مالي وللتشبيب بالأوطان
مالي وللتشبيب بالأوطان المؤلف: ابن النبيه |
مالي وللتشبيب بالأوطان
لي شاغل بجمالك الفتان
الريق والثغر العذيب وبارق
وقباك مزرور على نعمان
وسنان حوري الصفات كأنه
ملء الجنان ففر من رضوان
طالت على عطفيه ليلة شعره
فترنحا كالعاشق الولهان
واخضر فوق الورد آس عذاره
فعجبت للجنات في النيران
جنت بمنظره البديع عيوننا
فتسللت بمدامع الأجفان
غزلي به ومديح موسى روضة
جمعت فنون الحسن والإحسان
ملك به اخضر الزمان كأنما
أيام دولته ربيع ثان
أثرى ثراه بعد محل محله
بدوام سح سحابة الهتان
فلكل غادية رحيق سلسل
ولكل غصن هزة النشوان
والنهر خد بالشعاع مورد
قد دب فيه عذار ظل البان
والماء في سوق الغصون خلاخل
من فضة والزهر كالتيجان
فكأن طائرها خطيب مصقع
قد قام فوق منابر الأغصان
يشدو وأنشد فالمدائح بيننا
تهدى إلى موسى بكل لسان
اشرب ثلاثا يا نديم وسقني
واطرب لعجمة نطقه وبياني
كأسا إذا صافحتها أثرت يدي
من فضة ملئت من العقيان
حمراء رصعها الحباب بجوهر
كالزهر في مرج من المرجان
والله لو عقل المجوس لكاسها
جعلوه بيت عبادة النيران
سكر المدام وشكر موسى مذهبي
فلقد محوت بطاعتي عصياني
شغلي مدائحه وغيري لم يزل
كالبوم يندب دارس الجدران
للبيد والكوم الرواسم معشر
عدل الزمان بشأنهم عن شاني
سيما إذا التهب الهجير وحومت
فوق السراب حشاشة الظمآن
والشمس ترسل فضل خيط لعابها
تمتاح من عطش ثرى الغدران
يشوي الوجوه سمومها فكأنما
أعتاضوا عن الأكوار بالكيران
فعلام ألقي للمهالك مهجتي
والأشرف السلطان قد أغناني
طرد القنيص بكل ضار ضامر
من مخلبيه مقرط الآذان
وبكل مردفة مغلغلة لها
في كل عضو مقلة الغضبان
تركية سبيت فسال بخدها
ما كان من كحل على الأجفان