لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي
لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي المؤلف: جميل بثينة |
لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي
بُثينة ُ، أو أبدتْ لنا جانبَ البُخلِ
يقولون: مهلاً، يا جميلُ، وإنني
لأقسِمُ ما لي عن بُثينة َ من مَهلِ
أحِلماً؟ فقبلَ اليوم كان أوانُه،
أمَ اخشى؟ فقبلَ اليوم أوعدتُ بالقتلِ
لقد أنكحوا جهلاً نبيهاً ظعينة ً،
لطيفة َ طيِّ الكَشحِ، ذاتَ شوًى خَدل
وكم قد رأينا ساعياً بنميمة ٍ
لأخرَ، لم يعمدِ بكفٍ ولا رجلٍ
إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا،
جرى الدمعُ من عينَي بُثينة َ بالكُحل
ولو تركتْ عقلي معي ما طلبتها،
ولكنْ طلابيها لما فات من عقلي
فيا ويحَ نفسي! حسبُ نفسي الذي بها
ويا ويحَ أهلي! ما أصيب به أهلي
وقالتْ لأترابٍ لها، لا زعانفٍ
قِصارٍ، ولا كُسّ الثنايا، ولا ثُعْل
إذا حَمِيَتْ شمسُ النهار، اتّقينها
بأكسية ِ الديباجِ، والخزّ ذي الحملِ
تداعينَ، فاستعجمنَ مشياً بذي الغضا،
دبيبَ القطا الكُدريّ في الدمِثِ السّهل
إذا ارتعنَ، أو فزعنَ، قمنَ حوالها،
قِيامَ بناتِ الماءِ في جانبِ الضَّحل
أرانيّ لا ألقَى بُثينة َ مرة ً،
من الدهرِ، إلاّ خائفاً، أو على رَحْل
خليليّ، فيما عِشتما، هَلْ رَأيتُما
قتيلاً بكى، من حبّ قاتلهِ، قبلي؟
أبيتُ، مع الهلاك، ضيفاً لأهلها،
وأهلي قريبٌ موسعونَ، ذوو فضلِ
ألا أيّها البيت الذي حِيلَ دونه،
بنا أنت من بيتٍ، وأهلُكَ من أهلِ
بنا أنت من بيتٍ، وحولَك لذة ٌ،
وظِلُّكَ لو يُسطاعُ بالباردِ السّهل
ثلاثة ُ أبياتٍ: فبيتٌ أحبه،
وبيتان ليسا من هَوايَ ولا شَكلي
كِلانا بكى، أو كاد يبكي صَبابَة ً
إلى إلفِه، واستعجلتْ عبرَة ً قبلي
أعاذلتي أكثرتِ، جهلاً، من العذلِ،
على غيرِ شيءٍ من مَلامي ومن عذلي
نأيتُ فلم يحدثْ ليَ النأيُ سلوة ً،
ولم ألفِ طولَ النأي عن خلة ٍ يسلي
ولستُ على بذلِ الصّفاءِ هَوِيتُها،
ولكن سَبتني بالدلالِ وبالبُخل
ألا لا أرى اثنَينِ أحسنَ شِيمَة ً،
على حدثان الدهر، مني، ومن جملِ
فإن وُجدَتْ نَعْلٌ بأرضٍ مَضِلّة ٍ،
من الأرضِ، يوماً، فاعلمي أنها نعلي