الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 160/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 160/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 160
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 27 - 07 - 1936


الأدب الهندي في مختلف أطواره

تتكون اللغة الهندية الحديثة من ثلاثة عناصر؛ من أصول سنسكريتية خالصة ومن أصول سنسكريتية حورت بحسب الحاجة، ومن أصول حديثة مبتكرة أو مشتقة من اللغات الأخرى وهذه الأصول الثلاثة هي اليوم قوام اللغة الهندية المعروفة (بالهندستاني) أما اللغة الهندية التي اشتقت من الأصول الفارسية والعربية فتسمى باللغة الأوردية

ويبدأ الأدب الهندي، كما تبدأ معظم آداب العالم، بالشعر؛ وينقسم الشعر الهندي القديم إلى ثلاث مراحل تتمشى مع سير التاريخ الهندي. فمنذ القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر حيث تكثر الحروب الأهلية والغزو الأجنبي، يسود الشعر عنصر الفروسية، وكان الملوك يومئذ يلحقون الشعراء بحاشيتهم، ليثيروا الحماسة في الصدور بشعرهم. وكان أعظم شاعر في هذا العصر هو شاندبارداي صاحب المقطوعة الشعرية الخالدة: (برتفيراج رازو)، ويليه الشاعر بوشان صاحب مقطوعة (شيفاباواني)

وبعد الفتح الإسلامي ضعف شعر الفروسية في الهندية؛ فقد رأى الهنود ما أصاب دينهم من الذلة ومعابدهم من الهدم، فاتجهوا نحو الشعر الديني، واستمرت هذه المرحلة من القرن الرابع عشر حتى القرن السابع عشر؛ وينتمي جماعة من أقطاب الشعر الهندي إلى هذا العصر مثل كبير، وجورو، وناناك، وجياسي، وميرابي، وكيشافا، وصور، وتولسي، وتولسيداس وقد وهب هؤلاء الشعراء الأدب الهندي تحفاً رائعة من الشعر الخالد؛ وكان تولسيداس بالأخص نبياً كما كان شاعراً عظيماً؛ وكانت تحفته الخالدة (راميان) عاملاً في توثيق أواصر الوحدة الهندية. وقد ساهم الكتاب المسلمون في نهضة الشعر الهندي في ذلك العصر، وإن لم يكن شعرهم كله من النوع الديني

وأما المرحلة الثالثة من شعر العهد القديم، فقد عرفت بمرحلة الشعر الشرعي؛ وقد ساد فيها السلام نوعاً، واتجه الشعراء إلى التنوع والابتكار؛ وكان أشهر شعرائها بهاري، وماتيرام، وبوشان، وصردهار كاويرايا

وبعدئذ طرأ على الشعر الهندي تطور عظيم، وأخذت الهندية الحديثة تحل تدريجياً مكان الهندية القديمة؛ وتطور الشعر ذاته فأخذ الشعراء يصفون الطبيعة والمسائل الاجتماعية والسياسية، وكان البنديت شريدار باتالا في مقدمة الشعراء الذين استعملوا الهندية الحديثة، ومن مشاهير الشعراء المحدثين أيضاً، أبوديا سنغ أو باديايا، ومهابير دفيدي، ورمشاريت أو باديايا، وسريماتي ماديفي فارما

وأحدث أطوار الشعر الهندي، هو توجهه نحو (التصوف) وقد كان البادئ بهذا النوع الحديث من الشعر الشاعر الأمريكي والت هويتمان

وكان في الأدب الهندي قبل مجيء الإنكليز قليل من كتب النثر، وكان سادا سكلال، وانشاء الله، وسادالا مسرا طلائع النثر في الأدب الهندي، ثم جاءت البعثات التبشيرية بعد ذلك وترجمت الكتب النصرانية إلى الهندية؛ وألف الكاتب ساراسواتي كتبه بالنثر ومنها كتابه الشهير (ستيارث براكاشي) وذلك لكي ينشر دعوته الشهيرة (الآرياسماج)، وكان أعظم الكتاب الناثرين في هذا العصر بارتندو هاريشاندرا، فكتب بالنثر عدة قصص تمثيلية وأذاع دعوة النثر بين أصدقائه؛ وظهرت في ذلك العهد أيضاً بعض المجلات التي تكتب بالهندية المنثورة، ويعرف هذا العهد بعهد بارتندو

ويعرف العهد الثالث من النثر الهندي بعهد (ماهابير براساد)، ففي سنة 1903 انتخب هذا الكاتب الشهير لتحرير مجلة (ساراسواتي) في الله آباد، وقد كانت أشهر مجلة أدبية في ذلك العهد، وقد استطاع ساراسواتي أن يخلق بواسطة هذه المجلة معيارا جديدا لكتابة النثر الهندي، وأن يعاون على الظهور كثيراً من كتاب الشباب

ويبدأ النقد الأدبي في الأدب الهندي من ذلك التاريخ، وكان أشهر النقدة يومئذ المهابير براساد دويفيدي، والنبديت شارما، وبابوشيامسوندرداس، والنبديث شوكلا

ويمتاز العهد الحاضر من النثر الهندي بنشاط جم في جميع الفنون، وقد أدت ترجمة القصص البنغالية الحديثة إلى العناية بوضع قصص هندية مسرحية، وفي مقدمة مؤلفي المسرح اليوم جاباشانكار براساد، بيد أن الرأي العام لا يهتم الآن كثيراً بهذا النوع من الأدب بعد أن زاحمه القصص العام والسينما

وأهم أنواع الأدب الهندي المنثور اليوم هو القصص، وقد أدخلت القصة القصيرة إليه حديثاً، وأعظم كتاب القصص الهندي هو (مونشي برمشاند)، وقصصه من أعظم وأرفع الأنواع، ولو إنها توصف أحياناً بأنها مغرقة في المثل، وأسلوبه نموذج للشباب وأما جاياشانكار براساد فهو فنان وشاعر يضع قطعاً مسرحية فوق مستوى القارئ العادي

وأشهر كتاب القصص في الهند اليوم هم سودارشان، وأورجا وشاتورسن ساستري، وجانندار، وهنالك مئات الكتاب الشبان الذين ينقطعون لكتابة القصة؛ ومادة القصص هي في الغالب المسائل الاجتماعية والسياسية، وهنالك قليل من الكتاب الفكهين

وهنالك مجلات هندية كثيرة من الدرجة الأولى، ومن أشهرها: شاند، وسارسواتي، وهانس، ومدهوري، وآرج، وبرأتاب، ونافيوج، وفارتمان، وغيرها

أما الأدب العلمي فلم ينضج في الهندية بعد، ولم يكثر إنتاجه. ذلك أن الهندية ليست وسيلة للتعليم الفني؛ ومع ذلك فقد ظهرت بالهندية عدة كتب علمية وفنية

ومن الظواهر الجديدة في الأدب الهندي، أن كثيراً من الكتاب الذين لا يتكلمون بالهندية يكتبون اليوم بها؛ ومن هؤلاء أمير خوسرو، ورحيم، وأمير علي مير، وغيرهم من الكتاب المسلمين

كتاب جديد لماري ستوبس

صدر أخيراً كتاب جديد للدكتورة ماري استوبس التي اشتهرت بمباحثها عن الحياة الزوجية، عنوانه (تطور الحياة عند الرجال والنساء) وتعالج الدكتورة استوبس في كتابها الجديد ناحية جديدة من الحياة الزوجية هي التطورات التي تطرأ على علائق الزوجين وعواملها النفسية والاجتماعية، وتحول عواطف الشباب إلى عواطف الكهولة؛ وتتناول بين موضوعات كتابها ما يأتي: التقدير الحسن والأزمات، التطور في الرجل والمرأة. بعض عوامل فسيولوجية في الرجل، بعض عوامل فسيولوجية في الجنسين، بعض هذه العوامل في المرأة، بعض وسائل المعالجة. . الخ وللدكتورة ستوب شهرة واسعة جدا بين الشباب الإنكليزي وهو يقبل على قراءة مؤلفاتها بشغف؛ مثال ذلك أنه بيع من كتابها عن (الحب الزوجي) نحو مليون نسخة في عشرين عاماً؛ ولها عدة كتب أخرى تلاقي في إنكلترا وأمريكا مثل هذا الانتشار المدهش

أثر تذكاري للموسيقي لست

من أنباء النمسا الأخيرة أن الحكومة النمسوية قد أعدت أثراً تذكارياً للموسيقي النمسوي المجري الكبير فرانز لست لينصب في مدينة ايزنشتات من أعمال مقاطعة بورجنلند النمسوية، وذلك بمناسبة مرور خمسين عاماً على وفاته ومرور مائة وخمسة وعشرين عاماً على مولده؛ وقد ولد لست في سنة 1811 في ريندج من أعمال المجر يوم كانت قطعة من الإمبراطورية النمسوية ودرس في فينا وباريس، ونبغ في الموسيقى تأليفاً وعزفاً، وطاف عواصم القارة وبهر مجتمعات ذلك العصر ببراعته وسحر عزفه؛ وفي سنة 1865 اعتزل الحياة الدنيا واعتنق الرهبنة، ولكنه اشتغل بالموسيقى الكنسية، وألقى في كنائس أوربا الكبرى عدة قداسات موسيقية اشتهرت في ذلك العصر، وحجت إليها الجماهير من مختلف أنحاء العالم، وتوفي لست في سنة 1886، ومع أن لست كان مجرياً بمولده، فهو نمسوي التربية والفن، ولذلك رأت الحكومة النمسوية أن تكرم ذكراه بصنع هذا الأثر التذكاري ونصبه في مدينة ايزنشتات وهي التي عاش فيها لست أعواماً طويلة، وهذا الأثر عبارة عن تمثال رائع قام بصنعه المثالان الشهيران باراي وتسانباور؛ وقد أجرى رفع الستار عن الأثر التذكاري في حفل رائع في مدينة إيزنشتات، خطب فيه وزير المعارف ونوه بعبقرية الموسيقي الشهير، واختتمت الحفلة بعزف بعض قطع شهيرة من تأليفه