الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 1024/شعر مختار

مجلة الرسالة/العدد 1024/شعر مختار

بتاريخ: 16 - 02 - 1953


رباعيات

للدكتور عبد الوهاب عزام

ينبع الشعر والشواغل شتى ... كانبجاس الزلال بين الرمال

أبصر الماء صافياً لست أدري ... كم فياف سرى بها وجبال

قد عبدنا حدائق الحسن في الأرض ... ترينا الثمار كل شهي

وكبرنا عن أن نسف إليها ... فمضينا كطائر وحشي

قلت لليل كم بصدرك سر ... أنبئني ما أروع الأسرار؟

قال: ما ضاء في ظلامي سر ... كدموع المنيب في الأسحار

قد تهاوى إلى الحضيض أناس ... وخذوا حين حوسبوا بالظواهر

ليت شعري فما يكون أناس ... ما يكونون يوم تبلى السرائر؟

قالت النفس لا تسل لست أدري ... في خضم الحياة بالمقصود

غير أني أرى شراعاً وريحاً ... ومناراً يلوح لي من بعيد

لا يبالي الأخيار في هذه الأر ... ض بباغ ومفتر وحسود

لو يبالون لم يشقوا طريقاً ... بين هذى الآفات نحو الخلود

كم سمعنا وكم رأينا عجيباً: ... في أناس طبيعة الحرباء

فهم يبدلون لوناً فلوناً ... في غداة وضحوة ومساء

لا ترج الثواب عند عباد ... خاب من يرتجي ثواب العباد

كم يجازون بالإساءة إحسا ... نا وبالكفر ما لقوا من أيادي

لا يعادي الإنسان كلباً عقوراً ... أو يخاف الملام إن فر منه

كم عقور من الأناسي فأحذر ... هـ ولا تخز إن تباعدت عنه

علماء الزمان في درجات ... لا من العلم بل من الأموال

إنما هذه الوظائف أثم ... ن بها قومت قدور الرجال

عبد الوهاب عز لقد (أنجبت) أرض الكنانة منقذاً

للشاعر الفلسطيني الأستاذ مصباح العامودي

معاذ العلا أن تقبل الخسف مورداً ... وتغدو مسوداً بعد أن كنت سيدا

وحاشاك أن تحيا على الناس عالة ... وتهجر ميدان الكفاح وتقعدا

وأنت الذي أحنى له الدهر هامه ... وسطر للأمجاد سفراً مخلدا

بنى فوق هام الشهاب أهرام مجده ... ومن مهج الأبطال صرحاً مشيدا

أغرت على الأهوال سهما مسدداً ... وصلت على الأحداث سيفاً مجردا

فأوشك ثغر الصبح يفتر باسماً ... وكاد طريق النصر يبدو معبدا

ولكن (شيوخ) العرب (لله درهم) ... أبوا لك إلا أن تكون مشردا

عجبت لكم فيم التفاخر بينكم ... فهل ظل غير (البيت) أن يتهودا

ويا ليت هذا البيت أضحى مهدماً ... وصينت لنا الأغراض بيتاً ومسجدا

تشاء بيوت الله إما تهدمت ... وما انهار من أعراضنا لن يشيدا

محرر وادي النيل إعجاب شاعر ... يرى فيك للإسلام عزاً وسؤددا

فلسطين لن تنساك براً بأهلها ... حيفا ولن تنساك عوناً ومنجدا

وأن دماً أهرقته فوق تربها ... سيبقى على الأيام هدياً ومرشدا

لنا فيك آمال كبار أجلها ... قبولك جيش اللاجئين مجندا

نشارك في تحرير مصر وحسبنا ... نرد جميلاً أو نموت فنحمدا

فنحن وهبنا المجد ما في أكفنا ... ونحن مهرناه نفوساً وأكبدا

إذا دعت العلياء يوماً فإننا ... لأول شعب مستجيب إلى الندا

بلادي لك البشرى ولي فرحة اللقا ... ظلامك قد ولى وصبحك قد بدا

فقد (أنجبت) أرض الكنانة منقذاً ... وقد بعثت كف السماء (محمدا)

غضبة ريح الشمال

للأستاذ محمود عماد لبثت الدهر يا ريح الشمال ... رخاء سجسجاً في الانتقال

يناشدك العليل شفاء داء ... ويسألك الحزين صفاء بال

فكيف غدوت عاصفة تذري ... ديار القوم تذرية الرمال؟

كأنك مارد شرس غضوب ... يروع بالمزيف وبالصيال

تركت البر بحراً ذا سفين ... ولج البحر براً ذا جبال

فأغرق طائر إذ طار خوت ... إلى شجر بأقصى الشط عال

وأفلتت الشباك الصيد إلا ... أوابد من نساء أو رجال

ولاقى الغرب ما لاقاه منه ... أخوه الشرق من سوء الفعال

فمن للريح بالتأديب أوحى ... وعلمها التفوق في النزال؟

وأشهدها بمصر وإندنسيا ... وفي مراكش هول النكال؟

لئن جاز الشمات لنا شمتنا ... وقلنا عشت يا ريح الشمال!

ويا ريح الجنوب ترسميها ... غلواً في الدمار وفي الوبال

ولكنا لآدم انتسبنا ... إذا انتسبوا إلى وحش الدغال

وأن يعوزهمو خلق جميل ... ففي أخلاقنا سمة الجمال

فيا ريح ارحمي الظلام مما ... به نكبوا الأواخر والأوالي