|
|
ما زلت أسمع لحنَ ذا اللَّحَّانِ
|
|
حتى لكدتُ أذوب من أشجاني
|
لم يُلْقِ من بيتٍ على طلابه
|
|
إلا وشان البيتَ بالألحان
|
تدريسه الفصحى العزيزة جانباً
|
|
مما يُعرِّض عِزّها لهوان
|
خَدَعتْ بني قومي شهادتُه التي
|
|
شهدتْ له بالعلم والعرفان
|
وإذا بإصغائي إلى تدريسه
|
|
يعزو شهادته إلى البطلان
|
إن لم يكن نال الشهادة ذا الفتى
|
|
زوراً فآفتُه من النسيان
|
وعلى كِلا الأمرين ليس بصالحٍ
|
|
لسوى تتلمذه الجديد الثاني
|
فلينصرفْ من حيث جاء فلم يزل
|
|
منه التعلّمُ بعدُ في الإمكان
|
إنْ تعْلُ صبيانَ المدارس سنُّهُ
|
|
فالجهلُ يدنيه من الصبيان
|
لهفي على الفصحى يدرِّسها امرؤٌ
|
|
تدريسه ضربٌ من الهذيان
|
وعلى تلاميذٍ نُحِبّ ثباتَها
|
|
منهم مدى الأعمار في الأذهان
|
يا قومِ إن لم تُبْدِلوه بمحسنٍ
|
|
تعليمَه الأبناءَ ذي إتقان
|
عظُمَتْ ندامتكم على تفريطكم
|
|
وعلى التساهل مُعْقِبِ الخُسران
|
إنا لنأمل في بنينا أن يُرَوا
|
|
وهُمُ من الفصحى بخير مكان
|
كي يُظهروا من حسنها وجمالها
|
|
ما أضمرَتْهُ حوادثُ الأزمان
|
ويقومَ كلٌّ منهُمُ بنصيبهِ
|
|
من بثّها ما اسطاع في الإخوان
|
حتى يَتِمَّ ظهورها فظهورها
|
|
صِلَةٌ لقاصي قومنا بالدَّاني
|
الوحدةُ الكبرى التي تحقيقها
|
|
ما زال حتى اليومِ وهْو أماني
|
لغةُ الجدود أهمُّ ما يدنو به
|
|
ويُرَدُّ غائب وجهه لعيان
|
فعلامَ نتركها لذي جهلٍ غدت
|
|
منه تُكابد شِقْوةً وتعاني؟
|
أَوَ ما علمتم أنها ما بيننا
|
|
تُمسي وتضحي وهْي خير لسان
|
لم ندرِ لو لم نسعَ نحو حديثها
|
|
ما مَجدُ يعربَ أو عُلا عدنان؟
|