الرئيسيةبحث

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 25/عالم الحرب

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 25/عالم الحرب

بتاريخ: 1 - 3 - 1915


مصلحة البريد الجوية

فكرت الولايات المتحدة في استخدام ألفي طيار لنقل الأشياء الهامة المرسلة في البريد وذلك اتقاء ضياعها في البحار بعد أن رأت الأقيانوس محفوفاً بأخطار الحرب وغيلاتها وقد أجمعت على تحقيق فكرتها إذا بدأت منذ سنتين تصدر طوابع جديدة برسم الطرود مرسوماً عليها صور طيارات البريد.

الأوسمة الحربية للكلاب

اعتادت الجيوش أن تحشد مع رجالها عدداً غير قليل من الكلاب وقد جرى الجند على اصطحاب كلابهم إلى ميادين الحرب وقد لعبت الكلاب في هذه الحرب دوراً عظيماً لم تلعبه من قبل الحروب الماضية فقد استخدم البلجيكيون الكلاب في جر الأحمال والمدافع الصغيرة والذخائر الخفيفة وقد كان منها أن جعلت تمضي الأيام العديدة مشدودة إلى عجلاتها ومركباتها لا تذوق الراحة إلا كأسيادها الجند خلال الهنيات القليلة والكلاب في الجيش الفرنسي يقومون في الآرجون مقام الحراس على الخنادق والمرابط. وقد كان من ذكاء هذه الكلاب أنها إذا رأت أو أحست باقتراب العدو أو جواسيسه لا تعمد إلى النباح كعادتها عند إحساسها بمقدم غريب أو عدو أو طارئ بل استعاضت عن النباح بضرب خافت من العواء حتى لا يتمكن العدو أو الجاسوس من الفرار إذ هي نبحت وناهيك بما تؤديه الكلاب إلى جمعيات الصليب الأحمر من الخدمات والأعمال.

فلا عجب بعد ذلك إذا كانت الجيوش الأخيرة تنعم على كلابها عند البلاء الحسن بضروب من الأوسمة لا تختلف عن أوسمة الشجعان من الجند وقد أعطيت بعض الكلاب وسام صليب فكتوريا وهو من الأوسمة الكبرى في المملكة البريطانية وقد أبلى أحد الكلاب الإنكليزية في حرب الأفغان عام 1879 أحسن البلاء فطوقته الملكة فكتوريا نفسها الوسام الأفغاني بيديها.

كيف تتخاطب الغواصات

يندهش القارئ إذ يسمع أن الغواصات استطاعت أن تبعث بأنباء أعمالها إلى عاصمة الدولة التي تنتسب إليها والوسيلة الوحيدة إلى هذا التخاطب أن الغواصات متجهزة بجهاز لا سلكي بخلاف الأجهزة المعروفة وهذا الجهاز يتركب من عامود قصير ينتهي طرفه الأعلى ببالون أسير مشدود فإذا أريد إرسال خبر من الأخبار جعلوا البالون يفلت في الهواء ثم يطلقون من الآلة الكهربائية الباعثة سلكاً يجري إلى العامود فإذا تركت الآلة إلى العمود انتقلت إلى البالون الأسير بواسطة آلة مغناطيسية وهذه تنفذها إلى أحد مراكز التلغراف اللاسلكي الشبيهة بها في البلاد المطلوبة ويقال أنها تستطيع إرسال أنبائها على مسافة خمسمائة ميل أو ستمائة.

تأثير التبغ في الحروب

دلت الرسائل التي يكتبها الجند في ميادين القتال إلى ذوي قرباهم وأصدقائهم في البلاد إن التبغ للجندي في مرتبة الطعام والشراب وأن له أكبر الأثر في نجاح الحروب وخيبتها وانتصار الوقائع وفشلها وإن الجيش الأقل نصيباً من التبغ أقل نصيباً من النصر وقد تجلى هذا التأثير العظيم في الحرب السبعينية فقد أكد الإحصائيون الحربيون أن هزيمة الفرنسيين العظيمة كانت ترجع إلى قلة المناعم ولا سيما التبغ بين الجنود بينما كان الألمان لا يألون جهداً في إمداد جندهم بالمقادير الكبيرة منه وتأليف الجمعيات المتعددة لإرسال ملايين اللفائف إلى ساحة الحرب وقد أثبت التاريخ أن الضابط منهم كان يعدو في الساحة فوق جواده واللفافة في فمه وإن الجند كانوا صافين وذوائب الدخان تخرج من غلاينهم بل إن بسمارك نفسه كان قدوة للجنود فلم يكن ليرى دون لفافته وقد كان من عادته بعد انتهاء الموقعة أن يمر بين الجرحى وهم بين سررهم في المستشفيات فيفرق عليهم لفائف التبغ ويشعلها لهم بل إن مولتسكي الكبير أعترف في بعض تقاريره بأن التبغ من أوجب الضرورات له إذا أجمع على تدبير موقعة من المواقع.

هل تبطل المدافع ببطلان الحرب

الناس في أوقات الحرب عرضة لأن ينسوا أن للمدافع بقطع النظر عن التقتيل والتفتيت عدة من الفوائد لا تنكر وإن المدافع لن تبطل وإن بطلت الحرب إلى الأبد. فمن فوائد المدافع الخارجة عن حدود الحروب أن السفن لا تستطيع إعلان بلوغها الساحل إلا بإطلاق مدفع يؤذن بذلك وليس من الهين أن يستعاض عن ذلك بوسيلة أخرى تغنى غناء المدفع ومدفع الظهر هو أكبر الوسائل الممكنة لإعلان البلاد وإرباضها بصحة الوقت ثم لا تنس المدافع التي تطلق حداداً على الكبراء والملوك والوزراء وتلك التي تطلق احتفالاً بالأعياد الكبرى وجلوس الملوك ومواليدهم.

وهذا والمدفع تنقذ الأرواح كما تخطفها فإن في البلاد المقفرة الصحراوية حيث يصعب جمع المياه من رطوبة الرمال يستعمل الجند مدافعهم في إنقاذ حياة الهالكين من الظمأ وذلك بأن يطمروها في الرمال فتلتقط رطوبتها ومن ثم يتيسر للناس الشرب