| ما الشوق مقتنعاً مني بذا الكمد المؤلف: المتنبي |
| ما الشَّوقُ مُقتنعاً مني بذا الكَمَدِ | حتَّى أكونَ بلا قلبٍ ولا كَبِدِ |
| ولا الدِّيارُ التي كان الحبيب بها | تشكو إليَّ ولا أشكو إلى أحدِ |
| ما زال كل هزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها | والسُقمُ يُنحِلُني حتى حَكَت جَسَدي |
| وكلما فاض دمعي غاضَ مُصطَبَري | كأنَّ ما سال من جفنيَّ من جَلَدي |
| فأين من زَفَراتي من كَلِفتُ به | وأين منك ابن يَحيَى صَولةُ الأسدِ |
| لمَّا وَزَنتُ بك الدنيا فمِلتَ بها | وبالورى قَلَّ عِندي كثرةُ العددِ |
| ما دار في خُلدِ الأيامِِ لي فَرَحٌ | أبا عُبادةَ حتى دُرتَ في خَلَدي |
| مَلكٌ إذا امتلأَت مالاً خزائنُهُ | أذاقَهَا طعمَ ثُكلِ الأمِّ للوَلَدِ |
| ماضي الجَنانِ يُريهِ الحزم قبل غدٍ | بقلبهِ ما تَرَهُ عيناهُ بعد غدِ |
| ماذا البهاء ولا ذا النُورُ من بشرٍ | ولا السَماحُ الذي فيه سماح يدٍ |
| أي الأكُفِّ تُبارِي الغَيثَ ما اتَّفَقَا | حتى إذا افترقا عادت ولم يَعُدِ |
| قد كنتُ أحسب أنَّ المجدَ من مُضَرٍ | حتى تَبَحتَرَ فَهوَ اليومَ من أُدَدِ |
| قومٌ إذا أَمطَرَتَ موتاً سُيُوفُهُمُ | حَسِبتَهَا سُحُباً جادَت على بَلَدِ |
| لم أُجرِ غايةَ فكري منكَ في صفةٍ | إلَّا وَجَدتُ مَداها غايةَ الأَبَدِ |