مجلة الرسالة/العدد 101/القصص
→ أبو الطيب المتنبي | مجلة الرسالة - العدد 101 القصص [[مؤلف:|]] |
من الأدب الإيطالي ← |
بتاريخ: 10 - 06 - 1935 |
من أساطير الإغريق
هيرو وليلندز
المأساة الغرامية المؤلمة
للأستاذ دريني خشبة
أرسلوها إلى الدير، طفلة بريئة النفس، طاهرة القلب، بسامة الثغر، وضاحة الجبين؛ كلما وضعت إبهامها في فمها تمصه، تمثلت فيها سذاجة الطفولة وجمالها ودعتها
ونذروها لفينوس، فكانت ربة الحب تنسرق في القمراء الصافية لترعى طفلها، ولتنفث فيها من رقى السحر ما تعدها به لمستقبل غرامي ملئ. وكان الكهنة يتفرسون في شفتي هذه الوديعة الصغيرة ألغازاً لا يدركون لها كنها، وأسراراً لا يفقهون لها معنى، إلا كنه الصبابة الحمراء تنثال فوق الثنايا الأربع البراقة، وإلا معنى القبل الناضجة يختلسونها كلما افترنا عن ابتسامة، أو انفرجتا لدغدغة أو تخميش
وشبت هيرو
وتفتح الورد في خديها الناعمين، واستيقظ النرجس في عينيها الناعستين، وضحكت فينوس في شفتيها الحمراوين، ونبت الخمل الحريري يطري صباها الغض، وشبابها الفينان! وعينت راهبة لفينوس في سيستوس، المدينة الخالدة، التي تربض على شاطئ الهلسنت الأوربي، قبالة أبيدوس، مدينة الأحلام، على الشاطئ الأسيوي
ولبثت الراهبة الرائعة تؤدي الطقوس والشعائر الدينية لربة الجمال والحب، في برج مشيد مشرف على البحر في قصر أبيها، ولبثت الشهرة تذيع محاسنها في المدينة الكبيرة، والصيت الرنان يتحدث عن جمالها بين الأهلين كما يتحدث الشذى عن ورده، والأرج عن رنده، حتى أصبح اسمها أغنية كل فم، وهتاف كل لسان
وسمع لياندر، فتى أبيدوس وأشجع شبابها، والذائد عنها في كل حومة، بهبرو الراهبة، فعجب أن تكون حقيقة كما يصفها الناس، وحسب أن المبالغة هي التي نفخت في شهرة هيرو، فلم يهتم لما سمع عن مفاتنها، وصرف ذهنه الشاب الفتى عن هذه الطوبى التي سلبت ألباب الفتيان، وغدت حلماً ذهبياً لكل مدله ولهان
ولكنه كان يزداد تذكراً للفتاة كلما بالغ في نسيانها أو تناسيها، وإذا صح أن الأذن تعشق قبل العين أحياناً، فلقد كانت أذن لينادر عاشقة وامقة، وما برحت تلح على قلب صاحبها بالعشق والمقة، وما برح يعرض عنها ولا يصغي لها، حتى أعلن في سيستوس عن حفل ضخم يقام في هيكلها تكريماً لفينوس وتقديساً، وأن الشباب من الجنسين مدعوون للمشاركة في الاحتفال بربة الجمال والحب، وليس أولى من الشباب بتكريم الجمال والحب!
وترامى خبر الاحتفال حتى بلغ الشاطئ الأسيوي في أبيدوس وحتى سمع به لياندر، فابتسم، وشعر في سويدائه بأول قبس من نار الحب، فألهب إحساسه وأشتعل قلبه، وملأ ضالعه شوقاً إلى هيرو وتحنانا
واعتزم المشاركة في الاحتفال، لا تقديساً لفينوس، ولكن لينظر إلى الراهبة الحبيبة التي ملأت خياله، وأصبحت مثله الأعلى الذي ينجذب دائماً إليه، مدفوعاً بالقوة الخفية الخارقة، خاضعاً للسحر المطوي العميق
وإذ كان اليوم المنشود، ارتدى الفتى أبهى ملابسه، وانطلق يحدث نفسه أماني الحب، ويتغنى أغرودة الجمال، وظل يحلم في طريقه إلى سيستوس بهذا الأمل اللماح، الذي يشبه في تحجبه في ثنايا المستقبل، قمر ليلة مكفهرة قمطرير، ما يفتأ يتخايل في تضاعيف السحب!
وعبر الهلسبنت في زورق أبيض جميل، مخسر ما بين العدوتين في ساعة كانت في فؤاد العاشق المشتاق أطول من أحقاب وأحقاب!
وقصد إلى الهيكل، وطفق يدافع الجماعات، ويزاحم الجماهير، حتى كان بين يدي هيرو
وكانت باقات الورد تتناثر من هنا وهناك تحت قدمي الراهبة الصغيرة التي استوت على منصة ترتفع قليلاً عن مقاعد المدعوين، مشرقة مؤنقة، كأنها زنبقة، ملتفعة بردها الحريري الأبيض، مكتثة بذراعها اللدنة الجميلة على سنادة المنصة، مقلبة عينيها الدعجاوين في الجماهير المتكببة حولها تلتمس البركات. . .
وكانت فينوس قد أقبلت من مملكة الأولمب تشهد المهرجان الحاشد، وتشبع خيلاءها باستملاء الشباب الهاتف باسمها، المترنم بعبادتها؛ وكان معها أبناؤها الغر الميامين، وفيهم كيوبيد وهرمونيا، فاختبأ في أبراج الهيكل، ولبثوا ينظرون إلى الملأ ويعجبون.
وأرسلت فينوس عينها الفاحصة في الملأ، فرأت لياندر العاشق يرنو إلى هيرو الراهبة، وتكاد عيناه تلتهمانها التهاماً؛ ولاحظت أن هيرو منصرفة عن الفتى المسكين لا تكاد تعيره نظرة، ولا تمنحه التفاتة، وهو مع ذاك مشرئب إليها، ينظر نظرات كلها عبادة وعيناه مغروقتان بدموع تكاد تنهمر
وتحرك حنان الحب في فؤاد ربة الحب، وأقسمت لتعاونني في هذا المشروع الغرامي العظيم!!
وذلك أن فينوس لم تكن تجيد الحب لنفسها فقط، بل كان يثلجها ويملؤها غبطةً أن ترى إلى عبرات المحبين، وتسمع إلى رنين القُبل في شفاه العاشقين؛ فأشارت إلى ولدها كيوبيد - رب الحب، وصاحب السهام الذهبية والقوس ذات الوتر العُرد - فأقبل عندها، وألقت إليه أوامرها. . .
فوتر كيزبيد قوسه، وتخيّر واحداً من سهامه، وأنتهز فرصةً من هيرو كان نظرها متجهاً فيها إلى لياندر، وأرسل إلى قلبها السهم الذي يحمل رسالة الحب، فدخله غير مستأذن، وملأه لوعةً وصبابة. . . وجُنَّت للحظتها بالفتى. . .
وتخبر كيوبيد سهماً آخر، وأرسله هدية حارةً، دامية، إلى فؤاد لياندر. وما كاد يستقر فيه، حتى أحس الفتى أنه لم يغد واحداً من هذه الأجسام الفانية الهالكة بعد، بل هو قد صار طيفاً نورانياً؛ وأحس مع ذاك بحب غمرٍ لم يكن له به عهد من قبل، جعله يفنى فناءً تاماً في هيرو الراهبة، التي نظر فألفاها تلتهمه هي الأخرى بعينيها وقلبها التهاماً!!. . .
لله يا حب ما أجملك، وما أبر فينوس بعبادتك!. . .
ودلف لياندر نحو المنصة، وتمتم بكلماتٍ خافتةٍ، (كأنما هي بَثُّ الورد للمطر!) يفهمها المحبون وحدهم، حين يتكلمون بأطراف الشفاء والعيون؛ فعلمت هيرو أن حبيبها يُقرئها حبه، ويسرُّها هيامه، ويرجو منها أن تمنحه ميعاداً يلقاها فيه على حدة، ويعبدها خلاله على انفراد.
وارتبكت هيرو، وتصارع في نفسها الخوف والحب؛ الخوف من أن يلحظ أحد راهبة فينوس تصبو، وبذلك يهوى احترامها إلى حضيض السخرية، والحب الذي تكتمه في صميمها للياندر، والذي أثاره فيها سهم كيوبيد، ولم إلا أن تنهر العاشق الملّح لينصرف، ولكنه ما يزداد إلا تعلقاً بها، وتشبثاً بما طلب إليها، ورجاها فيه، وتكون هيرو قد بلغت حالةً بين الهيام والإشفاق لا تحتمل، فتهمس إليه أن ينتظر حتى ينصرف الناس؛ فإذا انصرفوا، خلت إليه، وحدثته حديثاً موشى بالورد، مبللاً بدموع الحب، يختلط فيه أنين الآهات برنين الموسيقى. وتذكر له أن اتصالهما سيظل حباً في حب، وبكاءً في بكاء، ولوعةً في إثر لوعة، وزورة مختلسة تعقبها زورة مختلسة: (لأني راهبة كما تعلم، وأنا خادمة هذا لهيكل الفينوسي المقدس، وسأظل عذراء أبد الدهر، فلن ينتهي حبنا إلى هذا الزواج الذي أوثره وأتشهاه. فإذا كان الغسق يا حبيبي، وتألق النجم في كبد السماء يردد أنَّاتنا، فاقصد إلى شاطئ البحر عند أبيدوس، وأخلع ملابسك، ثم خض عباب الهلسبنت حين أعطيك إشارة من مصباحي، حيث أكون في برج قصرنا المشرف على البحر عند أقصى حدود سيستوس. فإذا وصلت، وستصل سالماً في رعاية فينوس، فهلم إليَّ فير البرج نلتذ آلام الحب، ونتغنّ أشجان الهوى، واضعة رأسي على صدرك أو واضعاً رأسك على صدري، شاكيين إلى الآلهة ما بنا من برحٍ حتى يطلع الفجر فنفترق، وتعود أدراجك إلى الشاطئ الأسيوي سابحاً، فإذا كان غد، عدت إليَّ لأفني فيك وأغمرك بالقُبل ولأ قرأ نفسك، وتقرأ في نفسي، كتاب الحب وآي الطهر. . . وبوركت فينوس!).
ولقد آثرت هيرو خطة الحذر في صلتها الغرامية بلياندر، لأن شطئان الهلسبنت كانت حرماً على السفائن والزوارق وسائر الجواري بعد ساعة من غروب الشمس، فلو قدر كب زورقاً وعبر به البوغاز، لعرَّض نفسه لأخطار جسام من بينهما عقوبة الإعدام دون محاكمة! لذلك لم يكن بد من أن يقطع البحر سابحاً كما رسمت له هيرو
(معبودتي! سأخوض العباب في سبيلك)
(وأطوي بحار الجحيم لو أنها تحجزني عنك)
(فلا الموج جياشاً باللهب، ولا الأعماق تقذف باللحم)
(ولا الفزع الأكبر في الأرض أو في السماء؛ ولا هذا ولا)
(ذاك يحول دون لقائنا يا معبودتي!)
فلما كان غد، وتوارت الشمس بالحجاب، وأقبل ليل العاشقين بشكواه ونجواه، يم لياندر شطر البحر، ووقف فوق رمال الشاطئ كأنه يعدها، ولبث يرقب البرج على العدوة الأخرى، وفي قلبه أمل مضطرب، وفي نفسه قلق مستمر، وملء يديه منى تملأ العالم بأسره!
وظل يذرع الشاطئ جيئة وذهوباً، وهو حين يروح أو حين ينثني، يحملق في البرج المشيد لا تريه عيناه عنه. وكانت الرياح تدمدم في جنبات الآكام الممتدة على الساحلين، والموج يزخر في غيران طوروس الشامخة، والبحر يقذف سراطينه على الكثبان البعيدة النائية، والسحب تتجمع وتتفرق كأنها موج الظلماء في خضم السماء. . .
وفجأة لمح لياندر بصيص النور في كُوى البرج الشاهق، فانفلت من ثيابه كأن الشعاعة تجذبه، ولم يعنه أن يمزق هذا الكم ويشق ذاك الجيب، ولم يبال أن يقذف بالقميص هنا وبالبرد هناك؛ ثم ينقذف في الماء ويأخذ في سباحته، ترفعه موجه حتى يحسب أنه يمسك النجم ويلمس السماء، وتخفضه موجة حتى ليخال البحر ينشطر بحرين، وهو في أعماق يؤانس التريتون، ويجالس الأوسايند!!
وكانت فينوس تنظر من علياء الأولمب وتلهو. . .
وما برح يصارع البحر والبحر يصرعه، وما برح يتقدم إلى أمام ويسحبه التيار إلى الوراء، وكلما خانته قواه نظر إلى البرج يتزود من بدره قوة، ومن القُبل الحارة التي تنتظره ثمة دفئاً ونشاطاً مجدداً!
وبلغ الشاطئ. . .
ووجد هيرو تنتظره كأنه الأمل المرتقب، والمُنية المرتجاة، فهرعت إليه استقرت في حضنه، ولبثت تتسمَّع إلى دقات قلبه الواجف الذي يخفق لأول مرة بموسيقى الحب!. . .
(وأمتد فم الفراشة المرتجف، يرشف رحيق القُبلة الأولى من الثغر الحبيب الذي تفتحت عنه جلنارة الحب)
وتمزقت السحب وتكشفت السماء، وأطلت النجوم ترنو إلى العاشقين المدلهين يتباثان ويتشاكيان، ويأخذان في لذة الهوى الطاهر، ونعيم الحب البريء. . .
وكانت فينوس تنظر من علياء الأولمب وتلهو. . .
ونسمت في الأفق الشرقي أنفاس الفجر، فنهض الحبيبان يودع أحدهما الآخر، ويتزودان للنهار الطويل من زاد الهوى نظرات وقبلات!!
وفصل لياندر، وأطلت هيرو من الكوَّة الصغيرة تنظر إليه وهو يداعب الموج والموج يداعبه، والزبد يلبسه ويخلعه. .
وفينوس تنظر وتلهو. . .
أشرقت الشمس وتوارت، وأقبل الليل وتنفس الفجر؛ وعصفت الريح أو هبت رُخاءً، والتمعت الشعلة تضيء للعاشق ظلمات العباب. . . واطمأن البحر إلى صاحبه حتى خاله أيسر من ظهر الأرض، فكان يطويه إلى مُنية نفسه وهويَّة قلبه في كلُّ موعد منتظر، ثم يؤوب على متنه حين ينصدع عمود الظلماء، وكأنه يمتطي من ظهور الموج الصافنات الجياد. . .
وكان فجراً شاتياً يكاد سنا برقه يخطف الأبصار، وزمزمة رعوده تهد جوانب الأفق، وكان البحر يتقلب ويرتعد كأنه زلزلة تأخذه من أعماقه، فأوجست هيرو خيفة على حبيبها، وتعلقت به، وراحت تغمره بالقُبل متوسلة ضارعة، ترجو منه أن يبقى بجانبها ولا يجازف بحياته في هذا اليم المصطخب، وهي تدبر له مخبأ يأويه ذلك اليوم، حتى تسكن العاصفة، وينام الماء. . .
وثارت النخوة في نفس لياندر، وشاعت الكبرياء في جسمه القوي المفتول، وأنف أن يجبن أما الطبيعة الساخطة الضبى، فطمأن هيرو واحتملها كالحمامة في يديه الجبارتين، وطبع على شفتيها المرتعشتين قبلة تجمعت فيها روحه كلها؛ ثم انفتل من بين ذراعيها الضعيفتين، وهرع إلى البحر فخوض فيه، ملتفتاً بين برهة وأخرى البدر الصغير المشرف عليه من الشاطئ. .
وفينوس البارة تنظر من الأولمب وتلهو. . .
وأحس في منتصف الطريق برعشة وإعياء، ولكنه كان يهتف باسم هيرو مرة، وباسم فينوس أخرى، فتنشط الثمالات القليلة الباقية من قوته الفانية. . . ورثت لحالة ربة الحب، فنفخت في ذراعيه المجهودتين حتى وصل إلى شاطئ ابيدوس مهدوداً محطماً. . . وتهالك على نفسه، فوصل إلى منزلة، وأوى إلى فراشه ليحلم بالموت المحقق الذي نجا منه منذ ساعة. . .
وغابت الشمس؛ ولكن العاصفة ما برحت تزداد شدة وعنفواناً، والبرق ما فتئ يطوي السماء، وكان كلُّ شيء ينذر لياندر بسوء المنقلب؛ ومع ذاك فقد نهض غير مستيئس، وقصد الهلسبنت فوقف بشاطئه يبتسم للأهوال التي يضطرب بها بطنه، ثم لمح الضوء ينبعث من كوى الكوخ. . . فخلع ملابسه، وبدأ رحلته. . .
وكانت فينوس لا تنظر ولا تلهو. . .
لأنها كانت عند حبيبها أدونيس الراعي الجميل تستمتع به، بعد إذ فضحها أبوللو في حبيبها مارس.
ولم يبل لياندر من البحر ما بلا هذه الليلة. . . فلقد كان الموج كأنه ألواح من الثلج تتكسر على ظهر الفتى المسكين، وتصدع ذراعيه، وترتطم برأسه. . .
ولقد كان الماء هذه الليلة كأن شيئاً من الصبر قد ذاب فيه؛ بعد إذ كانت ملوحته تستحيل شهداً في فمه، وعسلاً مصفى!
ولقد كان البرد ينهمل من السحب القاتمة والصقيع يساقط كندف القطن الأبيض، فيعلق بشعره لياندر، وينسج فوقه قلنسوة - ولا نقول تاجاً؟. . - من برودة الموت. . .
وجاهد العاشق. . .
وسبح باسم هيرو بين موج كالجبال، وليل كله ظلمات وا أسفاه!!
لقد نظر المسكين إلى البرج يتزود من نوره، ولكنه لم يرَ الشعاعة تتألق كما عوَّدته. . .
لقد أطفأنها الرياح الهوج فأطفأت في قلبه بصيص الأمل. . واستولى عليه خور الفجر السابق، ودهاه القنوط في عضلاته، فيئس منها جميعاً. . . وضاعف النكبة شرقة بالماء حين أراد أن يهتف باسم هيرو. . .
فغاص!. . .
ولفظه أيم جثةً هامدة. . . ثم ابتلعه ثم لفظه. . .
ثم انتصف الليل، وهيرو المشوقة حاملةٌ مصباحها الخافت، بعد إذ أشعلته ثانية، ولكن الساعات تمضي. . . ولا يصل لياندر. . .
وتنفس الصبح، فسارعت الراهبة الهيمانة إلى البحر، وحملقت في الماء. . . فأبصرت الجثة الحبيبة ترتطم بأصل البرج، كأنه حنين الجسم إلى أحلام الروح. . .
وصعقت هيرو. . .
ودارت بها الأرض، وانطفأت في عينيها مباهج الحياة بانطفاء أملها المشرق وبدرها البسام! فألقت بنفسها في الأعماق.
وما هي إلا لحظة، حتى كان الحبيبان مسجَّيين على سرير الماءُ مُلفَّفين في حرير الزبد!!
دريني خشبة