الأوربية إلى تلك البلاد الهمجية الوعرة.
ويعتبر كتاب الجنرال فرجين بما فيه من حقائق وبيانات وثيقة عن هذه الحوادث الخطيرة أهم الوثائق التي صدرت عن الحبشة قبيل محنتها وسقوطها في يد الاستعمار الغربي.
حول مقالات الأستاذ كراتشقوفسكي
وردت في (ترجمة) الفصول التي تنشرها الرسالة للأستاذ المستشرق أغناتيوس كراتشكوفسكي عدة وقائع ونقط تحتاج إلى الضبط والتصحيح وهذا بيان ما لفت نظرنا منها.
(1) إن الأستاذ كراتشوفسكي يشغل منصبه العلمي (بأكاديمية العلوم بلننجراد) وليس بجامعة لننجراد كما ورد في تعريف المترجم، وأنه ليس هو مترجم قصة (عودة الروح) لتوفيق الحكيم ولكن الذي ترجمها هو كاتب روسي آخر يدعى مسيو ساليير.
(2) وأن كتاب (زعماء الأدب العربي المعاصر) ليس من تصنيف الدكتور كمبفماير وحده ولكنه اشترك في وضعه مع الدكتور طاهر خميري الأديب التونسي الذي يشغل الآن منصب محاضر في المعهد الشرقي بهامبورج.
هذا عن المقال الأول.
(3) وأما عن المقال الثاني فقد ورد في آخره ما يأتي: (وفي عام سنة 1884) وضع جميل المدور (أخبار أيام هارون الرشيد)؟
ونحن نجيب المترجم عن استفهامه وهو أن الكتاب المشار إليه يسمى (حضارة الإسلام في دار السلام) بقلم جميل بن نخلة المدور؛ وقد طبع بالقاهرة سنة 1888.
ذكرى الموسيقي بروكنر
من أنباء فينا أنه قد احتفل فيها في الأسبوع الماضي بذكرى الموسيقي النمساوي الشهير أنتون بروكنر وذلك لمناسبة مرور أربعين عاماً على وفاته؛ فأقيمت عدة احتفالات موسيقية كبيرة في بهو جمعية الموسيقى النمساوية وفي بهو الكونسر فتوار وفي معظم أبهاء العاصمة النمساوية الأخرى، واتخذت هذه الاحتفالات صفة رسمية. وأنتون بروكنر أحد أقطاب هذه الموسيقية الزاهرة التي غمرت النمسا وأوربا بفنها الرائع في أواخر القرن الماضي، وكان مولده في سنة 1824؛ وتوفي في سنة 1896؛ وتخصص في الموسيقى الكنسية؛ واشتغل أولاً موسيقياً لكنيسة لنز، ثم انتخب موسيقياً لكنيسة البلاط؛ وعين بعدئذ أستاذاً للكونسر فتوار؛ وطاف بروكنر أنحاء العواصم الأوربية وعرض فيها (سيمفونياته) الشهيرة وهي من أبدع ما وضع من مقطوعات الموسيقى الكنسية. ومما يؤثر عنه أنه كان ورعاً جداً حتى إنه أهدى مقطوعته الأخيرة المعروفة (بالمقطوعة التاسعة) إلى (الله سبحانه وتعالى) ولكن الموت عاجله ولم يتمها؛ وكان القيصر فرانز يوسف يغدق عليه حبه وعطفه حتى إنه أهدى إليه مسكناً فخماً في قصر (البلفدير) الشهير.
هرمان فندل
نعت إلينا أنباء باريس الأخيرة الكاتب الألماني المعروف هرمان فندل فقد توفي فيها في الثانية والخمسين من عمره؛ وقد ولد هرمان فندل ألمانياً في مدينة متزمن من أعمال اللورين، ولكن اللورين ضمت بعد الحرب إلى فرنسا، فغدا فرنسياً، وتلقى فندل دراسته في ميونيخ ودرس الفلسفة والتاريخ؛ وخاض منذ الحداثة غمار السياسة، وانضم إلى الحزب الديموقراطي، واشتغل بالصحافة، واشتهر بمقالاته القوية اللاذعة، ثم اعتزل السياسة واشتغل بالتاريخ، وتوفر على دراسة تاريخ يوجوسلافيا السياسي والاجتماعي، وقام فيها برحلات ومباحث عديدة حتى غدا مؤرخها الأخصائي. وأهم كتبه عنها كتابه المسمى: (نضال السلافيين في سبيل الحرية والوحدة)
وله كتاب آخر في دراسات مختلفة عن يوجوسلافيا عنوانه: (في أرجاء يوجوسلافيا الجنوبية)
وفي سنة 1920، طلبت إليه الحكومة الألمانية أن يكون سفيراً لها في بلغراد فأبى؛ وفي سنة 1929، أنعمت عليه جامعة بلغراد بلقب الدكتوراه الفخرية لخدماته الجليلة لقضية السلافيين.
تبادل المؤلفات بين البلاد العربية قررت الحكومة المصرية أن تتبادل إدارة الصحافة والثقافة والنشر مع حكومات البلدان العربية العراق والحجاز وسوريا وفلسطين واليمن وغيرها المؤلفات والمطبوعات التي تطبع في مصر وفي تلك البلاد فترسل هذه الإدارة إلى هذه الحكومات نسخة من كل ما يطبع أو يصدر في مصر وترسل هذه البلاد إلى الإدارة نسخة من كل ما يطبع أو يصدر بها من المؤلفات. وهذا القرار جزء من الخطة التي رسمتها الحكومة المصرية لتوحيد الثقافة العربية في جميع هذه الأقطار.
تاريخ العرب الأدبي للأستاذ نيكلسون
تبدأ (الرسالة) من العدد القادم في نشر كتاب (تاريخ العرب الأدبي) للمستشرق الإنجليزي الكبير الأستاذ رينولد نيكلسون صاحب التآليف المعروفة لكل مشتغل بالدراسات الإسلامية والتاريخ العربي. والأستاذ نيكلسون من المستشرقين الذين درسوا الأدب العربي دراسة دقيقة ووقفوا على أسرار العربية، وله معرفة تامة بكثير من اللغات الغربية كالفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية والإيطالية وبعض اللغات الشرقية كالسريانية والعبرية والفارسية والعربية. وقد ولد في 19 أغسطس سنة 1868 وتعلم في جامعة أبردين التي صار فيها - فيما بعد - أستاذاً للعربية والفارسية، وكذلك في جامعة ترينتي كولدج بكمبردج، وله كثير من المؤلفات والمترجمات التي تتعلق بالآداب الشرقية وعلى الأخص العربية والفارسية ومن أهمها: (1) مختارات من ديوان شمس تبريزي (1898) وتذكرة الأولياء لفريد الدين العطار (جزءان 1900) ومبادئ العربية (3 مجلدات) 1907، 1909، 1911، وتاريخ العرب الأدبي (طبع لأول مرة سنة 1907 ولآخر مرة سنة 1931) وترجمان الأشواق لابن العربي مع ترجمته الإنكليزي وتعليقات بقلمه (1911) وكتاب (في التصوف الإسلامي) وصوفيو الإسلام (1914) ونظرات في التصوف، وأسرار الروح (عن محمد إقبال) 1920، ودراسات في الشعر الإسلامي، وكتاب كشف المحجوب مع ترجمة وتعليق بقلمه (1911) وأشعار عمر الخيام ترجمة وتعليق 1909 والمسعودي وغير هذه من الكتب القيمة. وهو يعيش اليوم في هدوء الشيخوخة بين أسفار الأدبين العربي والفارسي. ولكتابه في الأدب العربي قيمة ممتازة بين كتب المستشرقين تتجلى في سداد بحثه ووضوح أسلوبه واستقامة منهجه وقوة إدراكه لمختلف الآثار والعوامل التي طبعت أدب العرب في كل عصر وفي كل بيئة.