مجلة الرسالة/العدد 1000/رسالة الشعر
→ تحية جديدة للرسالة المجيدة | مجلة الرسالة - العدد 1000 رسالة الشعر [[مؤلف:|]] |
نشيد الخلاص ← |
بتاريخ: 01 - 09 - 1952 |
هوى الملك الباغي
للأستاذ محمود البشبيشي
بعزم (نجيب) أدراك الحق طالبه ... وروع صرح البغي وانهار جانبه
وأشرق وجه الشعب بعد عبوسه ... وولى زمان قد تمادت غياهبه
يسائلني صحبي وقد بهرتهمو ... من الجيش نفاثاته وعجائبه
لمن موكب كالرمح يمضي مسددا ... تحوم المعالي حوله وتواكبه
لمن قامة كالسيف يسطع عزمها ... تسير إلى الجبار صبحا تحاسبه
أذاك (نجيب) منقذ الشعب قد بدا ... تحف به أنصاره وكتائبه
فقلت، وقلبي دائم الخفق باسمه: ... أجل هو تحدوه العلا وتصاحبه
أجل هو سيف الله يمضي مظفرا ... إلى الملك الباغي، وتلك مواكبه
إلى ملك لم يرع للحق جانباً ... فقد شغلته نفسه ورغائبه
إلى ملك قد أثقلته ذنوبه ... وذاعت على موج الأثير غرائبه
وعاث بآمال البلاد وأهلها ... كما عاث في الكرم المباح ثعالبه
وقد عزه ما قد أعد وما درى ... بأن عيون الشعب يقضى تراقبه
فلم يغن عنه - والجيوش محيطة ... به ماله أو قصره ومساربه
أيحسب أن البطش يعصم تاجه ... وكيف؟ وجبار السماء محاسبه!
لقد طوقته الغاشيات فلم يجد ... أخا يفتديه أو صديقا يعاتبه
وما الجيش إلا نقمة الله أطبقت ... عليه فما تنجيه منها مهاربه
وكيف يرجى رحمة الله ظالم ... ويطمع في لطف الإله محاربه؟
فلا الجو ينجيه وقد زمجرت به ... من الجيش نفاثاته وضواربه
ولا البحر ينجي والبوارج رصد ... ولا البر منج والأسود طوالبه
كذلك بأس الله إن حاق بامرئ ... (ولو ملكا) ضلت عليه مذاهبه
هو الجيش لله القوي حفاظه ... وللوطن المحبوب تنضي قواضبه
لقد ظل دهرا يهتف الشعب باسمه ... ويزجى من الألقاب ما هو طالبه يسيء فيفضي الشعب حلما لعله ... يثوب وراء الصبر كبتا يغالبه
وقد عزه صبر الكرام وما درى ... بأن وراء الضبر كبتاً يغالبه
وقد حسب الدستور لهواه وملعبا ... يقربه حيناً وحيناً يغاضبه
وينساه أحيانا وحينا يهزه ... إليه حنان خادع ويداعبه
وكم همس الشعب الكريم ينصحه ... وفيقاً فحلت بالبلاد مصائبه
تمرد واستعلى على الشعب لاهيا ... فطور يرائيه، وطورا يشاغبه
وأملي له شيطانه فما له ... (نجيب) بجيش لا ترد مطالبه
وصبحه بالجيش فالنهار عزمه ... وأيقن أن الحق لا شك غالبه
وأدرك أن البغي يصرع أهله ... وأن الأماني العذاب كواذبه
ولاح له طيف المنون فراعه ... وقد برزت أنيابه ومخالبه!
فألقى إلى الجيش الأبي زمامه ... فما بات حتى غيبته مغاربه
واقلع عن أرض الكنانة خاسئا ... تشيعه آثامه ومعايبه
خدعنا به حينا فلما تبينت ... مثالبه جئنا إليه نحاسبه!
وإنا لشعب لا تلين قناته ... إذا استل سيفا لا تخون مضاربه
(إذا الملك الجبار صعر خده ... مشينا إليه بالسيوف نعاتبه)
محمود البشبيشي