مجلة البيان للبرقوقي/العدد 34/باب تدبير الصحة
→ تفاريق | مجلة البيان للبرقوقي - العدد 34 باب تدبير الصحة [[مؤلف:|]] |
باب النقد ← |
بتاريخ: 20 - 3 - 1917 |
تعاطي المسهلات
كثير جداً من يتعاطى المسهلات (الشرب) بسبب وبغير سبب وأكثر منهم من يتعاطاها عند الشعور بأي مرض وهذا نظام لا يخلو من خطر على المتعاطي قد ينتهي معه الأجل ولذلك أريد أن أنبه إلى الأحوال التي يجب انتظار رأي الطبيب فيها دون سواه منعاً لهذا الخطر.
(1) كل حمى تبتدئ بألم في الرأس والمفاصل والظهر مع بطء في السير سواء أصبحت بإمساك أو إسهال تفادياً من أن تكون الحمى تيفودية أو باراتيفودية حيث الخطر أكيد لا يمكن دفعه إلا بشق الأنفس.
(2) الآلام بطنية حيث يخشى من وجود التهاب الزائدة الدودية (الأعور) أو من التواء الأمعاء وانسدادها إذ المسهل في هذه الأحوال خطر مدلهم.
(3) الضعف العمومي حيث يخشى على المريض من الإغماء أو خمود القلب.
(4) والحمل - حيث يخشى من الإجهاض فالنزيف.
إهمال الجروح
(1) كثير من الناس من يهمل إصبعه إذا جرح وذقنه إذا أدمتها الموس وقدمه إذا قرحها الحذاء اتكالاً على أن الأمر ليس بذي بال ولو علم المجروح أن جرحه الصغير الضئيل الهين ربما جر عليه ما لا يستهان به كالحمرة ومرض التيتانوس حيث يدخل مكروبهما من ثغرة الجرح مهما صغر.
والحمى مرض يأتي بقشعريرة وحمى واحمرار وورم حول الجرح أو قريباً منه ولو كانت في الوجه لكان أمرها في غاية الخطورة والتيتانوس مرض تشنجي تتوتر معه العضلات الجسمانية كلها مبتدئة بعضلات العنق مع صعوبة في الإزدراد وتخشب في الجسم يصبح معه المريض كتلة جامدة لا حراك بها وهو من أشد الأمراض خطراً وفتكاً فيجب العناية بالجروح عناية تامة كإدمائها قليلاً عند حصولها وغمر الجرح في الكؤل النقي أو صبغة اليود ووضع شاش معقم عليها وتغطيتها من الملامسة والهواء.
البول
البول في حالة الصحة يكون مقداره في مدى أربع وعشرين ساعة شتاءً من 1200جرام إلى 1400 وصيفاً أقل من ذلك بكثير بسبب العرق ولونه يضرب إلى الصفرة رائقاً خالياً من الأوساخ والرواسب.
أما في الأحوال المرضية فإما أن يزداد مقداره وإما أن ينقص فيزيد في الأحوال الآتية: - البول السكري - البول العصبي - بعض أمراض الكلى والإمساك والخوف - الإدمان على الخمر.
ويقل في الأحوال الآتية: - الحميات - الإسهال - أكثر أمراض الكلى - أمراض القلب - أمراض الرئتين - أمراض الجلد العامة - بعض الأمراض العصبية - التأثرات النفسانية.
الأمراض
تصل الأمراض إلى جسم الإنسان بطرق مختلفة أهمها كما يأتي:
(1) بواسطة الماء: - الكوليرا - الحمى التيفودية - البلهارسيا - الديدان.
(2) الهواء: - السل الرئوي - القرمزية - الجدري - الحصبة - التيفوس - الدفتيريا.
(3) الغذاء: - التيفودية - الدفتيريا - الديدان - الدوسنطاريا - التدرن المعوي.
(4) الحشرات (الناموس - البق - البراغيث - الذباب) الحمى الراجعة - الحمى الصفراء - داء الفيل - الملاريا - التيفوس - الطاعون - مرض النوم.
(5) الملامسة: - أكثر الحميات - الحمرة - التيتانوس - الأمراض الجلدية - الزهري - السيلان.
الطفل
وفساد الهضم
من أسباب فساد الهضم عن الأطفال الرضع الفطامة المعجلة (قبل 14 شهراً) وحمل الأم أثناء الإرضاع والرضاعة الصناعية والتعرض للبرد وسوء خلق المرضع وعد انتظام الرضاع وأيام التسنين وإطعام الطفل أي طعام غير لبن الأم ويبتدئ المرض عند الطفل بتكرار الفواق الزغطة فالميل إلى القيء فالقيء فعلاً فتشنجات موضعية عامة والقيء يحتوي عادةً على لبن متجمد وتنتفخ البطن ويحصل إسهال أخضر رائحته منتنة كريهة ويحصل للطفل مغص يجعله يصيح من آنٍ لآخر.
العلاج - يرجع الطفل للرضاعة إن كان اسبب الفطام وتنظم مواعيد التغذية إن كان السبب عدم نظامها بأن يرضع الطفل في الأشهر الثلاثة الأولى كل ساعتين وفي الليل مرتين وفي الثلاثة الثانية كل ثلاث ساعات وفي اللي مرة ثم كل أربع ساعات إلى الفطام. ويعطى مسهلاً من الزئبق الحلو إن كان من التسنين وإذا لم يتحسن يكره الطفل على الحمية الإمتناع عن الأكل ولا يعطى له غير ماء الشعير مدة يومين فإذا لم يتحسن يعرض على طبيب.