لَمْ يَبْقَ فِيكَ لِمُشْتَاقٍ إذَا وَقَفَا
لَمْ يَبْقَ فِيكَ لِمُشْتَاقٍ إذَا وَقَفَا المؤلف: سبط ابن التعاويذي |
لَمْ يَبْقَ فِيكَ لِمُشْتَاقٍ إذَا وَقَفَا
إلاّ ادِّكارُ رسومٍ تبعَثُ الأَسَفا
وَنَظْرَة ٌ رُبَّمَا أَرْسَلْتُ رَائِدَهَا
والطَّرْفُ يُنكرُ من مَعناكَ ما عرَفا
يَا مَنْزِلاً بِاللِّوَى أَقْوى مَعَالِمُهُ
لَمْ يَعْفُ وَجْدِي عَلَى سُكَّانِهِ وَعَفَا
لولاكَ ما هاجَني نَوحُ الحَمامِ ولا
هَفَا بِيَ کلْبَرْقُ عُلْوِياًّ إذَا خَطَفَا
أَعائدٌ وأحاديثُ المُنى خُدَعٌ
عَلَى کلْغَضَا زَمَنٌ مِنْ عَيْشِنَا سَلَفَا
هَيْهَاتَ أَنْ تَخْلِفَ کلأَيَّامُ مِنْ عُمُرِي
شَبِيبَة ً فِيكُمُ أَنْفَقْتُهَا سَرَفَا
وَبَاخِلٍ سَمُحَ کلطَّيْفُ کلْكُذُوبُ بِهِ
والليلُ قد مَدَّ من ظَلمائِهِ سُجَفا
أَسْرَى إلَيَّ عَلَى مَا فِيه مِنْ فَرَقٍ
تحتَ الدُّجى يركبُ الأهوالَ مُعتَسِفا
فَبِتُّ مِنْ قَدِّهِ لِلْغُصْنِ مُعْتَنِفاً
طَوْراً وَمِنْ خَدِّهِ لِلْخَمْرِ مُرْتَشِفاً
فيا لهُ من بخيلٍ كيفَ جادَ لنا
عَفْواً وَمِنْ غَادِرٍ بِکلْعَهْدِ كَيْفَ وَفَا
وفاترِ الطَّرْفِ مَمشوقِ القَوامِ لهُ
قَدٌّ يُعلِّمُ خُوْطَ البانة ِ الهَيَفا
إنْ قُلْتُ جُرْتَ عَلَى ضَعْفِي يَقُولُ مَتَى
كَانَ کلْمُحِبُّ مِنَ کلْمَحْبُوبِ مُنْتَصِفَا
أو قلتُ أتلفتَ رُوحي قال لا عجَبٌ
مَن ذاقَ طَعمَ الهوى يوماً وما تلِفا
إنْ أَنْكَرَتْ مِنْ دَمِي عَيْنَاهُ مَا سَفَكَتْ
فَقَدْ أَقَرَّ بِهِ خَدَّاهُ وَکعْتَرَفَا
ما قلتُمُ الغصنُ مَيّالٌ ومُنعَطِفٌ
فكيفَ مالَ على ضَعفي وما عطَفا
يا صاحِ قُمْ فوجوهُ اللهوِ سافرة ٌ
وناظِرُ الهَمِّ بالأفراحِ قد طُرِفا
كَسَا کلرَّبِيعُ ثَرَاهَا مِنْ خَمَائِلِه
رَيْطاً وألقى على كُبانِها قُطُفا
والغيمُ باكٍ وثَغرُ النَّورِ مُبتسمٌ
وَطَائِرُ کلْبَانِ فِي کلأَغْصَانِ قَدْ هَتَفَا
والثغرُ رَيّانُ لَدْنُ العِطْفِ قد عقدَتْ
لآلِىء ُ کلطَّلِّ مِنْ أَوْرَاقِهِ شَنَفَا
فانهَضْ إلى الراحِ واعذُرْ في الغرامِ بها
لاَ تُلْحِ مَنْ بَاتَ مَشْغَوفاً بِهَا كَلِفَا
واحْبُ النديمَ بها حمراءَ صافية ً
صِرْفاً إذَا ثَبَتَتْ فِي صَدْرِهِ رَجَفَا
راحاً كأنَّ عمادَ الدينِ شابَ بها
فِي کلْكَأْسِ مَا رَقَّ مِنْ أَخْلاَقِهِ وَصَفَا
فِي جَنَّة ٍ جَادَهَا وَسْمِيُّ رَاحَتِهِ
وَکمْتَدَّ فِيهَا عَلَيْنَا ظِلُّهُ وَضَفَا
حيثُ التَقَيْنا رأيْنا من صَنائعِهِ
ومنْ سَجاياهُ فيها رَوضة ً أُنُفا
أَعْدَتْ شَمَائِلُهُ مَرَّ کلنَّسِيمِ بِهَا
وكلّما هَبَّ في أرجائِهِ لَطُفا
عَلَى شَفَا جَدْوَلٍ فِي أَبْرَدَيْهِ إذَا کعْـ
ـتَلَّ کلنَّسِيمُ لأَدْوَاءِ کلْهُمُومِ شَفَا
يُزْهَى بِمُلْكٍ إذَا سُحْبُ کلْحَيَا بَخِلَتْ
تَبْدُو لَهُ مِنِّي فَيَسْتُرُهَا
جَذْلانُ يصبحُ شَملُ المالِ مُنصَدِعاً
فِي رَاحَتَيْهِ وَشَمْلُ کلْحَمْدِ مُؤتَلِفَا
يا من يَلُومُ عليّاً في مواهبِهِ
هَيْهَاتَ حَاوَلْتَ مِنْهُ غَيْرَ مَا أَلِفَا
فهل يُلامُ عُبابُ البحرِ إنْ زخرَتْ
أَمْوَاجُهُ وَمَهَبُّ کلرِّيحِ إنْ عَصَفَا
أقسمْتُ لو كانَ يدري ما الحياءُ حَياً
أَرْضاً بِهَا نَزَلَتْ جَدْوَاهُ مَا وَكَفَا
عانٍ على الشرفِ المَوروثِ تالِدُهُ
بما استجَدَّ من العلياءِ أو طَرُفا
مَا زَادَهُ قَوْمُهُ فَخْراً وَإنْ بَلَغُوا
فِي کلْمَجْدِ شَأْواً عَلَى مَنْ رَامَهُ قَذَفَا
فالأنجُمُ الزُّهرُ والشُّهبُ الثَّواقبُ لوْ
كَانَتْ عَشَائِرَهُ زَادَتْ بِهِ شَرَفَا
ماضي الغِرارِ إذا البِيضُ الحِدادُ نبَتْ
ثَبْتُ الجَنانِ إذا قلبُ الحليمِ هفا
يسْتلُّ من عزمِهِ في الرَّوعِ ذا شُطَبٍ
عَضْباً وَيَلْبَسُ مِنْ آرائِهِ زَعَفَا
كَأَنَّ غُرَّتَهُ وَکلْخَطْبُ مُعْتَكِرٌ
بَشائرُ الصُّبحِ جَلاّ نورُها السُّدَفا
تَلْقَى کلْغِنَى عِنْدَهُ إنْ جئْتَ مُجْتَدِياً
والعفوَ إنْ جئتَهُ للذنْبِ مُعترِفا
ما للزمانِ ولي حَتّامَ تجمعُ لي
أيامُهُ معَ سَواءِ الليلة ِ الخُسُفا
يَسُومُ ذُؤْبانَهُ مَدحي ويطمعُ في
أَنِّي أُنَازِعُهَا أَشْلاَءَهَا کلْجِيفَا
هَيْهَاتَ تَرْهَبُ نَفْسِي عَنْ مَطَامِعِهَا
وَصُنْتُ فَضْلِي عَنْ إدْنَاسِهَا صَلَفَا
لِلَّهِ دَرُّ أَبِيِّ کلنَّفْسِ مُمْتَعِضٍ
لِفَضْلِهِ أَنْ يُلاَقِي کلْحَيْفَ وَکلْجَنَفَا
يأبى غَضارة َ عَيشٍ جَرَّ مَلبَسُها
ذُلاًّ وَيَخْتَارُ عِزَّ کلنَّفْسِ وَکلْقَشَفَا
قالوا انْتَزِحْ وتغرَّبْ تكتسِبْ شرَفاً
فالدُّرُّ ما عَزَّ حتى فارَقَ الصدَفا
أَأَتْرُكُ کلْبَحْرَ دُونِي سَائِغَاً غَدَقاً
وأَجْتَدي وَشَلاً بالجوِّ مُنتَزِفا
أَبَتْ عَطَايَا عَلِيٍّ أَنْ أَمُدَّ إلَى
يَدي يداً كَفَّنِي مَعروفُهُ وكَفَا
كم ردَّ عنّي سِهامَ الدهرِ طائشة ً
ولم أزلْ لمَرامي صَرْفِهِ هَدَفا
وكم دعوْتُ أبا نصرٍ لحادثة ٍ
جَلَّتْ فَمَا خَارَ عَنْ نَصْرِي وَلاَ صَدَفَا
أَحَلَّنِي مِنْ جَمِيلِ کلرَّأْيِ مَنْزِلَة ً
غَدَوْتُ مِنْهَا لِظَهْرِ کلنَّجْمِ مُرْتَدِفَا
وإنْ دعَوتُ بهِ في غَمّة ٍ كَشَفا
يَا مَنْ إذَا قَالَ أَعْيَ کلْقَائِلُونَ لَهُ
وَمَنْ إذَا جَادَ أَعْطَى کلْجِلَّة َ کلشَّرَفَا
فَدَاكَ كُلُّ قَصِيرِ کلْبَاعِ مُنْسَلِخٍ
منَ المَكارمِ مَهْجُوٍّ إذا وُصِفا
لا تعرفُ العُرفَ كَفّاهُ ولا هوَ إنْ
حاولْتَ تَعريفَهُ في مَحفَلٍ عُرِفا
فَکسْمَعْ دُعاءَ وَلِيٍّ بَاتَ مُبْتَهِلاً
فِيهِ وَظَلَّ عَلَى کلإخُلاَصِ مُعْتَكِفَا
مَدْحاً مَلأْتُ بِهِ قَلْبَ کلْحَسُودِ جَوًى
كما ملأْتُ بطونَ الكُتْبِ والصُّحُفا
سَرى فما عرَّسَ الرُّكْبانُ في طرَفٍ
إلاَّ رَأَوْا فِيهِ مِنْ مَدْحِي لَكُمْ طَرَفَا
فَکفْنِ کللَّيَالِيَ وَکلأَيَّامَ سَاحِبَ أَذْ
يَالِ کلسَّعَادَة ِ مَا كَرَّا وَمَا اخْتَلَفَا