مجلة الرسالة/العدد 1021/أَخْبَار أدَبِية وَعِلْمِية
→ مُحَاضَرَاتٌ وَمُنَاظرَاتٌ | مجلة الرسالة - العدد 1021 أَخْبَار أدَبِية وَعِلْمِية [[مؤلف:|]] |
آرَاءٌ وَأنْبَاءْ ← |
بتاريخ: 26 - 01 - 1953 |
مفردات ابن البيطار
أذاع الدكتور سارنللي أستاذ صحة المناطق الحارة في المعهد الشرقي نابولي وهو في الثانية والستين من عمره وحجة في تاريخ الطب في الشرق الأوسط أنه اكتشف في طرابلس مخطوطا عربيا قديما يؤيد القول بأن ابن البيطار الطبيب العربي الكبير الذي اشتهر في القرن الثالث عشر بعلم العقاقير والأعشاب لم يكن واضع (كتاب الأدوية المفردة) بل كان شارحا له ومعقبا عليه.
وصرح الدكتور سارنللي بأنه كان على الدوام متفقا في الرأي مع الأستاذ ماكس مايرهوف أحد أساتذة جامعة القاهرة الذي كان يعتقد أن كتاب ابن البيطار ليس إلا نسخة مقرونة بملاحظات للكتاب الذي وضعه في القرن الثاني عشر الفيلسوف العربي الأندلسي أبو جعفر أحمد أبن محمد ابن السيد الغافقي الذي ضاعت نسخته الأصلية.
استغلال أشعة الشمس في توليد الحرارة وإدارة الآلات!
سيلقي المسيو فيلكس ترومب مدير المركز الوطني للأبحاث العلمية ومنشئ (الفرن الشمسي) الوحيد الذي يعمل في فرنسا، محاضرة يوم 22 يناير عن الحالة الحاضرة لاستغلال طاقة الشمس، وما يحتمل أن يحقق في هذا المضمار في المستقبل.
وجدير بالذكر أن هذه الطاقة الجديدة تستغل الآن، بواسطة تركيز حرارة الشمس، في تسخين الماء وتعديل حرارة المنازل، ويمكن استغلالها في توليد القوة المحركة.
غير أن المسيو ترومب يوجه جهوده وأبحاثه إلى توليد حرارة مرتفعة جداً من الشمس، ويقوم بهذه الأبحاث، مع عشرين باحثا من أعوانه، في قلعة (مونلوي) بجبال (البرنس) على ارتفاع 1600 متر، وفي هذه المنطقة يقوم منذ عام 1949، أول فرن لجمع أشعة الشمس وتركيزها، وذلك لاستخدامها قريبا في النواحي الصناعية. . ويتكون فرن (مولوي) هذا من جهاز لتوجيه أشعة الشمس ومرآة من مركز لجمع الأشعة. وتبلغ حرارة هذه الأشعة، عندما يعكسها المركز من 3000 إلى 3500 درجة مئوية. فإذا وضع 50 كيلو جراماً من الحديد في هذا المركز انصهرت في أقل من ساعة.
ويعمل هذا الفرن ما بين 200 و 250 يوما في العام، ولكن إذا أنشئ مثله في أفريقيا فانه يستطيع أن يعمل 300 يوم في السنة.
انفجار علي بعد مائة مليون سنة ضوئية!
من أنباء بالومار بكاليفورنيا أنه حدث في طبقات الجو العليا وعلى بعد مائة مليون سنة ضوئية من الأرض انفجار يعادل انفجار القنبلة الهيدروجينية.
ويقول الفلكيون في معهد العلوم بكاليفورنيا أن الانفجار وقع حين اصطدام جسمان غازيان، وقد أيدت المراصد في إنجلترا واستراليا وقوع هذا الانفجار. .
ويقول العلماء إن الانفجار أطلق قوة مقدارها أربعمائة ترليون كاترليون كيلوات (أي أربعة أمامها اثنان وثلاثون صفرا) وهو ما يفوق قوة جميع محطات الراديو في العالم مجتمعة.
جائزة جونكور
فازت بجائزة جونكور الأدبية الفرنسية الكاتبة البلجيكية (بياتريكس بيك وهي وإن كانت بلجيكية من أبيها الذي كان ميالا للأدب ويصدر مجلة أدبية في بروكسل إلا أنها ونشأت وتعلمت في فرنسا.
ولدت بباتركس في الثلاثين من يوليو عام 1914 فهي الآن في الثامنة والثلاثين من عمرها. وبعد عامين من مولدها أي عام 1916 مات والدها. وعندما أتمت دراستها الثانوية التحقت بكلية الحقوق في جرونوبل حيث تعرفت إلى زميل روسي لها في الدراسة فتزوجت به وهجرت دراستها أثر زواجها عام 1936. وعند إعلان الحرب العالمية ذهب زوجها ليحارب في صفوف الجيش الفرنسي ولم يلبث أن توفي عام 1940. وقيل إنه انتحر في ميدان القتال. ولقد كانت هذه الصدمة وما تلاها من المتاعب التي عانتها بياتريكس لتكسب عيشها وتعول ابنتها أثر كبير في توجيه تفكيرها وطبع أدبها باللون الخاص الذي امتاز به.
فقصتها الأولى (بارني التي ظهرت عام 1948 وقصتها الثانية (موت شاذ التي ظهرت عام 1950 ثم قصتها الأخيرة (القس ليون موران التي أصدرتها عام 1952 وفازت من أجلها بالجائزة الكبرى. هذه القصص الثلاث ما هي إلا صورة من حياتها الخاصة التي عرضت فيها أفكارها بصراحة تامة وأسلوب صارم غير عابئة بذلك التنميق أو المواربة التي يلجأ إليها الفن القصصي حتى عندما يكون رسما للحياة الخاصة للمؤلف.
وأكبر الظن أن المحن التي عانتها بياتركس بيك بعد موت زوجها والأعمال المهنية التي اضطرت للقيام بها لتكسب عيشها هي السبب الأول في تلك الصراحة العنيفة التي نلمسها في أدبها. فلقد عملت بياتربكس عاملة في مصنع وخادمة وكاتبة على الآلة الكاتبة في مكتب للتأمين ثم طاهية. وكانت أثناء كل ذلك تحس أنها أسمى من الأعمال التي تؤديها فلم تستسلم لضربات القدر. كانت تحس بأن في داخلها أفكار كثيرة في حاجة إلى أن تدون وأنها بهذه الأفكار كثيرة في حاجة إلى أن تدون وأنها بهذه الأفكار تستطيع أن تكون كاتبة ممتازة.
وفي عام 1947 حانت أول فرصة إذ كانت تعيش هي وابنتها في إنجلترا عند بعض أقربائها الذين قبلوا إيواءها في مقابل أن تعمل طاهية للمنزل. وهناك كانت تختلس بضع دقائق كل يوم لتكتب قصتها الأولى (بارني) حيث قصت ذكريات شبابها الأول ودراستها في كلية الحقوق بجرونوبل وموت أمها ثم مقابلتها للطالب الروسي نوم تسايرو الذي تزوجته فيما بعد. وفي هذه القصة لم تترك بياتريكس شيئا لم تقله مما اعتبرته الأسرة التي تعمل عندها جرأة لا تليق فطردتها من خدمتها.
وأخذت الكاتبة الناشئة ابنتها ورحلت إلى باريس حيث لا مورد لها. وفي غمار الفقر خطرت لها فكرة إرسال نسخة من قصتها إلى الكاتب الكبير أندريه جيد فلم يكد يقرأها حتى أرسل بطلب رؤيتها بعد أن لمس في كتابتها الذكاء والثقافة وحدة الذهن. فلما لقيها امتدح استعدادها وغمرها بتشجيعه ثم وجه لها نصيحته بقوله (حذار من العاطفية الحادة).
واستقرت حياة بياتريكس المادية إلى حد ما بعد أن اختارها جيد سكرتيرة له. وعندئذ بدأت قصتها الثانية (موت شاذ) وما هو إلا موت زوجها. ولم تكد تفرغ منها حتى بدأت قصتها الثالثة (القس ليون موران).
ومات جيد وعادت بياتريكس إلى الاضطراب المادي؛ ولكنها كانت قد آمنت بأن كسب حياتها لن يكون إلا عن طريق الأدب فانكبت على العمل حتى انتهت من قصتها التي فازت بأكبر الجوائز الأدبية في فرنسا ووضعت مؤلفتها في الصف الأول بين كتاب الأدب المعاصر.
ليونار دوفبنشي بقلمه
وضع الكاتب الفرنسي أندريه شسيتل كتاباً عن الفنان الإيطالي الخالد ليونار دوفينتشي واعتمد في تأليفه على ما كتبه الفنان نفسه من خواطر ومؤلفات مستخرجا منها أفكاره ونظرياته واكتشافاته التي بثها في مؤلفاته العديدة المتفرقة في مختلف المكتبات والمعاهد العالية الشهيرة ومنها مذكراته ورسائله إلى الملوك والحكام في عصره.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام يعالج كل منها موضوعا قائما بذاته ومصحوبا بتعليقات وافية من المؤلف. والقسم الأول وعنوانه (ملاحظات وخطابات) يشرح حياة ليونارد، فيتيش خطوة خطوة ويكشف مطامحه العلمية كما نقرأ فيه عدداً من الرسائل التي كتبها لبعض الأمراء يعرض عليهم فيها خدماته وما يمكن أن يقوم به من مشروعات. والقسم الثاني يبين ما قام به دوفينشي من مجهود كرسام ومقدار مصارعته لقوة الطبيعة وما كانت تحتويه عبقريته النادرة من موارد لا تنضب. كما يبين كفاحه في سبيل الكشف العلمي وكيف أوصله ظمأه إلى المعرفة أن يكون عالمي الفكر مترفعا عن القومية المتعصبة العمياء. وفي هذا القسم أيضا نرى نقد الفنان للعلم الزائف وتسفيهه له كما ترى نظريته الفريدة عن الكذب. أما القسم الثالث فقد خصص للأقاصيص والألغاز والأساطير التي رواها الفنان على ألسنة الحيوانان والتي يعبر فيها عن تحديه للطبيعة وتفكيره العلمي الواقعي البحث.
الجريدة الموسوعية
بمناسبة الاحتفال بمرور مائتي عام على إنشاء (الموسوعة) الفرنسية الكبرى. ذلك العمل الفكري الضخم الذي قام به ديدرو ودالامبير والذي كان له أعمق الأثر في تطور الفكر في أوربا الغربية أصدر الكاتبان الفرنسيان جوستاف شارلييه ورولان موتييه كتابا يبينان فيه أن هناك عملا فكريا آخر أتم الرسالة التي حققتها الموسوعة ولم يذكر فضله الذي يستحقه إلى جانب فضل الموسوعة. وهذا العمل هو (الجريدة الموسوعية) التي ظهرت من عام 1756 إلى عام 1793 تحت رياسة بيير روسو. فقد أقام روسو في لييح ثم انتقل منها إلى يوييون حيث أصدر جريدته التي كانت تظهر كل خمسة عشر يوما واستمرت على الظهور مدى ثلاثين عاما. ولقد اشترك في تحرير هذه الجريدة فولتير إلى جانب عدد من رجال الفكر الأحرار في ذلك العهد. وكان روسو يحلم بإصدارها في أن يجعل منها جريدة أوربا الأولى من حيث الرسالة التي تحملها في قيادة الفكر الحر وحمل علم التطور في عصرها. والواقع أن (الجريدة الموسوعية) ملتقى الأفكار التقدمية في كل من ألمانيا وإنجلترا وفرنسا. وقد استخرج المؤلفان من بين الثلاثمائة مجلد التي كونتها الجريدة في مدى الثلاثين عاما من ظهورها كثيرا من المستندات ليثبتا أهمية الجريدة والدور الخطير الذي قامت به في عصرها وهي مستندات تنير نواحي من الحياة الفكرية في القرن الثامن عشر لم يكشف عنها إلى الآن.
العيد المئوي لمكتبة لاروس
احتفلت مكتبة لاروس في الشهر الماضي بالعيد المئوي على تأسيسها وقد حضر الاحتفال جمع حاشد من رجال الفكر والأدب الفرنسي فجابوا أنحاء الدار الواسعة ومطابعها الضخمة. ومما يذكر أن مكتبة لاروس تصدر كل يوم إلى أنحاء فرنسا وسائر بلاد العالم ما يقرب من خمسين طنا من الكتب. أما معجمها الشهير فقد طبع منه إلى الآن ستة ملايين نسخة.
ولقد أعد لهذه المناسبة متحف (جريفاز) تمثالا من الشمع لبيير لاروس مؤسس المكتبة؛ وقد أزيح عنه الستار بحضور أحفاده الذين يواصلون تأدية الرسالة التي قام بها جدهم منذ مائة عام.