مجلة الرسالة/العدد 1010/ديوان مجد الإسلام
→ شلر | مجلة الرسالة - العدد 1010 ديوان مجد الإسلام [[مؤلف:|]] |
الأدب والفن في أسبوع ← |
بتاريخ: 10 - 11 - 1952 |
نظم الشاعر المرحوم أحمد محرم
وتعليق الأستاذ إبراهيم عبد اللطيف نعيم
تابع غزوة بدر
أودى (بعتبة) و (الوليد) و (شيبة) ... و (أمية) القدر الذي لا يدرح
وهوى (أبو جهل) و (نوفل) وارعوى ... بعد اللجاج (الفاحش المتوقح)
لما رأى (الغازي المظفر) رأسه ... أهوى يكبر ساجدا ويسبح
في جلده من رجز ربك آية ... عجب تفسر للبيب وتشرح
تلك السطور السود ضم كتابها ... أبهى وأجمل ما يرى المتصفح
إن لم يغيب في جهنم بعدها ... فلمن سواه في جهنم يصرح؟
أدركت حقك يا (بلال) فبوركت ... يدك التي تركت (أمية) يشبح
واف المطار ووال يا (ابن رواحة) ... زجل الحمام، إذا يطير ويسجح
هذا (ابن حارثة) يطوف مبشراً ... بالنصر يخزي الكافرين ويفضح
لما تردد في البلاد صداكما ... أمست قلوب المسلمين تروح
فكأن كلا معرس، وكأنما ... منه ومنك مهنئ ومرفح
قل يا (أبا سفيان) غير ملوح ... فالنصر يخطب، والسيوف تصرح
بيض على بلق، تساقط حولها ... سود مذممة تساف وترمح
ذهبوا، وأخلفهم رجاء زلزلوا ... فيه، فزال كما يزول الضحضح
أكذاك تختلف الزروع، فناضر ضافي الظلال، وذابل يتصوح؟
القوم غاظهم الصحيح، فزيفوا ... ومن الأمور مزيف ومصحح
خطأ الزمان فشا، فلذ بصوابه ... وانظر كتاب الخلق كيف ينقح؟
جاء (الإمام العبقري) يقيمها ... سنناً مبينة لمن يستوضح
صدى الوقعة في مكة
لما ترامت أبناء الوقعة إلى مكة فرح المسلمون كثيرا، وحزن المشركون حزناً شديداً، فأقيمت المآتم وجز النساء شعورهن، وكان ممن عاد إليها من بدر أبو سفيان ابن الحارث بن هشام، وقد تقدم ذكره في الملحمة الحائية، فلما أنبأ عمه أبو لهب بما رأى قال: لقينا رجالاً بيضاً على خيل بلق، قال أبو رافعمولى رسول الله ﷺ: تلك والله الملائكة، فضربه أبو لهب في وجهه ضربة شديدة، ثم احتمله وضرب به الأرض وبرك عليه، وأخذت السيدة لبابة عاموداً فضربت به رأسه فشجته شجة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب سيده؟ فولى ذليلا، ولم يعش بعد هذه الضربة سوى سبع ليال ثم مات:
وضح اليقين لمن يرى أو يسمع ... ولقلما تجدى الظنون وتنفع
النصر حق، والمنبئ صادق ... والويل للمغرور، ماذا يصنع؟
إخشع (أبا لهب) فإن تك ذا عمى ... فجبال مكة، والأباطح خشع
(مولى رسول الله) يضرب ما جنى ... ذنبا، ولم يك كاذباً يتشيع
هي يا (أبا لهب) كتائب ربه ... نزلت، تذل الكافرين وتقمع
أخذت (لبابة) للضعيف بحقه ... ومضى الجزاء، فأنت عان موجع
وشفته منك بضربة ما أقلعت ... حتى رمتك بعلة ما تقلع
قالت بغيت عليه، واستضعفته ... أن غاب (سيده) وعز المفزع
ما (بالعمود) ولا برأسك رببة ... إن الغوي بمثل ذلك يردع
حييت (أم الفضل) تلك فضيلة ... فيها لك الشرف الأعز الأمنع
الله أهلكه بداء ما له ... شاف، ولا فيه لآس مطمع
تمضي البشائر جولاً، وتجول في ... دمه السموم، فجلده يتمزع
أمسى المكاثر بالرجال مبغضا ... يجفي على قرب المزار ويقطع
أكلته صاعقة العمود، وإنما ... أكلته سبع بعد ذلك جوع
هم غادروه ثلاثة في داره ... لا الدار تلقطه، ولا هو ينزع
تتجنب الأيدي غوائل دائه ... فيدع بالخشب الطوال ويدفع
رجموه، لوكره السفاهة فارعوى ... ما ساء مهلكه، وهال المصرع
ما أكثر الباكين ملء جفونهم ... للجمع بالبيض البواتر يصدع
جز النساء شعورهن، وغودرت ... للحزن منهن الدموع الهمع رجعن مكروه العويل على أسى ... و (البيت) يشهد و (الحطيم) يرجع
والمسلمون بنعمة من ربهم ... فيها لكل موحد مستمتع
الله اكبر، لا مرد لحكمه ... هوربنا، وإليهمنا المرجع
يتبع