مجلة الرسالة/العدد 150/البريد الأدبي
→ درامة من اسخيلوس | مجلة الرسالة - العدد 150 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
العالم المسرحي والسينمائي ← |
بتاريخ: 18 - 05 - 1936 |
ّ
كتاب البديع لابن المعتز
كانت دار الكتب المصرية قد حصلت في العهد الأخير على نسخة فوتوغرافية من كتاب (البديع) لعبد الله بن المعتز الخليفة والشاعر العباسي الأشهر، وذلك نقلاً عن النسخة الوحيدة الموجودة من هذا الكتاب والمحفوظة بمكتبة الأسكوريال بمدريد تحت رقم (328 أدب) (فهرس الغزيري - وفهرس ديرنبور) وحصلت أيضاً على نسخة فتوغرافية لأثر آخر من آثار ابن المعتز وهو كتاب مختصر طبقات الشعراء المحفوظ أيضاً بمكتبة الأسكوريال رقم (279. أدب) (من الفهرسين المذكورين)
وقد ظهر الأثر الأول أي كتاب البديع أخيراً مطبوعاً عن نسخته الوحيدة المذكورة، وقام باخراجه المستشرق الروسي الكبير الأستاذ أجناس كراتشكوفسكي عضو أكاديمية العلوم في لننجراد، ومهد له بمقدمة بالانكليزية، وصححه وعلق عليه، وذيله في طبعة بديعة، وقامت بإصداره (لجنة تذكار جب)، الإنكليزية الشهيرة، وهو المجلد الثالث والعشرون من مجموعة جب. وقد قامت لجنة جب حتى اليوم على إخراج طائفة نفيسة من الآثار العربية المخطوطة، نذكر منها بالأخص كتاب أخبار مصر وفتوحها لعبد الرحمن بن الحكم المصري، (ومهد له وعلق عليه المستشرق تشارلس توري)، وكتابين لأبي عمر الكندي، هما: أخبار أمراء مصر، وأخبار قضاة مصر (ومهد لهما وعلق عليهما المستشرق جست) مع مختارات من كتاب رفع الأصر عن قضاة مصر لابن حجر العسقلاني
وكتاب البديع لابن المعتز يعد من أمهات الكتب في موضوعه، وهو أيضاً من أشهر وأنفس آثار ابن المعتز
وعسى أن نسمع قريباً بأن هنالك من يعني بإخراج كتاب (مختصر طبقات الشعراء) فتصبح بين أيدينا مجموعة قيمة متنوعة من آثار ابن المعتز
ذكرى أدبية شائقة
لإنكليز ولع شديد بإحياء بعض الذكريات القومية الغربية، وقد احتفل أخيراً في لندن بإحياء إحدى هذه الذكريات الشائقة، وهي ليست ذكرى عظيم أو حادثة شهيرة، وإنما هي الذكرى المئوية لصدور كتاب ما زال يتمتع بين آثار الأدب الإنكليزي بشهرة واسعة، ذلك هو كتاب (أوراق نادي بكويك) بقلم الكاتب الشهير تشارلس دكنز
ففي مارس سنة 1836 صدر القسم الأول من هذا الأثر الأدبي الخالد؛ وكان تشارلس دكنز في ذلك الحين ما يزال فتى مغموراً في نحو الخامسة والعشرين من عمره، وكان قد بدأ حياته الصحفية وأحرز شيئاً من النجاح برسائل كان ينشرها في (المجلة الشهرية) بعنوان (صور) بقلم بوز يصف فيها خلال العصر وعاداته بأسلوب طريف، وكان من الظواهر الأدبية في ذلك العصر أن تصدر دور النشر قصصاً رياضية مصورة بأسلوب فكاهي، وكان هذا النوع من القصص ذائعاً جداً. فتقدمت دار النشر المعروفة باسم (تشابمان وهول) إلى الكاتب الفتى تشارلس دكنز بأن يضع لها قصة من هذا النوع تتعلق ببعض المغامرات الرياضية، ولكن دكنز اعتذر بعدم خبرته في الشؤون الرياضية وبأنه لا يستطيع أن يضع أية قصة من هذا النوع فعدل عن هذه الفكرة وتركت الصفة الرياضية، واتفق على وضع مذكرات قصصية شائقة تمثل الحياة اللندنية الصميمة، وأن يشترك في تصوير مناظرها الرسام الشهير (فيز)، وهكذا صدرت النشرة الأولى من أوراق نادي بكويك ومعها مقدمة بقلم سام ويللر؛ وتصور هذه القصة الشائقة شخصية مدهشه غريبة الأطوار هي شخصية (بكويك)، وتصور حياة المجتمع الإنكليزي المتوسط في هذا العصر وبخاصة حياة المجتمع اللندني تصويراً بديعاً شائقاً، ويقدم إلينا دكنز مستر بكويك في ألوان طريفة مضحكة جداً؛ وقد اشتهر أمر هذه السلسلة منذ ظهورها، وكان القراء ينتظرونها بفارغ الصبر؛ وكانت في الواقع فاتحة مجد دكنز، وفي سنة 1937 طبعت هذه السلسلة لأول مرة في مجلد واحد، وذاعت ذيوعاً عظيماً
وقد احتفلت أخيراً في لندن جماعة تشارلس دكنز بإحياء هذه الذكرى الشائقة ونظمت موكباً تاريخياً استعادت فيه شخصية مستر بكويك وصحبه، وارتدوا ثياب ذلك العصر، وركبوا مركبات مما كان يستعمل في ذلك العصر، وشقوا شوارع لندن؛ فكان احتفالاً ظريفاً شائقاً
عميد كلية العلوم
اجتمع مجلس كلية العلوم بالجامعة المصرية في الأسبوع الماضي لانتخاب عميد الكلية، فحصل صديقنا الدكتور احمد زكي أستاذ الكيمياء ووكيل الكلية على تسعة أصوات، وهي أصوات جميع الأساتذة - مصريين وأجانب - وحصل الأستاذ حسن أفلاطون بك على ستة أصوات، والدكتور علي مصطفى مشرفة على خمسة أصوات
وستعرض هذه النتيجة على حضرة صاحب المعالي وزير المعارف لاختيار أحد هؤلاء الثلاثة لعمادة الكلية
ومما يجمل ذكره أن الدكتور أحمد زكي كان أول مصري يجمع أساتذة الكلية المصريون والأجانب على انتخابه عميدا للكلية منذ أنشئها، وكان قد انتخب للعمادة منذ ثلاث سنوات إلا أن وزارة المعرف في ذلك العهد البغيض حالت دون إقرار الانتخاب
تعليقات أدبية: درامات شو في مصر
تمثل الفرقة الأيرلندية التي تزور مصر هذه الأيام نخبة من الدرامات العالمية ومنها بعض درامات شو، ونحن نتساءل: هل تنجح درامات شو إذا نقلت إلى العربية وأديت على المسرح المصري؟ وللإجابة على ذلك نضع بين يدي القارئ هذه الملاحظات التي أخذناها على الكاتب الأيرلندي الكبير:
1 - يتبع برنرد شو في حواره أسلوباً فلسفياً قد يستطيل حتى يغمض، والحوار الفلسفي الممل يقضي على الحياة فوق المسرح ويجعلها مملولة إلى حد ما، إن لم يكن كل الملال. ولهذا قد يكون من الخير أن تقرأ شو لا أن تره على المسرح. ويكفي أن تلقي نظرة على دراماته والأسلحة والإنسان، وقيصر وكليوبطرة، ثم على ملهاته ليتأكد لك ما نقول
2 - يتقمص شو الفيلسوف جميع شخصيات دراماته فينطقهم بكلام فلسفي، ويرهقهم بألوان من التفكير لا نحسب أن مثلها يصح أن يدور في خلد أحد منهم. وهذا تعسف لا يطيقه المسرح ولا سيما في مصر. ودرامته دليل واضح على ذلك. ففي هذه الدرامية القديمة التي كتبها منذ 25 سنة تسمع الفكرة السامية المعقدة من لسان (عربجي) كما تسمعها من لسان (المتشرد) كما تسمعها من لسان رجل الدين - وفي فم كل من هؤلاء تسمع صوت جورج برنرد شو وتلقي فكرته
3 - كثيراً ما يعرض شو بالدين ويستهزئ برجاله وإن كان من رأيه أن التدين ضرورة من ضرورات الحياة لا غنى للبشر عنها، وفي روايته (بلانكو بوسنت) التي هاج بها الرأي العام عليه منذ نحو ربع قرن والتي أستدعى من أجلها لمناقشة أمام مجلس العموم البريطاني بعد إحراقه الأعداد المطبوعة شاهد على ذلك. وهو يبدو متعسفاً في كثير من مآخذه على الأديان والمتدينين
4 - يتبع برنردشو في أكثر دراماته طريقة الكاتب النرويجي الكبير هنريك إبسن وهي (الهدم ولا بناء - وتشخيص الداء. . . ولا دواء) وهي طريقة وعرة تثير التشكك في أذهان النظارة وتتركهم حيارى على غير هدى. على أن إبسن يفضل شو في بيانه السلس وطريقته السهلة وعدم حشو دراماته بنتف لا لزوم لها
جيمس جويس والأدب الجنسي
كان الكاتب الإنجليزي الشهير د. هـ. لورانس زعيم الأدب الجنسي إلى ما قبل بضع سنين في إنجلترا، فلما مات تربع جيمس جويس على عرشه، وإن كان الكاتب الروائي ألدوس هوكسلي يرنو إلى هذا العرش وهو في نظرنا أشرف من أن يتربع عليه
ولقد أمعن كل من لورانس وجيمس جويس في نشدان اللذة وتحبيبها إلى الشباب والتمتع بكل ما في الحياة من نعيم جسمي والاستهانة بأوضاع الدين وتقاليده، فلورانس في روايته الوضيعة (عشيق لادي شاترلي) يبيح للزوج الأشل أن يسمح لزوجته أن تأتي لهما بولد من رجل آخر. . . وهكذا تنتصر الدعارة على الزوجية، وينقض المنزل السعيد الهانئ على من فيه
وقد كتب جويس قصته الأخيرة (أولسس) وجرى فيها على شرعة لورانس ومنهاجه، فهو يتناول العورات المستورة وما خلقها الله له بأفحش أسلوب، وأخس تصوير، وكل من لورانس وجويس يثيران في نفس القارئ أحط ضروب الشهوات، ولذا كان مذهبهما في الأدب لوناً من الدعارة المكشوفة وقفت له الحكومة البريطانية بالمرصاد، فلم تسمح بطبع كتبهما في المطابع الإنجليزية، ولم تبح تداول هذه الكتب في إنجلترا، وخيرا فعلت
أما نحن. . . فنقرأ لورانس وجويس في مصر. . . ولا رقيب على شبابنا من الحكومة!
د. خ
نتيجة المباراة الأدبية الرسمية
انتهت ثماني لجان الحكم في المباراة الأدبية الرسمية من الفصل في ثمانية موضوعات ومنحت المكافآت للفائزين فيها، وبقيت ثلاث لجان لم تفصل اللجان المختصة فيها وهي: 1 - أثر الحافز الشخصي
2 - عدة النجاح لرجل القرن العشرين
3 - علاج مشكلة البطالة
وننشر فيما يلي أسماء الناجحين في الموضوعات الثمانية التي فصلت اللجان فيها وقيمة الجوائز التي منحت لكل منهم:
الموضوع الأول - رسالة الأزهر في القرن العشرين
الفائزون: الأساتذة: أحمد خاكي المدرس بمدرسة الأمير فاروق ومنح ثمانين جنيهاً، وأحمد توفيق عياد ومنح شرين جنيهاً، والأساتذة مصطفى صادق الرافعي، وعبد الله عفيفي، ومحمد الههياوي ومحمد عرفة، وقد منح كل منهم مكافأة قدرها خمسة عشر جنيهاً. وبلغ مجموع الجوائز في هذا الموضوع مائتي جنيه
الموضوع الثاني - اللغة والدين والعادات
الفائزون في هذا الموضوع ثلاثة منح كل منهم 25 جنيهاً وهم الأساتذة: أحمد وفيق، وزكي مبارك، ويوسف محمد
الموضوع الخامس - التربية الوطنية الاستقلالية
الفائزون في هذه المباراة أربعة وقد منح كل منهم 25 جنيهاً وهم الأساتذة: محمود مسعود، ومحمد جلال، ومحمد عبد الباري، والآنسة إيريس حبيب المصري
الموضوع السابع - تدعيم الحياة الدستورية: قالت لجنة التحكيم في هذا الموضوع ورئيسها سعاد بهي الدين بركات بك إنه لم يتقدم إليها أية رسالة تستحق أية جائزة
الموضوع الثامن - ترقية الفلاح اجتماعياً: والفائزون فيه أربعة وهم الآنسة ابنة الشاطئ ومنحت الجائزة الثانية وقدرها 50 جنيهاً، ومنح الثلاثة الآخرون كل منهم 25 جنيها وهم الأساتذة عزيز خانكي بك المحامي، وعبد الوارث كبير الصحفي، ويوسف فهمي حلمي
الموضوع التاسع - استثمار نهضة المرأة المصرية للخير العام الفائزات فيه أربعة:
1 - الآنسة سيزا نبراوي وقد فازت بالجائزة الأولى وقدرها 100 جنيه
2 - الآنسة نور الهدى الحكيم وقد فازت بالجائزة الثانية وقدرها 50 جنيها
3 - السيدة إحسان القوصي وقد فازت بالجائزة الثالثة وقدرها 25 جنيها 4 - الآنسة إيفا حبيب المصري وقد فازت بالجائزة الرابعة وقدرها 25 جنيها
الموضوع العاشر - النشيد القومي: فاز بالجائزة الأولى وقدرها مائة جنيه الأستاذ محمود صادق، ومنح الجائزة الثانية وقدرها 50 جنيها حضرة الأستاذ مصطفى صادق الرافعي، ومنح الجائزتين الثالثة والرابعة وقيمة كل منهما 25 جنيها الأستاذ محمد الهراوي والأستاذ محمد فضل إسماعيل
وقد لاحظت اللجنة في تقريرها أن أجود الأناشيد التي عرضت عليها لم تخل عن أبيات أو فقرات ضعيفة إلى جانب أبيات أو فقرات جيدة، ولهذا أخذت كل نشيد بمجموعة لا ببعض أجزائه. ثم قالت اللجنة (إنها لم تر حرمان المتبارين من الجوائز بالترتيب الذي وضعته، لأن المباراة تستلزم بطبيعتها إعطاء الجوائز المقررة للمتفوقين من المتبارين سواء أدركوا الغرض كله أو لم يدركوا إلا بعضاً منه) وقد خالفت بذلك أكثر اللجان
الموضوع الحادي عشر - سلامة الدولة في حفظ النظام:
فاز في هذه المباراة اثنان، ومنح كل منهما 25 جنيها وهما الصاغ علي حلمي أحد مأموري المراكز، والأستاذ محمود كامل المحامي