مجلة الرسالة/العدد 12/من طرائف الشعر
→ في الأدب العربي | مجلة الرسالة - العدد 12 من طرائف الشعر [[مؤلف:|]] |
في الأدب الشرقي ← |
بتاريخ: 01 - 07 - 1933 |
كليوبطرة تناجي القصر
قطعة نظمها شاعر الخلود شوقي بك في رواية كليوبطرة ثم بدا له فأسقطها منها فلم تنشر.
أيها القصر أترْعى عهدنا ... وتفي أن عز في الناس الوفى؟
لا تضع عندك أسرار الهوى ... واختزنها في الزوايا والحني
واتخذ ختماً على أشيائه ... إن أشياء الهوى كنز سنى
ذكريات كلما حركتها ... ضاع من جدرانك المسك الزكي
قُبَل: لم يحصها إلاّ الهوى ... طِبنَ بالصبح وطيّبن العشى
يجد الجسم لها همساً كما ... خفق السنبل أو رن الحلى
وعناق كالجفون اشتبكت ... والغصين التف باللدن الطري
أيها القصر انقضى عرس الهوى ... وطوى الأصباح ليل الأنس طي
وقديماً في الليالي لم تدم ... بهجة العرس ولم يبق الدوى
القرآن والتعليم
عرض مشروع التعليم الإلزامي على مجلس الشيوخ فاقترح الأستاذ حسين والي حفظ القرآن لتلاميذ التعليم الأولى. فهز ذلك من صديقنا الهراوي فبعث إلى الرسالة بهذه الأبيات:
قل (لوالي) عُوذت بالقرآن ... هل درى نبل قصدك المجلسان؟
وقفةُ منك للكتاب والدي ... ن تولى تسجيلها الملكان
ليت شعري والخُلق في الناس فوضى ... هل له وازع سوى القرآن؟
نحن في أمة تداركها الل ... هـ بلطف ورحمة وحنان
خدَعتها حضارة الغرب حتى ... كان منها عداوة الإيمان
فانبرت للفسوق والنكر والبغ ... ي جميعا والإثم والعدوان
فإذا لم يكن من الدين حصن ... تتمادى في الغي والعصيان
إنّ هذا القرآن يهدي إلى الرش ... د ويدعو لصالح الإنسان
أصلح الله سعيكم هل أبيتم ... أن تمدوا القرآن بالسلطان؟ لا تقولوا: في الحافظين غناء ... بعض هذا! فما تفيد الأماني؟
غير مجد أن يحمل الوحي صوت ... يتغنى للأجر والإحسان
نحن نبغي القرآن علما وفهما ... يخلقان الكمال في الشبان
نحن نبغي القرآن لفظا ومعنى ... فهو صقل الحجا وصقل اللسان
نحن نبغي القرآن دينا ودنيا ... يتجلى في هديّه الحسنيان
ليس مثل القرآن سحر من اللف ... ظ وهدى وحكمة في المعاني
نحن نبغي القرآن في معهد الدر ... س وفي كل منزل ومكان
الهراوي
رويدك قلبي
صبا القلب من شوق وحنّ إلى مصرا ... رويدك قلبي لا حنين ولا ذكرا
تشوقك مصرٌ لا فؤاد بها إلى ... لقائك مشتاق ولا كبد حرّى
تركتُ بمصر قبل بيني وديعة ... من الود فاستولى عليها الردى غدرا
وما حفظت مصر ودادي ولا رعت ... بعادي ولا صانت كما خلتها السرّا
فؤاد رحيم كان مس حنانه ... أرق على قلبي من القطر أو أسرى
حننت له حينا وشاطرته الجوى ... وحنّ إلى عودي وشاطرني الذكرى
ولو دام لي في مصر عذب وداده ... لما اسطعت بعد اليوم عن أرضها صبرا
سلا اليوم ذكري في الثرى وتفردت ... بحمل الأسى والشوق مهجتي الحسرى
أحن له ما راح دهري واغتدى ... وما عشت أبلو بعد أمر له أمرا
وأسقي بدمعي ذكره كلما هفا ... وهاجت بصدري لوعة تلهب الصدرا
يعود إلى أوطانه كل نازح ... فيحمد ظلا في حماها ومستذرى
وأحيا غريبا طول عمري مفردا ... رجعت لمصر أو تناءيت عن مصرا
لندن. فخري أبو السعود