الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 164/دانتي ألليجييري

مجلة الرسالة/العدد 164/دانتي ألليجييري

بتاريخ: 24 - 08 - 1936

5 - دانتي ألليجييري

والكوميدية الإلهية

وأبو العلاء المعري ورسالة الغفران

الجزء السادس من الأنييد (?

ذكرنا في الكلمة الأولى أن دانتي في كوميدياه كان مقلداً لسلفه الشاعر الروماني العظيم فرجيل، وأنه كان يحفظ الجزء السادس من ملحمة الأنييد عن ظهر قلب، وأنه احتذى في قصيدته مثال فرجيل، والآن نعطي القارئ ملخصاً سريعاً لهذا الجزء السادس ليرى أننا لن نكن مغالين حين جزمنا أنه لم يقلد أبا العلاء ولا أسطورة المعراج التي سنعرض لها في كلمة مستقلة.

بيد أننا نرى أن إعطاء القارئ ملخصاً موجزاً للجزء السادس من الأنييد دون أن نعرض للأجزاء الخمسة السابقة سيشوه هذا الملخص ويجعله مبتوراً، وقد يذهب بجمال الأنييد التي تعتبر أطيب طرفة في الأدب اللاتيني كله، لذلك آثرنا أن نعرض للأجزاء الخمسة الأولى في كلمة خاطفة نخلص منها إلى الجزء السادس إتماماً للفائدة.

سقطت طروادة، وأضرم الإغريق النيران فيها وروِّع الأهلون ولاذوا بالبراري والقفار المحيطة بمدينتهم، وذهب البطل إينياس يبحث عن أبيه وزوجه وولده ليفر بهم من هذا البلد، ولينجو بعزه التالد ومجده المؤثل من ذل الأسار، ولكن أباه كان رجلاً شيخاً خائر القوة، فاحتمله إينياس وانطلق يعدو به في شوارع المدينة المتأججة، حتى إذا وصل إلى شاطئ الهلسبنت (الدردنيل) افتقد زوجه فلم يجدها، ووجد عنده طرواديين كثيرين يعتزمون الهرب من وجوه الهيلانيين فجعلوه رئيسهم وعملوا في بناء أسطول ضخم أبحروا فيه إلى تراقيا حيث نزلوا إلى البر وأخذوا في تأسيس طروادة جديدة بدل طروادة الأسيوية، لولا أن أوحي إليهم أن هذه أرض ملعونة، فركبوا في سفنهم وأبحروا إلى جزيرة ديلوس حيث سمعوا صوت أبوللو يأمرهم (أن يهجروا الجزيرة ويبحثوا عن أرض أمهم الأولى حيث يعيش شعب إينياس ويحكم وتدين له كل الأمم)، ولشد ما طرب الطرواديون لهذا النبأ وأبحروا إلى كريد (إقريطش) كما خمن لهم والد إينياس، ولكنهم لم يجدوا ثمة خيراً ب كانت محصولاتهم تصفر وتتلف وأصيبوا بسنين عجاف. ثم رأى إينياس في منامه من يأمره بالهجرة من الجزيرة والإبحار غرباً إلى أرض إسبريا التي هي إيطاليا الحديثة حيث ولد مؤسس طروادة (داردانوس) وقد نزلوا في طريقهم في جزيرة السعالي ثم أبحروا منها إلى أرض إبيروس حيث وجدوا أندروماك زوجة هكتور بطل طروادة تحكم المملكة وقد تزوجت أحد الأسرى الطرواديين (هلينوس) فحلوا عندها أهلاً ونزلوا في ضيافتها سهلاً وزودتهم بهدايا قيمة وأبحروا إلى جزيرة صقلية حيث مروا بمملكة السيكلوب ثم اقتحموا عقبات جمة وصعاباً كثيرة حتى وصلوا إلى قرطاجنة على الساحل الأفريقي حيث وجدوا المملكة (ديدو تؤسس هذه المدينة الخالدة التي ستكون أقوى خصم ومنافس لرومة في المستقبل. وقد أكرمت ديدو مثوى المهاجرين وتزوجت من إينياس وجعلته ملكاً للمملكة غير متوج. وكاد إينياس ينسى ما سخرته له السماء لولا أن أرسل إليه جوبيتر (زيوس) ولده مير كيوري (هرمز) يأمر بالرحلة.

وبعد مجازفات هائلة وصلوا إلى شطئان إسبريا (ميناء سيكانيا) حيث مات والد إينياس وحيث سخرت جونو (حيرا) كبيرة الآلهة على أسطوله من أحرقه. وقد حزن البطل على سفائنه غاية الحزن حتى إنه ما فتئ يصلي للسماء أن تدركه فاستجابت دعاءه وأرسلت صيبا من المطر فأطفأ النيران، ورأى إينياس في المنام أباه يأمره أن يجول جولة في إسبريا ليلقي (السيبيل لتقوده إلى الدار الآخرة لأنه يريد أن يكلمه، وهنا يبدأ الجزء السادس من الأنييد.

جولة في العالم الثاني

وذهب إينياس إلى (كيوميه) حيث لقي النبية المباركة (سيبيل) خابتة متخشعة في كهفها السحيق وسط غاب الخلنج والشاهبلوط. وقبل أن يتكلم نهضت إليه وكلمته بكلام فعرف أنها تعلم ما جاء من أجله وأوصته بالصبر والتجلد، ثم ذكرت له أن لا بد، قبل الهبوط إلى العالم الثاني، من أن يذهب في تلك الغابة اللفاء المشتجرة، فيبحث في أيكها العظيم ودوحها النامي عن (الغصن الذهبي) الذي لابد من حمله هدية لبروزربين (برسفونيه) زوجة بلوتو إله الدار الآخرة.

ووصفت له النبية الطريق الذي ينبغي أن يسلك، ثم أرسلت إليه أمه فينوس حمامتين تطيران أمامه تدلانه في غياهب الغابة، فما لبث يتبعهما حتى حطتا على الشجرة التي تحمل الغصن الذهبي فتسلقها واقتطعه وعاد به إلى سيبيل. ونهضت النبية، وقادته إلى كهف منشق وسط الغابة فوق حيد وحر من أحياد فيزوف (البركان المشهور) حيث أمرته أن يقدم قرابينه إلى الآلهة بلوتو وبروزربين وهيكاتيه وسائر أرباب هيذر. فلما فعل، ارتفعت صيحات عظيمة من أغوار الكهف، ثم نظر فرأى البركان يميد ويزلزل ويكاد يغوص بمن فيه في جوف الأرض، ثم يسمع عواءً ونباحاً ووعوعة فيتلفت فيرى ذؤباناً وكلاباً تهمهم في جنبات الكهف، جائية من الظلمة التي تتدجى في آخره، معلنة قدوم أرباب هيذر. وتوصيه سيبيل بالصبر! وينطلقان حتى إذا كانا لدى وصيد (عتبة) باب جهنم نظرا فرأيا أشباحاً بربرية مظلمة مربدة الوجوه يسأل عنها إينياس ما هي فتجيبه سيبيل إنها الأحزان والهموم والأوصاب والشيخوخة والخوف والجوع والعناء والفقر والموت. . . وسائر ما في الحياة الدنيا من آلام. . . وقد أقامت عندها ربات الذعر فهي تتقلب على فراش خشن من فراش الجحيم ويرى بينها (دسكورديا) ربة الخصام وفوق رأسها - مكان الشعر - حيات وأفاع تتحوى وتنفث سمومها، ويرى أيضاً طائفة مروعة من الوحوش والضواري والتنانين مثل هيدرا وبرياريوس، فينزعج إينياس ويمتشق سيفه ليحمي نفسه، ولكن سيبيل تنهاه وتطمئنه فيلملم أذياله ويقتفي أثرها حتى يكونا عند نهر كوكيتوس المتكون من دموع المعذبين. وهنا يريان (خارون) في زورقه الجبار ينقل أرواح الموتى، كثيرة كأوراق الخريف من عدوة إلى عدوة، والأرواح تتدافع تريد أن تسبق، ولكن خارون ينتخب منها الطائفة بعد الأخرى ويدع الآخرين، فيسأل إينياس فتجيبه سيبيل أن الأرواح التي أديت لها شعائر الدفن الجنائزية هي وحدها التي تعبر النهر. أما التي حرمت فتهيم فوق الشاطئ دون أن تعبر مدى مائة عام أو تزيد حتى يأتيها الفرج (!). ويجزع إينياس حين يرى في هؤلاء كثيرين من أصحابه الذين ذهبوا ضحية العاصفة فكانوا من المغرقين؛ ويشتد حزنه حين يرى فيهم روح ربّانه الشجاع بالينيوروس الذي غرق في الرحلة إلى أسبريا. ويكلمه فيرجوه الربان أن يمد إليه يده فيجتاز به اليم إلى الشاطئ الآخر، ولا يوشك إينياس أن يفعل لولا أن تنهاه سيبيل!! خشية أن يخرق شرائع بلوتو، وتطمئنه فتخبره أن الأمواج ستقذف جثمان صاحبه إلى الشاطئ وسيدفنه الناس حين يرونه. ويتقدمان إلى خارون ليركبا في زورقه ولكنه يغضب حين يرى إينياس ما يزال حياً ببدنه وعليه عدة حربه وعتاده، ويسأله بأي حق جاز إلى هنا، فتتولى سيبيل الإجابة وتخبره أنه لن يأتي محرماً في الدار الآخرة، وغرضه أن يرى أباه فحسب ويكلمه ثم يعود أدراجه؛ وتريه الغصن الذهبي الذي احتمله بيمينه هدية لربة الموتى بروزربين، فيرضى، ويبتسم. ويحملها في زورقه إلى العدوة الآخرة. وما يكادان يطآن الشاطئ حتى يفجأهما الكلب الخبيث سيربيروس، ذو الرؤوس الثلاثة تقذف اللهب، وعليها الأفاعي تنفث السم، فيوشك يفتك بهما، لولا أن تقذف له سيبيل كعكة بها مخدر عجيب فيلتهمها ويستلقي على رمال الشاطئ، ويجوزان قليلاً فيسمعان أصوات أطفال صغار ماتوا قبل أن ينهلوا كوثر الحياة فأقاموا هنا، وعلى مقربة منهم أرواح الذين ماتوا ضحية تهم باطلة وقد قام بينهم القاضي مينوس يفحص قضاياهم ثم يمران بأرواح اليائسين من الحياة الذين ضاقوا بجدها ذرعاً فماتوا منتحرين. وهم الآن يتمنون لو عادوا إلى الدنيا فيعملوا من الصالحات ما يشفع لهم ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وينطلقان فيجوزان بدركات الأحزان التي ازينت طرقاتها بأزاهير الآس فيريان أرواح الذين ماتوا دون أن يقضوا مأرباً من حبهم الذي خلعوه على عذارى الدنيا، فباءوا هنا بألم لا ينجيهم منه حتى الموت نفسه: ويشهد إينياس بينهم روح حبيبته ديدو التي ما يزال جرحها دامياً ينفج، ويكلمها ويحزن لها، ثم يبكي بين يديها بكاء مراً (و. . . حبيبتي ديدو!! لا تتهميني بما أنت فيه من ضنى وتعذيب! فقد سخرتني الآلهة لأمر سماوي؛ وكان لزاماً علي أن أطيع؛ فقفي وكلميني، ولا تحرميني حتى كلمة وداع هينة عليك! وتقف ديدو بعيني حزينتين تفحصان جمرات جهنم، وتسير مسافة فيتبعها إينياس، ولكنه يعود بعد إذ لا يقوى على زفير السعير!!). ثم يعبران فيمران بأودية أرواح الشهداء، ويحدق به أصحابه من محاربي طروادة مشدوهين ذاهلين، يسألونه فيم أقبل، وحين يلمحه أبطال الإغريق مقنعاً في حديده مقرناً في سلاحه تطير قلوبهم ويهربون منه في أودية النار خوفاً وهلعاً! وتستحثه سيبيل فيهرول وراءها حتى يكونا عند مفرق طريقين يؤدي أحدهما إلى الفردوس (إليزيوم والآخر إلى هاوية من هاويات جهنم حيث يقر المجرمون الذين لطخوا حياتهم بالآثام، ويشهد إينياس على أحد جانبي الطريق مدينة منيفة عالية الذرى، ذات سور ضخم وبرج مشيد، تحيط بها أمواه فيليجيتون - أحد أنهار جهنم - وقد وقفت ربة الانتقام المخيفة في عليائها تحرس طبقات من المعذبين الذين راحوا يملئون الرحب بصراخهم وأنينهم. أولئك قد حسبوا ألا يقدر عليهم أحد فاجترحوا من السيئات ما شوهوا به وجه الحياة. . وهاهم، قد وقفت على نواصيهم تيزيفون تحاسبهم وتظهر لهم ما أضمروا من الخبائث، وكلما خلصت من حساب أحدهم قذفته لأخواتها ربات الذعر فتدق عنقه بمقامع من حديد وتشويه بشواظ من نار ونحاس!! وانفتحت بوابة المدينة فجأة، فلمح إينياس هيدرا هائلة ذات خمسين رأساً تحرس الطريق عندها؛ وهنا تخبره سيبيل أن هذه الطريق تؤدي إلى جحيم طرطاروس وهي في آخر السفل تبعد عنهما بعد السماء من فوقهما، وفي قرارها يرسف التيتان الذين شقوا عصا الطاعة على جوبيتر كبير آلهة الأولمب. ورأى إينياس جماعات جلوساً حول موائد كثيرة وأمامهم آكال وأشربات كلما وضعوا منها شيئاً في أفواههم نزعته منها ربة من ربات العذاب مكفلة بهم. ورأى قوماً آخرين يحملون فوق هاماتهم حجارة ثقيلة تكاد تقصمهم. وعلم من سيبيل أن هؤلاء هم الذين كانوا يشاقون آباءهم ويضارون إخوتهم ويخادعون أصدقاءهم الذين وضعوا ثقتهم فيهم ويكنزون الذهب والفضة ولا يجعلون للفقراء نصيباً منهما. ورأى كذلك الذين فسخوا خطبة زواجهم بغير حق والذين حاربوا وطنهم وخانوا أماناتهم وخرقوا الشرائع. ورأى أكسيون وسسفيوس يعذبان عذاباً أليما. ورأى تنتالوس واقفاً في بركة من الماء العذب ومع ذاك يوشك الظمأ أن يرديه كلما انحنى ليشرب هرب الماء وغاض في الأرض، ومن فوقه أشجار يانعة ذوات أثمار كلما مد يده ليقطف ثمرة ذهبت فروعها في السماء فهو أبداً ظامئ جائع.

وهنا، ينتهيان من الجوس خلال الجحيم، وتذكر له سيبيل أنهما سيبدآن رحلتهما إلى الفردوس (إلزيوم)، فتخب به في طريق دامس شديد الظلمة حتى تصل إلى أحراج نورانية فتكون هي الجنة التي وعد المتقون. وينشقان ثمة نسيماً عليلاً ويريان الصالحين مسربلين بسرابيل من أنوار أرجوانية، وينظران إلى علٍ فيريان للجنة سماء لها نجومها وشمسها وأقمارها غير ما ترى في سماء هذه الدنيا. وهناك، أخذ الفائزون يمرحون ويلعبون، فبعضهم يضطجع على العشب الأخضر يسامر أصدقاءه، والبعض يلعب ألعاب الحياة الدنيا من مصارعة وجري ورماية، وآخرون يرقصون ويتغنون الأغاني. وفي هؤلاء أقام أرفيوس الموسيقي يشنف آذان أهل الجنة بقيثارته. ثم رأى إينياس في أولئك الأبرار مؤسسي طروادة وأبطالها الأطهار الذين حاربوا الهيلانيين وعليهم حلل الإستبرق والغار، ومعهم أرواح كثيرة مطهرة من القديسين والشهداء والشعراء الذين نظموا قصائدهم في تمجيد أبوللو. وآخرين زانوا الحياة الدنيا بعلومهم وفنونهم وقدموا يداً بيضاء لإخوانهم في الإنسانية. وكان هؤلاء يلبسون طيلسانات بيضاً وقراطق من حرير، وقد سألتهم سيبيل إذا كان أنخيسيز (والد إينياس) بينهم، فأذنوا لها أن تبحث عنه بين جموعهم الزاخرة؛ ثم لقيته في واد نضير ذي فواكه وأثمار فعرفه ابنه، ومد الوالد ذراعيه يعانق ولده والدمع ينهمر على خديه ويروي لحيته: (وأخيراً أتيت يا إينياس! يا ولدي! كم حنت روحي إليك وكنت في خشية عليك مما أعرف من حياتك التي تلطخها دماء الحروب ويغطشها قتار المعامع!) فيجيبه ابنه (أبتاه! ليفرخ روعك فإن صورتك كانت أبداً ماثلة نصب عيني فكانت تقودني إلى الخيرات وترشدني إلى الصالحات!) ثم يحاول أن يعانق أباه، ولكن. . . إنه لم يعانق إلا شبحاً!!

ونظر إينياس فرأى وادياً مخضلاً سامق الشجر بليل النسيم يجري من تحته نهر ليث العظيم، وفي جنباته أمم شتى من أرواح الصالحين كثرت كثرة هائلة حتى لكأنها أسراب النحل في إبان الربيع. ويسأل صاحبته عن هؤلاء فتقول سيبيل: (أولئك أرواح المؤمنين تنتظر يوم البعث فتعود إلى أجسادها فتلبسها وهي تشرب النسيان من ليث ليشغلها عن توافه الحياة الدنيا!).

ويسأل أباه إينياس فيقول: (أبي ألا تكون الحياة الدنيا محببة عند أحد من هؤلاء فيؤثرها على ما هو فيه الآن من طيبات فهو يود لو يعود إليها؟) وهنا يأخذ الأب في شرح طويل عن بدء الخلق وعن العناصر التي صنع الله منها العالم (النار والهواء والأرض والماء) وأن هذه باتحادها ينشأ عنها اللهب الذي صنع الله منه الأرواح العلوية وقد انتثرت بذرة من اللهب المقدس فاختلطت بالأرض فصنع منها الآلهة السفليون الإنسان والحيوان وكلما كبر الإنسان قلت فيه بذرة اللهب المقدس وصغرت وخبثت نفسه لأن كمية الطين تزداد فيه ولذا تجد الأطفال لصغرهم ولقلة كمية الطين فيهم أكثر طهراً وأجم نقاء من الكبار. ولا بد للعبد المؤمن قبل دخول الجنة من إزالة الطين الذي اندس فيه وذلك بترويحه في الهواء، أو غسله في الماء أو تحريقه بالنار ليخلص من الشوائب والدنايا وليستحق أن يكون من أهل ألزيوم. أما الصالحون فيرتدون إلى الحياة متقمصين أجساد القطط والذئاب والكلاب والسعالي والقرود فتزداد بهم الدنيا قبحاً على قبح. وقد يعود بعض الصالحين كذلك ليطهروا الدنيا من دنايا هؤلاء.

ثم يحدث أنخيسيز ابنه عما ينتظر أن يتم على يديه من تكون مملكة عظيمة في إسبريا وعن جلائل الأعمال التي ستتم فيها على يديه وأيدي ذراريه. ويحدثه كذلك عن الحروب التي سيخوضون غمارها والمعارك التي سينتصرون فيها والزوجة الجميلة التي سيفوز بها، وطروادة الجديدة التي سيشيدون دعائمها فلا يمضي طويل حتى تكون سيدة العالم.

ثم يسلم الولد على والده، وتعود به سيبيل من طريق مختصر إلى هذه الحياة الدنيا.

(للبحث بقية)

د. خ