لقد طالت الساعاتُ إني أعُدّها
لقد طالت الساعاتُ إني أعُدّها المؤلف: زكي مبارك |
لقد طالت الساعاتُ إني أعُدّها
وفي القلب وسواسٌ من اليأس ثائرُ
أُسائل نفسي هل أراك وهل تفى
كما قد وفت هذي الدموع المواطر
بوجهك لا تخلف وإني لمقسِمٌ
بوجهك والمفتون بالحسن كافر
سألقاك هل ألقاك إني ليائس
يجاهد أهوال الجوى ويصابر
إذا برقت عيناك ثار متيمٌ
إذا ثار ثارت في القلوب أعاصر
عيون لآيات البيان خوالق
عيون على غزو القلوب قوادر
وخدٌّ تقول الراح إن رحيقها
عصائر من خدّ له الروح عاصر
سألقاك في هذا المساء سنلتقى
فإن كنت مقهوراً فإني لقاهر
فراراك من بطشى إذا رمت ضلّةٌ
لها في تلافيف الضلال شواجر
سألقاك هذا اليوم والليل مقمرٌ
يصافح نيران الهوى ويسامر
سأسمع صوتا آية السحر عنده
وإني لمسحورٌ وصوتك ساحر
تناجى إذا أقبلتَ روحي بنبرةٍ
تشقّقُ منها للمحب مرائر
تحدثني الآمال أنك قادمٌ
وأنك لي في غفوة الليل زائر
أمانيّ من قلبي فصاحٌ نواطقٌ
بأنك للميعاد يا روح طائر
لقد طال هذا الانتظار وشفني
لخلفك سيف حاسم الفصل باتر
ملكت فأسجع واترك الظلم طائعاً
فما الحب للحسن المدلّل غافر
تعال فما حلوان منى بعيدةُ
ولا أنا مأسورٌ يناجيه آسر
محمدُ هذا الوجه وجهٌ عرفتهُ
له في شعاب القلب مني أواصر
فيا ابن سليمان سلامٌ وفرحةٌ
يجود بها جدّ رحيمٌ مصابر
أبوك ابنمٌ أنكرتُ في العيش رأيه
وما كان خدّاعا ولا هو ماكر
حياةٌ تريه ما يريه وإنني
على طبعه المزاج راضٍ وصابر
محمد ما أمرى وأمرك إنني
لأجهل ما ترمى إليه المقادر
نظرتك واستوحيت وجهك عن أب
هو اليوم في وادي الحياة مسافر
محمد لا تجزع فجدّك حاضرٌ
محمد لا تجزع فجدك حاضر
سأقتل روحي فديةً لشبابكم
ألا إنما المقمور في الصدق قامر
إذا الأب لم يحضر ولادة طفله
فللجد قلبٌ بالأبوة عامر
محمد يا وحي الحياة ويا فتىً
له في فؤادي مشجيات سواجر
تعال إلى قلبي تعال ولا تقل
بأني مجنون المحبة شاعر
لقد جنّ قلبي جنّ جنّ جنونه
وثارت بقلبيه رماح شواجر
أدر طرف لحظيك اللطيفين لحظةً
لتعرف أني حافظ العهد ساهر
أعادلُ هذا أنت إني لشعار
طروبٌ له أيامه البيض تبسم
وفدت على قلبي فزالت كروبه
وأصبحتُ ألهو بالحياة وأنعم
ستقرأ شعرى قد قرأت بأعين
إذا نظرت كادت لروحي تترجم
ستفهم شعرى قد فهمت بلمحةٍ
ومبدع هذا اللحن لو شاء يفهم
وفدت وروحي يعصر الوجد روحه
سأنجو إذا صافيت روحي وأسلم
أنا اليوم مشتاق أنا اليوم شائق
به غادة الأحلام في النوم تحلم