مجلة الرسالة/العدد 16/الكتب
→ بلياس ومليزاند | مجلة الرسالة - العدد 16 الكتب [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 01 - 09 - 1933 |
الفجر - مجموعة من الشعر
يا ويح مصر من الشعر والشعراء! يا ويحها من هذا الشعر الزائف الذي يملأ الصحف والدواوين! فكل من اهتزت في يده يراعة في هذا البلد يريد أن يكون شاعرا، حتى غصت بالشعراء حجرات المدارس!! الشعر في كل أقطار الأرض عبقرية لا يسمو إليها إلا الأقلون، أما في مصر، فهي ألعوبة اللاعب ولهو اللاهي.
عندي أنه إن لم يرتفع ديوان الشعر بقارئه إلى مستو أعلى من مستواه الشعوري والفكري، بحيث لو كان هائما في الأرض حلق به في السماء، وان كان القارئ في السماء الأولى، سما به الشعر إلى السماء السابعة، أقول إن لم يكن الشعر كذلك، فأولى به أن يحبس في صدور قائليه، فلا يجد سبيلا إلى المطابع والمكاتب ثم إلى رؤس القراء. أما هذا الهراء الذي يتردد كل يوم، في كل صحيفة وفي كل مجال، فيجب أن ينبذ، لأن الحياة أثمن من أن تضيع في مثله، وأقسم بالله لو أن الأمر بيدي، لأنزلت العقاب (العقاب الأبى على الأقل) بهذه الفئة المتشاعرة التي ضقنا بها ذرعا.
أقول ذلك بمناسبة الديوان الذي أطلق عليه صاحبه اسم (الفجر)، ودفعه إليَّ الأستاذ الزيات لأقرأه وأعلق عليه، فانطلقت أبحث فيه عن شعور قوي واحد أو فكرة عالية فلم أجد! فيم إذن قيل، وفيم طبع ونشر، لست أدري. استمع إليه حين يقول في استقبال صديق:
مرحبا، مرحبا، بخير صديق ... غاب عنا عاما فخلناه دهرا
مرحبا، مرحبا، بخير صديق ... كان من أصدقائه مزورا
رام بعدا عنا، ورام خصاما ... فجفانا واستبدل الوصل هجرا
بينما نحن لا نطيق فراقا ... لصديق، وان تباعد شهرا
وبعد فأنى أتوجه بالرثاء والاشفاق، لا إلى مؤلف الديوان ولكن إلى قرائه: فهو شعور ضعيف في لفظ ركيك، سيئ الطبع خشن الورق.
ز. ن. م
القصاص هذه القصة من تأليف الكاتب الإنجليزي المعروف جون جالزورثي وهي من أشهر قصصه إن لم نقل أنها أقوى قصة له على الإطلاق. وقد نقلها إلى العربية الأستاذان صالح بكتاش والسيد كامل الشرقاوي.
يهاجم المؤلف في هذه القصة العدالة كما تفهمها القوانين الصارمة التي لا تحتسب للمشاعر المختلفة والمواقف المتباينة حسابا. فهي مأساةتدور حول زوجة لاقت من زوجها الغليظ عيشة مريرة. ومع ذلك فلا يبيح لها القانون أن تنفصل عنه لتتزوج من شاب آخر أحبها وأحبته. كذلك انتقد المؤلف نظام السجون وبين كيف أنها أقرب إلى إفساد النفوس الطيبة منها إلى إصلاح النفوس الشريرة.
ونحب إن نلاحظ انحرافا في ترجمة عنوان القصة، فقد كان أولى ان يكون العدالة أو القضاء لأنهما أصدق تعريبا من هذا العنوان الحالي.
ز. ن. م
1. القوميات
2. روح المبدأ والوطن
هما مجموعتان من الشعر نظمهما الأديب السوري حسن حفار وهما كما يدل عليهما العنوانان، يفيضان بحماسة الشباب وقوة الوطنية وسمو الطموح، فلا يسعك حين تلاوة ما يحويان من شعر الا أن تحس مع الشاعر نزعة وثابة إلى الحرية والعزة القومية كما تلمح حنينا ظاهرا إلى الأقطار العربية عامة.
ولكننا يجب أن نشير إلى ضعف في اللفظ يسود الكتابين. ونرجو أن يتاح لهذا الشعور المتدفق لفظ يناسبه قوة وجزالة.
ز. ن. م
1