لقاء في الليل
لقاء في الليل المؤلف: إبراهيم ناجي |
قالت تعال فقلت لبيكِ
هيهات أعصيْ أمرَ عينيكِ
أفديكِ مقبلةً على جزعِ
بسطت إليَّ يمينَ مرتجفِ
فتلفتّتْ كحبيس أشراكِ
وحكى اضطراب الموج نهداها
قلتُ اهدئي لم ثورة الندمِ
كفّاكِ ترتجفانِ يا أملي
وجذبتُها بذراعِها نمشي
نمشي وما ندري لنا غرضا
يا لحظة ما كان أسعدها
وهناءة ما كان أعظمها
كشفت لعينيْنا وقد ومضت
ظلين مقنعين في السورِ
وكأن ضحكتها وقد طربت
قطرات ماء فوق بلورِ
وكواكب ليست بمجدية
ظلم مكدسة وأحجارُ
عثرت بها فرفعتها بيدي
جسماً يكاد يشف في الظلمِ
وكأنني مما يسوء خلي
وحياتيَ انجابت حوالكُها
ملكتها الدنيا بما وسعتْ
وأنا أهامسها بأسراري
وكأن منها منذرا هتفا
بلغ المسير نهاية، فقِفا
وكأن ضحكتها وقد طربت
قطرات ماء فوق بلورِ
يا توأما من صدري انتزعا
يا من دعا قلبي له فسعى
عوذتها من شر أمسيةٍ
تعيا بها وتضل أبصارُ
لم أيها الداعي هواك دعا
والدهر يأبي أن نظل معَا
انظر ذراعيَّ اللذين هما
قد طوقاك مخافة البينِ
وكواكب ليست بمجدية
ظلم مكدسة وأحجارُ
أقسم بأنك عائدٌ لهما
إني لممدودُ الذراعينِ
عثرت بها فرفعتها بيدي
جسماً يكاد يشف في الظلمِ
ويرف مثل الزهر وهو ندى
ويخف مثل عرائس الحلمِ
وكأنني مما يسوء خلي
وحياتيَ انجابت حوالكُها
أرمي الطريق بناظريْ رجل
وأنا لها طفل أضاحكُها
ملكتها الدنيا بما وسعتْ
وأنا أهامسها بأسراري
وأسرها بحكاية وقعت
ورواية من نسج أفكاري
وإذا الطريق يسير منعطفا
وإذا رياح تضرب السدفا
وكأن منها منذرا هتفا
بلغ المسير نهاية، فقِفا
يا توأما من صدري انتزعا
يا من دعا قلبي له فسعى
لم أيها الداعي هواك دعا
والدهر يأبي أن نظل معَا
انظر ذراعيَّ اللذين هما
قد طوقاك مخافة البينِ
أقسم بأنك عائدٌ لهما
إني لممدودُ الذراعينِ