الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 131/القصص

مجلة الرسالة/العدد 131/القصص

بتاريخ: 06 - 01 - 1936


صور من هوميروس

19 - حُروب طَرْوَادَة

بعد مصرع هكتور. . .

للأستاذ دريني خشبة

أنتصر أخيل!

وعاد بجثة هكتور ليجد أمه ما تزال تسقي بتروكلوس خمراً! وما تزال تدفع عن القتيل المسجى فوق سرير الموت أسراب الذباب! وما تزال تذرف الدموع الغوالي!

ويهرول زعيم الميرميدون، ويهرول معه جنوده حول جثة صديقه ثلاثاً، ثم يقف فوق الرأس المتشح بجلال الفناء. ويقول: (السلام عليك يا بتروكلوس فلقد ثأرت لك! السلام عليك فأنت خيرٌ حياةً من كثيرين ممن ينعمون بالحياة، وإن تكن تسبح في لا نهاية هيدز!

هاك غريمك هكتور سأتركه جزر السباع وكواسر الطير، وسأضحي لك باثني عشر من خير شباب اليوم. . . . أذبحهم عند قدميك بيدي!

(إبكوا بتروكلوس يا رفاق!. . . .)

فيبكي الميرميدون على بطل أبطالهم، ويعولون حتى تخفق السماء بأناتهم، وتضطرب الأرض بزفراتهم، ويمتلئ الهواء من حولهم أسى وشجوناً!

ويقبل الهيلانيون من كل فج يهنئون ويعزون: يهنئون بقتل هكتور، ويعزون، ويا حرّ ما عزوا، في بتروكلوس!

ويمتلئ بهم شاطئ الهلسبنت؛ ويأمر أخيل رجاله فيؤتى بالشاء والظباء، وبكل عجلٍ جسدٍ وخنزير سمين؛ وتؤجج النيران، ويسطع الشواء حتى ينضج، وتكون وليمة يقبل عليها القوم أيما إقبال. . . إلا أخيل. . . المنعكف وحده يذرف الدموع على بتروكلوس. . .

وأمر أجاممنون بماء ساخن يغسل به أخيل ما عليه من نضخ الدم وغبار المعركة، ولكن أخيل يأبى إلا أن يظل النضخ ويبقي الغبار حتى يتم تحريق بتروكلوس، وحتى تنتهي المراسيم الدينية التي تقتضيها السماء. . . ويفرضها بلوتو على موتاه! وتفرّق الهيلانيون بعد أكل شهي وري، ونهض الميرميدون إلى خيامهم يخلعون عددهم ويستجمون من عناء اليوم الحافل، ولبث أخيل وحده على الشاطئ الشاحب يرقب أواذيه الصاخبة، ويرى إلى أعراف الموج تنتطح هنا وهناك، وترتد وترتد حتى تغيب في لا نهاية الماء!

ثم غفا إغفاءةً فتمدد على العشب، وأسلم جفنيه لنوم عميق ورأى ظلاً حزيناً يُطيف به ولا يكاد يبين، فتقلّب ذات اليمين وذات الشمال مما تأخذه الرؤيا به، ولكن الشبح ما يفتأ يُهوّم ويهوم، ويقترب ويقترب، حتى يكون عند رأسه، وحتى يقر النائم فما تبدو منه حركة، ويسكن فما يتردد فيه نَفَس، ويَحْسِر الزائر لثامه، فإذا هو. . بتروكلوس!!

لقد أقبل روحه الكبير يتحدث إلى مولاه، فيقول:

(أخيل! أهكذا تنام ملء عينيك وتدع صديقك يهيم في مملكة الظلمات دون أن يؤذن له بعبور ستيكس الفائض بالحميم، ليقر في عدوته الأخرى مع المؤمنين! إنني يا صديقي سأبقى طريداً شريداً مادمت متوانياً عن تأدية الطقوس التي يتطلبها بلوتو وتفرضها السماء!

ماذا تبتغي بعد أن ثأرت لي يا أخيل! ألا يشجيك أن أظل معذباً في هذا التيه الذي لا نهاية له، كاسف البال مسبوه اللب، لأنك تأبى أن تؤدي لي فرائض الآخرة!

أتحسب أنا ملتقيان في دنياك كرة ثانية يا أخيل، فأنت تنتظر هذا اللقاء؟ لا، لا، يا صديقي؛ نحن لا نلتقي إلا هنا! في هذه الدار الجميلة الهادئة التي لا صخب فيها ولا ضجيج. . . .

سنلتقي هنا. . . . وسنلتقي سريعاً. . . . ولن أزعجك إذا أخبرتك بما علمته هنا!. . . . إنك ملاق حتفك تحت أسوار طروادة. . . لا تنزعج يا أخيل، فأنت بطل، والأبطال أمثالك لا يرهبون الموت، والبطل الذي لا يجرع الكأس طافحة في حومة الوغى يموت موتةً لا تشرفه. . . فأطمئن! إنما ذكرت لك ذلك لأن لي رجيةً عندك أتمنى لو أديتها لي. . . ذلك أن توصي أن تدفن رفاتك في نفس الرمس الذي يضم رفاتي، لنظل آخر الدهر متقاربين، كما كنا أول الدهر متقاربين، ولنقضي أحقاب الموت في مربعٍ معاً، كما قضينا شرخ الشباب في ملعبٍ معاً. . .

إيه يا ذكريات الماضي السعيد!

أبداً لن أنسى يوم حملني مولاي الأمين أمفيداماس من نجاد أوبوس إلى بلاط بليوس، حيث نشأت وترعرعت في نفس الكنف الذي ترعرعت فيه يا أخيل. . . . وأبداً لن أنسى هذا الحنان الذي كانت تغمرني به ذيتيس، أمك الرؤوم، حتى أشتد ساعدانا، وسار الركبان باسمينا في كل ناد. . .

هلم يا أخيل. . . أنهض يا زعيم الميرميدون. . . وأذكر ما قلته لك. . .)

ويذرف أخيل عبرة غالية، ويجيب بتروكلوس فيقول:

(بتروكلوس! إلىّ يا أعز الناس عليّ! سأفعل كل ما تريد، ولكن. . . أقترب. . . قليلاً. . . لنسرّ من أحزاننا يا أخي! هب لي أن أعانقك فأنا مشوق إليك!)

وهب من نومه مذعوراً مادَّاً ذراعيه لعناق بتروكلوس، ثم ضمهما فجأة. . . . . ولكن!

وا أسفاه!. . . لقد ضم أخيل إليه الهواء. . .! لأن الشبح العزيز قد ولى بعيداً عنه. . . هناك. . . هناك. . . في ظلمات السُّفْل. . . في ديجور الدار الآخرة. . . في مملكة بلوتو الجبار. . . . حيث الأرواح والأشباح. . . . وحيث العذاب والنعيم. . .!!

وصرخ الزعيم المفئود صرخة زلزلت عماد المعسكر، وأجتمع لها القادة مشدوهين مروّعين، وروعهم أكثر هذا الحديث الطويل عن الرؤيا المشجية، فأنفذ أجاممنون الملك عصبة قوية إلى غابات الصنوبر والشاهبلوط القريبة، فجمعت أحمالاً ثقالاً من جذوع الأيك وحطام الدوح اليابس، وأقبلت فكومت ما جمعت كومةً واحدة عالية؛ ثم أمر أخيل جنوده فاصطفوا حول الكومة بعُددهم وخيولهم وعرباتهم، وأقبل فوج منهم يحمل جثمان بتروكلوس، موارًي في شَعرٍ كثير أنتزعه الفرسان من رؤوسهم حزناً على قائدهم بالأمس؛ وكان أخيل يتعثر خلف القتيل وقد حطمه الحزن ورأزته المصيبة في أعز أصدقائه، وغشيه من الهم ما لو كان بعضه بوَضحِ الضحى لأحالة ليلاً من الوجد مظلماً. . . ونزع شعر رأسه هو الآخر فغطى به وجه صاحبه، ومد ذراعيه المرتجفتين فرفع الجثمان الطاهر، يعاونه نفر من الميرميدون، ووضعوه فوق الكومة التي تسامت وسمقت حتى غدا ارتفاعها مائة قدم أو تزيد. وأمر أخيل فذبحت ألوف من العجول والخنازير والنّعم، ونزعت عنها شحومها جميعاً، فوضعها بيده على الكومة من حول بتروكلوس، ثم أشار إلى حَمَلةِ الزِّقاق فطفقوا يصبون الزيت والعسل المصفى ليزيد في ضرام الوقود.

وأرتفع ضجيج بعيد وضوضاء، فتلفت القوم، وإذا فريق من الميرميدون يسوقون الشبان الطراواديين الاثني عشر، الذين أسرهم أخيل في ملحمة الأمس، وقد كبلوا في الأصفاد ورهقتهم قترة مظلمة من الروع والحزن؛ فلما شارفوا، تقدم أخيل المغضب الحنق، فأستل خنجره، وشرع يمسح بأعناقهم ويبقر بطونهم، ويروي سنانه من قلوبهم. . . . . والبشرية البائسة تتلفت يمنة ويسرة. . . . وتتعذب. . . . وتبكي!!

وأمر الزعيم فصفت الضحايا الاثنتي عشرة من حول الكومة أما هكتور! فقد حدجه أخيل بنظرة ساحرة، وأقسم ألا يحرق جثمانه فينفذ روحه إلى هيدز، بل يتركه ثمة حتى تنوشه الطير، وتأكله كلاب البرية، وتلقي عظامه في اليم، غير كريمة ولا مرجوّة!

بيد أن منظراً عجباً خلب الباب القوم، وأذهلهم عن أنفسهم. . . . ذلك أنهم رأو إلى شبح جميل أبيض، يصب دهن الورد فيجعل منه حَنُوطاً مباركاً لجثمان هكتور، ورأوا كذلك إلى ضبابة ذات أفياء وظلال باردة تقف من فوقه فتذود عنه أشعة الشمس المحرقة حتى لا ينتن أو يتعفن. . .!

ماذا؟؟! آه! إنها فينوس الوفية التي تصب دهن الورد فوق هكتور، وإنه أبوللو المحزون الذي ينشر الضبابة من فوقه تحميه من الشمس وتذود عنه حرارتها!!

وصلى أخيل صلاة قصيرة، ونذر لآلهة الريح، إذا هي أقبلت تروح على النيران حتى تذكو، أن يذبح لها ويقرب لها القرابين! وما كاد يفرغ من صلاته، حتى تقلب البحر وأضطرب، ومار اليم وأصطخب، وثارت العاصفة الهوجاء في بطن الدأماء وأقبل زفيروس واخوته آلهة الريح فحاصروا الكومة، وما هي إلا لمحات حتى كانت ضراما في ضرام، ولظّى يتأجج في لظى وسكنت اللهب، وخفت أوار النار، وتقدم أخيل وَحَملة الزِّقاق فصبوا على الجمر خمرا حتى خبأ.

وتقدم نفر فرفعوا رفات بتروكلوس وهم يبكون، وأقدم أخيل فوضعها بيديه في إران من الذهب، وأشار إلى بعض أصحابه فحفروا في الأرض حفرة كبيرة عميقة، فأسرع هو فوضع الاران فيها، بين أنين الجند، وبكاء القادة، وزلزلة الأرض والسماء. . .!!

وهيل التراب على الميت، وعمل الكل في ذلك حتى كانت كومة عالية من الردم، ستظل آخر الدهر رمز البطولة الخالدة، وتحية الدار الآخرة لهذه الدنيا المشحونة بالأشجان!!

وكان من دأب الهيلانيين إذا مات أحد أبطالهم أن يُحرّقوه كما حرّقوا بتروكلوس، ثم تتلو ذلك حفلة ألعاب يشترك فيها أبطالهم، ويساهم فيها الجندي الصغير إلى جانب القائد العظيم، وقد يفوز عليه فينال الجائزة من دونه، وكانوا يعدون هذه الحفلة تتمة للجناز لا يكمل إلا بها؛ فلما انتهوا من إقامة الشعائر الدينية للشهيد الكبير نهض أخيل فأعلن القوم ببدء حفلة الألعاب، ثم دعا للمشاركة في سباق العربات الحربية، وعدّد الجوائز فذكر أن للفائز الأول غانية من أبرع غانيات طراودة جمالاً، وأوفرهن حسناً، وأنبغهن في القيام بشؤون المنزل، ثم آنية عظيمة من الذهب الخالص، غالية الثمن، عالية القيمة، لا تقدر بمال لما بذل في زخرفتها ونقشها من فن، وما أضفي عليها من عبقرية. وأن للفائز الثاني مُهرةً صافناً تسبق الريح وتلحق البرق؛ وللثالث كوباً من الفضة الناصعة، عظيم القدر، غالي الثمن. وللرابع بدرتين من الذهب الأبريز. وللخامس إبريقاً فضياً للخمر، وكأسين للشراب. . . .

وأشترك في هذا السباق لهاذم أبطال الإغريق، وصناديدهم الصيد؛ وكان أول من نزل إلى الحلبة يوميلوس الملك أبن أدميتوس العظيم، وتلاه ديوميد الحلاحل أبن تيديوس؛ ثم منالايوس سليل السماء، وفرع الآلهة بن أتريوس الكبير؛ وكان رابعهم أنتيلوخوس المشهور بن نسطور الحكيم، الذي أخذ أعين القوم بقامته السامقة، وعودة اللدن، وقوامه الأهيف السمهري الممشوق، والذي تقدم إليه أبوه فقبّله في حر الجبين، وزوده بنصائحه الغوالي؛ وكان خامسهم مريونيس الهائل، صاحب الذكر البعيد والشأو الرفيع في كل مثار نقع وفي كل ميدان.

وكان على الفارس العظيم فونيكس أن يلاحظ السباق، فكان في مركزه هذا حكماً عدلاً وقاضياً ماهراً. . . .

وأعطى أخيل الإشارة. . . فانطلقت الجياد تزلزل الأرض، وتثير عجاجة قاتمة من ثرى الميدان، وتضرب الصخر بحوافرها فينقدح الشرر، ويميد جانب الجبل، وتتصل أبصار القوم بالريح الذي يتعثر في أدبار الخيل، ويتحسس كل منهم قلبه، متمنياً قصب السبق لصاحبه الذي هو من شيعته. . . ثم. . . تتدخل الآلهة في هذا اللهو البريء فتغير دفة المقادير، وتتحمس مينرفا للبطل العظيم ديوميد، حينما ينزع أبوللو السوط من يده ويلقي به إلى الأرض، فتعيده إليه؛ وتلحظ أن أبوللو يصنع هذا ليظفر يوميلوس ويفوز بالسبق، فتذهب من فورها إلى أبن أدميتوس وتنزع إحدى عجلتي عربته، فيهوى البطل ويوشك رأسه أن يتحطم على الجلاميد المتراكمة على جانبي الطريق. . .

وتعدو الخيل. . .

وتخفق قلوب القوم. . . ثم ينظرون فيرون إلى ديوميد قد أنهى الشوط، ونزل من عربته فصافح فونيكس، وأستحق بذلك الجائزة الأولى.

وتلاه أنتيلوخوس، ثم منالايوس الملك، ثم مريونيس، وكان أبطأهم.

وسكن القوم قليلاً، وإذا هم يبصرون يوميلوس المقدم يسوق جياده، وخلفها عربته التي حطمتها مينرفا، فيثير مرآه قهقهة عالية وصخباً؛ لا يقطعهما إلا أخيل بصيحة داوية تعيد إلى الملأ وقارهم، ويقضي ليوميلوس بالجائزة الرابعة (لأنه لولا الحظ العاثر كان صاحب الجائزة الأولى!!)

واشرأبت الأعناق حين أعلن أخيل عن دورة الملاكمة وشارك فيها من الأبطال إبيوس بن بنوبيوس؛ فتى مفتول السواعد مكتنز العضل، رحب الصدر، له قبضتان كأنهما حراشف جذور بارزة من جذع شجرةٍ، ألقت بها الريح في يوم عاصف، ونهض إلى جانبه شاب قوي بادي البأس، لم يلبث القوم أن عرفوا فيه يوريالوس بن مسيتوس، الذي طالما شارك في أولمبيات الملك أوديبوس وكان أبداً فتاها وفارس حلبتها.

وأعطيت الإشارة فأنقض الأسد على الأسد، وأرتطم الجبل بالجبل، ولبث البطلان يكيل أحدهما للآخر لكمات كانت تقشعر لها أبدان الآلهة، وتنتفض من هولها أفئدة الرجال، ثم لاحت فرصة للبطل إبيوس كال فيها لخصمه لكمة في ذقنه ألقته فوق أديم الأرض بين هتاف الجند وضجيج القادة، وبذا أستحق إبيوس الجائزة الأولى، وهي بغل أشهب مسرج، في شدقيه لجام من الحديد، يتصل به عنان من الفضة. أما يوريالوس فقد أفاق من اللكمة القاسية لينال كأسين جميلتين أُعدتا للفائز الثاني. . .!

وأرهفت الأسماع حين نهض أخيل يعلن دورة المصارعة التي لم يجرأ أحد أن يتقدم أليها حتى أوشك زعيم الميرميدون أن يلغيها لو لم ينهض أوليسيز ويتبعه أجاكس متثاقلين!!

وأهطعت الرقاب ذاهلة نحو الزعيمين الهولتين، وشخصت الأبصار ترى إلى الجبل يأخذ بتلاليب الجبل، والبحر ذي العباب يصاول البحر ذا العباب، والشهاب الراصد يندق على الشهاب الراصد؛ لا هذا ينال فرصة من ذاك، ولا ذاك يرى ثغرة منها إلى هذا، والقلوب أثناء ذلك تخفق وتخفق، والقشعريرة الباردة تشيع في أصلاب هؤلاء وهؤلاء، كل يتمنى أن يفوز رجله. . . . . . حتى ثارت عجاجة حول البطلين انجلت عنهما صريعين فوق الأرض، لم ينل أحدهما من الآخر!! فكان القضاء العادل من السماء!

وحاولا أن يعودا إلى صراعهما الأول، فحال بينهما أخيل. . . لأن الدورة كانت لا تنتهي إذن. . . فكان بحسبهما أن ينالا جائزتين متساويتين!!

وبدأ سباق العدّائين، واشترك فيه أوليسيز وأجاكس أيضاً، ثم أنتيلوخوس الذي استطاع أن يفوز بالجائزة الأولى، لما كان يبدو على منافسيه من نصب، من جراء صراعهما السابق.

وتبع ذلك سباق المبارزة، وشارك فيه أجاكس أيضاً ثم ديوميد العظيم، الذي استطاع بعد لأي أن يجرح خصمه في عنقه، فينبثق الدم من الجرح، فينال الحزام الفضي بذلك!

ثم كان حمل الأثقال وهو سباق محبوب من الإغريق كثيراً، وقد شارك فيه بوليبوتيس وإبيوس وليونتيوس. . . ثم. . . أجاكس. . .! وفاز أولهم بالجائزة الأولى. . .

وتلا ذلك سباق الرماية، وأشترك فيه البطلان تيوسير ومريونيس، وفاز الأخير بأسنى الجائزتين للبراعة الفائقة التي أبداها في إصابة الغرض (وكان حمامة تنطلق وتنطلق. . . حتى تكون خلف السحب. . .!!)

وكان السباق. . . وها سباق إصابة الغرض بقذف الرمح، وقد تقدم إليه قائد الحملة العظيم. . . أجاممنون الملك. . . ثم. . . مريونيس الشجاع وأحد أتباع الملك إيدومنيوس. . . . . . وقد هال أخيل أن ينافس أحد قائد الحملة، فتقدم إليه معترفاً بتفوقه على الجميع في كل شيء، وقدم له الجائزة الأولى. . . ثم قدم الرمح لمريونيس. . . وكانت مجاملة طيبة من أخيل تقبلها الجميع بثغور باسمة

(لها بقية)

دريني خشبة