مجلة البيان للبرقوقي/العدد 2/أخبار السيدة سكينة
→ أمالي البيان | مجلة البيان للبرقوقي - العدد 2 أخبار السيدة سكينة [[مؤلف:|]] |
الفكاهات والملح ← |
بتاريخ: 23 - 9 - 1911 |
بنت الحسين رضي الله عنهما
كانت السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب سيدة نساء عصرها وكانت من أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن أخلاقاً وكانت عفيفة سلمة برزة من النساء تجالس الجلة من قريش وكان يجتمع الشعراء في فناء دارها ولها مع الشعراء والمغنين والمجان حكايات ونوادر تدل على أدبها وبصرها بالشعر وظرفها ولطف غريزتها فلا جرم أنا ذاكرون من أخبارها ما لا يخرج عن شريطتنا في هذه الأمالي إن شاء الله.
كان اسم السيدة سكينة آمنة وقيل أمينة وقيل أميمة وسكينة لقب لقبت به وكانت أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي وفيها يقول الحسين رضي الله عنه:
لعمرك أنني لأحب داراً ... تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي ... وليس لعاتب عندي عتاب
وكانت السيدة آية في الجمال وكانت تصفف جمتها تصفيفاً لم ير أحسن منه حتى عرف ذلك وكانت تلك الجمة تسمى السكينية وكان عمر بن عبد العزيز إذ وجد رجلاً يصفف جمته السكينية جلده وحلقه - وتزوجت السيدة عدة أزواج وكان أول ما تزوجت عن عبد الله بن الحسين بن علي وهو ابن عمها وأبو عذرتها ثم خلفه عليها مصعب بن الزبير زوجه إياها أخوها علي ابن الحسين ومهرها مصعب ألف ألف درهم ولما حملها أخوها إليه رضخ إليه بأربيعن ألف دينار قالت السيدة دخلت على مصعب وأنا أحسن من النار الموقدة في الليلة القراء وولدت من مصعب بنتاً سمتها الرباب فلما قتل مصعب ولى أخوه عروة تركته فزوج الرباب ابنه عثمان فماتت وهي صغيرة فورثها عثمان بن عروة عشرة آلاف دينار.
حدثت سعيدة بنت عبد الله بن سالم قالت لقيت سكينة بين مكة ومنى فقالت قفي يا ابنة عبد الله فوقفت فكشفت عن بنتها من مصعب وإذا هي قد أثقلتها الحلي واللؤلؤ فقالت ما ألبستها إياه إلا لتفضحه.
ثم تزوجت السيدة من عبد الله بن عثمان الخزامي ثم من زيد بن عمرو ابن عثمان ثم من الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان ولم يدخل بها ثم من إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم يدخل بها وقيل في ترتيب أزواجها غير ذلك وكان أحد أزواجها زيد بن عمرو بن عثمان كما حدث أشعب (وكان قد اتخذته السيدة سميرا لها) انجل قرشى قال أشعب فخرج حاجاً وخرجت معه سكينة فلم يدع أوزة ولا دجاجة ولا بيضاً ولا فاكهة إلا حمله معه وأعطتني مائة دينار فخرجت ومعها طعام على خمسة أجمال فلما أتينا السيالة نزلنا وأمرت بالطعام أن يقدم فلما جيء بالأطباق أقبل أغيلمة من الأنصار يسلمون على زيد فلما رآهم قال أوه خاصرتي ارفعوا الطعام وهاتوا الترياق والماء الحار فجعل يتوجرهما حتى انصرفوا ودخلنا وقد هلكت جوعاً فلم آكل إلا مما اشتريته من التسوق فلما كان من الغد أصبحت وبي من الجوع ما الله به عليم ودعا بالطعام فأمر باسخانه وجاءته مشيخة من قريش يسلمون عليه فلما رآهم اعتل بالخاصرة ودعا بالترياق والماء الحار فتوجره ورفع الطعام فلما ذهبوا أمر بإعادته فأتى به وقد برد وقال لي يا أشعب هل إلى أسخان هذا الدجاج سبيل فقلت له أخبرني عن دجاجك هذا من آل فرعون فهو يعرض على النار بكرة وعشيا - وحكى أن أحد أزواجها زيد بن عمرو استأذنها أن يحج مع سليمان بن عبد الملك وأعلمها أنها أول سنة حج في الخليفة وأنه لا يمكنه التخلف عن الحج معه وكانت لزيد ضيعة يقال لها العرج وكان له فيها جوار فأعلمته أنها لا تأذن له إلا أن يخرج أشعب معه فيكون عيناً لها عليه ومانعاً له من العدول إلى العرج ومن اتخاذ جارية لنفسه في بدأته ورجعته فقنع بذلك وأخرج أشعب معه وكان له فرس كثير الأوضاح حسن المنظر يصونه عن الركوب إلا في مسايرة أمير أو يوم زينة وسرج يصونه لا يركب به غير ذلك الفرس وكان معه طيب لا يطيب به إلا في مثل ذلك اليوم الذي يركب فيه وحلة موشية يصونها عن اللبس إلا في يوم يريد التجمل فيه بها فحج مع سليمان وكانت له عنده حوائج كثيرة فقضاها ووصله وأجزل صلته وانصرف سليمان وكانت له عنده حوائج كثير فقضاها ووصله وأجزل صلته وانصرف سليمان من حجه ولم يسلك طريق المدينة وانصرف ابن عثمان يريد المدينة فنزل على ماء لبني عامر بن صعصعة ودعا أشعب فأحضره وصرصرة فيها أربعمائة دينار وأعلمه أنه ليس بينه وبين العرج إلا أميال وإن أذن له في المسير إليها والمبيت عند جواريه غلس إليه فوافى وقت ارتحال الناس فوهب له الأربعمائة دينار فقبل يده ورجله وأذن له في السير إلى حيث أحب وحلف له أنه يحلف لسكينة بالإيمان المحرجة أنه ما صار إلى العرج ولا اتخذ جارية منذ فارق سكينة إلى أن رجع إليها فدفع إليه مولاه الدنانير ومضى قال ابن أشعب حدثني أبي أنه لم يتوهم أن مولاه سار نصف ميل حتى رأى في الماء الذي كان عليه رحل زيد جاريتين عليهما قربتان فألقتا القربتين وألقتا ثيابهما عنهما ورمتا بأنفسهما في الغدير وعامتا فيه ورأى من مجردهما ما أعجبه واستحسنه فسألهما عند خروجهما من الماء عن نسبهما فأعلمتاه أنهما من اماء نسوة خلوف لبني عامر بن صعصعة بالقرب من ذلك الغدير فسألهما هل يسهل على مواليهما محادثة شيخ حسن الخلق طيب العشرة كثير النوادر فقالتا وأني لهن بمن هذه صفته فقال لهما فأنا ذلك فقالتا له انطلق معنا فوثب إلى فرس زيد فأسرجه بسرجه الذي كان يركبه ودعا بحلته التي كان يضن بها فلبسها وأحضر الفسط الذي كان فيه طيبه وتطيب منه وركب الفرس ومضى معهما حتى وافى الحي فأقام في محادثة أهله إلى قرب وقت صلاة العصر فأقبل في ذلك الوقت رجال الحي وقد انصرفوا من غزواتهم وأقبلت تمر به الرعلة بعد الرعلة فيقفون به فيقولون ممن الرجل فينتسب في نسب زيد فيقول كل من اجتاز به ما نرى باساً وينصرفون عنه إلى قرب غروب الشمس فأقبل عليه شيخ فان على بجير هرم هزيل ففعل مثل ما كان يخبر من تقدمه فقال مثل قولهم قال أبي ثم رأيت الشيخ وقد وقف بعد قوله فأوجست منه لأني رأيته قد جعل يده اليسرى تحت حاجبه ورفعها ثم استدار ورأى وجهي وركبت الفرس فما استويت عليه حتى سمعته يقول أقسم بالله ما هذا قرشي وما هذا إلا وجه عبد فركضت فرسي وهو يقول من أنت واتبعني فلما يئس من اللحاق بي انتزع سهماً فرماني نه فوقع في مؤخرة السرج فكسرها ودخلتني روعة من ضربة أحدثت لها الحلة ووافيت رجل مولاي فغسلت الحلة ونشرتها فلم تجف ليلاً وغلس مولاي من العرج فوافاني في وقت الرحيل فرأى الحلة منشورة مؤخرة السرج مكسورة والفرس قد أضربه الركوب وسفط الطيب مفضوض الخاتم فسألني عن السبب فصدقته فقال لي ويحك أما كفاك ما صنعت بي حنى انتسبت في نسبي وسكت عني فلم يقل لي أحسنت ولا أسأت حتى وافينا المدينة فلما وافاها سألته سكينة عن خبره فقال يابنت رسول الله وما سؤالك إياي ولم يزل ثقتك معي وهو أمين على فسليه عن خبرى يصدقك عنه فسألتني فأخبرتها أني لم أنكر عليه شيئاً ولم أمكنه من ابتياع جارية ولم أطلق له الاجتياز بالعرج فاستحلفتني فلما حلفت لها بالإيمان المحرجة فيها طلاق أمك (يخاطب ابنه) وثب فوقف بين يديها وقال والله يا بنت رسول الله لقد كذبك العلج أقمت بها يوماً وليلة وغلست بها عدة من جواري وها أنا تائب إلى الله مما كان مني وقد جعلت توبتي منهن وتقدمت في حملهن إليك وهن موافيات المدينة في عشية هذا اليوم فبيعهن وعتقهن إليك وأنت أعلم بما ترين في العبد السوء فأمرتني بإحضار الأربعمائة دينار فلما أحضرتها أمرت بابتياع خشب بثلثمائة دينار وليس عندي ولا عند أحد من أهل المدينة علم بما تأمر به ثم أمرت بأن يتخذ بيت من عود وجعلت النفقة عليه من أجر النجارين من المائة الباقية ثم أمرت بابتياع بيض وتبن وسرجين بما بقي من المائة دينار بعد أجرة النجارين ثم أدخلتني والبيض والتبن والسرجين في البيت وحلفت بحق جدها لا أخرج من ذلك البيت حتى أحضن ذلك البيض كله إلى أن يفقس ففعلت ذلك ولم أزل أحضنه حتى فقس كله فخرج الفراريج وربيت في دار سكينة وكانت تنسبهن وتقول بنات أشعب
وحدث الرواة قالوا اجتمع في ضيافة السيدة سكينة جرير والفرزدق وكثير وجميل ونصيب فمكثوا أياماً ثم أذنت لهم فدخلوا عليها فقعدت حيث تراهم ولا يرونها وتسمع كلامهم ثم أخرجت وصيفة لها وضيئة قد روت الأشعار والأحاديث فقالت أيكم الفرزدق فقال لها ها أنا ذا قالت أنت القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة ... كما انحط بازٍ أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا ... أحي نرجي أم قتيل نحاذره
فقلت ارفعوا الأمراس لا يشعروا بنا ... وأقبلت في إعجاز ليل أبادره
أبادر بوابين قد وكلابنا ... وأحمر من ساج تبص مسامره
قال نعم فما دعاك إلى إفشاء سرها وسرك هلا سترت عليك وعليها خذ هذه الألف والحق بأهلك ثم دخلت على مولاتها وخرجت فقالت أيكم جرير قال ها أنا ذا فقالت أنت القائل:
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... حين الزيارة فارجعي بسلام
تجري السواك على أغر كأنه ... برد تحدر من متون غمام
لو كان عهدك كالذي حدثتنا ... لوصلت ذاك وكان غير ذمام
إني أواصل من أردت وصاله ... بحبال لا صلف ولا لوام قال نعم قالت أولاً أخذت بيدها وقلت لها ما يقال لمثلها أنت عفيف وفيك ضعف خذ هذه الألف والحق بأهلك ثم دخلت إلى مولاتها وخرجت فقالت أيكم كثير قال ها أنا ذا فقالت أنت القائل:
وأعجبني ياعز منك خلائق ... كرام إذا عد الخلائق أربع
دنوك حتى يدفع الجاهل الصبا ... ودفعك أسباب المنى حين يطمع
فو الله ما يدري كريم مماطل ... أينساك إذ باعدت أو يتضرع
قال نعم قالت ملحت وشكلت خذ هذه الثلاثة آلاف والحق بأهلك ثم دخلت على مولاتها ثم خرجت فقالت أيكم نصيب قال ها أنا ذا فقالت أنت القائل:
لولا أن يقال صبا نصيب ... لقلت بنفسي النشأ الصغار
بنفسي كل مهضوم حشاها ... إذا ظلمت فليس لها انتصار
قال نعم فقالت ربيتنا صغاراً ومدحتنا كباراً خذ هذه الألف والحق بأهلك ثم دخلت على مولاتها وخرجت فقالت يا جميل مولاتي تقرئك السلام وتقول لك والله مازلت مشتاقة لرؤيتك مذ سمعت قولك:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادي القرى إني إذاً لسعيد
لكل حديث بينهن بشاشة ... وكل قتيل عندهن شهيد
فجعلت حديثنا بشاشة وقتلانا شهداء خذ هذه الألف دينار والحق بأهلك.
ورووا أن الفرزدق خرج حاجاً فلما قضى حجه خرج إلى المدينة فدخل على السيدة مسلماً فقالت له يا فرزدق من أشعر الناس قال أنا قالت كذبت أشعر منك الذي يقول:
بنفسي من تجنبه عزيز ... علي ومن زيارته لمام
ومن أمسى وأصبح لا أراه ... ويطرقني إذا هجع النيام
قال والله لئن أذنت لي لأسمعنك أحسن منه قالت فاخرج عني ثم عاد إليها من الغد فدخل عليها فقالت يا فرزدق من أشعر الناس قال أنا قالت كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول:
لولا الحياء لهاجني استعبار ... ولزرت قبرك والحبيب يزار
كانت إذا هجر الضجيع فراشها ... كتم الحديث وعفت الأسرار
لا يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار فقال والله لئن أذنت لي لأسمعنك أحسن منه فأمرت به فاخرج ثم عاد إليها في اليوم الثالث وحولها مولدات كأنهن التماثيل فنظر الفرزدق إلى واحدة منهن فأعجب بها وقالت يا فرزدق من أشعر الناس فقال أنا فقالت كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول:
إن العيون التي في طرفها مرض ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا
فقال يا بنت رسول الله إن لي عليك حقاً عظيماً ضربت إليك من مكة إرادة السلام عليك فكان جزائي منك تكذيبي ومنعي من أن أسمعك وبي ما قد عيل معه صبري وهذه المنايا تغدو وتروح ولعلى لا أفارق المدينة حتى أموت فإن أنا مت فأمري أن أدرج في كفني وأدفن في حر تلك الجارية: يعني الجارية التي أعجبته: فضحكت السيدة وأمرت له بالجارية فخرج بها آخذاً بريطتها (ملاأتها) وأمرت الجواري أن يدففن في أقفائهما ثم قالت يا فرزدق أحسن صحبتها فإني آثرتك بها على نفسي.
ووقفت السيدة مرة على عروة بن أذينة فقالت له يا أبا عامر أنت الذي تقول:
قالت وأبثثتها سري وبحت به ... وقد كنت عندي تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي فقلت لها ... غطى هواك وما ألقى على بصري
وأنت القائل:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم ابترد
هبني بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنار على الأحشاء تتقد
قال نعم قالت هن حرائر وأشارت إلى جواريها أن كان خرج هذا من قلب سليم وهذا عروة بن أذينة كان من كبار العلماء وفحول الشعراء سمع ابن عمر وروى عنه مالك في الموطأ وهو القائل:
لقد علمت وما الأشراف من خلقي ... إن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعنيني تطلبه ... وإن قعدت أتاني لا يعنيني
لا خير في طمع يدني إلى طبع ... وغفة من قوام العيش تكفيني
كم من فقير غني النفس تعرفه ... ومن غني فقير النفس مسكين
ومن عدو رماني لو قصدت به ... لم آخذ النصف منه حين يرميني ومن أخ لي طوى كشحاً فقلت له ... إن انطواءك عني سوف يطويني
إني لأنظر فيما كان من إربي ... وأكثر الصمت فما ليس يعنيني
لا أبتغي وصل من يبغي مقاطعتي ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني
واتفق أن عروة وفد هو وجماعة من الشعراء إلى هشام بن عبد الملك فتبينهم فلما عرف عروة قال ألست القائل: لقد علمت: الأبيات
فاظرق عروة ملياً ثم خرج من فوره ذلك فركب ناقته وخرج إلى الحجاز فافتقده هشام فلم يره وسأل عنه فقيل له راح إلى الحجاز فندم على ما كان منه وقال أنه شاعر ولسنا نأمن أن ينالنا من لسانه شيء فأرسل إليه بصلة جزيلة فوافاه الرسول بها حين وافى منزله بالمدينة فقال للرسول قل لأمير المؤمنين كيف رأيت صدقه في قوله - ومن شعر عرووة بن أذينة:
إن التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوىً لها
فيك الذي زعمت بها فكلاكما ... أبدى لصاحبه الصبابة كلها
ولعمرها لو كان حبك فوقها ... وقد ضحيت إذاً لاطلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فادقها وأجلها
لما عرضت مسلماً لي حاجة ... أخشى صعوبتها وأرجو ذلها
منعت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها
فدنا فقال لعلها معذورة ... في بعض رقبتنا فقلت لعلها
رجع ما انقطع من أخبار السيدة سكينة (البقية تأتي).